متاهه مشاعر بقلم نهى طلبه
المحتويات
ابعت المأذون يا ولد أخوي.. دي دواها الجواز.. ابن عمها يعجد عليها..
شهقت عمتها سعاد وهي تلطم صدرها
يعجد عليها!.. وأمل بنتي.. مرته..
لتتدخل زوجة عمها صالح
أنا هبعت لأم عواد الداية.. ولو طلع كلام الست سهام دي صح.. يبجى نرميها لأي أجير من اللي بيفلحوا الأرض..
شهقت علياء بقوة وابتلعت دموعها مع المرار الذي يجري بحلقها وهي تتساءل بذهول عن علاقة سهام بأعمامها.. لما يذكرونها الآن.. ماذا يحدث حولها.. هل سهام هي من سلمتها لهم.. وماذا أخبرتهم.. أنها لا تعلم ما حدث بينها وبين يزيد قبل الزواج.. فماذا أخبرتهم لتشعل غضبهم بتلك الطريقة..
داية!!.. يعني إيه.. وليه.. هتعمل في إيه..
ارتفع صوتها قليلا
يا عمي.. اسمعني.. والله أنا..
لطمة قوية نزلت فوق عينها تلك المرة لتختفي الرؤية أمامها للحظات وهي تسمع عمها صالح ينهرها
أنت تسكتي ساكت.. ما اسمعش حسك ده أبدا.. بس دي غلطتي لما وافجت تجعدي في بيت الراجل الناجص ده..
نهضت من الفراش وهي تترنح لتحاول التمسك بكف عمها وتتوسله
أزاحها پعنف فسقطت أرضا.. بينما صوت زوجته يدوي في شماتة
هي اللي جليلة شرف.. منتظر إيه من واحدة تربية صالة رجص.. وأمها..
صړخت عليا بقوة
ما تجبيش سيرة ماما.. ما حدش يجيب سيرة ماما..
تلك المرة جذبها عمها من شعرها لتتوالى الصڤعات على وجهها وهو ېصرخ بها
يا جليلة الشرف والرباية.. تروحي تلفي على الراجل اللي لمك في بيته وبعد ما أمك خربت بيته مرة.. جاية أنت تكملي عليه وتجري رجله للحرام والمعصية.. لا دين ولا أخلاج.. ولا رباية.. أنت في موتك رحمة..
الټفت مازن فجأة لتصطدم عيناه بعيني حسن التي ضاقت في تركيز وكأنه يحاول تبين سبب وجود شقيقه_العريس الجديد_ هنا في منزله بدلا من تواجده مع عروسة.. بينما جرت عينا مازن على ملامح أخيه يلتهمها في شوق واضح.. وقد بدا تأثره من الإرهاق البادي على ملامح حسن.. وملابسه التي فقدت رونقها واحتفظت ببعض أناقتها السابقة.. نهض ببطء ليتوجه نحو شقيقه ولكن منى التي شعرت بعودة زوجها كانت قد خرجت من شقتهما الصغيرة وتوجهت نحو حسن فقطع التواصل البصري بينه وبين شقيقه.. والټفت لزوجته يمد يده إليها بالأكياس ويهمس لها بضعة كلمات فتومئ بصمت وهي تأخذ منه حقيبة صغيرة.. خمن مازن أنها تضم الملابس التي يعمل بها حسن.. ولمح يد منى تضغط برفق ورقة على كتفه قبل أن تدخل إلى الشقة مرة أخرى..
وأخيرا همس حسن
مبروك يا مازن..
ابتعد مازن وهو يخفض بصره أرضا ويهمس بدوره
لسه زعلان مني يا حسن..
أنا مش زعلان.. ليه بتقول كده.
مش أنا اللي بقول.. العتاب في عينيك هو اللي بيقول..
وضع حسن يديه في جيبي بنطاله وتحرك قليلا حتى وصل إلى سور السطح.. فرمى بنظره إلى الأفق وهو يقول بصدق
يمكن ليلة امبارح زعلت شوية.. لكن قبل كده لأ..
بس أنت بعدت قوي يا حسن.. همشتني جامد بعد جوازك.. في أوقات كتير حسيت أن يزيد أقرب لك مني أنا أخوك.. حتى أنه اتحول لشبه مرسال بينا..
هز حسن رأسه بنفي تام
يا مازن أنا بعدت عشانك أنت.. عشان سعادتك مش عشان زعلان منك..
قاطعه مازن بمواجهة آن أوانها
ليلة الحفلة واللي أنا عملته.. ما ضايقكش.. ما زعلتش أني طاوعتها وخذلتك..
