رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
المحتويات
بها ذلك الدفء الذي كان يعتمرها ثم قال بنبرة قاطعة كحد السکين وهو يخطو بعيد عنها
انت لسه ما شوفتيش حاجة ومن هنا ورايح هخليك تجربي الذل اللي على أصله يا بنت الراوي
ليغادر غرفتها ويغلق خلفه بابها ويوصده بمفتاحه دون أن يرأف بها وبنحيبها ولا لصرخاتها الموجعة وكأنها بدلت لين قلبه المولع بها إلى آخر صلد كالجلمود بفضل أفعالها التي يهيئها لها شيطانها كونها بريئة مبررة في سبيل انتقامها
كان يهرول فرحا بعودة محبوبته بعد غياب دام لعدة أيام مرو عليه بصعوبة
بالغة من دونها
فكان قلبه يهفو لها يسبقه حين وجدها تدلف لتوها إلى ردهة المنزل وتركض لترتمي بين يده قائلة بنبرة ملتاعة
توحشتك جوي يا حامد
وأني كما توحشتك يا جمري وأيامي كانت غابرة من غيرك
توحشتني صح يا حامد
ايوة يا جلب حامدالليالي كانت عاتمة من غيرك ومصدجت رچعت تاني تنوري سمايا يا حبة الجلب
اتسعت بسمة قمرمن ذلك الغزل الذي يغدقها به زوجها ويهون الكثير عليها وقالت بنبرة تقطر بمكنونها وهي
ربنا يخليك ليا يا حامد
لوت ونيسة فمها يمينا ويسارا بعدم رضا وهي تدلف لتوها هي وزوجها لردهة المنزل
واه چرى أيه كانكم مايعين إكده اللي ينضركم يجول بجالكم سنين متفارجين مش كام يوم
تحمحم حامد بحرج بينما هي أطرقت رأسها وسحبت طرف وشاحها تغطي به فمها من شدة خجلها وهرولت نحوهم
كيفك يا بوي وكيف صحتك
والله توحشتك يا أما ونيسة
طالما متجدرش على بعدها إكده ياولدي كنت عجلها وجولها تجعد في دارها وبلاها علاچ ولا حكمة وتضيع وجت على الفاضي
ابتلعت هي غصة مريرة بحلقها من تجريحاته المستمرة بشأن عدم إنجابها وقالت بنبرة متحشرجة على حافة البكاء
حانت من عبد الرحيم بسمة هازئة ورد ساخطا
بعد جد أيه يا جمر لما شعر ولدي يشيب
أطرقت هي رأسها ولم تستطيع أجابة سؤاله فما كان منها غير أن تنسحب قائلة بنبرة منكسرة
العلم عند ربنا يا بوي...ما تواخذنيش أنا تعبانة من الطريج ومحتاچة ارتاح
ليه تكسر بخاطرها أكده يابوي مرتي ست البنات وعاجلة ولو هتروح للحكمة فده علشان انتوا ضغطين عليها و مش مجتنعين إن مش بايدها حاچة
لم يعجبه الأمر ولذلك عقب على حديث ولده بسخط
بكفياك يا ولدي مرتك أرض پور ومفيش منيها رچا
بس هحبها ولو لفيت الأرض كلتها مش هلاجي ضفرها وإذا كان على الخلفة أنا راضي بحكمة ربنا ومش عاوز من الدنيا غيرها
قالها حامد بحمقة شديدة جعلت ونيسة ټضرب على صدرها بحسرة بينما عبد الرحيم صاح متجبرتا
والله وچه اليوم اللي تناجرني فيه يا حامد وتجف جصادي
زفر حامد في ضيق وقال مبررا
يا بوي أنا مليش في الدنيا غير رضاك
ورضا أمي بس هي مرتي وكرامتها من كرامتي ويعز عليا تچرح فيها وتنجرزها بالحديت في الرايحة والچاية بالله عليك يا بوي لو بتعز ولدك صح بكفياك
احتدت نظرات عبد الرحيم القاتمة وسايره
ماشي يا ولدي لما أشوف أخرتها معاك
ليستأذن حامد كي يصعد لزوجته وما أن غادر قالت ونيسة بعدم رضا وهي تولول
جولتلك سحراله ومصدجتنيش يا عبد الرحيم
بينما هو جلس على أحد المقاعد يسند ذقنه على عصاه الأبنوسية وهو يفكر كيف يتمكن من كسب ولده لصالحه حتى لا يخسر وده ويخرج عن طوعه ويعيق ما يطمح له.
حجك عليا يا حبة الجلب
قالها حامد بحنو وهو كي يراضيها ولكنها جففت دمعاتها وقالت والحزن يغلف صوتها
أنا اللي محجوجالك يا حامد انا اللي معرفتش أچبلك حتة عيل يشيل أسمك
واه خلاص بقى جفلي على السيرة الماصخة دي وبعدين يا بت الناس مش جولتي الحكيمة قالتلك إن العلاچ الچديد ممكن يجيب
نتيچة وأن المسألة مسألة وجت يبقى لازم نصبر وربك هيچبر وحتى لو ربك مأذنش أني راضي ومكتفي بيك انت بتي وحبيبتي وحبة جلبي من چوة
ابتسمت من بين بكائها وهي تشعر بقلبها يتراقص فرحا من تفهم زوجها وحبه لها الذي يغلف كل أفعاله وحتى حديثه ورغم أنها تعلم أن لأبويه سلطة عليه ويخشى سخطهم ولكنها تعذره فهو حنون لين القلب ولذلك لن تتحامل عليه أكثر وخاصة بعد أن استرقت السمع لدفاعه المستميت عنها قبل أن تدلف لغرفتهم لتقول بحب
ربنا ما يحرمني من طيبة جلبك ولا حنيتك يا حامد
ولا منيك
متابعة القراءة