خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
المحتويات
تجمع بين الرغبة وشيء أخر لم تتعرف عليه
عايزك تبقي ليا يا منار
طرقات على باب الشقة جعلتها تهرول تفتح الباب دون تمهل وهي تعتقد أنها شهد ولكن خابت ظنونها عندما وجدته يقف أمامها بتلك الهالة الجدية للغاية لتتلعثم قائلة
حمود...
تلجم لسانه وهو يجول ببندقيتاه يطالع هيئتها المذهلة و يبتلع ريقه بصعوبة بالغة
تظهر نحرها ببذخ مصحوبة بروب نفس لونها ولكن يمتد طوله إلى بعد ركبتيها تاركته مفتوح ومتهدل على ذراعيها يظهر حملات منامتها وانعكاسها على بشرتها جعل دمائه تدفق برأسه ويهدر بحمئه بعدما أشاح بنظره و استغفر بسره
أنت ازاي تفتحي الباب بالمنظر ده
ماله منظري يا حمود انا...
قاطعها بعصبية شديدة نابعة من غيرته
أنت ايه اقفلي الزفت الروب واخر مرة تفتحي الباب بالمنظر ده
لملمت مأزرها بخجل واستغربت حمئته الغير مبررة والتي لم تتفهم المغزى منها لذلك لم تجادل رغم حنقها منه فصديقتها برئتها وهي حاولت مرارا وتكرارا أن تفهمه وتجعله يستمع لها ولكن إلى الآن رأسه يابس كالحجر الصوان وحقا في كل مرة هي من تبادر وتصرح بتمسكها به ولكن هو ولا مرة فعل
انتشلها قوله وهو يزفر حانقا ويدفع صينية الطعام جهتها كي تلتقطها لتتناولها من يده وتسير بضع خطوات وتضعها على الطاولة وإن تقدمت جهة الباب مرة أخرى وجدته مازال يقف لتشدد على مأزرها وتطالعه بنظرات حائرة حين تسأل
صاحبتك عاملة ايه دلوقتي
اجابته بإقتضاب
لسه مفقتش أنا اتصلت بدكتور تاني هيجي يشوفها
ايوة وفيها ايه
ويا ترى بقى بالروب!
قالها بغيظ وهو يكور يده بقوة ويشعر بنيران الغيرة تأكل قلبه
ولكنها لم تتفهم ذلك واجابته بتلقائية
الدكتور ده بتاع العيلة ومن سن بابي وبعدين كنت هقول ل شهد تطلع وقت ما يجي...
هز رأسه ولم يعجبه الأمر بالمرة فهو كان يرافق الطبيب الذي يجمعه معرفة مسبقة به بنفسه ويتحجج كي يظل ولكن أن تأتي هي بطبيب وتستقبله بذاتها لا هذا غير محتمل بالنسبة له لذلك هدر بكامل صوته الأجش دون حتى أن يجليه قليلا فصدر قويا افزعها
تعلقت فيروزتاها به لثوان تشعر بالحيرة من حديثه وقبل حتى أن تجد جواب مناسب له
كان يفوت للداخل ويديرها بتلقائية ويغلق باب الشقة بسرعة متناهية... شهقت هي وسندت ظهرها على الباب المغلق وهي تدعم ذاتها بحركة عفوية تتمسك بأحد ذراعيه وهو يقف بمواجهتها ليبرر هو بصوت خفيض للغاية وهو ينظر من العين السحرية للباب
تنهدت بيأس وحاولت أن لا تتأثر بقربه منها ولكن قلبها دفعها دفع حتى تميل على ذراعه وتسند وجنتها عليه دون حديث ولكن بداخلها كان ېصرخ اشتقت لك معذبي ارحم قلب اضناه الوحدة وسئم الفراق ..اتوسلك بكل عزيز أن ترأف بي وتزحزح قناعاتك الراسخة التي تعيق قربنا فلا طاقة لي على جفاك.
بينما هو كان مرتبك بشده يعتصر عينه ويتحاشى ملامستها بأي شكل من الأشكال مشتت لايعلم ماذا يفعل كل ما كان متأكد منه حينها أنه ايضا اشتاقها ولكن يصعب عليه التعبير فقد تعالت وتيرة أنفاسه وزلزل قاع قلبه ككل مرة تكون بذلك القرب منه ليمنح عقله الذي يؤرقه هدنة رادعة ومع سكونها تهدلت ملامحه براحة واقترب برأسه يتناول نفس عميق من رائحتها المسكرة التي تنفذ لحواسه تخدرها تاجج
بداخله تلك المشاعر المستترة التي لطالما كبحها ولم يصرح بها
وعند تلك النقطة دق ناقوس الخطړ واستفاق عقله من غفوته لينتفض كالملسوع ويبتعد عن حيزها وهو يستغفر الله بسره لعدة مرات ويلعن ذلك الشيطان اللعېن الذي جعله يقدم على ذلك لتطالع هي بتوجس مستغربة ردة فعله في حين هو صمت لبرهة ثم قال بعدما أجلى صوته الأجش بحمحمة قوية
مكنش لازم أطلع اصلا ولولآ أن شهد حماتها تعبت وكانت مستعجلة تروحلها هي وطمطم مكنتش سمعت كلامها ولا حطيت نفسي في موقف زي ده...
نظرت نظرة حائرة مفعمة بخيبة الأمل في صميم بندقيتاه ثم تساءلت وهي تلملم خصلاتها خلف اذنها بغيظ
خاېف على سمعتك للدرجة دي!
اجابها بعقلانية وهو يفتح باب الشقة وينوي المغادرة
عليكم مش عليا...
حانت منها بسمة باهتة بعيون اندثر بها لمعتها وقالت وهي تبتعد عن الباب كي تفسح المجال له
على العموم شكرا وقول ل شهد بلاش تتعب نفسها بعد كده أحنا تقلنا عليكم اوي...انا اول ما نادين تبقى كويسة هنمشي ومش هضايقكم تاني
زفر هو حانقا ولعڼ غبائه ومنعها من الابتعاد متمسك برسغها معتذر لها اخيرا
ميرال انا اسف علشان مسمعتكيش...بس ڠصب عني مقدرتش اتحمل أنك كدبتي عليا...
احتل الحزن عيناها حين صرحت بذلك العتاب الذي يثقل قلبها
بس انا مكذبتش عليك...انا خبيت علشان مخسركش لكن لما أنت عرفت صارحتك ومأنكرتش وفهمتك انا
متابعة القراءة