ورد

موقع أيام نيوز

أوي قبل الحاډثة اللي حصلت معايا.
سألها خيري بهدوء أخفى خلفه القلق الذي نهش صدره بعدما سمع هذا الكلام من ابنته
مين اللي قالك أن حياتك كانت وحشة! هو أنت قدرتي تفتكري حاجة من الماضي
هزت ورد رأسها بنفي وقالت
لا مقدرتش بس بيجيلي كوابيس كتير بشوف نفسي فيها وأنا بتهان بشكل بشع أوي.
تحدث خيري بحزم وهو يمسك يد ابنته بحماية
صدقيني لو فعلا الكوابيس دي حصلت معاك فأنا هندم الناس دي على اللي عملوه فيك.
خرجت ورد بعد فترة وأخذت تسير في الحديقة المشتركة بين بيت قاسم ومنزل خيري.
ظهرت ابتسامة واسعة على ثغر ورد عندما رأت وردات حمراء تزين الجزء الجانبي من الحديقة.
اقتربت ورد من الوردات وكادت ټلمسها بيدها ولكن منعها قاسم بيده التي قبض بها على معصم ورد بقسۏة
أنت إيه اللي جابك هنا وإزاي تتجرأي وتحاولي تلمسي الورد بتاع ياسمين.
نفضت ورد ذراع قاسم وهتفت بحدة ونبرة حازمة تعبر عن مدى القوة التي اكتسبتها مؤخرا من دعم والدها ووقوفه بجوارها
أنت إزاي تتجرأ وتمسكني بالشكل ده شغل الشخط والزعيق بتاعك ده تروح تعمله مع حد تاني غيري لأن أنا مش هسمحلك تتجاوز حدودك معايا.
صړخ قاسم پغضب شديد
لا هعلي صوتي عليك ولو وصلت هكسر رأسك كمان لأن أنت اللي بدأت لما لمست الورد بتاع مراتي.
صاحت ورد في وجهه پغضب مماثل
أنا مكنتش أعرف أن الورد ده بتاع ياسمين بس ده مش سبب يخليك تزعقلي كده.
تركته ورد يحدق أمامه بذهول من طريقتها المستفزة في الحديث وعادت إلى المنزل دون أن تكترث بهذا البركان الثائر الذي اشتعلت نيرانه.
ماشي يا ورد أنا هوريك وهعلمك إزاي تتكلمي معايا.
باقي الفصل 6
أه يا كتفي اللي اتقطم أنا مش قادرة أحرك دراعي.
صاحت نعمات بتلك العبارة وهي تضع الممسحة جانبا فهتفت سامية بامتغاض من أفعال ابنتها
وبعدين معاك يا نعمات كل يوم نفس الأسطوانة مرة تقولي أه يا إيدي وبعدها تقولي أه يا رجلي وبعدها تقولي أه يا بطني وبعدها تقولي أه يا كتفي بطلي حركاتك دي وخلصي يلا المسح والتنضيف عشان تنشري الهدوم.
رفعت نعمات صوتها باعتراض
نعم!! هدوم إيه دي اللي هنشرها إن شاء الله هو مفيش حد غيري في البيت ده ولا إيه خلي بناتك يقوموا يهزوا طولهم ويعملوا حاجة.
تنهدت سامية بسأم من أفعال ابنتها
ومين فيهم اللي هينفع تعمل معاك! وفاء وموجودة في بيت جوزها وأسماء وفداء بيذاكروا عشان الامتحانات بتاعتهم قربت.
تملك نعمات غيظ شديد بعدما جلبت والدتها سيرة أسماء التي وافقت سامية على التحاقها بالجامعة رغم أنها لم تكن حاصلة على مجموع مرتفع.
أنا كنت جايبة في الثانوية مجموع أعلى من أسماء ومع ذلك أنت رفضتي أن أنا أدخل الجامعة وأكمل تعليمي وقولتي اللي مش هتجيب مجموع كلية قمة مش هتكمل علام ولما أسماء خلصت ثانوية والنتيجة بتاعتها ظهرت وقتها أنت سيبتيها تكمل مع أن مجموعها مجابش غير كلية أداب.
خرجت أسماء من غرفتها بعدما سمعت كلام نعمات ووضعت يدها في خصرها وقالت
افتكري يا حبيبتي أن أسماء دي اللي أنت دلوقتي بتبصلها عشان دخلت الجامعة كانت بتشتغل أيام الثانوية عشان تساعد أمك في جهازك أنت ووفاء على عكس منذر أخوك اللي مرضاش يساعد ولا يحط إيده في حاجة وبعدين متنسيش يا أختي أن أنا بشتغل لحد دلوقتي ومصاريف الجامعة والكتب والمواصلات واللبس وكل حاجة أنا اللي بدفعها ومحدش بيصرف عليا مليم واحد وياريت تفتكري كمان أن فواتير الكهرباء والإنترنت اللي أنت بتفضلي قاعدة عليه طول النهار أنا برضه اللي بسددها من جيبي.
