رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز

 


كل مرة أن يفي بوعده ويتجاهل وجودها حتى انه يتصرف وكأنه لم يصادفها قط بحياته وبطريقة ما يحزنها الأمر ويثقل قلبها ولا تعرف تفسير لذلك إلا أن وضوحه معها وتحليله لنفورها اخجلها من ذاتها ودون قصد قامت بإيذائه كما تأذت هي. 
أخذها للطبيبة كي يباشر حملها ويطمئن على صحة الجنين وهاهم ثلاثتهم يجلسون داخل العيادة ينتظرون دورهم فكانت تتأمل كل النساء من حولها بأنتباه شديد حين مال عليها هامسا

نادين مالك بطلي بحلقة في الناس
تنهدت ونكست نظراتها وقالت متوجسة
يامن هو انا هبقى شبهم كده الشهور الجاية 
رفع منكبيه وكأنه شيء بديهي لتشهق هي وتقول بړعب
معقول هبقى شبه البالون كده لأ انا مش عايزة اتخن انا بحب جسمي كده
استمعت ثريا لأعتراضها وطمئنتها قائلة
متقلقيش يا بنتي جسمك بيرجع زي الأول بعد الولادة كلنا كنا كده
ايوة يا امي طمنيها وبعدين متقلقيش شوية رياضة هيرجعوك احلى من الأول
ليضيف بهمس ماكر امام اذنها
لو إني حبيت جسمك وهو كده اكتر 
شهقت بخجل ونكزته برفق بذراعه موبخة بنظرات زائغة تخشى أن يكون استمع إليهم احد
بطل يا معډوم الادب هتفضحنا ضحك باستمتاع على خجلها ثم همس من جديد متوعدا
هبطل دلوقت بس لما نروح هعرفك معډوم الادب هيعمل فيك ايه
هزت رأسها بلا فائدة وثبتت نظراتها على ليدها و تحاول ان تتغلب على توترها وتستمد القوة منه كعادتها ليشدد هو اكثر على كف يدها وكأنه يطمئنها انه معها ويؤازرها بكل اوقاتها وحين رفعت نظراتها إليه غمز لها بتلك البسمة البشوشة الدافئة التي لطالما اشعرتها بالطمئنينة والأمان 
بعد دقائق عدة كانت الطبيبة تقوم بفحصها واتمت الأمر بتمديدها على تلك الاريكة المكتنزة خاصة الكشف وتمرير الاداة الخاصة بجهاز الموجهات فوق الصوتية على بطنها ساد الصمت لدقائق لحين ابتسمت الطبيبة وهي تتمعن بشاشة الجهاز لتتسائل ثريا مترقبة
خير يا دكتورة طمنينا ربنا يكرمك
هزت
الطبيبة رأسها وقالت مطمئنة
خير يا حجة نادي ابنك علشان يشوف ولاده
توقفت ثريا عند أخر كلمة وتسائلت غير مصدقة
ولاده ازاي يعني
المدام حامل في توأم يا حجة الظاهر قدامي كيسين حمل مبروك 
تهللت اسارير ثريا وقالت بفرحة عارمة وهي تربت على كتف نادين التي كانت مصډومة وغير مصدقة
يا ألف نهار ابيض يألف نهار مبروك الحمد والشكر لله ربنا يقومك بالسلامة يا بنتي ويجعلهم بارين بيك وبأبوهم 
انا هروح اندهله ده هيطير من الفرحة وبالفعل ما إن فعلت كاد يجن جنونه وهرول إليها بخطوات متلهفة تزف سعادته
ليبتسم بأتساع حتى كادت البسمة تشق وجهه وهو يرى انعاكسهم المموه على شاشة لتقول الطبيبة وهي تجفف الچل الداعم عن بطنها بأحد المناديل الورقية
مبروك يا استاذ يتربوا في عزك 
مش مصدق يا نادين مش مصدق
بجد مبسوط يا يامن
مبسوط ايه انا طاير من فرحتي بيك وبيهم
ربنا يخليك لينا يا حبيبي 
ويخليك ليا يا قلب وروح يامن 
تحمحمت الطبيبة كي تقاطعهم 
طيب يا مدام نادين هكتبلك على ڤيتامينات وشوية تحاليل تعمليها واسبوعين وهشوفك تاني علشان اقولك على جنسم 
هزت رأسها ببسمة واسعة ليتناول هو من يدها الروشتة التي خطتها وتضيف ثريا قائلة قبل أن يغادروا عيادتها
ربنا يكرمك ويريح قلبك يا دكتورة زي ما فرحتينا
كانت تود أن تأخذ وقتها ولذلك جعلته ينتظر قليلا فقد أدلت بموافقتها بالفعل من قبل وتم عقد قرانهم اخيرا بعد شهرين من زفاف اخيها وبعد احتفال بسيط ضم الأصدقاء والاقربون اصطحبها هي وبناتهم إلى أحد القرى الساحلية كي يقضوا بها شهر العسل وبعد أن اطمأنوا على بناتهم برفقة دادة محبة التي أصر هو أن يصطحبها كي تقوم برعايتهم خصيصا فقد سار برفقتها إلى ذلك الجناح الفخم الذي قام بحجزه مخصوص لها بأحد الفنادق السياحية الفاخرة.
طالعت شهد الجناح الخاص بهم بنظرات منبهرة للغاية وببسمة هادئة لحين باغتها هو من خلفها مطمئنا
مټخافيش مني يا شهد
تلعثمت وتوترت وهي تحاول تنظيم انفاسها
مش خاېفة بس يعني متوترة شوية
التوتر هيضيع متقلقيش وبكرة تاخدي عليا 
هزت رأسها تؤيده ليستأنف وهو يدير جسدها كي تواجهه
طيب ممكن تقلعي
اتسعت عيناها وشحب وجهها وانفلتت كلمة واحدة من زمام لسانها
نعم!
تدارك خوفا من زمام لسانها
مش قصدي اللي فهمتيه قصدي الحجاب يا شهد 

 


بصيلي يا شهدعايز ادوب في دفى عنيك
بحديثه وشعرت أن الأرض تميد بها حين رفعت عيناها ليتنهد و يضيف هو
انت جميلة اوي يا شهد
اوعي تبعدي عني وتغربيني تاني أنا معاك بحس أني كنت في غربة ولقيت الأمان والراحة والدفى اللي مبتتحسش غير الوطن وأنت وطني اللي كنت متغرب عنه يا شهد
تعالت وتيرة انفاسها وتلجم لسانها وكاد توترها أن يقضي عليها 
مر أكثر من شهرين عليها وقد حرصت خلالهم أن تواظب مع طبيب نفسي كي يساعدها على ترميم ذاتها ويصالحها عليها مثلما اقترح نضال لا تنكر أن قرارها في اللجوء للاستشاري النفسي اتى متأخر ولكن منذ ذلك اليوم التي تحدث معها في المشفى وصرح لها وشيء يثقل قلبها ويشتت
 

 

تم نسخ الرابط