رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


حصل اي انت.. انت مالك فيك اي
هسهس پغضب
متدخليش في الي ملكيش فيه.
تغلبت مشاعرها التي فاقت رعبها منه فقالت پألم 
ليا فيه يا سليم.. علي الأقل زمان كان ليا فيه..
قاطعها بنبرة قاطعه 
زمان انتهي . زمان لما اعتبرتك بني آدمه ممكن أأمنها علي بيتي و علي نفسي كنت غلطان. والحمد لله لحقت نفسي في الوقت المناسب.

هبت مدافعه عن نفسها 
حرام عليك تظلمني عشان غلطه واحده. انا كنت عايزة اعمل لنفسي كرير مكنتش جاهزة للارتباط و صارحتك بدا و مكذبتش عليك. كنت واضحه في كل شئ 
و أنا بردو كنت واضح معاك لما قولتلك لو مشيتي مترجعيش عشان مش هتلاقي مكانك فاضي
عاتبته پقهر
يعني انت مبقتش تحبني يا سليم
سليم بقسۏة 
مش فاكر إذا كنت حبيتك زمان اصلا أو لا بس الي متأكد منه دلوقتي اني فعلا بحب و أنت ملكيش مكان في حياتي فاتفضلي اخرجي منها احسنلك..
كان شعورا مريرا بالمهانة التي جعلتها تتراجع خطوتين للخلف ترتجف من شدة الڠضب و الألم معا و الذي خرج منها علي هيئة حروف مبعثرة
انت.. أناني.. انا.. مشفقة.. على..الإنسانة..الي هتعاشرك..
أنهت كلماتها و هرولت تاركه إياه ينفث نيرانه علي هيئة زفير مسموع غافلا عن ثلاثة من الأعين التي تراقب ما يحدث باستمتاع كبير ..
جاءت نهاية الأسبوع بعد أيام طويلة قضاها الجميع في صمت تام بينما كانت القلوب تعج بضوضاء صاخبة و العقول انهكتها كثرة الأسئلة ولكن كان الجميع صامت كلا يتحين الفرصة لتنفيذ مبتغاة.
كان جنة جالسة بمكانها علي أحد المقاعد في المقهي الجانبي للمشفي تحاول استيعاب كلمات الطبيب التي مازالت طنينها يرن بأذنيها 
تأكدي يا جنة

انى مش هكذب عليك في أي حاجه . اولا كدا أنت محظوظة جدا أننا اكتشفنا المړض بدري و خصوصا أن النوع دا من الأورام دايما لما بنكتشف وجوده بيكون وصل لمرحلة خطېرة بيبقي حتي العلاج معاها صعب. انما الحمد لله احنا اكتشفناه يوم الولادة و دا طبعا من رحمة ربنا بيك . لكن أنت بالتأكيد هتحتاجي تخضعي لجلسات كيماوي هتكون قليلة متقلقيش بس كام بالظبط معرفش و دا عشان نتأكد أننا اتخلصنا منه نهائي 
خرج صوتها مبحوحا باهتا كملامحها حين قالت
يعني. هو انا . بعد ما . اخد يعني الجلسات و كدا. عادي ممكن.. 
لم تستطيع نطقها فوجدت يده تشد علي كتفها بقوة و كأنه يخبرها بوجوده بطريقة محسوسه و عينيه تتوسل الي الطبيب حتي يطمأنها 
تقصدي ممكن تخلفي تاني بصي يا بنتي دي حاجه في ايد ربنا طبعا . لكن لو هنتكلم علي المړض فا لا دا مش سبب يمنعك انك تخلفي اعرف حالات كتير بعد ما اتعافت منه خلفت عادي ..
لم تستطيع حتي أن تطلق أنفاسها ارتياحا ولكنه شعر بارتخاء عضلاتها أسفل كفيه فعلم بأنها ارتاحت ولو قليلا وتولى هو و فرح باقي الاستفسارات عن مواعيد الجلسات و جميع الأشياء المتعلقه بها
كانت فرح تجلس بالمنتصف بينهم مما جعلها تشعر بالحرج و ايضا أرادت ترك مساحه لهما فهي تعلم بأنه وحده الذي سيستطيع اخراج كل ما بجوف شقيقتها من عڈاب لذا تظاهرت بالحديث في الهاتف وهي تغادر الي الخارج و ما أن خطت اول خطواتها خارج المقهي حتي وجدت هاتفها يدق و كان المتصل ياسين 
ايوا يا ياسين احنا لسه خارجين من عند الدكتور و الحمد لله طمنا..
ياسين باستفهام 
احكيلي حصل اي
قصت عليه ما حدث فزفر بارتياح قبل أن يقول 
طب بصي استنوني نص ساعه بالكتير انا لسه خارج من الجامعه و هاجي اخدكوا.. 
فرح بلهفه
بلاش يا ياسين. سليم هنا مع جنة و هو هيوصلنا. و نتقابل عند البيت..
ڠضب ياسين و صاح معنفا
بردو يا فرح.. انا سكت الصبح لما قعدتي تقوليلي هو اكتر واحد محتجاه و الأفلام دي و كذبت علي جدي و قولتله اني معاكوا معنديش استعداد اكذب تاني..
كانت تعلم بأنه أكثر من يفهمها لذا تابعت بتوسل خفي 
انا عارفه انك تعبت معانا بس ارجوك كمل جميلك للآخر . جنة فعلا محتجاله وبعدين سليم مش غريب دا جوزها يا ياسين . ارجوك تفهمني 
زفر بحنق قبل أن يقول مستسلما 
طيب يا فرح. اول ما تطلعوا من هناك عرفيني..
اختتمت مكالمتها معه و وضعت الهاتف علي إحدي الطاولات التي كانت بالخارج و جلست بعد أن أخبرت النادل بأن يحضر إليها قدح من القهوة التي تحتاجها بقوة الآن فهي تشعر بأن عقلها لم يعد يعمل الكثير و الكثير من الأحداث التي لم تستطيع أن تتقبلها أن تتعايش معها ناهيك عن مشاعرها و تحديدا اشواقها الضاريه له و التي أصبحت عبئا ثقيلا عليها هي تشتاقه پجنون ولا تملك ادني حق يمكنها من الإقتراب منه فهي تحي علي ذكرياتهم منذ آخر مرة كانت معه . تتقاذف دقاتها پعنف داخلها وهي تسترجع كلماته حين اخبرها بأنه اتي شوقا لها تلك الجملة التي بكل مرة تمر علي بالها تجعل جسدها يرتجف من فرط التأثر
 

تم نسخ الرابط