رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز

 


ومش هخلي دقيقة تفوت إلا وأنا جنبك.
حديثها جعل قلبه يتراقص بين أضلعه 
أنا حاسس إني أسعد واحد في الدنيا صدقيني مش عايز حاجة تانية
غيرك أنت كل احلامي يا نادين 
وأنت حياتي كلها يا يامن أنا مليش غيرك اوعى تبعدني عنك.
أبعدك! ده أنا نفسي أزرعك جوة قلبي واخبيك عن الدنيا كلها قولتلك ألف مرة أنت الروح لروحي يعني لو بعدتي أموت

يامن...وبعدين معاك ابعد وبلاش تحرجني مامتك هتشوفنا
قلب يامن... وروحه...وعقله أنت
نفضهم صوت ثريا
انتو فين يا ولاد
لتدخل ثريا وبيدها كوبين من العصير الطازج قائلة وهي تضعهم على الطاولة 
لسة بتذاكرو...ما كفاية بقى يا ولاد وتعالوا اقعدوا معايا
لتزجر يامن وتقول
سيبها تشم نفسها شوية يا ابني
أيدتها وهي تحرك يدها امام وجهها تستجدي الهواء فقد أصبح وجهها يشتعل من شدة خجلها
اه قوليله يا ماما ثريا أحسن هيحصلي حاجة
عقبت ثريا بمحبة خالصة لها
بعد الشړ عليك يا بنتي إن شاء الله اللي يكرهك
لاحت على ثغره بسمة عابثة ورفع حاجبيه وأجابها بمغزى تعلمه هي تمام المعرفة
عندي حاجات مش بتهاون فيها يا أمي
وأظن هي لازم تبقي عارفة كده كويس من دلوقتي
قال جملته الأخيرة وهو يغمز لها بتسلية مما جعل سوداويتها تتسع وتبتلع ريقها بتوتر اكبر فكانت تكاد ټموت من الخجل وهي ترى نظرات ثريا لها وتلك البسمة التي تعلو وجهها وتدل أنها تتفهم ماذا يعني لذلك تلعثمت قائلة وهي تؤشر له بحركة متوعدة دون أن تلتقطها عيون ثريا
هاااا...اه...وماله
أبتسم هو بعبثية تامة بينما ثريا تناوبت النظرات بينهم ثم تنهدت بأرتياح وهي تراهم بتلك السعادة التي طالما تمنتها لهم فقد لاحظت تغير نادين بنفسها من انسجامهم و معاملتها لها في الآونة الأخيرة لذلك تشجعت قائلة وهي تتجه لأحد المقاعد القريبة وتجلس عليها
طيب مش ناوين تفرحوا قلبي بقى يا ولاد
تركزت نظراتهم عليها ولم يجرأ احد أن يبادر بالرد ولكن ثريا حاصرتهم بحديثها قائلة
قصدي يعني الحمد لله الأمور اتصلحت بينكم ومفيش داعي للأنتظار اكتر من كده انا نفسي اشوف ولادكم قبل ما أموت
هرول إليها قائلا بعتاب
بعد الشړ عليك يا أمي بلاش سيرة المۏت الله يخليك أنت عارفة مبحبهاش
ده قدر ومكتوب يا ابني ومحدش هيخلد فيها أنا بس نفسي تفرحوا قلبي واطمن عليكم واشوف ولادكم ومش عايزة حاجة تانية من الدنيا
بينما هي من موضعهم وقالت وهي تضع على رأس ثريا
بعد الشړ عليك يا ماما ثريا ربنا يخليك لينا
حانت من ثريا بسمة حانية شملتهم الاثنين بها ثم قالت بتحفيز
يبقى تسمعوا كلامي وتفرحوا قلبي
توردت هي واعتلت البسمة وجهها وأخذت تفرك بأناملها بينما هو كان ينظر لها نظرات مفعمة بلهفة قلبه التي جعلت ثريا تباغتهم قائلة
البيت ده من ساعة ما ماټ عادل ومدخلتهوش الفرحة وأنا عايزة فرح كبير يتحاكى بيه البلد كلها
تنهد تنهيدة مثقلة بضجيج قلبه ثم قال ببسمة هادئة
أنا معنديش مانع بس المهم رأي العروسة
اتسعت بسمتها ونكست رأسها لتؤكد ثريا
السكوت علامة الرضا مش كده يا نادين
زاغت نظراتها بينهم وقطمت شفاهها وأومأت برأسها بنعم لتتهلل اساريره وينهض قائلا بلهفة لامثيل لها
بجد موافقة
تحمحمت هي بخجل وأكدت
اه موافقة بس..
كادت تستأنف ولكنه قاطعها بتفهم
عارف هيبقى

 


بعد امتحاناتك و بعد عيد ميلادك يعني كمان شهرين
وافقته ببسمة واسعة ولكنها بعد وهلة اندثرت تدريجيا حين تذكرت واحدة من مخاوفها وطفرت بها
بس أنت ناسي خالي هنعمل فرح كبير أزاي واحنا مفهمينوا أن جوازنا طبيعي
دلك مؤخرة عنقه وكأنه تذكر أمره الآن ولكنه أصر قائلا بعدم اكتراث وبكل ثقة
محدش ليه حاجة عندنا أحنا هنعمل اللي عايزينه وهو يخبط دماغه في الحيط إنت مراتي بفرح او من غير فرح وكل الدنيا عارفة كده
إصراره وتلك الثقة التي يتحدث بها طمئنتها فطالما كان هو جدير بثقتها لذلك هزت رأسها بموافقة جعلت أساريره تفرج بشدة وجعلت ثريا تطلق زغروتة تنم عن مدى سعادتها ومباركتها لهم بينما هي كانت تنظر لفرحته ببسمة باهتة لم تصل لعيناها بسبب ذلك الخۏف الذي يسكن قلبها من شيء لطالما ندمت عليه وتهربت منه فهي تعلم إنه إن علم به لن يغفر لها بتاتا وعند تلك الفكرة شعرت بوخزة قوية بقلبها فحقا أخر شيء تريده هو خسارته لذلك حاولت طمئنت ذاتها أنها ستحل الأمر ومن المؤكد أن طارق سيتفهم رغبتها فلابد أن تغلق كافة صفحات الماضي وتبدأ من جديد ولكن هل ياترى ستسير الأمور كما تأمل هي أم سيكون للقدر رأي أخر. 
يعني أيه فهمني أنا مش مستوعب ولا كلمة من الهري ده أنا بقولك مكنش قصدي ودي أول مرة اتهور وأمد ايدي عليها وبعدين ما كل الرجالة بټضرب مراتتهم إشمعنا أنا اللي هتحبس
قالها حسن بغيظ شديد للمحامي وهو يدور حول نفسه كالثور الهائج مما جعل المحامي يستأنف قائلا
قانون الأحوال الشخصية بيأكد أن ميشترطش أن يكون الضرر متكرر بيكفى أنه يقع الضرر من الزوج ولو مرة واحدة.
وبعدين للأسف موقفك ضعيف جدا لأن مرفق بالتقرير الطبي
 

 

تم نسخ الرابط