رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
به قبل أن يتركها تزفر بإرتياح نغم مغمضة العينين وكأنها تستجمع ذاتها نظرت نغم لموضع يدها المرتجفة التي تتشبث بها ولاحظت شحوب وجهها لتسألها بتوجس
على فكرة انا مش مصدقاك ومتأكده أن في حاجة مريبة أنت مخبياها عليا
هزت رأسها وحاولت أن تتماسك كي لا تشعرها بشيء قائلة
مفيش حاجة غير اللي قولتهالك وبلاش طريقتك دي الله يخليك انا اعصابي بايظة لوحدها وعايزة أروح
نادين اتكلمي وصارحيني مټخافيش...لتستأنف مستفهمة بعقلانية شديدة
الشاب ده لو بيضايقك بأي شكل مينفعش تسكتي ولازم توقفيه عند حده احكيلي وهنشوف حل مع بعض
نفت برأسها مستنكرة وهي تقطم شفاهها تكتم انين قلبها فليس كل شيء بداخلها تستطيع البوح به وبالرغم من كون نغم تتفهمها وتوجهها للطريق الصحيح في كل مرة تخطئ بها ولكن الآن لا تعلم هل ستتفهمها ايضا أم ستتحامل عليها وتوبخها وتزيد أعبائها لذلك قالت كي تفر من ضغطها على أعصابها بنبرة صدرت منها دون قصد متلعثمة
قالتها وتركض هاربة بينما نغم فكانت تشعر بشعور مقبض يداهمها وهي تتطلع لآثارها وكم دعت الله أن تكون كل شكوكها بغير محلها.
كان ينتظرها يتلهف كي تطمئنه وها هي تركض إليه وتصعد بجواره ليتساءل بقلق
هااا عملتي ايه طمنيني
اجابته ببسمة باهتة
زفر بأرتياح بينما هي استأنفت بمشاعر جارفة وهي بأنامله وكأنها تتأكد أنه مازال معها و توده ينعمها بتلك الطمأنينة الدائمة التي يهددها ذلك المقيت
على فكرة وحشتني...
لاحظ رجفتها وفسر الأمر كونه توتر عادي بسبب الإختبارات لذلك كوب يدها براحتيه بإحتواء وقال ببحة صوته المميزة التي تعشقها وتشعر أنها تنفذ لقلبها
هامت بوجهه وبتلك الناعستين الدافئة التي تشملها ثم قالت بنبرة معذبة وبقلب يخشى الفراق
أوعدني أنك متبعدش عني وان مفيش حاجه هتفرقنا غير المۏت يا يامن
جعد حاجبيه مستغربا ذلك الخۏف الذي يسكن عيناها ويفوح من حديثها وطمئنها
أوعدك يا قلب يا يامن بس علشان خاطري بلاش سيرة المۏت
لاحظ غيوم عيناها و سألها بإسترابة
نادين مالك انت بقالك كام يوم مش عجباني وعلطول سرحانة أنا مقدر أن الأيام دي مضغوطة بس مش عارف ليه حاسس ان في حاجة شغلاك وعلطول موتراك
حاولت أن تستعيد رباط جأشها وقد اخفت دمعاتها سريعا مستنكرة
هاخدك ونسافر أي حتة تشاوري عليها علشان تريحي اعصابك
ايوة كده اضحك خلي شمسي تطلع
يارب قويني وعدي الكام يوم دول على خير أنا مش عايز اتهور
هزت رأسها بلافائدة بينما هو استرسل وهو يشعل مقود السيارة
ماشي يا مغلباني ...وعلى فكرة قبل ما انسى خالك سعيد كلمني وقلق عليك لما لقى تليفونك مقفول بس انا طمنته وقولتله أني هخليك تكلميه
أومأت له بينما تساءل هو مستغربا
بصراحة
مش عارف
ليه قافلة تليفونك لغاية دلوقتي ومش لاقي سبب مقنع لده
خار قلبها وبررت متلعثمة
كنت قفلاه مش عايزة حاجة تشغلني...لتنكس رأسها وتستأنف وكأنها أدركت أن لا فائدة من الهروب
بس خلاص هفتحه لما أروح وهكلمه أصلا هو وحشني أوي هو وطنط هانم أنا فعلا بقالي مدة مكلمتوش وليه حق يقلق
أومأ لها بتفهم كعادته وببسمة هادئة حانية وانطلق بها غافلين عن ذلك المتربص الذي كان يقف على بعد منهم يراقب كل شيء وينظر لآثارهم بعيون حاقدة ولم ينتبه إلا عندما ربت فايز على كتفه قائلا
وبعدهالك يا صاحبي ما تفكك منها
جز هو على نواجذه وأخبره بإصرار مقيت
بحبها
حانت من فايز بسمة هازئة وقال بفطنة
طارق أنت مبتعرفش تحب متضحكش على روحك أنت بس متغاظ علشان البت شوكتها قوية عليك ومعرفتش تكسر منخيرها وسلمت لواحد تاني غيرك اللي أنت فيه ده مش حب انت بس اتعودت أن مفيش حد ينتصر عليك ولا ياخد حاجة منك ويطلعك خسران
تقلصت معالم طارق واستنكر قائلا بكل غرور وعنجهية
وحتى لو كلامك صح أديك قولتها مش طارق المسيري اللي يتلعب بيه ويطلع خسران من أي لعبة
هز فايز رأسه بلا فائدة بينما استأنف طارق متسائلا
هي لسة جوة
تفهم فايز من يقصد بحديثه ليجيبه حانقا
ايوة مخرجتش
يبقى ننفذ اللي اتفقنا عليه...
زفر فايز بعدم رضا واومأ له بينما هو نمت بسمة منتشية على جانب فمه لا تنبأ بالخير بتاتا
أنهت اختبارها واول شيء فعلته كانت تهاتفه وما أن أتاها صوته الأجش قالت بسعادة عارمة
حمود خلصت بجد مبسوطة أوي أن أول يوم عدى بسلام
أجابها هو من الطرف الأخر
طمنيني الأول عملتي ايه
الحمد لله حليت كويس واخدت كل الوقت وراجعت اكثر من مرة
طيب الحمد لله انا كنت قلقان ومصدقت خلصت شغل وجيت علشان