رواية ملكه علي عرش الشيطان بقلم إسراء علي

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
ملكة على عرش الشيطان
لم يدعها إلى الچحيم
بل هي من ذهبت ب كامل إرادتها
زفرت ب ضيق عدة مرات وهى تترجل من سيارة الأجرة وبقت تحدق ب تلك المدينة التي لطالما كرهتهت على الرغم من عدم زيارتها لها مسبقا ولكن يكفي ما تداوله الأقاويل عنها مدينة المۏتى هذا ما وصلها عنها
لأول مرة ب حياتها تكره اسمها مجرد حرف صغير أودى بها إلى هنا لم يكن عليها أن تكون هنا بل بجوار والدها القعيد ولكن أخطأ أحدهم ما بين حرفي اللام والدال ف أستبدلت ب زميلها
إنتبهت على صوت السائق وهو يقول
نزلتلك الشنط يا ست العرايس
متشكرة
قالتها وهي تمد يدها ب بضع ورقات نقدية ليأخذهم السائق ثم رحل

بقت هي ټلعن سوء حظها ف هي فتاة لم تتجاوز السادسة والعشرين من عمرها تعمل ك جراحة ب إحدى المشافي الحكومية التابعة لمدينتها ولكن شاء القدر أن يتم نقلها إلى تلك المدينة نظرا لما تعانيه من عجز ب طاقم العمل
وضعت نظارتها الشمسية على عينيها الزرقاوين ب لون السماء الصافي
تنهدت حاملة لحقائبها ثم توجهت إلى بوابة المدينة كانت الساعة لا تزال مبكرة على خلاء الطرق ب هذه الطريقة المٹيرة للريية إبتلعت ريقها ب توجس ولكنها تشجعت وأكملت طريقها
ب سيرها بقت تشاهد معالم المدينة الساكنة المحال مغلقة ولا ترى بشړي واحد داهمتها أحد مشاهد الأفلام الأجنبية التي تشاهدها تكون المدينة فارغة ومن ثم يبدأ القاټل ب مطاردتها ضحكت على سذاجتها بل ب الواقع هذا ما تنتظره ف المدينة هي مسقط رأس الخارقين عن القانون ب كل أنواعهم وأجنساهم ف لا ريب أن الجميع يهرب من تلك المدينة النائية
وفي ظل السكون والرياح هي المؤنس الوحيد وجت أحد المحال مفتوحة تهللت أساريرها وإتجهت إليه سريعا ولكنها توقفت وعينيها تتسع ب هلع ف لم يكن هذا المحل سوى لمتاجرة السلاح إبتعلت ريقها وقررت العودة دون أن ينتبه لها من ب بالداخل
تجمدت هي على صوت ليس ب الغليظ ولا ب الرفيع وهو يهدر
مش حظر التجوال بدأ!! ماشية ليه يا ست أنت!!
منك لله يا سليم رقبتي هطير بسببك
إستدارت ب إنتفاضة على صوته وهو يزعق لترفع النظارة فوق خصلاتها البنية ممتزجة ب الشقار الإصطناعي عاينها الرجل من رأسها حتى أخمص قدميها ثم نظر إلى حقائبها ليحك ذقنه قائلا
شكلك لسه جديدة! مش كدا يا ست !
أومأت ب تردد قائلة ب خفوتأيوة أنا دكتورة إتنقلت جديد هنا
لمحت إبتسامة خبيثة ترتسم وهى تراه يعاين جسدها المغري ب وقاحة لټضرب ب كعب حذائها الأرض ب صرامة جعلته يرفع حاجبيه ب إعجاب قبل أن يردف ب نبرة لا تقل خبثا عن إبتسامته
نورتي يا ست الدكاترة كلهم
نظرت إليه ب إشمئزاز قبل أن تتشدق ب جمود ونبرة خشنة
طب أنا عاوزة أروح المستشفى
ليرد هو ب عبثطب مش تروحي تريحي يا ست الدكتورة من تعب السفر! في مكنة تروحيها ولا تحبي أوديك ب نفسي
إتسعت عيناها ب صدمة ولكنها هدرتأفندم!! أنت بتقول إيه يا راجل أنت!
قهقه الرجل ب قوة حتى إهتز كتفيه وبقت هي تحدق به ب ڠضب ليقول بعدما فرغ من ضحكاته
متتزرزريش كدا القانون هنا بيقول إعمل كل حاجة إلا إنك تقرب من ست أه دا سيف على رقبة أي راجل هنا ف مټخافيش عشان أنا هخاف أكتر منك لو فكرت أأقربلك دا مبيرحمش
إنتبهت حواسها لتلك العبارة الأخيرة لتسأله ب إهتمام
مين دا!!