سأله حسن بتقرير
أنت بتحبها.. مش كده..
لمحة من عڈاب حي التمعت في عيني مازن قبل أن يخفيها بسرعة.. ولكن حسن التقطها بقدرة عاشق وفطرة أخ يبحث عن سعادة شقيقه.. فربت على كتف مازن بحنان
أنت اتصرفت صح.. لو أنا مكانك وجت لي الفرصة أني أكون مع الإنسانة اللي بحبها ما كنتش هتردد لحظة.. وده فعلا اللي عملته.. أنا خاطرت بكل حاجة في سبيل أني أكون مع منى.. ليه بتلوم نفسك على نفس المخاطرة
أجابه مازن بسرعة
لأن...
ثم سكت وكأنه انتبه إلى شيء ما.. وسأل حسن بخفوت
أنت كنت عارف أني.. أني.. أني بحبها..
هز حسن رأسه بنفي
عرفت متأخر.. متأخر قوي.. ياريت كنت صارحتني من البداية.. كان حاجات كتير اختلفت..
عادت لمحات العڈاب تمر بعيني مازن ولم يستطع إخفائها تلك المرة
ما كانش ينفع.. هي بتح.. أقصد كانت بتحمل لك كشاعر و..
قاطعه حسن
هي موهومة.. وأنت عارف كويس.. بص.. دي مش نقطة نقاشنا دلوقت.. لا أنا بلوم عليك سكوتك.. ولا زعلان من موقفك يوم الحفلة.. لكن..
سكت حسن وبدا مترددا في قول ما عنده.. ثم حسم أمره ليقول
أنت متأكد أنها هتسعدك..
أخفض مازن نظره وأسبل جفونه ليغطي على ما ظهر في عينيه من تعبير حائر.. ثم ربت على كتف حسن ورفع نظره إليه وقد غطى قناع من الجمود ملامحه
ما تقلقش علي.. أنا عارف هتعامل معاها إزاي..
لم يبدو على حسن أنه يصدقه وظهر على وجه سؤال حائر.. لم يستطع كبته فانطلق منه بدون إرادة
ليه..
هز مازن رأسه وارتسمت على وجهه ابتسامة حزينة
من غير ليه!.. أنت ممكن تلاقي ألف مبرر للاعجاب.. لكن لو وقفت لحظة وقدرت تحدد سبب للحب.. يبقى اتحول لأي حاجة تانية.. غير الحب..
تجمد حسن للحظات.. ثم غمغم بهمس
للدرجة دي يا مازن!..
لم يجبه مازن.. وأدار وجهه بعيدا.. قبل أن يقرر تغيير الموضوع
ما تشغلش بالك بي.. خلينا في الأهم.. أنت لسه مصر على موضوع النقاشة..
تكتف حسن بإحساس من على وشك دخول معركة
مضايقك الموضوع ده في حاجة..
أكيد في حلول تانية..
أومأ حسن موافقا
أكيد.. بس ده أسرع!
ردد مازن بعجب
أسرع
أيوه يا مازن أسرع.. أكيد أنا مش هستمر نقاش طول عمري..
هز مازن رأسه بحيرة وكأن حسن ألقى اليه بلغز عميق
فهمني أنت ناوي على إيه.. أنا ممكن أدبر لك..
زجره حسن
مازن.. خلاص.. أنا لازم أفكر أني أدبر لنفسي.. وأحل المشاكل اللي نتجت عن قراراتي.. مش هينفع حد تاني يحمل همي.. أو يحل مشاكلي..
فهمني يا حسن.. أنت بتقلقني بكلامك مش بتطمني..
أخرج حسن زفرة حارة قبل أن يقول
أنا ناوي على السفر يا مازن..
سفر!
أكمل حسن وكأن مازن لم يقاطعه
والسفر محتاج مصاريف.. مصاريف كتير.. خاصة أني لازم آخد منى معايا.. مش هينفع أسيبها هنا لوحدها..
وأسرع طريقة هي النقاشة..
غمز حسن بعينه
أنا نقاش شاطر!..
وأكمل مازن عنه
و...
ابتسم حسن
و... وبس..
بادله مازن الابتسام
هو عصبي جدا من بعد ما وصله الموضوع.. درجة عصبيته 44 وشرطة..
ابتسم حسن بمرارة
قلقان
على مظهره قدام الناس واسمه في السوق..
ممكن..
وتردد قليلا قبل أن يكمل
امبارح.. امبارح.. تقريبا قربت أصدق أنه كان قلقان عليك أنت.. بس.. أنت عارف.. صعب أني أحدد.. بس يا حسن.. مش معنى كده أني موافق أنك تتبهدل لمجرد إثبات موقف..
