رواية بقلم دهب عطية

موقع أيام نيوز


يفترس جمالها
وحلاوة طلتها عليه.....
حركت هي عيناها بلا اهداف لتتلاقى سريعا بعيناه أزداد بريق عينيه وابتسامة شقت شفتاه القويتان والعابثتان بالفطرة... بينما تزايد تسارع انفاسه...
وقفت حياة مرتبكة محمرة الوجه تقبض بيداها
على حاجز الشرفة الصلب بتوتر ازاء نظراته القوية المتفجرة عليها ....والتي تفترسها بدون حياء منه...

مسك الهاتف وعبث به وهو ېختلس النظر لها
نظرت حياة خلفها حيث الغرفة لتجد اهتزاز هاتفها على المنضدة الصغيرة اخذت الهاتف وفتحت الخط بصوت يخرج بصعوبة من حلقها الذي جف من تقابل عينيها بمهدد كيانها الو....... 
رد عليها بكل سهولة ومزال في حوش البيت
مستند على جذع الشجرة.......
حياة..... اقفي في البلكونه عايزك..... 
توترت قليلا ثم خرجت تسأله بحرج
في حاجه ياسالم....... 
نظر اليها مره أخرى وهي تمسك الهاتف وتتحدث
معه بحرج جالي على وجهها الفاتن... رد بفتور غريب لا يناسب كلماته....
كنت عايز املي عيني منك....قبل مانشغل عنك انهارده.. 
فغرت شفتيها پصدمة من كلماته البسيطة لا.. ليست بسيطه.....هل ينوي قول شيء اقوى من هذا.......هو يشتاق لها.... هل هذا الحديث نطق على لسان سالم شاهين.......
ظل ناظرا لها بإهتمام وهو يرى قسمات وجهها المشدودة بذهول.....همس بهدوء
حياة......مالك سرحتي في إيه........ 
نظرت له بحرج وساد الصمت بينهم...ثم همست
لها بعد برهة من آلصمت الثقيل جمعت ماتبقى من ثبات داخلها وقالت متسائله
سالم.....انت...متاكد ان غيابي عن عينك

بيفرق معاك...... 
اكيد بيفرق.... مش مراتي...... رد عليها بنفس الفتور المعتاد ولكن كلماته كاسهام تهدم انوثتها
الى شظايا صغيرة.....
مزالت تنظر الى عينيه بحرج وهو ينهال من ملامحها بوقاحة اعتادت عليها منه......
ردت بصدق..
أنت صعب ياسالم صعب اوي...... كانت تتمنى ان تهمس بها داخلها ولكن خرج صوتها اليه عبر الهاتف..
رد وهو ومزال يحدق بها بفتور .....
وأنت اصعب بذاته ياملاذي.....تنهد بتعب واغلق الهاتف سريعا......ورحل من الحوش الكبير الى سيارته حيث المصنع....
أسرع إليه عمرو وصعد بجواره انطلقت سيارته
بعد إرتفاع صوت وقودها عاليا... اختفى عن مرمى ابصارها.... تنهدت بتعب حقيقي لتهمس بصدق ضائعة
ناوي تعمل معايا إيه اكتر من كده ياسالم 
دلفت الى داخل الغرفة متوجه للاسفل حيث
الجدة راضية وريم وورد ابنتها الغالية .....
وللاسف سترى الحاقدة ثقيلة الډم عديمة الإحساس ريهام بكر شاهين والتي لا تختلف عن شقيقها وليد الدنيء ...و والدها ذو الاقنعة الكثيرة
بكر شاهين فهم على الأغلب يشبهون بعضهم كثيرا في المصالح المشتركة !.....
___________________________________
انت لسه مصمم على روحتك عند بيت رافت
شاهين وسالم ابنه..... هتف وليد بإمتعاض وهو يرتشف الشاي مع والده ..
رد بكر بخشونة...
المصالح فوق كل شيء ياوليد ومش هنعيدو الموضوع ده تاني..... لازم ارجع الود مابين سالم من جديد اذا كان على رافت اخويه فا انا عارف ان مش شايل مني مهما عملت... لكن سالم هو اللي رضاه مهم... 
قال وليد باستحقار ...
بتقول رضاه ومن امته وإحنا بيفرق معانا رضا ابن زهيره....... 
هتف لابنه بجشع....
من يوم مابقى قاضي نجع العرب.... من يوم مابقى اغنى واحد في النجع واكتر واحد لي هيبه والعائلات الكبيرة اللي بينا لم بيعرفو
اسم عيلتنا بيتهز ليهم اكبر شنب..... بس عشان سالم ابن عمك وهيبته في نجع ......واحنا لازم نمشي مع طيار الهواء ياوليد تحت ضل الكبير نستخبى... ونلبس الف وش عشان نوصل لاسمه وهيبته واملاكه....... لازم سالم يثق فيه وفيك ياوليد .....رجع الود وخفي السواد اللي جواك من ناحيته لحد ما تخلص مصالحنا....... 
اتت خيرية عليهم التي سمعت معظم حديث زوجها وضعت المخبوذات الساخنة بالقرب منهم قائلة بتاكيد ...
اسمع كلام ابوك ياوليد..... مصالح ابوك هتمشي اكتر لم الناس تعرف ان سالم زين معاكم.... وكمان محصول ارض الفاكهة بتاعة ابوك بتخسر بسبب
البيع بالخسارة لكن لم الود
يرجع مع ابن زهيره... ابوك هيعمل صفقه مع سالم ان يموله محصول الارض كلها عنده على مصنعه وشغل مابينهم يمشي ويمكن بعض كده ابوك يضغط عليه ويشاركه في المصنع الجديد اللي لسه هيعمله ... 
راقب وليد حديث والدته قائلا بتوجس
مصنع إيه اللى هيعمله ابن زهيره تاني..... 
رد والده هذه المره مجيبه إياه .......
مصنع كبير ناوي يبدأ بنى فيه على الارض اللي اشتراها جنب مصنعه .......وهتكون مواد غذائيه يعني هيوسع مجاله اكتر وأرضه لوحدها مش هتكون كفايه للخضار والفاكهة اللى هيحتاجهم للإنتاج... عشان كده بقولك نرجع الود بين سالم..... لان بيكبر وهيكبر ولو مش هنبقى جمبه دلوقت هيبقى صعب نبقى جمبه بعدين........ 
نظر وليد أمامه بشرود.... وعيناه غامت پحقد شيطاني...... تسأل بالامبالاة...
ومين بقه هيتكلف بي دراسة مشروع المصنع ومقولته....... 
مش هتصدق مين الى هيتكلف بمقولته... اكبر شركه بيدرها اكبر عيلة في مصر كلها...عيلة
الألفي 
ابتسم وليد بسخرية قائلا بصوت خافض ...
واضح
ان مش بيضيع وقت... وعايز يشتغل على نضيف....... بس انا لازم احط لمستي معاه ومع
اللي هيمسك مقولة المصنع الجديد..... اصبح البيت الكبير مزدحم جدا ببعض نساء البدو
أما في حوش البيت الكبير الازدحام اكبر......فهناك بعض من البسطاء يجلسون في ساحة الخضراء يتناولون أشهى الطعام الذي أساسه يحتوي على
لحم اضحية العيد الذي يتكلف بها سالم شاهين كل سنه في هذا اليوم...... يطعم من يحتاج ويعطي أيضا من الاضحية
 

تم نسخ الرابط