رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
أعصابه وجعله يتساءل بتوجس
عرفتي منين
أجابته بغيظ
ده كل اللي يهمك...عرفت منين ...أيه مكنتش عايزني اعرف مش كده
تأفف هو بنفاذ صبر
ردي عليا وقوليلي عرفتي منين
رمقته شذرا ونتشت ذراعها من قبضته ثم أخبرته بنبرة تقطر بالحقد
من الهانم بتاعتك اللي غفلتك وضحكت عليك
زمجر غاضبا وتساءل وقاتمتيه تحتد من شدة الڠضب
لوت جانب فمها وأخبرته ساخطة
روحتلها لغاية عندها علشان اترجاها تتنازل علشان كنت ھموت من زعلي عليك والهانم قالتلي بكل جبروت أنها خليتك على الحديدة ده غير الكلام اللي زي السم اللي قالتهولي وأنا بحاول أدافع عنك
مرر يده بخصلاته الفحمية يشعر أنه سيفقد عقله وهدرا بعدم رضا
ليه عملتي كده...ليه
أجابته بإنفعال مصرحة بتلك النوايا الغير بريئة بالمرة التي تتواري خلف فعلتها
جلس بأنهزام مكوب رأسه بكفوف يده لا يقوى على استيعاب هذا الكم منها بينما هي حرضته من جديد
لما سرقتك سكت ليه
أجابها بقلة حيلة
حسابنا كان مشترك ومكنتش مخونها ومفيش حاجة تدينها
والعمل دلوقتي
زفر بقوة ومرر يده على وجهه المكفهر قائلا
مش عارف...الشركة الشغل فيها واقف والعمال في الموقع رافضين يشتغلوا ومواد البنا مرمية في الموقع ده غير أن المرحلة التانية للوحدات لو متسلمتش في معادها في شرط جزائي ملزم بيه في العقد
حانت منها بسمة هازئة محملة بسخط عظيم من حساباتها وتأملاتها التي ذهبت أدراج الرياح
زفرت هي بقوة ودست أناملها بين خصلاته بملامح جامدة وعيون محتدة من شدة غيظها وظل يدور برأسها كل الأحداث السابقة لتزيد من حقدها وسخطها لكل شيء ثم تقرر أنها لن تظل مكتوفة الأيدي بعد الآن فلابد من إيجاد حل لتلك المعضلة وفي أقرب وقت ممكن كي تعوض إهدارها للوقت.
الخامس والعشرون
أفضل إنتقام ممن تخلى عنك أن تعيش حياتك جيدا بدونه.
جويس كارول أوتس
زفرت انفاسها بسعادة عارمة حين جلست خلف مكتبها بتلك الشركة التي تملكها صديقتها بعدما ألحت عليها بشدة أن تباشر بالعمل معها وها هي تفرد ظهرها على ذلك المقعد الدوار وتسند ذراعيها على مسانده وهي تشعر بشعور عظيم من الثقة والقوة التي حقا سلبوا منها بفضله وبفضل فترة السبات التي كانت عليها.
انتشلها صوت صديقتها سارة التي دخلت لتوها اعتدلت بجلستها واخبرتها ببسمة واسعة
أوي أوي يا سارة المكتب يجنن
طب الحمد لله انه عجبك علشان تشتغلي بنفس كده وتطلعي المواهب المدفونة
هزت رهف رأسها وقالت بحماس أصبح جلي على وجهها
حاسة إني عندي طاقة كبيرة ومتحمسة اوي وعايزة ابدأ دلوقتي
تمام انا جهزتلك Files لمجموعة من ال على مكتبك شوفي تحبي وتبدأي بإيه! والباقي يتوزع على الزملا هتلاقي في ال Files كل المطلوب و detailsكلها فيهم عيادات و كذا
ڤلا في التجمع والشيخ زايد بمساحات مختلفة و ياريت تشدي حيلك معايا علشان اسم شركتنا مترشح
لشركة مقاولات كبيرة ولو وقع اختيارهم علينا هنستلم تجهيز الوحدات السكنية ودي بجد هتبقى نقلة كبيرة للشركة وبصراحة أنا متفائلة بيك جدا
ابتسمت رهف وردت بمكاتفة
يارب خير يا سارةمتقلقيش هتلاقيني شعلة نشاط
أنا متأكده من ده يا رهف أصلا أنا كان حلم حياتي من الكلية إني اشتغل معاك واتعلم منك بجد انت موهوبة جدا والشغل بيطلع من تحت ايدك تحفة مفيهوش غلطة
أطرقت اهدابها بخجل من إطرائها وقالت بخفة
هبتدي أتغر يا سارة وصدقيني أنت اللي هتدفعي التمن
قهقهت سارة وقالت بخفة مماثلة
يا ستي اتغري براحتك وانا تحت أمرك ده انا مصدقت
ابتسمت رهفمن مجاملتها وبررت بإقتناع
على فكرة بهزر أنا كنت محتاجة الشغل جدا علشان يرجعلي ثقتي بنفسي و أسفة إني ماطلت في الرد على طلبك بس كان لازم ارتب شوية حاجات و اجيب مربيه كويسة للاولاد علشان ابقى مطمنة عليهم في غيابي أنت عارفة أن سعاد اجازتها قربت تخلص ومينفعش اعتمد عليها
لتتنهد وتضيف بعرفان
والله ما عارفة من غيركم كنت هعمل ايه... أنت وسعاد وجوزك اللي اتولى القضية بجد مش عارفة اشكركم ازاي على وقفتكم جنبي
حانت من سارة بسمة صادقة بمحبة خالصة ثم همهمت وهي تربت على يدها المسنودة على المكتب
أحنا اخوات يا رهف ومفيش بينا فرق وبعدين أنا مبسوطة جدا أن تاني ورجعنا زي زمان
أبتسمت رهف بإمتنان لتتركها سارة تباشر عملها بينما هي كانت تشعر أن بقرارها ذلك استرجعت جزء من ذاتها التي فقدتها وفقدت شغف كل شيء معها بفضل ذلك الساخط الذي كانت دوما تبديه هو عن كل شيء يخصها.
كان ينتظر