رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز

 


بعدما أزاح حدته وعجرفته جانبا 
رهف أنا ندمت وحياة ولادي ندمت وطلقتها ولسة عندي أمل تسامحيني أنا لسة بحبك
نفت برأسها بعدم اقتناع وردت بصمود وقناعات أصبحت راسخة بها بعد نكبتها
مشكلتي معاك مكنتش هي وبس...واظن مش محتاج إني اقولك نفس الكلام

 


في كل مرة ومش كل مرة هقولك حاول تتقبل الوضع الجديد وتتعايش معاه

مرر يده بخصلاته الفحمية القاتمة وقال وهو يشعر أنه على حافة الجنون
طب ريحيني وقوليلي أيه اللي بينك وبينه
قولتلك شغل وبس وصدقني يوم ما هفكر أربط مصيري بواحد مرة تانية مش هخبي ومش هقدم حجج ومبررات ليك
قالتها وهي تتدلى من السيارة ليلحق هو بها ويتدلى مثلها ويتمسك بذراعها قبل أن تتخطاه قائلا بحسرة وعينه تتوسل غفرانها
رهف...بلاش ترجعيلي خدي وقتك وانا عندي أمل انك تسامحيني انا هستناك ومش هيأس بس علشان خاطر اللي كان بينا بلاش تعملي فيا كده أنا مش هستحمل اشوفك مع راجل غيري... ليتناول نفس مثقل عميق ويزفره محمل بعبق احتراق قلبه ويستأنف بنبرة مرتعشة راجية 
اكرهيني عاقبيني ابعديني اعملي فيا اللي يريحك بس اوعي تحبي غيري
ارتعش فمها وڼزف جرحها الكامن مرة أخرى فور حديثه و وجدت ذاتها تخبره بكل وضوح وبصوت مذبوح يقطر بأنين قلبها
قلبي مبقاش عنده طاقة ليك او لغيرك يا حسن...انا هعيش لولادي وشغلي ونفسي وبس وياريت متفتحش في جراح قديمة وحاول تتخطاني زي ما بحاول اتخطاك
قالتها وهي تهرول من أمامه كي تصعد الدرج لتؤاذر تلك السيدة الحنون في مصېبة ولدها تاركته ينظر لآثارها بعيون غائمة وبملامح متهدلة بائسة تنم عن فداحة خسارته لها. 
اختنقت انفاسها وهمست بحړقة راجية وعيناها الباكية لم تفارق موضعه خلف الحاجز الزجاجي
متسبنيش يا يامن أنا مليش غيرك أنا اسفة والله آسفة أنا السبب يارتني انا مكانك...أنا استاهل لكن أنت لأ يا يامن
كانت تقف على مقربة منها احد الممرضات التي تقوم بمناوبة ليلية وقد تأثرت كثيرا بحزنها وتعاطفت معها لتتقدم منها وتقول مواسية
ربك كريم ادعيله يابتي
عايزة اشوفه خليني أدخله وحياة اغلى شيء عندك
الزيارة ممنوعة يا بتي والحكيم منبه
مش هتأخر إن شا الله ثواني بس اشوفه عن قرب وهخرج بالله عليك وافقي
تنهدت بقلة حيلة وقالت وهي تنظر يمينا ويسارا تتفقد خلو المكان
ماشي يا بتي انا هدخلك بس علشان جطعتي جلبي همي معايا هلبسك جاون واعقمك جبل ما تدخليله ويارب تعدي على خير
هزت نادين رأسها بأمتنان عظيم دون أن تنضب دمعاتها وما أن جهزتها وادخلتها لموضع رقدته كتمت شهقاتها بكف يدها وتقدمت منه بخطوات وئيدة واهنة تطالعه عن كثب بقلب يتلوى ويأن بين احشائها وضمير ينهش بها ويخبرها أن هي المتسببة الوحيدة في ما أصابه
حاولت التحكم بأنفاسها ودمعاتها تنهل من عيناها تروي شحوب وجهه معها أثر قربها...لتتراجع برأسها ومازالت تميل بجزعها تتأمل سكونه بنظرة مټألمة وتتلمس يده قائلة بنبرة مخټنقة ممزقة لا مثيل لها 
ارجعلي يا يامن ...ارجعلي...متسبنيش حقك عليا أنا السبب...انا عارفة أن مفيش حاجة هتبررلك غلطي وأنا مش بنكره بس انا ندمت والله ندمت...بس متأخر أوي لتمرر يدها تزيح دمعاتها التي تعيق رؤيتها لوجهه وتستأنف مبررة سبب عنادها وما احړق قلبها 
أنا كل اللي كان قاهرني منك انك ثورت لكرامتك و سبتني وانت عارف إني مقدرش اعيش من غيرك... أنا كنت بحلم بيك جنبي كل ليلة وعندي امل انك هترجع لغاية ما بعتلي ورقة طلاقي...أنت وجعتني أوي ومكنتش قادرة اتخيل أنك خلاص خرجتني من حياتك...لتشهق وتضيف بندم حقيقي من بين نحيبها
اجري عليك واتحامى فيك... أنا اكتشفت إن أنت كل اهلي وناسي وعزوتي ومفيش حد هيخاف عليا أدك... أنا بحبك... بحبك... وعلى قد ما بحبك على أد ما بكره نفسي إني عمري ما ريحتك ارجعلي يا يامن.. .. عاندت قلبي وعاندتك وكنت السبب في اللي حصلك يارتني مۏت ولا أني كنت سبب في اذيتك...
لتخور بها قدميها وتجثو بجوار فراشه راجية وهي مازالت تتشبث بيده وكأنه هو طوق نجاتها
أنا حامل يا يامن....لتبتلع غصتها المريرة وتستأنف بيأس وبتشائم اصبح ملازم لها وهي تريح جانب وجهها على راحة يده
أنا مش هعرف اربيه لوحدي أنا مش هعرف اكون أم مش هعرف....انا واحدة غبية عمرها ما عرفت تحافظ على حاجة
كفاية إكده ارچوك هتتسبي في اذيتي انا دخلتك بس رأفة بيك
قالها الممرضة وهي تنهضها من جلستها ارضا بجانب فراشه لترفع عيناها الدامية لها وتغمغم من بين شهقاتها بهستيرية
هيبقى كويس مش كده
طمنيني وقوليلي أنه مش ھيموت ويسبني
نكست الممرضة رأسها بأسف وحاولت مواساتها 
ادعيله وخلي عشمك في ربنا كبير
شهقت بحړقة قاسېة وغمغمت بخزي من نفسها
بس ربنا مش هيقبل دعائ واحدة زي أنا كلي ذنوب
اجابتها الممرضة بإيمان قوي
متجوليش إكده يا بنتي واستغفري ده ربنا قال في كتابه العزيز قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو
 

 

تم نسخ الرابط