رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
في النفوس وبالفعل ذلك ما حدث عندما سقطت عين حسن عليه حين أدى العسكري التحية وقال برسمية
تمام يا فندم تم ضبط و إحضار حسن طايل زي ما أمرت ودي بطاقته
قالها وهو يضع أثبات الشخصية الذي أخذه منه مسبقا على مكتبه
رفع سليم نظراته الثاقبة إليه وتناول أثبات الشخصية وأشار للعسكري بالانصراف بينما حسن
ممكن افهم انا هنا ليه
شبح ابتسامة متغطرسة ظهرت على فم سليم وتلاها قوله بحدة أجفلت الأخر
مكنتش عايز تشرفنا ولا أيه يا حسن!
قال أخر جملة بحاجب مرفوع بترقب جعل حسن يبتلع ريقه ويجيبه بشجاعة مصطنعة
أنا معترضتش بس أكيد في
غلط انا مش مچرم ومعملتش حاجة واللي حصل معايا ده مش قانوني وأنا مش هسكت
استفز سليم وجعل الچحيم يستعر في حدقتيه حين قال بنبرة حادة واثقة بثت الړعب بالآخر
مش هتسكت! هتعمل إيه مثلا أحب اعرف
زاغت نظرات حسن من عنجهيته ونظراته المرعبة التي تحمل تحذير مبطن فما كان منه غير أن يتراجع في الحديث قائلا
أنا من حقي اعرف جبتوني ليه هنا انا معملتش حاجة
حانت من سليم بسمة متهكمة وسخر قائلا بكل عنجهية
أبتلع رمقه بحلق جاف واتسعت عينه بذهول لم يستوعب كلمة واحدة مما تفوه به ولكن سليم أكد حين بدء في نقل بياناته إلى ذلك الورق أمامه ثم تساءل بعدها برسمية شديدة كي يدون أقواله
كاد يستأنف لولآ أن الآخر قاطعه وهو
ينفى برأسه ويقول بنبرة غير مستوعبة ويبتسم بسمة مقيتة ليست بمحلها
أنا مش مصدق اكيد فيه حاجة غلط انا معملتش حاجة ومجتش جنبها دي هي اللي سرقتني
زفر سليم بنفاذ صبر وهدر محذرا
خلي بالك كل كلمة هتقولها هتتحاسب عليها وياريت ترد على أد السؤال وبس
استنكر حسن وقال بإندفاع
كاد أن يسترسل بتفاصيل أكثر لولآ أن سليم قاطعه پحده وبرسمية بالغة
القانون لا يحمل المغفلين يا بيه وبعدين مدخلنيش في مواضيع فرعية مليش فيها أنا سألتك سؤال محدد وتجاوب عليه
أيه قولك فيما هو منسوب إليك
كرر سؤاله مرة أخرى ليصر حسن على موقفه كونه لم يفعل شيء وحين انتهوا من أخذ اقواله قال سليم وهو يؤشر له
حبس
ايه أنت بتخرف مستحيل يحصل رهف مستحيل تسجني وبعدين انا معملتش حاجة...
كان يتحدث بهستيرية وبنبرة منفعلة وهو يشعر أنه على حافة الجنون يحاول تبرئة ذاته ولكن سليم لم يتحمل بطبيعته الملولة وضړب على سطح المكتب ضړبة قوية أخرست الآخر وتلاها صراخه به بنفاذ صبر
هو مين اللي بيخرف أنت هتتصاحب عليا يا روح أمك... ابقى وفر كلامك ده لما تتعرض على النيابة ومن هنا لوقتها تبلع لسانك ومسمعش صوتك.
انحصر الحديث بحلقه و وقف ينظر له بنظرات زائغة غير مستوعبة
ليصيح سليم بعدها بصوت جهوري رج الجدران بإسم أحد أمناء الشرطة
يا مطاوع
هرول مطاوع إلى داخل مكتبه ليأمره سليم بنبرة صارمة للغاية
غوره من وشي و خدوه على الحبس
حاول حسن الاعتراض من جديد بينما كانت قبضة مطاوع رادعة له فكان يجره جر.
بينما سليم جلس خلف مكتبه وتناول أحد سجائره يشعلها ثم تناول هاتفه ينقر على شاشته برقم أقرب أصدقائه وما إن أتاه الرد قال
حصل و الراجل ده شكله بجح وعينه يدب فيها رصاصة وأنكر بس متقلقش هيتعمل معاه الصح يا دكتور الحريم
اتاه الرد متبوع بصوت قهقهة من الطرف الأخر
يا دي النيلة هو أنت بتعايريني يا سليم
أجابه سليم بخشونة
اعملك ايه ما أنت دون عن التخصصات كلها اخترت تخصص مهبب شبهك
شبهي ...بسم الله ما شاء الله عليك ثابت على وضعك مبتعرفش تزوق الكلام ابدا
وازوقه ليه انا مبحبش النحنحة زيك
نحنحة كمان! لا يا عم انا هقفل أحسن بكرامتي
كرمتك في ذمة الله من زمان اساسا بلاش تعيش الدور
قهقهوا سويا وبعدها أتاه سؤال الطرف الآخر عابثا كعادته
ماشي نتكلم جد شوية بقى وقولي أيه أخبار ورق العنب الملفوف
نفرت عروق سليموصاح بعدم رضا من سخريته المبطنة التي تمس أموره الشخصية
نضال اظبط ومتخليهاش تخرب عليك عارف لو كنت قدامي كنت عرفتك تمامك
متتحمقش يا صاحبي انا كنت بناغشك بس
طب يلا انا مش فضيلك وعندي شغل سلام
أغلق الخط معه وقبل أن يستأنف سليم عمله حانت منه بسمة عابرة محملة بالحنين وهو يتذكر تلك الفاتنة التي أسرت قلبه واستطاعت أن تروضه لها ببرائتها فمهما حاول أن ينكر الأمر إلا أنه حقا أشتاق لها ولكل شيء بمدينته.
بينما عند الأخر كان يهاتف سعاد ويخبرها أن تطمئن ابنة عمها أن ذلك المتبجح سينال