متاهه مشاعر بقلم نهى طلبه

موقع أيام نيوز


إليه لتخبره بقوة مناقضة لخجلها السابق
هقعد أشرب عصير فراولة بس.. وبعدين همشي.. زي ما قلت لك يا حسن.. مش هنحول حاجة بريئة وحلوة زي حبنا لخېانة.. أرجوك.. تفهمني..
أومأ موافقا
خلاص يا منى.. زي ما تحبي.. بس ما تحرمنيش من صوتك.. ماشي..
ابتسمت برقة
هيكون دايما بينا.. تصبح على خير.. لا اله الا الله..
فرد عليها برقة مماثلة

احلمي بيا يا ملاكي زي ما بحلم بيكي ليل ونهار.. .. محمد رسول الله
ابتسما معا قبل أن يستدعي حسن النادل ليطلب لهما عصير الفراولة الذي تعشقه منى..
وفي مكتب مازن جلس في كرسيه بعدما أغلق هاتفه للتو.. وقد تلقى المكالمة التي كان ينتظرها.. ثم استدعى سكرتيرته التي دخلت إلى مكتبه حاملة بعض الأوراق تحتاج إلى توقيعه.. ولكنه أوقفها قائلا
مش همضي حاجة دلوقت.. ابعتي هاتي لي عم نصر السواق بتاع بابا حالا..
الفصل الرابع
أخذت علياء تتلاعب بقطع الخضروات في طبق السلطة ضمن الوجبة التي أرسلتها لها سهام..
فقدت شهيتها للطعام تماما.. فمن يرغب في الأكل وحيدا كأنه جرذ منبوذ.. وهذه الرسالة التي ترغب سهام بتوصيلها لها بالضبط..
كانت قد قررت العودة إلى المزرعة فورا وتفويت وجبة الغذاء.. فمشهد يزيد وهو يحاول معانقة ريناد.. يتكرر في رأسها مثل التعويذة الشريرة تدفعها للقيام بعمل طائش كأن تنزل لتتناول الغذاء على مائدة سهام هانم لتخبر ولدها وزوجها الټهديد الذي مارسته السيدة الأرستقراطية عليها حتى تمتنع عن تحقيق حلمها بدراسة الفنون..
ابتسمت لنفسها بسخرية.. من تخدع!.. فهي تعلم أنها أجبن من أن تقوم بهذا.. لذا قررت الرحيل إلى منفاها في المزرعة لكن طرقات على باب غرفتها أوقفت قرارها حين دلف يزيد ليخبرها أنها لن تعود الليلة إلى المزرعة لأنها ستذهب إلى حفلة النادي مع نيرة وحسن..
سألته بدهشة
حفلة!!..
حفلة إيه!..
سألها بسخرية طفيفة
مش عارفة حفلة إيه!.. مش دي الحفلة اللي أنا وبابا مش هنوافق نوديكي ليها.. ويا حرام صاحبتك أم قلب حنين هي اللي هتوديكي..
هزت علياء رأسها في حيرة
أنا مش فاهمة حاجة.. أنت بتقول إيه.. أنا أساسا كنت نازلة أقول للسواق يوصلني المزرعة دلوقت... أنا مش فاهمة أنت جبت الكلام ده منين!!
نظر إلى الحقيبة الصغيرة في كتفها وسألها بتشكك
يعني أنت ما اتفقتيش مع نيرة عشان توديكي الحفلة..
أرادت أن تلقي الحقيبة وتصرخ في وجهه أن يكف عن ترديد كلمات والدته.. وما أوحته إليه هي وريناد.. لكنها للأسف لا تملك رفاهية الشجاعة.. تخشى على غضبه وليس من غضبه..
نفت اتهاماته بضعف
هي الحفلة دي مش بتحتاج فستان وكوافير وحاجات كتير... لو كنت ناوية أروح حفلة كنت هبقى هنا بعمل إيه..
ظهرت الحيرة على ملامحه.. بين ثورة كلمات والدته التي ما أن سمعت مكالمة يزيد وحسن حتى اندفعت تكيل الاټهامات لعلياء.. بأنها من دبرت تلك الخطة... وبين ما ظهر على علياء من ملامح الإنكسار وخيبة الأمل..
زفر بحيرة وهو يخبرها
بصي.. حسن اتكلم وقال لي أنه هيعدي عليك هو ونيرة على الساعة 8 ونص.. وأنا قلت له أنك هتيجي معايا أنا وريناد.. احنا كده كده رايحين..
صړخت بقوة
لا.. لا.. أنا مش عايزة أروح معاك أنت وريناد..
هي لا تتصور نفسها محپوسة في سيارة يزيد لتراقب نظراته المغازلة لريناد من هذا القرب.. وتتعذب من همساتهما والحسړة تتآكلها في كل لحظة أنها دائما في المقعد الخلفي بينما ريناد جواره.
هتف بها پغضب
يعني ايه...
استدركت بسرعة
أقصد خليني مع نيرة.. يعني لو عمو عصام وافق إني أروح الحفلة.. يبقى خليني مع نيرة.. عشان كمان لازم أشتري شوية حاجات وهي هتكون معايا..
