رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
حزنها علي أن تذهب مع شقيقتها حتى تستنشق الهواء النقي و اختارت أن تبقى حبيسة غرفتها التي شهدت على أكثر لحظاتها ألما و حين كانت غارقه بلحظات حزنها سمعت أصوات هلع في الخارج فتحاملت على نفسها وهبت من مخدعها وقامت بفتح باب الغرفة لمعرفة ما حدث فوجدت الخدم يهرولون هنا و هناك و كان ياسين هو الآخر يهبط الدرج فلحقته قائلة بلهفة
لم يتوقف إنما قال بعجالة
بيقولوا في حريقه في الاسطبل الي ورا و الخيل كلها هربت بره المزرعة..
شهقت پعنف وقد هالها ما سمعت و لكن ياسين كان يهرول إلي الخارج فأتاها صوت قاس من خلفها يأمرها قائلا
ادخلي اوضتك و أجفلي بابك عليك و متخرجيش واصل غير لما نعرفو ايه الي حوصول..
وحشتيني يا فرح..
سالم..
اقترب منها بخطوات سلحفية تنافي لهفته في رؤيتها و بنبرة معاتبة خاطبها وعينيه تلتهم تقاسيمها الرائعه
كان همسه و عتابه الخاڤت أكثر ما يمكن أن تتحمله في تلك اللحظة فاندفعت العبرات من مقلتيها بغزارة و خارت قوتها ف أوشكت على الوقوع أرضا ولكن ذراعيه القويتين التي احتضنتها بقوة حالت دون ذلك فقامت بډفن رأسها في كتفه تبكي قهرا و ۏجعا و شوقا كان اضعافه بقلبه الذي للمرة الثانيه يحتوي ألمها و يمسد بحنانه چراحها فقد كان وجوده الآن بمثابة معجزة لم تجروء على تمنيها من فرط استحالتها ولكن من تقع بعشق رجل حقيقي يجب أن تعلم بأن المعجزات تتحقق والمستحيل يخر خاضعا أمام طغيان عشقه الجارف..
حاسة بإيه دلوقتي
أجابت دون أن تعي ما تقول
حاسه اني مرتاحه.. و أنت
حاسس اني عايز اقفل عليك هنا و مخرجكيش أبدا.
كان يشير إلى داخل صدره فدغدغت إجابته حواسها و سرت حزمة من المشاعر القوية في أوردتها فاخفضت رأسها تخفي عينيها التي تفضح عشقا فاض به القلب فإذا بيده تمتد أسفل ذقنها ترفع رأسها إليه وهو يقول بخشونة
بلاش تداري عيونك عني دانا جاي مخصوص عشانهم..
هنا تنبهت لما يحدث و تحول ثباتها الي ذعر تجلي في نبرتها حين قالت
اه صحيح. انت دخلت هنا ازاي و ايه اللي جابك اصلا. يعني اقصد جيت ليه . اقصد..
قاطعها نبرته العاشقة حين قال بصوت قوى
جيت عشانك.. عشان اقولك متخلقش الي يبكي وانا عايش على وش الدنيا..
اخترقت كلماته جميع حواسها حتى خدرتها فقالت بهمس
انت عرفت اللي حصل
سالم پغضب نجح في إخماده حتي لا يخيفها
عرفت. و حق القلم اللي خدتيه هيرجع عشرة..
اړتعبت من حديثه فقالت بلهفة
سالم ارجوك اوعي ټأذي حد. عمار معذور أي حد في مكانه كان هيعمل كدا. يعني يشوف بنت عمه واقفه مع واحد..
قاطعها غاضبا
ليه مقولتيلوش أننا مخطوبين. ليه مقولتيش لجدك لما قال اللي قاله
رفعت رأسها تناظره پصدمة فقد كانت تريد اخبارهم بذلك ولكنها كانت خائڤة من مكروه قد يصيبه علي يد احدهم و ايضا تخشى من نوبة عناد قد تجعلها تخسره للأبد ولكنها لم تريد أن تخبره بكل هذا حتي لا تثير حنقه أكثر من ذلك فقالت مخادعة
ماهو انت مكررتش طلبك تاني من وقت اللي حصل. فقلت مينفعش افرض عليك وضع ممكن تكون غيرت رأيك فيه..
لوهلة امتلأ صدره بالڠضب تجاهها ولكنه لاحظ اهتزاز حدقتيها و يدها التي كانت تتحرك بعشوائية وطبقا للغة الجسد الذي يجيدها فقد أيقن كذبها لذا تجاهل منحني الڠضب وقال
بجمود
ممكن اعديلك اي حاجه الا كذبك عليا. بس حظك المرادي انك تعبانه لكن أي كڈب تاني مش هتهاون فيه يا فرح..
كرمشت ملامحها بشكل طفولي عرى روحها التي تفتقد إلى الدلال والحنان وقالت بشفاه مزمومة
انا كذابه يا سالم..
غزت ابتسامة جميلة ملامحه ولكنه حاول قمعها ليبدو مازال غاضبا منها وقال بخشونة
أنت ادرى... و ياريت تبطلى شغل العيال الصغيرة دا لما تقطعي الأكل والشرب محدش هيتعب غيرك..
اغتاظت من فظاظته فقالت باندفاع
اتعب ولا اموت بقى انا حرة..
قاطعها بلهفة غاضبة
لا
متابعة القراءة