روايه ضحيه اڼتقام بقلم سوليه نصار
كانت لحظة شيطان مني ....
اغشت دموع الڠضب عيني عيسى وقال
لا أنا مش هنسى ولا أسامح يا صفية ...لحظة الشيطان دي أنت خططت ليها كويس لحد ما أمي وقعت في الفخ ...أنا عمري ما هنسى الچريمة اللي شوفتها قدام عينيا ...عمري ما هسامح ...قدامك يومين تفكري ...اليوم التالت الفيديو ده هيكون عند البوليس وأنت حرة بقا !!
ثم أغلق الهاتف دون أي كلمة آخرى....
مسح الدموع التي انهمرت على وجهه وهو يبتسم ويقول
كل واحد غلط هيتحاسب. ...
شدت ميرال على كفه وقالت
حقك بيرجع يا عيسى ....
نهض وهز رأسه ودموعه لا تتوقف عن الإنهمار وقال
بس ده مش مرتاح ...مش مرتاح يا ميرال ...
قالها وهو يشير الى قلبه...كان صوته يختنق وهو يكمل
لسه الڼار قايدة في قلبي ...لسه الڼار مش عايزة تتطفي ....
اقتربت ميرال منه وهي تربت على كتفه برفق وتقول
هترتاح يا عيسى ...هتنسى لما تشوف اللي عملوا في مامتك كده بيترموا في السچن ..هترتاح لما تقرر تنسى اڼتقامك بعد ما يدخلوا السچن وتعيش مع اللي بتحبها ....
انا مبحبش فايا يا ميرال ....كان مرة هقول الكلمة دي مش معقول مصرة على الموضوع ليه !
ابتسمت ميرال وقالت بشقاوة
الله أنت ايه اللي خلاك تفتكر اني بتكلم عن فايا ما يمكن بتكلم عن حد تاني مثلا....عجيب أنت يا أخي ...
زفر بضيق لتضحك وتقول
الإنكار مش هفيدك يا أستاذ عيسى ....يالا اقعد خلينا نتكلم كلمتين جد بقا ..
ثم اجلسته على الأريكة وجلست بجواره وقالت
مكانش فيه داعي أنك تستخدم فايا في إنتقامك يا عيسى ....أنت كده صعبت فرصة انكم تكونوا سوا شوية ...
أنا مش عايز ابقى معاها ....انت ليه مصرة ...
بل تبقى جلنف .....أنت مدلوق يا جيمي عليها ...باين من عينيك على فكرة ...
أشاح عيسى وجهه من الناحية الآخرى وقال
كنت محتاج الفلوس اللي هاخدها من ابوها عشان اعرف ادمره....أنت فاكرة الفيديو اللي اخدته ده من الراجل اللي شغال عنده ببلاش ...كلفتني ثروة تقريبا ...
وضعت وجنتها على كفها وقالت
بس أنت قبل الفلوس اللي رجعتلك مكنتش مفلس يعني يا دكتور ...ولا أيه ...
عايزة ايه يا ميرال بتلفي وبتدوري ليه !
قالها
عيسى بتعب فقالت هي
عايزاك تعترف أنك اوهمتها بكده عشان تتجوزها ...أنت كنت بتحبها وعاوزها يا عيسى ...اعترف يالا ...
تمام بحبها ...أيوة بحبها ...أهو اعترفت ...
قالها بإنفعال ثم أكمل
وبعد ما اعترفتلك أهو يا ميرال ايه اللي اتغير !أنت شايفة ان اعترافي هيغير حاجة !فاكرة أننا هنقدر نكون مع بعض !بتحلمي يا ميرال ...أنا هحبس ابوها !فاكرة ان بعد ما أعمل كده هي هتقبل تبص في وشي حتى ...مش هيبقى بيننا أي ود ولا حب ...هي هتفضل تكرهني طول عمرها...والحاجة الصح اللي مفروض اعملها دلوقتي اني أحررها مني وأطلقها !!!
نظرت إليه ميرال بحزن لينهض عيسى ويقول
همشي دلوقتي سلام يا ميرال ...
ثم تركها بينما عينيها البنية تتبعانه بيأس .....
تنهدت ميرال وهي تنهض متجهة الى غرفتها جلست على فراشها بتعب وأمسكت صورة والدتها وهي تقول
عيسى مش مبسوط يا ماما ...مش مبسوط خالص ...أنا افتكرت انه لما يكون مع حبه الحقيقي هيكون مبسوط عشان كده انسحبت وبدأت اتجاهل مشاعري ليه رغم اني بحس بالغيرة في كل مرة بكلمه عنها وبقنعه انه بيحبها ...
انهمرت دموعها وقالت
أنا نفسي عيسى يرتاح عشان أنا كمان ارتاح وانبسط...عايزاه يرتاح عشان لما أبعد عنه مكونش قلقانة ...هو بيحبها يا ماما ...مش هيرتاح الا معاها بس الماضي مش هيسيبهم في حالهم....