رفع منكبيه وصمت لتزفر ب ضيق وعادت تسأله
مين دا اللي مبيرحمش
إلتوى شدقه ب سخرية وقالمفيش داعي تسألي أنت هتعرفي لوحدك
وها هو لغز جديد يلقى ب طريقها ب تلك المدينة ألا يكفي الړعب الذي إجتاح أوصالها حظر تجوال ثم محل أسلحة غير مرخص مفتوح ب ذلك الحظر وأخيرا من لا يرحم الذي لا تعرفه بعد ولكن ثمة هاجس ب عقلها أخبرها أنها لا يجب أن تعرفه لا يجب لا يجب أبدا
إرتفعت أنظارها إليه وهو يقول ب جدية
بصي يا ست الدكتورة شوية قوانين هتعرفيها بس مش دلوقتي أنا هوصلك لسكن حنين كدا عليك بتاع واحدة أعرفها ومحدش هيقربلك زي ما قولتلك مفيش حد يقدر يكسر القانون دا وإلا حياته هتكون هي التمن
أمن المفترض ما قاله يطمأنها بل على العكس أضفى المزيد من الړعب لرعبها الحالي ضمت قبضتيها تخفي إرتجافتها وهي تستمع إلى صاحب المحل يخبر من ب الداخل أنه سيقضي مصلحة ما ثم يعود أشار ب يده وقال
إتفضلي يا ست الدكتورة ألا الدكتورة اسمها إيه!
تحركت بجواره وهمستسديم
حك ذقنه ثم قال ب إبتسامة واسعةالله اسم حلو أوي لأ ولايق عليك
إمتعضت ملامحها يحادثها وكأنه يعرفها منذ زمن وكأنه من الطبيعي أن يحادثها وكأن كل هذا طبيعيا أن يحدث
ظلت تسير بجواره والرجل يتحدث بلا إنقطاع ولا تنكر أنه يتمتع ب حس فكاهي رائع ولكنه لم يتطرق إلى ما يخص تلك المدينة بل حياته الشخصية و زوجاته الأربع الاتي

لا يقدر عليهن بل ويفكر ب قتلهن والهروب
توقفا أمام بناية ليست ب حديثة الطراز ولكنها تفي ب الغرض طلب منها صاحب المحل أن تنتظره ب الأسفل أومأت ب موافقة ليصعد هو
بعد عدة دقائق ظهر هو ومعه فتاة تبدو في الثلاثين من عمرها تبتسم ب وجهها المشوه ب حړق ب وجنتها اليسرى ولكنه لم يخف ملامحها الجميلة
إبتسمت تلك الفتاة ثم رفعت عباءتها السوداء لتقول ب حبور وهي تتقدم من سديم
هي دي الداكتورة! يا ألف أهلا وسهلا خطوة عزيزة يا ست الكل
ردت سديم ب إقتضابشكرا
تولى الرجل الحديثدي سمية طليقتي!!
إرتفع حاجبيها ب ذهول أهو متزوج لأربعة وأخرى طلقها! لا تصدق تلك الحميمية ب تعاملهما طليقته ولكنها تتحاور معه الآن وكأنه جارها
لازم تشليها ف عينيك يا سمية دي من طرفي
أشارت إلى عينها اليسرى ثم اليمنى وقالتأنت تؤمر والقمر تستريح
إستدارت سمية إلى سديم الذي عقد الإنشداه لسانها ثم أردفت وهى تمسك مرفقها ب حركة عفوية
أنا عندي ليك مكنة هتعجبك صحيح مش كبيرة أوي بس أنت ست لوحدك مش هتحتاجي أكتر من كدا
ثم عادت تلتفت إلى صاحب المحل وقالت ب نبرتها العالية ضاربة على صدرها عدة مرات
دي بقت ف حمايتي يا حج مش هخليها تحتاج أيتوها حاجة
أصلية يا بت إبقي تعالي
أردف عبارته ب مكر وهو يضربها ب مرفقه ب خاصتها لتضحك سمية ب غنج وهي تومئ ب تأكيد كانت سديم تتابعا ما يحدث ب أعين جاحظة لا تصدق بيئتها الطاهرة التي نشأت بها تلوثت ب شخصين أغرب من الكائنات الفضائية
إنتبهت على صوت سمية وهى تقول ب صوتها الرنان
معلش يا ست الداكتورة مفيش هنا أسانسير ف هتطلعي على رجلك
ثم صمتت دون أن تكمل لتقول ب عفوية وإنبهار
بسم الله الله أكبر عينك لونهم حلو و واسعين
ثم ضحكت لتقول وهي تصعد
أنا مبحسدش بس عينيك لونهم حلو ومبنشفهوش كتير
أومأت سديم قائلة ب إبتسامة تظهر لأول مرةشكرا أنت كمان جميلة أوي
ضحكت سمية مرة أخرى ثم أردفتتسلمي يا غالية
وصلتا إلى الطابق الخامس لتقول سديم ب إنهاك
السلم متعب أوي
معلش يا ست الداكتورة البيت قديم شوية بس مرة ف مرة هتتعودي
كانت ب مقابل شقتها أخرى ألقت عليها نظرة خاطفة ولكنها لم تعيرها أدنى إهتمام فتحت سمية الباب ودلفت وسديم خلفها
الشقة مساحتها متوسطة صالة وساحة إستقبال صغيرة تحتوي الأولى على أريكتين عصريتين متقابلتين وتلفاز موضوع ب مسافة ليست ببعيدة عن الاريكيتين والثانية بها صالون عتيق ولكنه أنيق وشرفة طولها لا يتعدى الخمس أمتار ولكن عرضها واسع بها طاولة مستديرة وحولها مقعدين خشبيين من اللون الأبيض
وغرفتين إحداهما واسعة وأخرى ضيقة المطبخ معزول قليلا ومساحتة ليست ب الهينة وكذلك المرحاض
أعجبت سديم ب الشقة ولكنها قالت ب مرح
كل دي وصغيرة! أومال لو كبيرة كانت هتبقى أد إيه!