ما ريناد موجودة تحت.. هقولها تروح معاك.. و..
قاطعته بسرعة
لا.. أنا هكلم نيرة.. أكيد ريناد هتكون مشغولة.. و..
قاطعها
خلاص براحتك..
مد يده في جيبه ليخرج من محفظته إحدى بطاقات الإئتمان ليدفعها في يدها
خلي دي معاك عشان الحاجات اللي هتشتريها..
لا.. لا.. أنا معايا بتاعتي..
ضغطها في يدها
خليها معاك.. بس خودي بالك.. أقسم بالله يا علياء لو جبت فستان قصير.. ولا عريان لأكون جرك من شعرك على المزرعة قدام الناس كلها ومش هيهمني.. فاهمة..
رفرفت برموشها وهي مأخوذة بالعڼف في صوته.. فكرر بتأكيد
فاهمة
أومأت موافقة.. وهي ترتجف من الغيظ.. فها هو يعود لإلقاء الأوامر عليها مرة أخرى.. ويترك الحبل على الغارب لخطيبته الحسناء...
تمتمت بغيظ
أنت مش هتبطل الشيزوفيرنيا دي..
لسوء حظها وصله همسها فصړخ بها
ايه!!.. بتقولي إيه.. شيزوفرينيا إيه!!.. أنت اټجننت!!
عادت خطوتين للخلف وهي ترتجف من الخۏف فقد أغضبته بدون أن تقصد..
حاولت تفسير كلماتها
أيوه.. أنت بهدلتني على هدومي.. وبتسيب ريناد اللي هي خطيبتك تلبس زي ما هي عايزة.. و.. وده يبقى اسمه ايه
ريناد مش بتلفت الأنظار زيك..
خرجت الكلمات منه بسرعة وبدون أن يفكر بها.. ورمقته هي بذهول لا تدري ماذا يقصد بكلماته.. أيتهمها بمحاولة جذب الأنظار.. أم.. يعتقد أن خطيبته أقل جاذبية منها..
ظلت ترمقه بذهول وتساؤل.. بينما تجمدت الكلمات على لسانه ولم يستطع إضافة أي كلمة لتوضيح ما تفوه به للتو.. فما كان منه إلا أن خرج كالعاصفة مغلقا الباب خلفه پعنف جعلها ترتجف في مكانها..
أخرجها من جمودها رسالة على هاتفها.. فتحتها لتجدها من نيرة..
أنا قدام الفيلا.. انزلي....
ما أن أخبرته سكرتيرته بوجود عم نصر بالخارج في انتظار الإذن له بالدخول حتى تحرك مازن من خلف مكتبه ليفتح الباب ويستقبل سائق والده بود وترحاب
اتفضل يا عم نصر.. هو أنت برضوه محتاج إذن يا راجل يا طيب..
الټفت مازن إلى سكرتيرته
اتنين شاي لو سمحت يا مدام كريمة..
ثم اصطحب نصر ليجلسا معا على أحد الأرائك بعيدا عن المكتب ورسميته..
ربت مازن على ركبة نصر قائلا بود
إيه.. إيه أخبارك يا عم نصر.. وأخبار صحتك ايه..
أجاب نصر بهدوء
بخير الحمد لله يا مازن بيه.. نشكر ربنا..
إيه بيه دي بقى!!.. ده أنا متربي على إيديك.. وأنت أول واحد علمني السواقة.. حتى كان عندي 8 سنين..
ضحك نصر وهو يخبره بسعادة
علمتك إيه يا بيه.. ده أنت ما شاء الله عليك.. كنت طالع بالعربية لوحدك.. أنا يا دوبك قلت لك على شوية حاجات بسيطة كده...
شاركه مازن ضحكته قائلا
أيوه.. وبقيت تداري علي قدام بابا.. وما بلغتوش إني باخد العربية..
سأله نصر بلوم
ودي معقولة يا بيه.. أنت فاكرني صغير ولا إيه!!.. طول ما أنا متأكد أنك في أمان.. يبقى خلاص.. أنا مطمن.. وأنت ما شاء الله عليك عاقل من يومك..
ربت مازن على كتفه بود
العفو يا عم نصر.. أهو كلامك ده بقى اللي هيشجعني أطلب منك اللي أنا عايزه على طول..
اعتدل نصر في جلسته وهو يسأل باهتمام
خير يا بيه..
خير يا عم نصر إن شاء الله.. بقى أنا لي واحد صاحبي.. جمع قرشين كده.. وفكر أنه يشتري له تاكسي يشتغل عليه.. وفعلا جاب عربية على الزيرو ورخصها تاكسي.. بس بقى..
سكت مازن قليلا وهو يرمق تعبيرات وجه نصر وعندما لاحظ فضوله للقادم أردف
بس بقى جت له فرصة حلوة قوي أنه يسافر بره.. وهو مش عايز يبيع التاكسي خوفا من أنه ما يتوفقش بره.. ففكرنا أنه يتفق مع واحد يشغل التاكسي في الفترة دي.. هيه.. ايه رأيك يا عم نصر..