لوت نعمات فمها قائلة بسخط
هو أنت جاية تعايرينا بفلوسك ولا إيه يا ست أسماء لا يا حبيبتي بطلي الأسلوب ده عشان ....
قاطعتها أسماء ببرود
لا مش بعايرك ولا حاجة بس بفكرك أن كل واحد فينا بيساهم في البيت ده بشكل مختلف عن التاني فمتجيش أنت تقللي مننا عشان بتمسحي وتنضفي وبعدين إذا كان شغل البيت مضايقك أوي كده كنت ساعدي مرات أخوك في العمايل واتعاملي معاها كويس لأنك لو كنت عملت كده كان زمانها دلوقتي مطفشتش وسابتلك شغل البيت كله.
صاحت سامية بصوت جهوري
خلاص أنت بطلوا كلام كتير روحي يا أسماء شوفي شغلك اللي المفروض تروحيه كمان ساعة وأنت يا نعمات خلصي اللي وراك من غير برطمة.
دلفت أسماء إلى غرفتها حتى تجهز نفسها للذهاب إلى العمل ورأت فداء تنظر أمامها بشرود وحزن اقتربت أسماء من شقيقتها الصغرى وقالت
مالك يا حبيبتي فيك إيه صدقيني الكلام اللي أنا كنت بقوله برة ده أنا قولته عشان أكتم بيه نعمات اللي قاعدة ترخم علينا في الرايحة والجاية.
هتفت فداء بهدوء
أنا عارفة كويس الكلام ده من غير ما تقوليه يا أسماء بس أنا مضايقة أوي من موضوع ورد ومش مصدقة الكلام اللي اتقال عليها من أمك وأخوك وأختك.
تنهدت أسماء وقالت
أنا صحيح مكنتش بتعامل كتير مع ورد لأني أغلب الوقت بقضيه برة في الجامعة والشغل بس أنا كمان مش مصدقة أنها سړقت دهب أمك وبصراحة كده أنا شاكة أن نعمات هي اللي سړقت الدهب واستغلت هروب ورد عشان تلبسها التهمة.
كادت فداء تتحدث وتخبر شقيقتها بتلك الأشياء التي رأتها في الشقة ولكنها تراجعت والتزمت الصمت.
ربتت أسماء قبل أن تنهض على يد فداء وقالت
سيبك أنت دلوقتي من الحوارات دي وركزي في مستقبلك أنت في كلية صيدلة ولازم تذاكري كويس.
غادرت أسماء المنزل بعدما انتهت من ارتداء ملابسها وتركت فداء تجلس واجمة الوجه ومغمضة العين.
صحيح أنه مر فترة على اختفاء ورد إلا أن فداء لا تزال غير مقتنعة بحديث والدتها وشقيقتها عن سړقة ورد للذهب وهروبها مع رجل أخر.
أنا متأكدة أن منذر عمل حاجة في ورد وده سبب وجود الكركبة اللي أنا شوفتها في الشقة لما طلعت في نفس يوم اختفاء ورد ده غير باب الحمام اللي كان فيه أثار كسر.
ارتدت فداء
ملابسها وتوجهت نحو والدتها التي كانت تشاهد التلفاز
أنا هروح أشتري ملزمة مهمة فيها أسئلة كتيرة ممكن تيجي في الامتحانات وهرجع البيت على طول.
أومأت سامية وقالت
ماشي يا حبيبتي روحي اشتري الملزمة بس متتأخريش.
حاضر يا ماما سلام.
خرجت فداء من المنزل وذهبت إلى قسم الشرطة وأبلغت الضابط المسؤول عن قضية اختفاء ورد بتلك الأشياء التي رأتها في الشقة حتى تريح ضميرها من هذا العڈاب الذي ينهش روحها ويجعلها غير قادرة على الاستمرار في الحياة بشكل طبيعي.
تمام يا آنسة فداء وشكرا جدا على تعاونك معانا.
قالها الضابط بجدية مطلقة فهتفت فداء بخفوت وهي تنظر إلى ساعة يدها تتفقد الوقت
أنا ليا بس طلب بسيط وهو أن محدش من أهلي يعرف حاجة عن الكلام اللي أنا قولته ده غير لما تتأكدوا الأول من الموضوع وإذا كان منذر أذى ورد فعلا ولا لا.
أنا مش هسجل أقوالك دي في محضر رسمي غير لما التحريات تخلص ونشوف مرات أخوك راحت فين.
تمام شكرا جدا يا فندم.
خرجت فداء من القسم وتركت خلفها الضابط يبتسم بإعجاب على أخلاق تلك الفتاة النزيهة التي قررت أن تشهد بالحقيقة التي من الممكن أن تلحق الضرر بعائلتها.