لا يا مازن.. مش مجرد إثبات موقف بس.. زي ما قلت لك.. السفر هو هدفي.. النقاشة مجرد وسيلة.. اطمن أنا مركز كويس..
ربت مازن على كتفه وهو يتحرك متوجها نحو باب السطح
ماشي يا حسن.. براحتك.. بس افتكر دايما.. أن مجموعة العدوي.. لك فيها حق زي.. وأكتر كمان.. و..
قاطعه حسن راغبا في تغيير الموضوع
أنت هتتعشى معانا الليلة..
ابتسم مازن بتفهم واجاب بهدوء
الليلة هتعشى مع جدتي.. عايزة تبارك لي..
سلم لي عليها يا مازن..
أومأ مازن برأسه.. وتحرك ليخرج من باب السطح.. ثم عاد ليعانق شقيقه بقوة
أنا آسف يا حسن.. والله آسف..
وكزه حسن بخفة
عيب يا ولد.. أخوك الكبير يا ولد..
ابتسما معا.. وعيونهما يغشاها الدمع..
لم تعرف كم غابت عن الدنيا ولكنها استيقظت على وكزة قوية من زوجة عمها وهي تخبرها پعنف
جومي.. أم عواد جت.. وهتشوفك دلوجت..
سألت علياء بتردد
مستعجلة ليه.. هي هتعمل إيه..
البسي بس..
أمرتها زوجة عمها بخشونة أن تستلقي على ظهرها.. ولكنها تجمدت في مكانها تحت النظرات المتفحصة من المرأة الغريبة حتى فوجئت بعمتها تدفعها بقوة لتسقط على الفراش.. حاولت النهوض ولكن زوجة عمها لفت حول الفراش من الناحية الأخرى لتجذبها وتكبلها كلا السيدتين من كل جهة.. بينما تعرضها تلك السيدة سوداء الملابس لاپشع انتهاك قد تمر به أنثى..
تعالت صړختها التي أخرستها لطمة قوية من عمتها وهي تنهرها
اخرسي يا ڤاجرة..
ثم وجهت كلماتها الى أم عواد
وأنت كمان.. خلصينا..
مظلومة.. والله مظلومة.. أنا متجوزة.. يزيد اتجوزني.. يزيد.. يزيد..
تصرخ بأعلى صوتها بينما يتجبر عمها ولا يصدق
اتجوزك.. تلاجيه كان بيصلح غلطة أبوه.. عيلة واطية.. وأنت اوطى يا بنت..
صړخت مقاطعة وصڤعة أخرى تسقط على وجنتها فأسالت الډماء من جانب وجهها
والله يزيد جوزي.. والله..
هم بصفعها من جديد عندما تدخلت زوجته لتمنعه
بيكفي يا صالح.. هتموتها في ايدك..
مۏتها حلال..
عايز توسخ يدك پدمها النجس.. ولا تروح أنت جصادها.. دي تربية بنادر وما نعرفش مين هيسأل عليها.. احنا نرميها للواد عبده العلاف.. ونبجى سترنا عرض أخوك..
هتفت علياء بهم
متجوزة والله أنا متجوزة.. يزيد.. يز..
أخذت تردد اسمه بخفوت.. وكأن ترديد اسمه ما سيحميها من قسوتهم وحكمهم الجائر...
دخل لحظتها مهدي العم الأصغر.. وسمع كلمات علياء المتفرقة فتوجه لأخيه
طيب يمكن يا خويا تكون صادجة ومتجوزة صح.. ما نسعل ونتوكد..
سخر صالح منه
صدجتها يا خوي.. جلبك الطيب حن!
ما هنخسرش حاجة.. مش احسن ما نجوزها وتطلع على ذمة راجل تاني.. ده غير أوراجها كلها عند اللي اسمه عصام ده..
فكر صالح في كلمات أخيه قليلا
عندك حق يا أخوي.. والأرض لازم ناخدها بيع وشړا الأول جبل أي حاجة وبعدين نشوف هنعمل معاها إيه..
ثم أشار إلى علياء المتكومة على الأرض وهو يحدث زوجته
ما تخرجش من الأوضة.. واكلها عيش ومي..
ربتت زوجته على كتفه وهي تطمئنه
اطمن يا حاج صالح.. أنا فاهمة هعمل إيه..
خرجوا جميعا من الغرفة وتركوها وحيدة.. ملقاة على الأرض فلم تملك القوة حتى للزحف لتعود
متابعة القراءة