رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
المحتويات
باغتتهم بعجرفة كعادتها
بتقولك جوزها عايزهم ما تسبيها تروح وتاخد جوز القرود دول معاها وتخلصنا ....دي حتى شكلها مكسوفة تقولك أن ابن اختك مش مأمن على عياله عندك
نفت رهف برأسها وكادت تدافع عنه كعادتها ولكن سبقتها ثريا
متدخليش يا نادين وروحي كملي نومك
رفعت حاجبيها بغيظ وردت كي تستفزها
بالله عليك ابقي ربي عيالك علشان قرفوني
لتنهض رهف وتقول بدفاع قوي و بشراسة أم لن تظهر سوى من أجل ابنائها
انا ولادي متربين احسن تربية ولو سمحت التزمي حدودك معايا انا مش مجبرة اتحمل قلة ذوقك .....عن اذنك يا طنط
ذلك آخر ما تفوهت به قبل أن تأخذ اولادها وتغادر تاركة ثريا تنظر ل نادين بنظرات معاتبة لأبعد حد
في المساء جلسوا ثلاثتهم على طاولة الطعام يتناولون العشاء فقدظل يمرر نظراته بين والدته الصامتة وتلك التي
تدعي انشغالها بأكل ذلك المحار الفريد الذي جلبه لها انتظر ان يبادر احد بالحديث ولكن دون جدوى مما جعله يتيقن أنهم اختلفوا من جديد ليسأل بهدوء
زفرت هي بضيق بينما ردت ثريا بعقلانية
محصلش حاجة يا حبيبي احنا زي الفل أهو
مش باين !!
قالها بتوجس وهو ينظر ل نادين
لتستأنف ثريا كي تلهيه عن خلافهم
خلاص بقى قولتلك مفيش حاجة ويلا احكيلي انت عملت ايه في مطعمك
حانت من نادين بسمة هازئة عندما استمعت لسؤالها التي عدلته هي بعجرفة
مرات بابا ......متنسيش أنو بس بيدير أملاكي بصفة مؤقتة
وانت وهو أيه يا بنتي ما هو جوزك
ارتفع حاجبيها وقالت بغرور وثقة لا مثيل لها
على الورق وبس ومش كل شوية لازم افكركم ان القرار بإيدي ومحدش هيعرف يجبرني على حاجة
تناوبت ثريا النظرات بينهم تنتظر منه أن يتفوه بشيء ولكن هو كان يشعر ببركان ثائر برأسه من تمردها التي لن تكف عنه فما كان منه غير صراخه بها
انتفخت أوداجها وصاحت بعناد
وإن مقومتش يا يامن هتعمل ايه
متقوميش يا نادين هقوم انا ....تصبحوا على خير
قالها بنفاذ صبر قبل ان تشتد نوبة غضبه أكثر فهو يقسم انها لو فتحت فمها بكلمة آخرى سيفقد لجام نفسه
كانت تجلس منفردة كعادتها بغرفتها ممددة في فراشها دون حراك فقط شاردة بسقف غرفتها حين انتشلها طرقات منتظمة على باب غرفتها لتعتدل وتأذن للطارق إذا بالخادمة تخبرها
هزت رأسها بطاعة ثم أشرت للخادمة لتنصرف وهي ټلعن حياتها فمن المؤكد أن زوجة أبيها أخبرته بما حدث ويريد ان يوبخها كعادته زفرت بضيق شديد ثم استبدلت ملابسها كي توافيه مثلما أخبرتها الخادمة وما ان وقفت على أعتاب غرفة مكتبه سمعت صوت زوجة ابيها تزيد بالحديث عليها ولكنها لم تبالي ودخلت قائلة بملامح جامدة دون أي تعبير يذكر
حمد الله على سلامتك .......حضرتك عايزني
أجابها والدها بحدة
انا عرفت اللي حصل أمبارح ومش عاجبني اللي انت عملتيه
تنهدت هي وأخبرته بهدوء وبملامح واهنة
آسفة .....
زفر أبيها أنفاسه دفعة واحدة وعاتبها
أنا مش معنى إني سايبك براحتك تنبسطي وتعيشي سنك أنك تتمادى كده أنت غلطتي ولازم تتحاسبي
حانت منها بسمة باهتة وأخبرته بأحترام
اللي تشوفه حضرتك
نظر لزوجته يلتقط نظرتها المحفزة له ضدها وهتف قائلا
مفيش خروج بعد كده غير بعلمي ولازم يكون معاك السواق .....ومفيش سهر بعد كده ولا شرب فااااااهمة
أجابته بطاعة وهي تقاوم رغبتها بالبكاء كي لا تجعل الآخرى تشمت بها
حاضر ......عن اذنك
لتنصرف هي بخطوات واهنة بينما الأخرى ابتسمت وقالت لزوجها
ايوة كده يا بيبي لازم تشد عليها شوية علشان ما تخرجش عن طوعك زي أمها
أومأ لها ببسمة باهتة وبضيق شديد وهو يتذكر تلك التي هجرته سابقا وما كان منه غير يؤيد رأي زوجته ويستمع لكل نصائحها التي يظنها تصب في مصلحة أبنته
صباح يوم جديد يخبئ بطياته الكثير فقد أوصلها كعادته كل يوم لجامعتها دون أن يتفوه ببنت شفة عن ما حدث بالأمس فقد وئدت تلك اللهفة التي كان يعود بها من أجلها ولكن هي تظل هي لن تتغير
هتفضل ساكت كده كتير
رفع عينه لها وقال بهدوء مصتنع يخالف ثورة عقله
عايزاني اقول ايه بعد اللي قولتيه امبارح !!
سطع المكر بعيناها وبررت بثقة
انا مغلطتش في حاجة ..........دي الحقيقة اللي انت مش عايز تستوعبها انت ومامتك
زفر بضيق واشاح بنظره بعيدا عنها فهو مل من طريقتها المتعجرفة تلك و من كبح تمردها ولكن الأدهى أنها ظلت تضغط عليه وكأنها تتعمد ان تخرجه عن طوره بقولها
يوووووووه بلاش تستفزني بسكوتك ده
ضړب المقود بقبضته بنفاذ صبر وهدر بإنفعال
عايزة تسمعي ايه
متابعة القراءة