ضحكت سمية وقالتأومال لو شوفتي الشقة اللي قصادك! دي كلها متجيش حمام جنبها والله يا ست سديم لولا إنها متسكنة مكنتش تتعز عليك
نفت سديم قائلةلالا دي حلوة أوي
معلش بقى هي مش نضيفة هبعتلك كام بت كدة يقوموا ب الواجب
عادت تنفيلا ملوش لزوم أنا هقوم ب الواجب قوليلي بقى الإيجار كام!
تحولت معالم سمية ب ضيق وقالتعيب كدا أنت بتشتميني يا عروسة ولا إيه! أنت جاية من طرف المعلم وميصحش اللي بتقوليه
أصرت سديم قائلةوبرضو ميصحش أقعد من غير فلوس
ربتت سمية على ذراعها وقالتمش هنختلف بس نتفق بعدين السفر أكيد تعبك يلا فتك ب عافية
عدلت من وضع وشاح رأسها الذي يظهر منه مقدمة خصلاتها الشقراء ثم رحلت
أمسكت سديم ب حقائها وجرتها إلى الغرفة لتنتقي بعض الثياب الملائمة لعملية التنظيف ولكن بعد تناول وجبة خفيفة كانت قد إبتاعتها أثناء السفر
خرج من المرحاض بعدما أخذ حماما هادئ دلك مؤخرة عنقه لإزالة تلك التشنجات إلتقط الفرشاة وبدأ ب تمشيط خصلاته السوداء ثم وضعها وإتجه إلى المطبخ لإعداد كوبا من الشاي الأسود
وضع الماء الساخن ب الكوب إسترعى إنتباهه تلك الإضاءة الآتية من المطبخ المقابل لخاصته أمسك الكوب وإتجه إلى النافذة ليجد بعض الحركة التي تدب هناك يبدو أنه سيصبح جارا لآخر ولا يستبعد أن يكون أربعيني لزج
لوى شدقه ب عدم إكتراث ثم إتجه إلى الصالة إلتقط هاتفه عندما صدح ب نغمته ليضعه على أذنه و يقول ب صوت عميق
خير!!
أتاه صوتا من الجانب الآخرإيه يا بني أنت فين!
أجاب دون إكتراث وهو يتجه إلى الشرفةكنت باخد دش لسه راجع من القسم دلوقتي
طيب عمتن هتعمل إيه!
جلس على المقعد الأسود وقالف إيه!!
زفر الآخر وقاليا بني ركز في دكتورة جاية عندك ولازم تخلي بالك منها هي منقولة غلط أصلا
ضړب على سطح الطاولة وهدر ب ڠضبقولت ستات لأ مفيش ست تدخل المكان دا ولا هو عند وخلاص
عند إيه بس! قولتلك جت غلط أصلا المفروض واحد اسمه سليم يجي بدالها بس حصل لبس ف الموضوع ف لبست هي
حك جبهته ب عڼف وقال من بين أسنانه
والمفروض بكل

اللي بيحصل هنا أبقى مسئول عن واحدة ست كمان صح!
أتاه صوت الآخر يقول ب تهدئةمعلش يا قصي تعال على نفسك كام شهر لحد أما المستشفى هنا تتصرف
زفر ب حنق قائلاأوووف طيب يلا أقفل
أغلق الهاتف ثم ألقاه ب ڠضب فوق الطاولة ليحك خصلاته السوداء التي تصل إلى عنقه ليتمتم ب حنق
ناقص أنا ستات وقرف
إرتشف من كوبه الساخن ليستمتع ب نسمات الهواء الهادئة عند الغروب قبل أن يتجه إلى نومه حتى يتجه إلى عمله صباحا
وعلى الجانب الآخر كانت سديم قد إتجهت إلى الشرفة لتفتحها ثم وقفت بها تتطلع بها إبتسمت ب إعجاب ف هي تشبه شرفة منزلهم ب مدينتها مدينة الإسماعيلية
وقفت تلك
تم نسخ الرابط