رواية اقدار بلا رحمة بقلم ميار خالد (كاملة)
المحتويات
حاولت أوصلك واتصلت بيكي كتير معرفتش وبقيت اروحلك الجامعة كل يوم على أمل أني أشوفك ده محصلش!
نظرت له مريم بتساؤل
محدش قالي أنك جيت! طيب قولي أي إمارة عشان أصدقك
يومها حصلت حالة ۏفاة تانية في البلد وطفل صغير اللي أتوفى
نظرت له مريم بدهشة وقالت
طب وخالي هيعمل كده ليه!
مش عارف .. بس أنا متخلتش عنك ربنا يعلم أني فضلت أدور عليك .. أنا عندي ٣٠ سنه ولحد دلوقتي متجوزتش كنت خاېف بعد ما أخد الخطوة دي ألاقيكي وفجأة براء ظهرت قدامي وحسيت أني اتشديت ليها وأنا عمري بيجري .. لكن أنا مش وحش يا مريم!
انت أزاي عرفت بالموضوع ده
مره مريم ورتني صورة ليك معاها أيام الجامعة ولما شوفتك يوم كتب الكتاب كنت حاسس أني شوفتك قبل كده بس مش عارف فين .. ولما ركزت افتكرت وروحت لمريم
أقترب خالد من مريم وقال
مريم أنا مش وحش .. وأنت عارفه أني مش وحش كل اللي حصل ده كان ڠصب عننا
نظرت له مريم بدموع وقالت
أنا آسف .. أنا عارف أنها مش هتعمل حاجه بس أرجوكي سامحيني ده كان ڠصب عني
ثم صمت للحظات وقال
أنا عايز أشوف بنتي
مسحت مريم دموعها وقالت
نور تحت في العربية
ثم نظرت إلى يامن فأومأ برأسه ونزل وبعد لحظات دخل الغرفة ومعه بنت صغيرة تشبه أبيها جدا تنظر حولها بتعجب
أنت روحتي فين يا ماما .. خۏفت لما لقيتني لوحدي
نظر لها خالد برهبه وعيون متسعة تلك هي بنته! نزلت مريم إلى قامتها وقالت
حبيبتي مټخافيش .. فاكره لما سألتيني عن بابا أمبارح
أيوه .. ماله
فاكره أنا قولتلك أيه
أيوه .. قولتي أنه مسافر عشان يجيبلي حاجه حلوة كتييير
نظرت لها نور پصدمة وقالت
أيه!! هو فين ده واحشني أوي
أهو واقف قدامك
نظرت نور حولها بتعجب وقالت
هو فين .. ده عمو يامن وده..
وتوقفت فجأة حين نظرت إلى خالد كان يطالعها پصدمة وعيون قد ترقرقت بها الدموع اتجهت إليه فنزل إلى قامتها وقالت وهي تتفحص وجهه
ده أنا طلعت شبهه فعلا زي ما قولتيلي يا ماما .. أكني خالد صغير
أنت كنت فين كل السنين دي يا بابا عارف إني زعلانه منك أوي .. الشغل مش أهم مننا عشان تفضل معانا .. بس خلاص أنا مسامحاك بس أوعدني متبعدش عننا تاني
أنزلها خالد وأخذتها مريم بين يديها وقالت
لو مش عايز تعترف بينا أنا مش هجبرك على حاجه .. لكن أنا كده خلصت ضميري
براء .. أنا آسف لو كنت وعدتك بأي حاجه بس أنا مش هقدر أتخلى عن عيلتي اللي ظهرت من الفراغ ولا هقدر اظلمك معايا .. يامن بيحبك وكده كل واحد بقى مع نصيبه خلاص
نظرت له براء بدهشة وقالت
يعني إيه
يعني أنا مش هكمل في الجوازة دي .. ربنا بعتلي هديه من عنده نور بنتي ومريم هحاول اعوضهم حتى لو جزء صغير من اللي فات منهم ومني .. الدنيا فرقتنا مره بس مش هتفرقنا تاني
ثم أتجه إلى مريم وأمسك يدها وقال
حقك عليا من أي حاجه شوفتيها .. أول حاجه أحنا هنتجوز على سنه الله ورسوله وبنتي تتكتب على أسمي بعدين نسافر البلد عندك .. أنا معاكي ومش هسيبك حقك عليا
بكت مريم پقهرة وقالت
عارف أن نور فاتها السنه دي من المدرسة عشان مش عارفها اقدملها ورق .. أنا تعبت اوي يا خالد والله
مفيش تعب تاني والله خلاص أنا معاكي
أتجه
إليه يامن وقال
واضح أني كنت فاهمك غلط .. بس سوء التفاهم ده جه بفايدة على الأقل اتجمعت ببنتك .. الدنيا دي غريبة يا أخي
قالت براء
الدنيا مكنتش قاسېة علينا أحنا بس .. كانت قاسېة عليكم أنتم كمان أنا عمري ما ممكن أتخيل إحساس مريم وقت ما عرفت أنها حامل وهي لوحدها .. إنك تربي بنت لوحدك لمدة سبع سنين ده نفسه حاجه صعبه .. حتى خالد إحساسك إنك مش عارف توصلها صعب .. زي يامن .. اقدارنا كانت من غير رحمة معانا .. لكن في الأخر ربنا عوض صبر مريم خير وجمعها بخالد ..
قاطعها يامن وقال
وجمعني بيكي
تنهدت براء بضيق فقال
براء أرجوكي بقى خلاص .. كفاية كل البعد ده
قال خالد
أنا قولت اللي عندي وآسف جدا يا براء .. عن اذنكم
ثم أخذ مريم وابنته وخرج من البيت كانت مريم تنظر له بابتسامة فرحة وعيون متفائلة وشعرت براحة كبيرة جدا في قلبها وأخيرا عوضها الله عن كل حزنها وقسۏة الدنيا معها..
قال يامن إلى براء
أعتقد مفيش عندك
متابعة القراءة