استدعى الضابط أحد المخبرين ونظر له قائلا بحزم يتماشى تماما مع الشخصية الجادة التي تظهر عليه أثناء تأدية عمله
تفضل ورا منذر طول اليوم ومتخليهوش يغفل عن عينك لحظة واحدة.
أدى المخبر التحية العسكرية
تمام يا مجدي باشا أنا هفضل وراه وأي حاجة جديدة هبلغها لحضرتك على طول.
تمتم الضابط بصرامة وهو يعيد رأسه للوراء
أنا من الأول مكنتش مستريح للناس دي ودلوقتي بعد الكلام اللي فداء قالته أنا بقيت متأكد أنهم عملوا حاجة في مرات منذر.
الفصل السابع
جهز خيري المشواة ووضع الفحم بداخلها وأشعل النيران بها وانتظر حتى أصبح الفحم ساخنا ثم قام بالنداء على ابنته
هاتي الكفتة يلا يا ورد الفحم سخن أوي وشكله حلو الصراحة وإن شاء الله الكفتة تستوي كويس.
أحضرت ورد أسياخ الكفتة ووضعتها فوق المشواة وأخذت تقلبها حتى انتهت من شويها فرفعتها عن الڼار ووضعتها في الأطباق ثم جلست برفقة والدها على الطاولة وتناولا الكفتة في جو ملئ بالمداعبات والضحك تحت نظرات قاسم الذي كان يتابعهما من شرفة غرفته.
نهضت ورد حتى تحمل المشواة وتضعها جانبا ولكن خرجت منها فجأة صړخة مټألمة بعدما سقطت قطعة فحم مشټعلة فوق قدمها ذهب خيري نحوها ورفع طرف الفستان حتى يرى الچرح ولكن جحظت عيناه عندما رأى أثار چروح أخرى تشبه إلى حد كبير هذا الحړق ولكن تلك الندبات أقوى وأعمق بكثير.
هتف خيري بذهول وهو يتحسس تلك الأثار ذات المظهر المرعب
إيه الچروح اللي في رجلك دي يا ورد! واضح جدا من شكلها أن في حد حيوان لسعك پالنار بالشكل الۏحشي ده.
نظرت ورد إلى الندبات وانتابها صداع رهيب ومؤلم للغاية في الوقت نفسه الذي بدأت تأتيها ومضات رمادية عن رجل وامرأتين يضعان الفحم الساخن فوق قدميها وصوت كريه لأحداهما وهي تقول بنبرة قاسېة تدل على عدم وجود رحمة في قلبها
دي يا حلوة عشان تبقي تحترمي نفسك بعد كده ورجلك متعتبش تاني السوبر ماركت عند الحاج فتحي اللي بتشتكيله مننا.
صړخت ورد بړعب وحاولت أن تحرر نفسها من الحبال التي قيدها بها منذر
خلاص والنبي مش هروح هناك تاني ولا هقول أي حاجة خالص.
أمسكها منذر من شعرها وهتف بخشونة
هو فعلا أنت مش هتقولي حاجة لأنك لو فتحتي بوقك تاني ساعتها الفحم هيتحط على لسانك بدل رجلك.
وضعت نعمات الفحم على قدمي ورد التي أخذت تصرخ وتحاول تحرير نفسها ولكن دون جدوى وازداد الأمر سوءا عندما كتمت سامية صوت الصړاخ بيدها التي وضعتها على فم ورد.
أخذت ورد ترتعش أمام عيني خيري وهي تحاول أن تتذكر تفاصيل أكثر عن هؤلاء الأشخاص الذين حرقوا قدميها بكل برود وكأنهم كائنات منزوعة المشاعر ولكنها شعرت
بدوار حاد أدى في النهاية لسقوطها بين ذراع خيري وقاسم الذي حضر على الفور بعدما رأى الفحم يسقط على قدمها.
خرجت نعمات من المنزل بعدما غسلت الملابس ونشرتها وسارت وهي تلتفت حولها حتى وصلت إلى بيت بعيد عن منطقة سكنها ثم رنت الجرس ففتح لها شاب سحبها بسرعة للداخل ثم أغلق الباب قبل أن
يراها أحد.
اقترب منها الشاب 
مكنتش أعرف أن أنا وحشاك أوي كده يا واد يا تامر.
أما في الخارج فقد كان يقف رجل يراقب منزل تامر وانتظر حتى خرجت نعمات ثم سار خلفها يراقبها بعينيه كالصقر ولم يبتعد إلا بعدما دلفت إلى بيتها.
أخرج الرجل هاتفه من سترته واتصل بوفاء التي سألته بلهفة
ها عملت إيه يا رشيد
أجابها رشيد بجدية
كله تمام يا ست وفاء أنا صورت نعمات وهي داخلة بيت تامر وصورتها وهي خارجة
تم نسخ الرابط