أسرار عائلتي لاروى مراد
المحتويات
معنديش ماما زيه
أخفض بصره للأرض وتنهد بضيق ثم رفعه ثانية وهمس
_ آسف !
عقدت حاجبيها بإستغراب وهمت بالإستفسار عن سبب إعتذاره لكنها وجدت عينيه تتسعان فجأة وكأنه إكتشف أمرا مهما للتو وأسرع يقول
_ يعني انت عايزة يبقى عندك ماما
أومأت بعدم فهم وترقب فأضاف بتردد
_ أنا ممكن اتجوز .. وحدة ممكن تعتبريها مامتك .
_ يعني مرات بابا زي الأفلام
رفع أحد حاجبيه بعدم فهم وتابعها وهي تقوس شفتيها بإعتراض قائلة
_ لا لا ! أنا مش عايزة وحدة شريرة زي الي في سندريلا !
إبتسم على براءتها وقال
_ مش كلهم كده على فكرة ..
ثم رفع رأسه بتفكير قبل أن يخفضه ثانية مردفا بمرح
_ ازاي
بدا مترددا قليلا لكنه إتخذ قراره فتحدث
_ مين أكتر وحدة من البنات حاسة انك مرتاحة معاها
أجابت دون تردد
_ بدور .
_ غير بدور
فكرت قليلا ثم قالت
_ عائشة ..
_ غير عائشة برضه دي مرات ياسين وأنا عايز وحدة مش متجوزة .
فكرت أكثر ثم أردفت
_ رحمة !
_ أعتقد اني معرفهاش بس مش مهم .. المهم ان انت موافقة تبقى مامتك
تساءلت بحاجب مرفوع
_ رحمة تبقى ماما
ضيقت عينيها بتفكير ثم نفت سريعا
_ لا لا مش موافقة كده الواد المستفز الي حكيتلك عنه هيبقى خالي وأنا مش عايزة كده !
_ طب مين أكتر واحدة مرتاحة معاها غير بدور وعائشة ورحمة دي
فكرت للمرة الثالثة قبل أن تجيب
_ سرين ..
إمتعض وجهه ولم يكلف نفسه عناء التفكير وهو ينفي برأسه معترضا
_ لا لا غير سرين أنا مش بطيقها
_ إيلين طيب رغم اني مش قادرة اتخيل انها ماما ..
_ دي برضه مش بطيقها .
أخفضت براءة رأسها بحيرة ثم رفعته ثانية متمتمة
_ كنت هقولك دينا بس دي تخص عمو يامن ..
زفر بقلة حيلة ثم تساءل
_ والباقي طيب مش مرتاحة معاهم
نفت برأسها مجيبة
_ مش بالضبط مريم وحدة بتحب الخناقات كتير وأنا بصراحة بنت هادية ومبحبش المشاكل وهناء بخاف منها ومن هدوءها ساعات وأناأصلا متكلمتش معاها خالص ومش عارفة هيبقى تعاملها معايا ازاي لو اتجوزتها .. ده لو وافقت أصلا !
_ وهترفض ليه متخلقتش لسه الي ترفضني أبوك مجنن البنات كلهم لو مش عارفة ..
قال كلمته الأخيرة وهو يمرر يده على شعره بغرور فضحكت براءة بخفوت ثم تساءلت بعد ثوان من الصمت
_ ممكن أعرف انت مش بتطيق سرين ليه
ألقى عليها نظرة سريعة ثم نظر أمامه وقد تغيرت تعابير وجهه وأجاب
_ لأنها مستفزة ده غير انها بتحشر مناخيرها في حاجات متخصهاش !
رفعت حاجبيها بإستغراب متمتمة
_ بس دي طيوبة خالص معايا وأنا بحبها !
لوى جانب شفتيه بضيق ولم يعلق .. أردفت براءة بعد ثوان بحماس
_ ايه رايك تصالحها وتتجوزها
وقفت أمام الباب تنتظر أي أحد يفتح لها حتى فتح أخيرا وظهر من خلفه رجل يبدو في الأربعينات لكنه مازال يحافظ على وسامته نظرإليها بإستغراب فأسرعت تهتف بتوتر
_ ااء أنا آسفة لاني جيت من غير معاد .. أنا بدور صاحبة دينا وكنت عايزة اشوفها !
إبتسم لها بهدوء ثم أفسح لها المجال للدخول مرحبا
_ اتفضلي يا بنتي انت مش محتاجة معاد عشان تجي أصلا .
إبتسمت له بدورها وسارت معه إلى الداخل متسائلة
_ انت خالها صح
أومأ برأسه مجيبا
_ ايوة تعالي معايا عشان اوريك اوضتها .
تمتمت سريعا
_ أنا جيت هنا قبل كده وعارفة مكانها ممكن اروحلها لوحدي .. لو مش هسببلك ازعاج يعني !
همست بجملتها الأخيرة بصوت منخفض وإحراج فنفى برأسه قائلا
_ ولا ازعاج ولا حاجة اتفضلي البيت بيتك .
إكتفت بإيماءة صغيرة ثم تركته وصعدت سريعا نحو غرفة صديقتها .. طرقت بابها وإنتظرت قليلا حتى سمعت صوتها يأذن لها بالدخول .
دخلت بهدوء ثم أغلقت الباب وهي تنظر إلى تلك المستلقية على فراشها بملل إعتدلت دينا في جلستها عند رؤيتها لها وهتفت بترحيب
_ أهلا وسهلا اتفضلي اقعدي .
قالت ذلك مشيرة إلى السرير فإقتربت بدور منها وجلست حيث أشارت متمتمة بمرح
_ متقوليليش انك نايمة كده طول اليوم من غير ما تعملي حاجة
قوست دينا شفتيها بملل وقالت
_ امال عايزاني اعمل ايه من أول ما اتخرجت وأنا مش لاقية حاجة اعدي بيها يومي .. حتى الفون زهقت منه !
_ ما تدوري على شغل طيب
نفت دينا برأسها وهي تهز كتفيها برفض مجيبة
_ مش عايزة اشتغل بصراحة .. على الأقل مش دلوقتي .
أومأت بدور برأسها بتفهم وعقبت
_ أنا برضه مش عايزة اشتغل أنا عايزة اتجوز !
ضحكت دينا بخفة ولم تعلق عم الصمت بينهما لثوان
حتى قطعته بدور فجأة بقولها
_ ممكن أعرف انت رافضة يامن ليه
ظهرت ملامح الإعتراض على وجه دينا قبل أن تتمتم بملل
_
وهو لازم يبقى في سبب عشان
متابعة القراءة