رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
من جلستها ومسحت وجهها بيدها كي تستعيد ثباتها ثم نهضت وتوجهت لفراش طفلتها وتدعي استغراقها في النوم وما ان فتح هو باب الغرفة صدر من فمه صوت ساخر ألمها ودون اي اكتراث او أدنى شك منه كان يغلق الباب مرة آخرى ويتوجه لغرفة نومه بمزاج رائق للغاية وهو يمني نفسه أنه سيرى تلك الجميلة في الغد
وظلت طوال الليل متشبثة باطفالعا وكأنها تستمد منهم القوة لمواجهة القاد
ابتلعت رمقها ببطء ثم ابتسمت بسمة باهتة وهي تحاول أن تعتدل بنومتها وتخرج من حصار يده التي تطوقها تكاد تودي بثباتها ولكنه رفض ذلك بشدة وشدد عليها أكثر يرفض فك وثاقها ببسمة مشاكسة وترتها كثيرا
اتسعت أبتسامته المشاكسة وهو يتمعن بها وكم راقه الأمر بشدة وحمسه لخطوة تالية
نفى برأسه وهمس بعذوبة وهو يسبل اهدابه كي يزيدها عليها أكثر ويتمتع بردود افعالها
انا منمتش اصلا مكنش ينفع افوت ثانية واحدة في النوم وانت جنبي
رفعت نظراتها المشتتة إليه وتلك النبضة العاصية بقلبها تطعن بها لتجد ذاتها تتمعن به بطريقة هي ذاتها لاتعلم المغزى منها وتقول متسرعة بأخر شيء توقعت ان يصدر منها
تنهد تنهيدة حارة نابعة من صميم قلبه وأجابها بصدق مشاعره وهو يتيه بليل عيناها ويغلغل أنامله بسلاسل شعرها بحركة حنونة بعثرتها
الحب كلمة تافهة بسيطة ملهاش أي معنى قصاد اللي بحسه نحيتك
حاسة بدقاته بتصرخ باسمك
وبتعلن عصيانها عليا وبتنتمي ليك انت الروح لروحي وكل دنيتي يا نادين
أصمد أيها القلب إياك أن تنخدع
وكم أحزنه الأمر وجعله يطالعها بنظرة عميقة معاتبة بعد ان أبتعد بجسده عنها واستند بظهره على الفراش فما كان منها غير أن تنتفض وكأن اصابتها صاعقة من السماء وتقول بأنفاس مضطربة تذكره باقتراح أمس الذي بررت به استكانتها بين يديه
تنهد بضيق شديد بعدما تمكنت ببراعة بوئد سعادته وحالة الهيمنة التي كان عليها فحقا سأم من عدم اكتراثها لمشاعره ولكن دائما يوجد داخله يقين خاص أن لا شيء يمنح بالقوة فحتى هو لن يرضى أن تسايره فقط هو يريد إقرارها بانتمائها له نابع من قرارة نفسها ولذلك لن يضغط اكثر عليها ولن يفرض عليها مشاعره مرة آخرى
نهض من الفراش مواجه لها وقال بخزي من نفسه و ببسمة باهتة بالكاد على فمه
عندك حق انا مكنش لازم اتعشم في اكتر من كده انا يدوب جوزك على الورق بس
جعدت حاجبيها المنمقين من
تلك النبرة التي استشفتها بصوته ولا تعلم لم وجدت قلبها يرق له ولكنها عاندت مشاعرها وتمردت بقولها تؤيد يقينه الدائم نحوها
انت صح...
تعلقت ناعستيه الثائرة بها وأضاف بمغزى وهو يربت على ذراعها
ياريت كان قرار قلبي بأيدي... صدقيني مكنتش هتردد ثانية
نفضت يده بعدما فهمت المغزى من قوله وقالت متأفأفة كي تفض ذلك الحوار الذي يزعزع ثباتها
يووه مش وقت كلامك ده زمان خالي صحى ومستنينا علشان نفطر معاه
وانا كمان عندي محاضرات ومش عايزة اتأخر عليها
قالتها وهي تتناول ملابسها خاصة الأمس من جانب الفراش وتتوجه بخطى واسعة نحو المرحاض تاركته يستشيط ڠضبا من عنجهيتها و يلعن قلبه الذي يميل لها.
بينما هي ما أن أغلقت الباب جلست على طرف حوض الاستحمام بتشتت تجاهد تلك الحړب الضارية بين عقلها اللعېن وتلك النبضة العاصية بقلبها
كانت بحالة يرثى لها
منذ عودتها للمنزل بلأمس فقد كانت مجهدة تجاهد إلحاح عقلها وحالة التعود التي تمكنت منها في الآونة الأخيرة فمنذ ما دار بينهم لم تنم ولم يغمض لها جفن وظلت تلك اللحظات الحانية منه تترأى أمام عيناها وحديثه المشجع يتردد بعقلها يحثها على الأمتناع عن تلك الحبوب اللعېنة التي تسلبها كافة إرادتها لا تنكر انه تمكن من إقناعها وأثر عليها بمنطقه ولكن دون إرادة تشعر أنها بأمس الحاجة لها الآن
انتشلها من حالتها دخول زوجة أبيها إليها قائلة بتهكم وهي تشعل الأضاءة كي تنير تلك العتمة التي تسيطر على الغرفة
هي الهانم معندهاش جامعة ولا ايه هتفضلي نايمة كده كتير
طالعتها ميرال دون اكتراث واستكانت من جديد تدثر جسدها بالفراش ولكن
دعاءاستهجنت فعلتها وصړخت بها
انا بكلمك لازم تحترميني وتردي عليا
لم تجيبها ايضا بل لم تعطيها اهمية من الأساس مما جعل دعاء تستشيط ڠضبا وتهدر بتوعد مليء بالخبث
طيب انا لازم