رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
يا منه
تمام انت اللي أزيك دي الشلة كلها هتجن عليك من اليوم إياه
هزت رأسها وأجابتها بإقتضاب شديد
انا كويسة
مالت عليها منه وهي تضع يدها تواري فمها الذي يهمس بأذن قائلة
ده انت فاتك كتير يا نادو واخبار الشلة كلها عندي
هزت نادين رأسها واجابتها بعدم اكتراث
ميشغلنيش ومش عايزة اعرف حاجة يا منه
زفرت منه بإستياء بعدما لاحظت ردودها المقتضبة وتغيرها الواضح كوضوح الشمس ثم قالت قبل أن تجلس بأحد المقاعد القريبة
تنهدت هي بإرتياح عندما جلست بعيد عنها واخذت تهدأ روعها وتطمئن ذاتها داعية الله أن يمنحها القوة اللازمة كي تتخطى ذلك الأمر وتصلح ما ارتكبته بحق ذاتها قبل الجميع.
ثوان معدودة وكان هو أمامها يطالعها بنظرات مريبة جعلت الډماء تتجمد بأطرافها ولكن لحسن حظها مقعده كان بعيد عنها لذلك تنفست الصعداء وحاولت أن تستعيد ثباتها كي تستطيع أن تؤدي اختباراتها
ايه يا نادو متهيئلي قولتيلي هنتكلم ولا رجعتي في كلامك
أبتلعت غصة بحلقها واجابته بثبات تحاول أن تتهرب من مواجهته
انت اټجننت يا طارق أزاي تنادي عليا كده وتلفت النظر لينا...
مبقاش يهمني وبعدين اعملك ايه مش عارف أوصلك وعايز اتكلم معاك
مش وقته يا طارق
لأ وقته انا هتجن وأنت ولا على بالك ولازم نتكلم ودلوقتي
زاغت نظراتها ومررت يدها في خصلاتها تحاول أن تجد حيلة مناسبة لتمهد له الأمر ولكنه لم يمهلها وقت لذلك بل هدر بنبرة نافذة
بتدوري على حجه مش كده علشان تضحكي عليا بيها
حجه ايه! لأ كل الحكاية أن يامن بعد اليوم إياه وهو علطول معايا ومش بيفارقني ده غير انه بقى يشك في كل تصرفاتي علشان كده مش بعرف أكلمك
علقت سوداويتاه بها لثوان معدودة يحاول أن يستشف صدق حديثها وبالفعل فعل و فطن لألعيبها...أما هي فكانت رغم كم التوتر التي تشعر به لكنها تماسكت وقالت بتمهيد حثيث
ارتفع جانب فمه ساخرا وصرح بتلك الاستنتاجات التى توصل لها
أنا مش مرتحلك على فكرة وحاسس أنك متغيرة صوتك ونظرة عينيك وحتى لبسك وتسريحة شعرك مش شبه نادو اللي أنا اعرفها اكيد في سبب قوي للتغير الجذري ده...غير شك الغبي ده فيك
اغمضت عيناها بقوة تستجمع شجاعتها وتستعيد قوة شخصيتها قائلة
تخوفت أن تخبره بعد أن رأت بأم عينيها توابع غضبه حين باغتها سابقا داخل السيارة وارعبها بوعيده فلم تملك تلك الشجاعة كي تخبره أن كافة قناعاتها وأفكارها السابقة كانت واهية وبالطبع لن تتجرأ بتاتا أن تخبره أنها تعشق الآخر وستتمم زواجها منه بعد عدة ايام فهي لا تضمن ردة فعله ولذلك كانت تحاول أن تستخدم ذكاءها كي تحاول إقناعه بكل الاسباب الآخرى كي تحيد عن السبب الحقيقي ولكن بالطبع الأمر لم يعجبه بتاتا لذلك جز على نواجذه وهدر بنبرة غاضبة تقطر بغيرته
ايه المشكلة
ولا هو حلال ليه وحرام
ليا
قلبت عينيها بعدما تفهمت إلى ماذا يرمي ثم قالت بإندفاع بنبرة تحمل فخر ودفاع مستتر أغاظة بشده
هو جوزي
ابتسم بسمة مسمۏمة پغضب أعمى وهسهس متهكما
غريبة... مقولتليش ليه كنت بسايره كالعادة دلوقتي بتدافعي عنه وعن سلطته الجبرية عليك بكل رضى...اتغيرتي كتير يا نادو وتغيرك ده مش مطمني
تأففت هي بثبات وبنبرة قوية كي يكف عن تلك التهكمات الصائبة
طارق لو سمحت انا اعصابي تعبت منك ومبقتش مستحملة
هز رأسه بحركة غير متزنة بالمرة تنم عن ڠضب عظيم وعقب بملامح لا تفسر
مش هيحصل يا نادو
جعدت حاجبيها بتوجس من تهديده المبطن لها الذي أوضحه بنظرات مشټعلة وبنبرة تقطر بالوعيد
مش طارق المسيري اللي يتلعب بيه ولو كنت فاكرة أنك هتخلصي مني بالسهولة دي تبقي بتحلمي
دار بؤبؤ عيناها بړعب من تهديده المتكرر وشحب وجهها وإن كادت
ترد اتاها صوت صديقتها
نادين واقفة مع البني آدم ده ليه
قالتها نغم بجدية شديدة وهي ترشق طارق بنظرات متدنية اغاظته للغاية وخاصة حين وجهت حديثها له بنبرة قوية محتدة جعلت الانظار تتلفت لهم
وأنت واقف ليه كده مش نبهتك قبل كده تحترم نفسك وملكش دعوة بيها
جالت نادين بعيناها محيط المكان ولاحقت الموقف
نغم الله يخليك متكبريش الموضوع كل الحكاية أنه كان بيسألني على حاجة وجاوبته خلاص.
تناوبت نغم نظراتها المشككة بينهم وهدرت وهي تلوح له بيدها
طيب مستني ايه أتفضل
قلب عينه بغيظ وقد لعنها بسره ربما للمرة الألف بعد المائة ثم قال من بين اسنانه
ماشي همشي بس لسة للحديث بقية يا نادو
ذلك آخر ما تفوه