رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
عقلها و رغم ذلك كان حديثه حافز لها فنعم قد ادركت انه محق هي بحاجة أن تتصالح مع ذاتها اولا حتى لا ټأذي من حولها مثلها وبالفعل تشعر الآن أن السلام سكن دواخلها فلم تعد تشعر بالسوء من حسن بل ايقنت أن ما فعله لم يكن إلا بسبب خضوعها وضعفها والسماح له باستغلال نقاط ضعفها مما اعدم ثقتها بنفسها وتلك كانت علتها التي تخطتها وتعافت منها فلم تعد تلك الضعيفة التي يستطيع الاستخفاف بها فقد ساندته بمحنته وتكفلت بكل شيء في سبيل ابنائها فلم يهن عليها أن تقف مكتوفة الأيدي وتتركه يخسر كل شيء و رغم إلحاحه عليها الذي لم ينفك عنه إلا أنها لم تود أن تكرر المحاولة وكيف تفعل وتعيش تحت سطوته من جديد وهي تستمتع
مامي عايز اشرب
انتشلها صوت الصغير من شرودها لتعتدل وتناوله كوب الماء الموضوع اعلى الكمود ليرتشف منه ويرده لها متسائلا
مامي منمتيش ليه
ابدا يا شريف في حاجة شغلاني
اكيد عيد ميلاد بابي أصله بكرة
ضيقت عيناها تتذكر الأيام وكم تعجبت كونها تناست يوم كذلك وسابقا كانت تعد عدة الاحتفال به من قبلها بعدة أيام ليضيف الصغير
وافقت هي ببسمة هادئة
حاضر يا حبيبي بكرة هنروح نزوره بس هنتصل بيه قبلها
لأ يا مامي خليها مفاجأة
تمام حاضر اللي أنت عايزه يلا بقى نام علشان ننزل بكرة بدري نشتري الهدية
هار اسوح جايبلي خمړة يا كاظم ده انت يومك مش فايت
قالتها شهد بإندفاع كعادتها المتأصلة وهي تهز بجسده المستلقي أمامها فز من غفوته القصيرة وقال متفاجئا
رفعت زجاجة أمام نظراته وتخصرت قائلة
في دي يا استاذ يا محترم!
لتلوي ثغرها يمينا ويسارا متحسرة
ياخسارة الهيبة اللي حلت بعديها الخيبة
زفر انفاسه وحاول تهدئتها
طب ممكن تهدي ومتكبريش الموضوع
لأ بقولك ايه انت مستقل پغضب ربنا أنت مسلم واكيد عارف انها حرام
تحمحم بحرج
عارف
وبتغضب ربنا ليه طالما عارف ده احنا بنتشعبط في رضاه
لما كنت في ايطاليا الخواجات بيشربوه بدل الميه علشان يدفيهم وبصراحة دي خصلة مش كويسة خدتها منهم
وهنا قالت بقناعات تربت عليها ورسخت بها
لأ احنا لازم نبقى على نور من اولها انا لا يمكن اقبل بكده أنا عارفة أن في فرق بين عيشتي وعيشتك زي السما والأرض وفي فوارق كتير ما بينا بس ڠضب ربنا مفهوش فوارق
ده انت كأنك
قاصد ربنا ما يكرمناش ولا يباركلنا
مش قاصد وبعتذر يا شهد مش هتتكرر تاني واوعدك عمري ما هحطها على بقي
حقك عليا
خلاص سماح المرة دي
.
ابتاعوا قالب كيك كبير كتب عليه حروف اسمه والعديد من بالونات الهيليوم الملونة وقد جلبت له ساعة ذهبية قيمة
والعديد من الملابس التي كان يفشل في شرائها وكانت تتكفل هي بها وهاهم وصلوا امام باب الشقة يطرقون عليه طرقات متتالية متحمسة ولكن حين فتح الباب وأطلت عليهم تلك السيدة تجمدوا بأرضهم حين صړخت بهم
جرا أيه منك ليها بتخبطوا كده ليه على الباب هو بيت ابوكم!
تشبثوا الصغار بساق رهف پخوف لتقول هي بشراسة وهي ترمقها شذرا من اخمص قدمها لاعلى رأسها
اه بيت ابوهم واتكلمي عدل أنت مين وبتعملي ايه هنا
اجابتها وهي تلوك علكتها بطريقة فظة وتتخصر أمامها
آآآه افتكرتك انت طليقته اظن فاكراني انا اللي جيت سألت عليه في المستشفى
ابتلعت رهف غصة بحلقها واعادة صياغة سؤالها
ايوة عرفت بس بتعملي ايه هنا بالمنظر ده مش فاهمة!
طالعت سميرة قميص نومها الصارخ الذي