رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
المحتويات
تذق طعم للراحة أما عنه فقد استعاد وعيه وأول شيء سقطت عينه عليه كان هي بوجهها الصبوح الذي يتلخص في طلته أعظم امنياته
واه هو أني موتت و في الچنة ولا إيه
بعيد الشړ عن جلبك يا حامد
ايه اللي حوصل يا جمر
تسأل وهو يتحامل على ذاته ويستسلم لرقدته
ربنا ستر والحمد لله ربنا نچاك يا حامد
ابتسم بسمة رغم وهنها إلا
أنها كانت تحمل الكثير من فيض قلبه
حبة جلب حامد جربي اتوحشتك خليني اطل في عيونك
قالها وهو يؤشر بيده لها كي تقترب اكثر وبالفعل انصاعت له ليستأنف وهو يتمعن بوجهها الصبوح بنظرات والهة
خابرة يا جمر مكنتش هايب المۏت غير علشان هيحرمني منيك
واني كنت ھموت من جهرتي عليك ودعيت ربنا ليل نهار ينچيك
طب تعالي جاري عاوز اشبع من الدنيا ونعيمها بجربك
جربت منيك بس يكون في معلومك اني مبجتش لحالي
كيف يعني يا جمري!
ربنا كرمنا وعوض صبرنا خير وهيزيدنا واحد...أني حبلة يا حامد
اتسعت عينه وهمس بشدوه متسائلا
حبلة...حبلة...صوح ولا هتهزري معايا
دمعت عينه فرحا ثم اتسعت بسمته
شيء فشيء وكأن عقله يستوعب تدريجا ما أخبرته به ثم صاح مهلل بسعادة عارمة وبرضا لا مثيل له وهو يكوب وجهها ويطالع عيناها الآسرة
يا فرچ الله... يا فرچ الله أني مش مصدج ان ربنا هيعوض صبرنا واحتسابنا خير..خابرة أني جلبي مزجطط من الفرحة وكن حظ الدنيا كلاته ألتجيته واتكتب على اسمي
أنت سبب هناي وفرحتي يا جمري وحامد ملوش ايوتها عازة من غيرك
ربنا يخليك ليا يا حامد وميحرمنيش منيك واصل
أمن على دعائها وتسائل بعدها
ولا منيك يا حبة جلبي جوليلي
فين ابوي وامي علشان افرحهم
خرجت من بين يده وهي تتحسر على فرحته التي ستعكر صفوها حين تخبره ثم تلعثمت مترددة
وابوي هيعمل إكده ليه!
لتشجع ذاتها كي تقص عليه ما حدث وما شهدت به ضد أبيه ورغم ثقتها به ومعرفتها أنه لايقبل بتضليل الحق إلا أنها كادت ټموت ړعبة من ردة فعله
هجولك...
اسبوع مر على الجميع بصعوبة بالغة فمازال هو على حالة السكون التي عليها مما انفذ آخر ذرة تعقل بها فكل يوم تتسلل لغرفته وتجثو بجوار فراشه تخبره بالكثير والكثير كي تخفف حمولة قلبها
وها هي تجلس بين أصدقائها الذين حضروا خصيصا كي يؤازروها في محنتها وقد اصطحب محمد ميرال إلى هناك ورافقتهم نغم وابيها الذي لم يرضى أن تذهب لحالها.
فكانوا يجلسون في تلك الغرفة التي أصرت البقاء بها داخل المشفى كي تجاوره. وبعد كثيرا من الاحاديث المطولة بينهم وبعد أن أفضت كل واحدة ما بجعبتها للأخرى كانت هي تسند رأسها على كتف نغم من جهة ومن الجهة الأخرى تتمسك ميرال بذراعها وتميل عليها بمؤازرة وكأن كل منهم تميل عل الأخرى كي تستمد القوة منها.
قد باشرت العمل بعيادته وطلبت منه أن يحضر كي تعرض عليه بعض الأمور وبالفعل اتى وعرضت عليه الأمر وقد نال استحسانه كثيرا...وها هو يقف في منتصف احد الغرف قائلا
هايل مكنتش فاكر أنك هتقدري تنجزي كل ده في اسبوع بصراحة فاجأتيني
ردت وهي تمسد جبهتها منهكة
انت وثقت فيا وانا مكنتش حابة اعطلك اكتر من كده العمال كانوا بيشتغلوا ورديتين وبيسلموا بعض علشان ننجز
ابتسم بسمة واسعة واخبرها بامتنان
مش عارف اقولك ايه
متقولش حاجة يا دكتور غير لما تكمل واسلمهالك
تهادت بسمتة وخضراويتاه اخذت تشملها بنظرة نافذة لم تلحظها هي وكانت تعبث بحقيبتها حين صدح صوت أحد العمال قائلا
تأمري بأي حاجة يا بشمهندسة قبل ما نمشي
خلصتوا يا توفيق
اه احنا شغلنا خلص بس النقاش لسه شغال هو والصنايعي بتاعه قدامه شوية
ردت وهي ملتهيه في حقيبتها
خلاص ماشي يا توفيق تقدروا تمشوا
طيب عن اذنك يا بشمهندسة
اتفضل
قالتها وهي تزفر يائسة بعدما لم تجد شيء يجدي بحقيبتها ليقول هو
طيب هنمشي ولا في حاجة تانية
لم تلتفت لصيغة الجمع الذي قصدها وردت
لأ خلاص تقدر تتفضل يا دكتور
انا هنزل اجيب حاجة من تحت و هستنى الفرش هيوصل كمان ساعة
تسأل باهتمام شديد
هتجيبي ايه
مطت فمها بحرج واخبرته وهي تتهرب بنظراتها
ابدا بصراحة جعانة وكنت هجيب بسكوت من أي سوبر ماركت
طيب انا هستنى معاك و ممكن نطلب أكل
لأ انا مش بحب الأكل الجاهز وكمان علشان هتغدى مع الولاد
طيب خليك هنزل انا
لأ ملوش لزوم تعطل نفسك معايا انا هنزل...
صمم بجدية وبنبرة لا تقبل النقاش بعد عنادها
مينفعش ومتنسيش أننا في منطقة شعبية
متابعة القراءة