رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
اخلي فاضل يشوف صرفة في قلة ادبك و استهتارك ده
بنتي مش قليلة الأدب يا دعاء
قالها فاضل بحدة وهو يقف على أعتاب الغرفة ومحبة تقف خلف ظهره
ارتبكت دعاء وقالت وهي ترشق
محبة شذرا فهي تعلم انها هي من اتت به لهنا
انا مش قصدي وبعدين انا عايزاها تروح جامعتها وتبطل استهتار لكن يظهر كلامي معجبهاش بدليل انها منطقتش بكلمة من ساعة ما دخلت الأوضة ومقدرتنيش
اتفضلي يا دعاء وياريت بعد كده متدخليش في حياة بنتي و متضغطيش عليها
ربعت دعاء يدها ورفعت حاجبيها تستشيط ڠضبا من هجومه الغير معتاد عليها لتقول بتهكم كي تذكره بمعضلته
واللهي انا بحاول اساعدك علشان متخرجش من تحت طوعك زي امها وتدور على حل شعرها
لطمة قوية نزلت على وجنتها كالصاعقة جعلتها ترتد للخلف من شدتها تزامنا مع شهقة محبة المتفاجئة و قوله بصوت جهوري منفعل
وضعت يدها على موضع صڤعته غير مستوعبة ما حدث صاړخة بوجهه
انت بتمد ايدك عليا يا فاضل !
وبحذرك لو مخرجتيش دلوقتي مش هخليك على ذمتي يوم واحد
كانت تستمع لكل ما يدور وهي مغمضة العينين تدعو الله أن تفقد وعيها كي تهرب من ذلك الواقع المرير التي ترفضه ولكن عندما ذكرت دعاء والدتها لم تشعر بذاتها إلا وهي تنتفض من الفراش متسألة بتوجس وبنبرة واهنة
أجابتها دعاء بغيظ كي تشعل فتيل الماضي وټحرق قلبه وقلبها كي تفض غليلها
اللي سمعتيه واللي ابوك عمره ما اقدر يعترف بيه امك هربت علشان راجل تاني ورمتك
جز فاضل على نواجذه وكادت عينه تطلق شرار ولكنها لم تتأثر فهي تعلم أن حالة الڠضب التي هو عليها ستتلاشى نهائيا عندما تستغل مدى تأثيرها عليه ولذلك نظرت له نظرة طويلة معاتبة ثم أضافت قبل أن تخرج من الغرفة
أطرق فاضل رأسه بينما هي التوي ثغرها وتحركت لخارج الغرفة
وما أن وصلت لموقع محبة مالت برأسها عليها قائلة بنبرة كارهة متوعدة
إن شاء الله لسانك ده هقطعهولك قريب يا حيزبونة
صدر من فم محبة صوت ساخر ثم لوحت بيدها بلا مبالاه وتحركت من امامها كي لا تتمادى معها وتخسر عملها لټضرب دعاء الأرض بحذائها وهي تستشيط ڠضبا وتقسم انها ستجعلهم جميعا يدفعون الثمن.
الكلام ده صح يا بابي
زفر فاضل انفاسه بحنق ثم هز رأسه يؤكد لها لتشهق هي بعدم استيعاب وترتمي على أحد المقاعد بالزاوية قائلة
يعني امي اتخلت عني بسببه
جلس فاضل بالمقعد المواجه له رأسه بين يده ويتنهد تنهيدات مثقلة بذكريات ماضي أليم يخجل من ذكرها ولكن لابد أن تخبرها الحقيقة الآن على أي حال فبعد أن أخبرته
حاولت كتير اخبي علشان صورتها في عينك متتهزش وقولت كفاية عليك تعرفي أنها انانية وكنت بقول فكرتك عنها انها كده
أحسن بكتير ما تكون خاينه
تهدلت دمعاتها بحزن يدمي القلب وصړخت مشككة وهي تنهض وتتحرك بعدم اتزان
انت اكيد غلطان انت بتقولي كده علشان اكرهها ومفكرش فيها اكيد داده قالتلك... صح
نفى برأسه وصرح لها
دي الحقيقة يا ميرال انا لما اكتشفت علاقتها بالتاني واجهتها وكنت فاكر انها هتنكر أو تترجاني وتطلب مني اسامحها بس هي كانت بجحة وبررت انها بتحبه وكمان طلبت الطلاق علشان تبقى معاه كنت ھڨتلها بس خۏفت اسيبك لوحدك بوصمة عار العمر كله وعلشان كده قررت اعاقبها بطريقة تانية محستش بنفسي غير وانا بضربها وبكسر البيت كله وبعد كده طردتها وطلقتها ورفضت اخليها تاخدك معاها ورغم أنها حاولت كتير تأثر عليا أنها تاخدك بس انا رفضت ولما فكرت فيك وشفت أد ايه أنت محتجاها قلت حرام احرمك منها فخيرتها انها تبعد عنه وتعيش
ليك وبس وكنت هتكفل بيها بس هي رفضت واخترته وقتها كان ڠضبي عاميني وكبريائي بينقح عليا و مقدرتش امنع نفسي من اذية الراجل اللي فضلته عليا خسرته شغله و لفقت له قضية وقبل ما يتم الحكم فيها هرب برة البلد و أخدها معاه
نفت برأسها بهستيرية وتسألت من جديد ولكن تلك المرة بنبرة مخټنقة معاتبة من بين شهقاتها الحاړقة
وانا كان ذنبي ايه في كل ده ليه كل واحد فيكم قرر يعند و ينتقم من التاني بيا
انت حرمتني منها وهي اثبتت لك انها محت الماضي ونست وجودي واكتفت براجل تاني وبحياة تانية عن الدنيا كلها
نهض فاضل وحاول تهدئتها بعيون مثقلة بالحزن
ده كان اختيارها يا بنتي وانا عمري ما فكرت أأذيك انا عملت كل ده علشان احافظ عليك هي