رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
أن ملهاش حد وبعدين سيبك منها بقى وخليك معايا أنا ذنبي أيه تنكد عليا
أنا زهقت يا سونة أنت طول الوقت سرحان وقاعد لوحدك ومش معايا خالص وكل ما أطلب منك حاجة تقولي بعدين وأنا
مش متعودة منك على كده أنا كنت اللي بشاور عليه بتجبهولي أيه اللي حصلك!
زفر بسأم من محاولاتها الشتى التي أصبحت تصيبه بالضجر في بعض الأحيان وقال بمسايرة
عقدت حاجبيها وهبت واقفة تربع يدها قائلة بعتاب يغلفه بعض الإنفعال
نعم وأنا مالي وبعدين أنت بتحجج بس علشان مش عايز تجبلي حاجة... انا بجد مصډومة فيك مكنتش فاكرة انك هتبقى بخيل كده ده من ساعة ما حطتلي المبلغ التافه ده في الفيزا بتاعتي قبل ما نتجوز مطلبتش منك أي حاجة
وطأة رغبته فتبا لذلك الشيطان اللعېن الذي عبث برأسه حينها
يووووه انت هتفضل ساكت كده أنا متأكدة إن في حاجة وأنت مش عايز تقولها ده حتى الشغالة أنا اللي عطيتها مرتبها ومصروف البيت كمان...وحتى شغلك الموظفين قالبين عليك الدنيا ومسؤول الشئون المالية اتصل اكتر من مرة
مفيش زفت مخبيه عنك وياريت تحلي عن دماغي أنا مش فايقلك
قالها بنفاذ صبر و بملامح صارمة اغاظتها وجعلتها تتأفف قائلة
أفففف بقى انا زهقت منك ومن طريقتك دي مش دي الحياة اللي كنت متخيلاها معاك
هب واقفا بعدما ثارت ثائرته وقبض على رسغها قائلا من بين أسنانه
بقولك ايه ده اللي عندي وبلاش تستفزيني علشان انا مش طايق نفسي ومضمنش ممكن اعمل ايه
هتعمل ايه يعني أنت متقدرليش على حاجة...ولو فاكرني شبه المسهوكة بتاعتك هسكتلك واحط كرامتي تحت رجلك تبقى غلطان
زمجر غاضبا من تصديها له ومجابهتها له كلمة بكلمة
اخرسي و مترديش عليا و متجبيش سيرتها وابعدي عن وشي
رشقته بنظرات متوعدة وقالت قبل أن تكف عن المجادلة
هبعد يا سونة بس صدقني أنت اللي هتخسر
فهو على يقين تام إن علمت بشأن أخذ رهف لماله لن تصمت وسوف تهزأ منه وتقيم قيامته لذلك كان يتعمد أن يخفي عنها إلى الأن فقد تجاهل ما قالته كعادته وأخذ يفكر في تلك الألتزامات التي تثقل كاهله فكيف سيتمكن من الإيفاء بها وهو صفر اليدين لا يملك قرش واحد في حسابه المصرفي فلولا انه وجد مبلغ بسيط في خزنة شركته لم يكن يعلم كيف كانت ستمر تلك الأيام القليلة عليه فكان يشعر أن رأسه تكاد ټنفجر من كثرة التفكير يحاول جاهدا إيجاد حل وفي أسرع وقت قبل أن يسوء الأمر أكثر
غرفتهم قطعت تفكيره ليسمح للخادمة بالدخول وفور دلوفها للغرفة قالت
في واحد محضر من المحكمة عايز حضرتك يا بيه
شحب وجهه وهرول إلى الأسفل وقد تبعته مناروما أن قابله قال ذلك الشخص برسمية شديدة
استاذ حسن طايل ياريت توقع على استلام الاعلان ده
نابت هي عنه السؤال
إعلان إيه ده
أجابها وهو يناوله القلم كي يوقع بالاستلام
قضية طلاق للضرر من قبل السيدة رهف حسين
لاحت على ثغرها بسمة متخابثة أخفتها سريعا بينما هو كانت الصدمة حليفته فقد شحب وجهه أكثر وزاغت نظراته وشعر بالصقيع يداهم اطرافه التي تحكم بها بصعوبة كي يضع توقيعه على الورق فكان يشعر بالأرض تميد به ولا يستوعب كونها مقتته لهذا الحد الذي يجعلها تريد مقاضاته والطلاق منه في آن واحد فيقسم أن آخر شيء كان يريد أن يتوصل له هو خسارتها!
أما عن رهف فيبدو أنها لا تشاركه تلك الرغبات الساذجة بل اتخذت قرار قاطع لا رجعة فيه وكيف يكون وقرارها نابع من مستنقع الأفعال المشينة و الخذلان الذي أغدقها به تحت وطأة تلك الخطايا التابعة لفعلته.
هو مش انا قولتلك متجيش واقعدي في البيت ذاكري امتحاناتك قربت
قالها محمد معاتبا بعدما باغتته ككل يوم وصعدت إلى سيارة الأجرة التي يعمل عليها قبل أن ينطلق بها من منطقتهم
لترد هي عليه ببسمة مشاغبة مفعمة بالحياة
حاولت ومعرفتش وبعدين اعمل ايه يعني وحشتني يا حمود
مچنونة اقسم بالله
طيب وايه الجديد ما أنا عارفة وبعدين متحاولش تنكر أن جناني ده بيعجبك
حانت منه بسمة واسعة وعقب على مشاكستها ومنغاشتها اللطيفة
للأسف ما باليد حيلة
اتسعت بسمتها ثم طلبت بحماس
طيب يلا بينا انا جعانة وعايزة أفطر فول من على العربية
رفع أحد حاجبيه وقال مشاكسا
أنت داخلة على طمع بقى وشكلك هتضربيلي اليوم ومش هشتغل بالتاكس
مطت فمها وتسائلت بترقب
هو أنت زهقت مني يا محمد
زفر بقوة وأجابها وهو يشملها ببندقيتاه
ميرال أنا عمري