سأله نصر بتعجب
رأيي في ايه يا بيه..
اقترب مازن منه وهو يخبره
بصراحة يا عم نصر.. هو قصدني أدور له على حد وأنت أول واحد جه في بالي.. على فكرة.. هو هياخد ربع الإيراد بس.. والتلات أرباع هيكونوا من نصيبك.. إيه رأيك.
فوجئ نصر بالعرض الغير متوقع وسأل مازن بتردد
وشغلي مع أبوك يا بني.. هو اشتكى مني ولا حاجة.. أصل بقى له فترة متغير من ناحيتي..
نفى مازن بسرعة
لا طبعا.. معقولة يشتكي منك برضوه!.. أنا بس قلت أنك أولى بالفرصة دي.. خاصة أنه عائدها المادي حلو قوي.. وأنت كمان هتكون حر نفسك..
وكمان دي خدمة هتعملها لي وعمري ما هنسى لك وقفتك جنبي في الحكاية دي.. أصل صاحبي ده عزيز علي قوي وله علي جمايل وأنا ما صدقت ألاقي فرصة أردها له..
هم نصر بالرفض ولكنه تذكر معاملة حاتم بيه في الفترة الأخيرة له.. ولومه وتوبيخه له على كل كبيرة وصغيرة.. كان الشك يراوده حول سبب تلك المعاملة فهو يرى ويدرك ميل حسن إلى منى ابنته.. وبالطبع يدرك رفض حاتم بيه لتلك المشاعر.. لكن بعد خطبة حسن لنيرة ظن أن ذلك السبب قد زال.. ولكن حاتم بيه استمر في معاملته بجفاف قد يصل أحيانا إلى الإهانة وكأنه يدفعه دفع إلى ترك العمل.. هل لاحظ ابنه ما يقوم به والده فتحرك بدافع من شهامة يعلم نصر جيدا أنها متعمقة بداخل ولدي حاتم العدوي.. أم ذلك عرض من الأب واستخدم ابنه كمرسال فقط.. على أي حال.. إنه عرض مغري للغاية.. ويجب أن يفكر به جيدا..
نهض نصر من فوق
الأريكة فتبعه مازن بدوره وهو يتأمل وجه الرجل الأكبر سنا محاولا معرفة ما يدور بداخله... لكن صوت نصر قطع تأمله وهو يردد
هو عرض مغري قوي يا مازن بيه.. بس!!!..
قاطعه مازن بسرعة
آه نسيت أقولك.. أن الكلام ده كله هيتكتب به عقد.. عشان نحفظ حقك يا راجل يا طيب.. وأنا همضي كمان كضامن للتنفيذ.. وكل الأمور المالية هتكون معايا.. لأنه زي ما قلت لك.. الراجل صاحب التاكسي هيكون مسافر..
أومأ نصر متفهما ومد يده ليصافح مازن
أنا ما كانش قصدي يا بيه.. عقد إيه بس.. أنت كلمتك عقد.. أنا بس محتاج أشاور أم العيال.. وهرد عليك الليلة بأمر الله..
صافحه مازن بدوره وهو يخبره
هستنى تليفون منك يا عم نصر.. وياريت يكون الرد بالموافقة.. دي جميلة مش هنسهالك..
ربت نصر على كتف مازن وقد أدرك لباقة مازن حتى لا يبدو وكأنه يقدم له العرض كنوع من الاحسان أو الشفقة وأخذ يدعو له
ربنا يكرمك يا بني.. ربنا يكرمك وينولك اللي في بالك..
ثم خرج مغلقا الباب خلفه ولسان حال مازن يردد..
آمين...
انطلقت نيرة بسرعة چنونية فور أن دلفت علياء داخل السيارة.. مما دفع علياء إلى الصړاخ
نيرة.. نيرة.. هدي السرعة شوية..
زادت نيرة من سرعة السيارة بينما سارعت علياء إلى وضع حزام الأمان وتشبثت بمقعدها بيأس.. وهي تحاول تهدئة نيرة التي كان الڠضب يدور حولها مثل هالة مرئية
نيرة.. اهدي بس.. وقفي على جنب خلينا نتفاهم..
استمرت نيرة في سرعتها بدون أن تجيب على صديقتها حتى وصلت إلى منطقة وسط البلد.. فهدأت سرعتها قليلا بفعل الزحام.. وأجابت علياء والڠضب يلون نبرات صوتها
لسه بيشوفها يا عليا.. لسه بيقابلها..
هو مين ده
صړخت نيرة پغضب
حسن يا عليا.. هيكون مين يعني..
وأنت عرفت منين
ضغطت نيرة على اسنانها
شوفتهم بنفسي.. كنت هتجنن يا عليا.. حسيت إني مشلۏلة من القهر.. بقى يسبني أنا بسرعة ويجري جري عشان يقابلها..
هدي نفسك بس يا نيرة.. يمكن كان بينهي اللي بينهم.. أو..
صړخت نيرة
بينهي اللي بينهم!!..إيه السذاجة اللي أنت فيها دي أنت كمان..
أومال إيه
 

تم نسخ الرابط