رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
اشوف البنات
قالتها وهي تهرول من امامه هاربة حتى لا يغدقها اكثر بأقاويله التي تكاد تبعثرها وتفقدها اتزانها.
بينما على الجانب الأخر كانت تجلس بجواره على الطاولة تتنهد تنهيدات حالمة وهي تشاهد ميرال ومحمد يتمايلون على أنغام تلك الرقصة الهادئة ليباغتها هو
لأ يا حبيبي أنت لسه تعبان ومش عايزة اتعبك كفاية جيت معايا
ايوة مش مقتنعة يا يامن وهفضل خاېفة عليك لغاية متأكد بنفسي أنك أحسن
يخربيت جمال ضحتك والله بحبك بحبك يا حمود
وانا بحبك اكتر يا حلو
أما عن نغم فكانت تجلس برفقة والدها تشاهدهم من موقعها ببسمة هادئة ولوهلة أتى هو برأسها وتذكرت مقابلته لابيها بأحد الايام السابقة و تذكرت ايضا تلك الدقائق المعدودة التي تحدثت معه بها فقد وعدته انها ستستخير ربها ويبدو أن تلك الراحة التي تسكن قلبها مبشرة بالخير. لتتنهد تنهيدة عميقة مطولة ثم تهمس لذاتها
كانت الأجواء مبهجة للغاية والسعادة تعم على الجميع لحين انتهى الحفل وكاد يغادر بها لولآ أن فاضل اقترب منه قائلا
خلي بالك منها يا محمد ميرال امانة في رقابتك ارجوك حافظ عليها
ميرال في عيني وجوة قلبي يا فاضل بيه متقلقش عليها
ابتسم فاضل بارتياح لتقترب شهد ايضا وتقول بسعادة وبدمعات حانية
الله يبارك فيك يا شهد عقبالك
لتقترب وتهمس بأذنها
حرام عليك تاخري اكتر من كده أبيه على آخره
نكزتها شهد ببسمة عابرة من بين دمعاتها الفرحة
بطلي عياط يا بركة ولا عايزة تنكدي عليا في يوم زي ده
لا يا اخويا ربنا يعلم أن فرحتي بيك الدنيا مش سيعاها
طب بطلي عياط بقى واديني زغروتة حلوة من بتوعك
ربنا يخليك ليا يا
شهد
ابتسمت شهد باتساع وأخذت تدعوا لهم وأمنوا الجميع على دعواتها حتى تلك المختبئة هناك التي أتت خصيصا بعد هجر سنوات كي ترى ابنتها التي تخلت عنها يوم زفافها.
غادروا العروسان وانصرف الجميع وإن كاد يغادر هو تجمد بأرضه وهو يراها تسير بخطى وئيدة متعثرة.
صافيناز
توقفت مشدوهة والتفتت له تطالعه بنظرات خاوية ليتحدث هو بشدوه تام
بتعملي ايه هنا!
جاية اشوف بنتي يا فاضل ولا دي كمان عايز تحرمني منها
مش قصدي انا
قاطعته هي
انت السبب يا فاضل انا عمري ما سمحتك
انت اللي خيرتني ومكنش عندي استعداد اقضي الباقي من عمري مزلوله ليك علشان بس ترضى غرورك وانانيتك وإذا كان عن الحب ده مش بأدينا وڠصب عننا ملناش سلطة عليه
انا لومت نفسي كتير بعد اللي حصل وصدقيني لو رجع الزمن بينا كنت احترمت رغبتك ومحرمتكيش من بنتك
رددت كلمته بنبرة مريرة
بنتي
ليه مباركتلهاش
هقولها ايه يا فاضل مهما حصل مش هتسامحني إني اتخليت عنها واسبابي مش هتقنعها
انا اخترت حياتي زمان بكامل ارادتي ومنكرش إني عمري ما نسيتها مفيش أم بتنسى ولادها بس مكنتش عندي الشجاعة اواجهها لا زمان ولا دلوقت
سامحيني يا صافيناز انا اللي..
قاطعته من جديد بإقتناع
ده اختياري انا يافاضل ومش ندمانة عليه ومتأكدة أن ربنا عوض بنتي
عن اذنك عزتمستنيني و زمانه قلقان عليا هو والولاد ولازم ارجع على اول طيارة
ذلك آخر ما نطقت به قبل أن تغادر تاركته يبتسم بسمة ساخرة على ذلك الزمن الذي لم يغير بها شيء حتى تفضيلها لذلك ال عزت التي تخلت من أجله عن كل شيء واولهم قرب ابنتها.
ايه رأيك
قالها وهو يقف بها على أعتاب تلك الڤلا الكبيرة التي ابتاعها مخصوص من أجلها
جالت المكان بعيناها منبهرة بكل شيء وتسائلت
رأي في ايه يا يامن الڤلا تجنن بتاعة مين وجايبني ليه هنا!
اجابها بنظرات حالمة
بتاعتنا يا قلب يامن كنت عاملهالك مفاجأة قبل ما.
ابتلع باقي حديثه ولم يشاء أن يتذكر الأمر لتتفهم هي وتقترب قائلة
حبيبي بس ده كتير عليا اوي
مفيش حاجة تغلى عليك
بس انا بحب البيت هناك ومش عايزة اسيبه ده كل ركن هناك لينا ذكرى فيه
بس انت وعدتيني نبدأ من جديد صحيح لينا ذكريات جوة البيت القديم بس انا عايز نعمل ذكريات
تانية اجمل من اللي فاتت والبيت ده هيشهد عليها
طب وماما ثريا هترضى
امي المهم عندها تشوفنا مبسوطين واكيد مش هتمانع
تنهدت ببسمة واسعة قائلة بسعادة عارمة
ربنا يخليك ليا يا يامن
ويخليك يا قلب وروح يامن ويقدرك علشان تمليلي الڤلا دي كلها عيال
لأ هما ولد وبنت بس ونحمد ربنا على كده
لأ انا عايز خمس بنات وكلهم شبهك
شاكسته هي بحاجب مرفوع مستخدمة طرفته السابقة
طب وبرعي نسيته
مط فمه وشاكسها
صح عندك حق و برعي علشان يبقوا نص دستة
قهقهت على مشاكسته ثم سحبته من يده قائلة
طب تعالى فرجني على بقية الڤلا
لأ بقولك انا مش بحب