رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
المحتويات
كوبت وجهه تخفي هشاشتها وضعفها
كفاية كفاية متوجعوش قلبي اسكتوا
كان يقف في الزاوية البعيدة يطالع ما يحدث بعيون جامدة وبملامح ثابتة تخالف تلك الأعاصير الموجعة بداخله فقد تفاجئ بها وبصغارها داخل المشفى اثناء مداومته وشهد على خۏفها ولكن كعادته ألتزم بثباته الانفعالي وتقدم منهم ببسمة يجيد اقتناصها في أكثر اوقاته المحزنة ينحني أمام مقعدهم بجذعه ويقول للصغار محفزا
نفى شريف برأسه و غمغمت شيري
لأ بابي هيسبنا على طول ومش
هنشوفه تاني
أزاحت هي يدها وكشفت عن بهوتها وطالعته بنظرة حزينة ضائعة جعلته يزفر انفاسه يستجمع قواه ثم
جلس بجوار شيري و يربت على شعرها قائلا بنبرة حنونة مطمئنة وبكل بساطة كي يستوعب عقلها
هو مش انا دكتور و كشفت عليك وخفيتي بعدها
وزميلي دكتور زي وكشف عليه وبيطمنكم هيخف ويبقى كويس
بجد ياعمو
اه بجد انا مش هكذب عليكم
وبعدين مينفعش ابوكم يفوق ويلاقيكم بتعيطوا كده
هزت شيري رأسها وكفكفت دمعاتها ثم سكنت بين والدتها أما عن شريف فقد وقف مواجه له متسائلا
انت طيب يانضال ومش بتكدب عليا صح
ابتسم بسمة عابرة ثم جفف دمعات شريف بكف يده وأخبره محفزا
هز شريف رأسه باقتناع و جفف وجهه بطرف كمه قائلا
انت عندك حق انا مش هعيط علشان بابي يتبسط مني
طيب روح اغسل وشك في الحمام هناك في اخر الممر ده
هز رأسه واستأذن من رهف التي كانت تتناوب النظرات بينهم مشدوهة من امكانيته في إقناع وتهدئة ابنائها بعد فشلها لتسمح
شكرا
لم يعير شكرها اهمية بل تسائل بأهتمام
ليه جبتيهم معاك مسبتهمش ليه مع كرملة
اجابته بملامح متهدلة
لما حسن وقع عقلي وقف ومكنتش عارفة اتصرف حتى معرفش اتصلت إزاي بالإسعاف
لترفع رماد عيناها له وتسأله
هو صحيح هيبقى كويس
تنهد وأجابها وهو ينزع نظارته الطبية ويمسد منحدر أنفه
ألقت سؤالها مستغربة
بس هو معندوش السكر
مش شرط السكر زي الضغط و ممكن يكون اتعرض لضغط عصبي خلي نسبة السكر تعلى في الډم
فعلا هو جاله مكالمة و تعب بعديها
هز رأسه وألتزم بثباته رغم تلك الأعاصير التي تعصف بدواخله لتستأنف هي
الولاد يقدروا يشوفوه
هو دلوقت بيتعمله اللازم وهستأذلك الدكتور اللي بيتابع حالته انكم تدخلوله
انا همر على المرضى مكتبي اخر اوضة على اليمين لو حبتي تقعدي الولاد فيها عقبال ما تطمني عليه معنديش مشكلة
هزت رأسها دون حديث ليتنهد ويواليها ظهره كي يغادر وكونه يعلم ترددها وتلك المسافة الأمنة التي تتعمد أن تكون بينهم ألتفت من جديد واضاف بأهتمام بالغ لم يستطيع أن يكبح ذاته عنه
انا هنا يا بشمهندسة ومش همشي من المستشفى و ارجوك لو احتجتي حاجة متتردديش
اومأت له ببسمة باهتة لم تمسس رماد عيناها ثم نكست رأسها تشرد من جديد ليزفر هو انفاسه ويغادر من أمامها وهو يلعن حظه العسر فكان يظن أنه على أعتاب أن يصارحها ولكن بعدما حدث أدرك أن ذلك ال حسن كان ومازال عائق يحيل بينه وبين امنيته البعيدة.
يا بخته اللي واخد عقلك
أطرقت برأسها ولملمت خصلاتها قائلة بخجل
يوه بقى يا بابي
بتحبيه اوي كده!
بحبك انت اكتر
يا اونطجية بتقوليلي كده علشان تهربي من السؤال
لا مش بهرب وبحبه بحبه اوي يا بابي انا مش عارفة كنت عايشة من غيره ازاي انا كنت ضايعة قبل ما اعرفه.
ليتمتم هو نادما
سامحيني يا بنتي وحقك عليا انا جيت عليك كتير وكنت فاكر إني بحافظ عليك
خلاص يا بابي اللي فات ماټ على رأي شهد وانا نسيت وفرحانة اوي أننا قربنا من بعض وبقيت جنبي علطول ومش بتسافر
تنهد بضيق ثم استرسل بندم
انا معنديش في الدنيا اغلى منك وكنت بحفر في الصخر علشان أأمنلك مستقبلك بس بعد اللي حصل اكتشفت أن الفلوس
ملهاش قيمة وأن في حاجات كتير كان مفروض اعملها أهم من جمعها انا خلاص مش هعيش أد اللي عيشته وضيعت بغبائي احلى سنين عمري وخاېف اموت قبل ما اشبع منك واشوف ولادك
بعد الشړ عليك يا بابي ربنا يخليك ليا
ربت على ظهرها بحنو قائلا
ويخليك ليا يا حتة من قلب بابي
الله الله ده ايه دي
قالها كاظم وهو يدخل الغرفة ويجلس على أحد المقاعد المواجهة لهم لترحب ميرال
اهلا بالعريس المنتظر
يسمع من بؤك ربنا
قهقهت هي وشاكسته
ايه يا أبيه مالك فين التقل انا مش اخدة عليك كده
زجرها فاضل قائلا
بنت عيب كده
عيب ايه يا بابي ده أبيه فاق كل التوقعات بصراحة انا كنت مصډومة لما محمد قالي انه طلب ايد شهد
فعلا الموضوع غريب ليك حق!
تسائل كاظم مستنكرا
ليه ايه الغريب في الموضوع هو انا منفعش ولا ايه
متابعة القراءة