رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
المحتويات
يمرر يده على وجهه بنبرة مخټنقة مغلفة بحزن مرير
مشكلتك أنك مش عارفة تصالحي نفسك ولا تسامحيها على اللي فات وبتحاولي تباني قوية وزي ما اتأذيتي بتحاولي ټأذي كل اللي حواليك خليك صريحة مع نفسك قبل أي حد و صدقيني لو حبيتيها واتصالحتي معاها الأول هتشوفي كل حاجة بمنظور تاني و هتتأكدي انك تستاهلي فرصة تانية
حقا ولكن تفوهت به كي تحافظ على ماء وجهها
يمكن أنت معاك حق بس مش معني كده أن الفرصة التانية دي هتبقى معاك
نظر لها نظرة مطولة مټألمة بسبب ذلك النصل التي غرسته بقلبه لتوها بحديثها فما كان منها غير أن تقطع أخر السبل معه كي لا يتأمل هباء
حانت منه بسمة ممزقة مټألمة ورد بسخرية مريرة يسخر بها من حظ قلبه اللعېن الذي لم ينفك طوال سنين من حبها
موقفك على العموم انا مش هفرض نفسي عليك اكتر من كده ومش ضروري تبعدي انا هبعد وهضغط على الزرار وانساك واوعدك بعدها مش هعترض طريقك ابدا أنا حتى لو شوفتك في حتة هدور وشي وهعمل نفسي معرفكيش ليرفع رأسه بكبرياء ويضيف متهكما
نفت برأسها وهرولت مغادرة و رغم أن ما فعلته هي راضية عنه إلا ان دمعاتها كانت تلاحق خطواتها وهي تشعر بشعور لم يراودها من قبل شعور غريب يتعدى التشتت و الضياع بمراحل عارمة.
الثاني والأربعون
ستفقد كل الفرص التي سنحت لك بمجرد أنك قررت عدم محاولة استغلالها.
واين جريتزكي
جلست بعيون ذابلة وملامح
مالك يا رهف
نفت برأسها وتمتمت ببسمة باهتة
مفيش حاجة مرهقة بس شوية
طب لو حابة تروحي ترتاحي انت والولاد أنا معنديش مشكلة
تنهدت وأيدت اقتراحه
فعلا انا محتاجة ارتاح والولاد كمان انا هروح دلوقتي وهبقى ارجعلك الصبح الدكتور قال أنه هيكتبلك على خروج بكرة
وهنا اشرأب شريف برأسه متسائلا
مامي هو بابي هيروح معانا البيت
تعلقت نظراتهم ببعض ولم تجيب هي لتضيف شيري وهي تعانق ابيها
مامي بابي مش ينفع يقعد لوحده ولازم نبقى معاه
انتظر جوابها بفارغ الصبر ولكنها زفرت انفاسها وقالت كي تخيب رجاءه في غفرانها
مش هنسيبه لوحده يا ولاد هنبقى نزوره متقلقوش
رهف انا بجد محتاجلكم خلينا نرجع نتلم من تاني والولاد يتربوا وسطينا
حاول اقناعها ولكنها اغمضت عيناها
بقوة ټلعن شتاتها ودون أن تضيف كلمة واحدة تريح قلبه كانت تنهض وتتوجه نحو الخزانة تدس يدها بملابسه التي كان يرتديها تخرج مفاتيح شقته قائلة
أنا هدفع حساب المستشفى قبل ما امشي وهجيبلك بكرة هدوم من البيت قبل ما اجيلك انا والولاد وهبعت حد ينضفه ويعملك أكل علشان لما تخرج عايز حاجة تانية اجبهالك قبل ما اجي
عايزك تريحيني يارهف
راحتك مش اهم من راحتي يا حسن حمد الله على سلامتك
ذلك آخر ما قالته قبل أن تغادر الغرفة مصطحبة اطفالها تاركته ينظر لآثارها وهو يبتلع غصة مريرة مر الحنضل من شدة ندمه كونه خسرها.
عادو للمنزل بعد انقضاء بضع ايام بالمشفى وقد تحسنت حالته كثيرا وطمئنه الطبيب أن يمارس حياته العادية فقد اصرت ثريا فور وصولها أن تذهب كي تطمئن على حسن
وها هي نادين تجلسه على طرف الفراش قائلة بسعادة هائلة
حمد الله على سلامتك البيت نور
البيت وحشني اوي
ابتسمت بسمة هادئة ثم انحنت كي تنزع عنه كنزته كي تساعده في ارتداء غيرها قائلة
كان مضلم من غيرك
بجواره متسائلا بمشاكسة
بتعملي ايه ما انا قدامك اهوا
اجابته بتنهيدة مسهدة
ريحتك وحشتني أوي يا يامن تعرف إني اقدر اميزها من
متابعة القراءة