رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
بعثرت الحروف علي شفتيها حين قالت
و .. هو . اي الي جايبه معاك مش . قولت انك هتيجي لوحدك..
سليم بنفاذ صبر
بقولك اي سيبك منه المهم عايزك تجيبي جنه عند اسطبل الخيل الي ورا هقولها كلمتين و همشي علي طول..
فرح پغضب
سليم..
سليم برجاء
وحياة اغلي حاجه عندك يا فرح..
انصاعت لرجاءه علي مضض و نظرت إلي جنة التي كانت تنظر إلي البعيد بنظرات ضائعه و قد تألمت لأجلها كثيرا فتقدمت منها وهي تقول بمرح
لم تتغير ملامح جنة التي اومأت برأسها دون حديث فقامت فرح بجذبها من يدها لتجعلها تقف أمامها لتقول بصوت قوي
جنة بطلي تعملي في نفسك كدا. كل حاجه هتتصلح و هتبقي كويسه بطلي تحملي نفسك فوق طاقتها أرجوك..
أوشكت جنة علي الجدال فقالت فرح بنبرة آمرة
اومأت جنة بانصياع و سارت خلف فرح التي كانت ترتعب من ظهور أي شخص من المنزل و قامت بالعبث بهاتفها قبل أن تصلها رساله نصيه فقامت بالنظر حولها فرأت سليم الذي كان يختبئ في أحد الحظائر فقالت لجنة
بقولك اي روحي شوفي الفرس دي شكلها قمر اوي
عشر دقايق بالظبط لو طولت وربنا لهنادي علي الغفر انا قولتلك اهو ..
بللت حلقها الجاف و أخذت أنفاسها تتقاذف پعنف حتي أوشكت علي تحطيم صدرها الذي كان يعلو و يهبط بقوة جراء تلك المفاجأة الغير متوقعه والتي ألجمت لسانها بينما عينيها وقعت أسيره لخاصته والتي كانت تطالعها بشوق ونهم و خاصة حين تحرك إصبعه علي شفتيها الوردية فأشعل ملمسها الحريري نيران الرغبه بقلبه الممزوجه بعشق جارف قد يغرقهما معا ولكن جاءت حركه الفرس لتعيد إليها توازنها فقامت بالتخلص من أصفاد ذراعيه قائله پغضب
لم تتحرك عينيه من فوقها انما تعمقت أكثر بالنظر إليها و اكتفى بالهمس
تؤ مش هسيبك
كان همسه مثير بدرجه كبيرة ولكنها حاولت الثبات قائلة
أنت اي الي جابك هنا في وقت زي دا
اكتفي بكلمه واحده أطاحت بكامل ثباتها و أودت بها الي الهاوية
وحشتيني!
شهقه خافته خرجت من جوفها اثر سماعها كلمته التي لم تكن تتوقعها أبدا فاقترب أكثر منها حتي لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها الرقيقه قائلا بصوت أجش
لأول مرة تشعر بهذا الضعف الذي سرى كالمخدر في أوردتها و تجلى في نبرتها حين قالت
سالم أرجوك.. بعد الي حصل النهاردة
سحب أكسجينها الدافئ بين رئتيه قبل أن يقول بنبرة رخيمة
هصلح كل حاجه.
ارتفعت عينيها تطالع عينيه التي أظلمت بنيران العشق و قالت بخفوت
ليه
امتدت يديه تتلمس ملامحها بحنان حتي استقرت علي خصلات شعرها التي قام بلف إحداها حول إصبعه وهو يستنشق عبيرها الآخاذ قائلا بخفوت
انسابت حروف اسمه همسا من بين شفتيها
سالم ..
فجأة صدح صوت طلقات الڼار من حولهم وووو
يتبع
التاسع بين غياهب الأقدار
يحدث أن ينطق كل شئ بك صارخا أحبك بينما أنت متسلحا ب صمت مطلق خوفا من الوقوع ب فخ عينين اختلط بهم العشق و الرفض معا فتصبح كمن يقف بمنتصف جزيرة تتوسط بحرا هائجا أن بقي بها سيهلك من الوحده و أن جازف والقي بنفسه بين الأمواج الثائرة قد ېموت غرقا أو ربما عشقا
نورهان العشري
كانت تسير بخطوات ثقيلة تكبلها أصفاد الألم الساكن بصدرها الذي بات التنفس صعبا عليه. تشعر بأن زفيرها تبدلت ذراته من هواء الي ۏجع قاټل يتغذى ببطء الي أشلاء روحها الممزقة و التي أصبحت كسماء حالكه السواد تخلت عن ظواهرها الفيزيائية المتمثلة في قوس المطر الذي بهتت ألوانه و اندثر بريقه بين طيات عڈابها متحولا إلي ظلمة ابتلعته كما ابتلعتها معه و تبدلت كل مبهجات الحياة في عينيها التي زهدت كل شئ فتساوى بنظرها القبح و الجمال و لم يعد يلفت انتباهها شئ و لا حتي أن تلك الفرسة الجميلة التي كانت تصهل بقوة و كأنها تحاول جذب انتباه تلك اللوحة الحزينة لامرأة حتي حطامها لم ينجو من بطش القدر .
وبعدين معاك انا مصدعة بجد ..
هكذا تحدثت جنة وهي تنظر إلي الفرسة التي كانت تصهل بقوة مما جذب انتباهها أخيرا فتقدمت منها و قامت بإلتقاط إحدى حبات الجزر لتطعمها إياها و لكن الفرس تراجعت للخلف بطريقه مريبه فتحلت بفضيلة الشجاعة و فتحت باب الحظيرة وخطت إلى الداخل لمعرفة ما بها تلك المسكينة ولكنها سرعان ما تسمرت بمكانها وهي ترى ذلك الذي كان يختبئ بزاويه مظلمه في أحد الأركان و ما أن رآها حتى خرج من مخبأه بطلته الخاطفة ناصبا عوده الفارع حاملا بين شفتيه وردة حمراء اللون يناظرها بعينين امتزج بهما العشق و الحنان معا فشكلا توليفة رائعة من المشاعر التي أصابت عمودها الفقرى بدغدغات محببه
متابعة القراءة