رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


ثوان حتى أقام الصلاة ركعة تلو الأخرى و سجدة تليها سجدة و دعاءها الذي لا

يفارقها 
سبحان الذي رزقني هذا من غير حول لي ولا قوة يا مديم النعم أدمه لي في حياتي و أصلحني به و اصلحه بي .. و هبنا ذرية صالحة و احفظ لي ابني وأجعله قرة عين لي و له و أعنا على تربيته و أجعله ذرية صالحة لنا و اعفو عن أباه و اغفر له انك أنت العفو الغفور ..

لا تعلم لما كانت تدعو له ولكنه و بالرغم من كل سيئاته فهو السبب لكل شيء جيد حدث لها بداية من محمود طفلها الحبيب إلى سليم رفيق الروح و وتين القلب .
انهى سليم الصلاة والټفت ناظرا إليها و قم بمد يده لها فناولته يدها لتتفاجئ به وهو يقوم بختام الصلاة على أناملها مرددا 
سبحان الله الحمد لله الله اكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير 
انبثقت العبرات من مقلتيها تأثرا حين أردف بخشونة
عايز نكون سوى في الجنة .. عايزك مراتي دنيا و آخرة .. 
أفصحت عينيها عن عشقا جارفا و ترجمته شفتيها حين قالت بتأثر 
انا مكنتش أتخيل أن عوض ربنا ليا هيكون كبير أوي كدا .. 
سليم بحنو
عايزك تعرفي حاجه مهمة أوي يا جنة .. ربنا لما بيبتلي حد يبقى بيحبه ولما بينزل البلاء بيكون على قدر طاقة الإنسان . لقوله تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ..
تعلقت عينيها بحديثه المريح للنفس فتابع بخشونة
ولما الإنسان يصبر يقوم يشتد الكرب أوي عشان ربنا بيختبر مدي قوة ايمان الإنسان فينا و مدى تحمله مع العلم أنه الكرب دا ممكن يكون باب خير كبير بس إحنا منعرفش ربنا قال عسى أن تكرهوا شيئا و هو خيرا لكم. وشوفتي هو إبتلانا بس بيطمنا في الآية اللي بتقول واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا تخيلي ربنا بعظمته بيقولك أنت في عنيه .. 
ترقرقت العبرات في مقلتيها تأثرا فأضاف بحنو
و في عز ما احنا موجوعين و صابرين على الإبتلاء تقوم تنزل رحمة ربنا و تلطف بينا إن مع العسر يسر اوعي تفقدي إيمانك بربنا مهما حصل .. ربنا عوضه عظيم فوق ما تتخيلي .. سلمي أمورك ليه و دايما قولي افوض أمري لله والله بصير بالعباد .. دا بقي راحة ما بعدها راحة 
كانت تناظره بعينين مشدوهتين بما تسمعه .. فذلك الرجل تجاوز كل تخيلاتها بمدى روعته فقد كانت كلماته تصف كل ما تعرضت له و قد كان هو عوض الله الذي وعد بها بعد طول الصبر و الألم . 
لم تمنع نفسها وهي تستكين بين جنبات صدره واضعه رأسها فوق موضع نبضه الذي يخفق بقوة تأثرا بقربها وقام بنثر عشقه فوق مقدمة رأسها حين سمعها تقول
الحمد لله على أنك موجود في حياتي .. أنا كنت طول عمري بصلي وبقرأ قرآن بس بعد كلامك دا حسيت إني فايتني كتير أوي.. أنا محتاجه أعيد حساباتي من تاني و أقرب من ربنا بقلبي اكتر ..
اشتد حصاره لها وهو يقول بحنو 
اول حاجه تبتدى بيها أنك دايما تحمدي ربنا على كل حاجة عشان ربنا يباركلك فيها ربنا قال و لئن شكرتم لأزيدنكم 
همست بخفوت 
الحمد لله 
تابع بلهجة دافئة
واوعي تألفي النعم فتشوفيها عاديه و لا تسلمي للشيطان لما يقعد يشوه لك كل النعم اللي حواليك .. في ناس كتير تتمنى تعيش نص حياتنا دي 
التفتت تناظره بحلا عينيها التي توهجت فأضاءت وجهها الفاتن و همست بعذوبة 
مش انت وعدتني أننا هنحفظ قرآن سوا 
سليم بحب 
وعدتك و هنفذ في أقرب وقت أن شاء الله..
عادت إلى مكانها بين جنبات صدره وهي تهمس بحب 
ربنا ما يحرمني منك أبدا ..
قاطع لحظاتهم الجميلة رنين الهاتف فاستغفر سليم في سره وانتزع نفسه منها على مضض ليجيب فجأة صوت سالم الصارم 
دقيقة و ألاقيك قدامي 
طيب 
أغلق الهاتف و الټفت قائلا بمزاح 
ربنا عالظالم .. قولي لفرح سليم بيقولك أنت مش مسيطرة خالص .. و شكلك وحش

جدا
نزلت خطوات الدرج متوجهه إلى المطبخ لمتابعة الأعمال هناك فتفاجئت بجنة التي نادتها 
فروحة .. 
قلب فروحة.. 
حاوطت جنة خصرها كما اعتادت أن تفعل في السابق و بادلتها فرح بإحتضان كتفيها فإذا بجنة تقول بمزاح 
سليم باعتلك رسالة و محلفني أوصلهالك ..
خير .. العاشق الولهان باعتلي إيه 
جنة بمرح
بيقولك أنت مش مسيطرة .. و شكلك وحش ..
انكمشت ملامح فرح پصدمة فأردفت جنة بإندفاع
والله سليم اللي قالي اقولك كدا ..
و أنت أي حاجه سليم يقولها تيجي تقوليها كدا عادي 
لم تكد تجيبها حتي سمعت صوتا حاد من خلفهم فالتفتت الاثنتان تناظرا سالم الآتي من غرفة مكتبه فناظرته فرح بحنق لم تخفيه و على عكسها اړتعبت جنة من رؤيته وقالت بإرتباك 
والله يا سالم بيه .. ما كنت أقصد أنا ..
سالم بحدة مزيفه 
سالم بيه !! غلطاتك كترت يا جنة.. أنا مش
 

تم نسخ الرابط