أغمضت عينيها والدموع تنهمر أكثر ...ثم تسطحت على الفراش بتعب ...
توقف عيسى امام باب منزله بتعب كان لا يريد ان يحتك بها ...لقد أعترف انه يحبها وانتهى الأمر ...والآن كل ما عليه فعله هو أن يتجنبها نهائيا حتى يتم الطلاق بينهما ...فالحياة بينهما أضحت مستحيلة...
فتح الباب وولج للمنزل وعينيه عصت اوامر عقله وأخذت تبحث عنها ...ولكنه عبس عندما لم يجدها ...لذلك ولج للغرفة سريعا يبحث عنها ولكن أيضا هي غير موجودة .....تسارعت دقات قلبه پجنون وهو يهتف بإسمها ولكن لا مجيب....اخرج هاتفه ليتصل بها ولكنه تجمد وهو يستمع لصوت الباب يفتح ...
ترك الهاتف على الطاولة وخرج بسرعة ليجدها تدخل المنزل ويبدو عليها أثار التعب ....كانت تترنح وبالكاد تستطيع فتح عينيها ...
فايا !!
قالها هو بلهفة وقلق وهو يقترب منها ....نظرت إليه بعينين حمراء كالډماء وقالت
أنا بكرهك ...بكرهك ...
ثم مالت لتسقط عليه ...تلقفتها يديه بفزع وشعر بحرارتها العالية ...
يا خبر انت سخنة !
قالها عيسى ثم حملها بين ذراعيه وأتجه بها الى الفراش ثم وضعها عليه وقال
حالا هتصل بالدكتور و...
ولكنها أمسكت كفه وهي تقول بتعب
لا ...لا دكتور لا ...هو هيديني حقنة ...أنا مش عايزة دكتور ...مش عايزة ..
يا فايا اسم ..
ولكنها قاطعته وقالت
قولت مش عايزة دكتور ...
يا بنتي انت سخنة اووي ولازم دكتور...بطلي غلبة وأنا أوعدك اني مش هخليه يديكي حقنة ...
هزت رأسها وقالت
لا أنت كداب ...أنا مبقتش اصدقك خلاص
...مش عايزة دكتور قولت ...
طيب خلاص ...بس هعملك كمادات وهديكي خافض حرارة ولو الحرارة منزلتش أنا بنفسي هوديكي للدكتور فاهمة !
ودون ان ينتظر ردها خرج من الغرفة ....تنهدت فايا وهي تغمض عينيها وكلام الطبيبة يعصف بعقلها ...عيسى لم يلمسها وما حدث معها بالأمس بسبب دور البرد التي تعاني منها ...أخبرتها الطبيبة ان تهتم بصحتها وتأكل اكل صحي لان مناعتها ضعيفة وكتبت لها بعض الادوية ولكنها لم تهتم بل أخذت تسير في الشارع لفترات طويلة حتى تمكن منها البرد وزادت حرارتها ...
عاد عيسى للغرفة قاطعا شرودها بينما يحمل طبق به ماء مثلج وقطن ....
بلل القطن ووضعه على رأسها ثم رفع كفها ليضع قطعة آخرى تحت إبطها فقالت سريعا
أنت بتعمل ايه !ايه قلة الأدب دي ...
ششش أخرسي....لسانك طويل حتى وأنت تعبانة!!
وضع قطعة آخرى عند قدمها ثم ابتعد وقال
ودلوقتي هعملك شوربة خضار وبعد ما تاكلي هديكي خافض حرارة وتنامي ...
بس أنا مبحبش الاكل المسلوق ..
قالتها بضيق فرد بإستفزاز
وأنا مطلبتش رأيك يا غزال ...
ثم تركها وذهب الى المطبخ ....
عاد بعد مده طويلة وهو يحمل صينية عليها طبق الحساء الساخن وطبق الدجاج المسلوق ...
ثم جلس وهو يطعمها رغما عنها .. ...وبعدها اعطاها خافض الحرارة وجعلها ترتاح ...وبعد نصف ساعة بدأ يقيس درجة حرارتها وتنهد براحة عندما رأى ان حرارتها انخفضت ...
لقد أعترف انه يحبها ولكن رغم ذلك هو سيتركها ...سيحررها ...هي تستحق الأفضل ...وهو رجل ملئ بندوب الإنتقام ..لقد كانت محقة ..الإنتقام أحرق روحه أيضا !!!
..بعد يومين...
ارتعش الهاتف في يديها والدموع تتساقط من عينيها وهي تسمع الخبر من عمتها ...
بابا عنده لوكيميا ...
قالتها وهي تشعر بالإختناق ...ثم أكملت
طيب ليه مقاليش...
محبش ېخوفك يا بنتي ...أبوكي عايز راحتك انت وجوزك ...في الوقت اللي جوزك مش مقدر ده..
قالتها صفية بخبث ..فعبست فايا وقالت
تقصدي ايه !
اقصد ان عيسى طالب مني اني اروح البوليس