عڈاب قسوته بقلم ايه محمد رفعت

موقع أيام نيوز


إلى المكتب فلحق به الأخر للداخل قائلا ببسمة سعادة _ ليك وحشة يا عمنا .
إكتفى ببسمة صغيرة ليجلس على مكتبه بثبات_ وأنت كمان وحشتنى يا حسام أخبار والدتك أيه 
أجابه حسام بهدوء _بتسلم عليك يا سيدى وبتوصينى عليك كمان .
إبتسم بحزن _ربنا يبارك ليان كانت نسخة منها فى الطيبة والحنية .
زفر حسام بضيق من تشبثه بذكرياتها_وبعدهالك يا فريد أنت بتظلم نفسك وبتظلم الإنسانة اللي إتجوزتها ويا سيدى الحي أبقى من المېت .

رفع عيناه التى حاوطتها الأحزان بتمكن_ليان هتفضل موجودة بقلبي وعينى عمرها مهتشوف غيرها ولا قلبى هينبض لحد تاني .
زفر بغضب_طيب وريهام ذنبها أيه تعذبها معاك بالشكل ده .
لكم مكتبه پغضب ممېت يشير على حدته_ذنبها إنها قبلت تتجوز واحد وهى عارفة إنه قلبه مش ليها وأنا حطيت شروطي عليها إننا هنكون زوجين على الورق وظيفتها تربية البنت مش أكتر.
حسام ببسمة الم _مجتمعنا بيقسى على الست المطلقة فبيجبرها على حاجات هي مش عايزاها فبلاش تظلمها للمرة التانية وبعدين ليه متحطتش في إعتبارك إنها بتحبك .
تعالت ضحكاته بسخرية_ بتحبني! أنت متعرفش أنا بعاملها إزاى 
رمقه بنظرة مميتة_ طول مأنت شايف حبها ليك بسخرية وإستهزاء طول مأنت بتقرب من طريق الندم متخليش ماضيك يزيدك قسۏة عليها. 
شعر فريد من حديثه بتأنيب الضمير تجاه تلك المسكينة فما ذنبها حقا فى الأرتباط برجل بتر قلبه مع مۏت حبيبته وزوجته ومع ذلك هناك شعور قد تسرب إليه عندما رأها فى كامل زينتها فلم يدرك أكان إعجابا أم مجرد رغبة عابرة! 
حسام بأستغراب _رحت فين 
إنتبه له فريد فقال بحدة مصطنعة _مفيش وكفاية كلام عن الموضوع ده وياريت تقفله. إنتبهوا على صوت طرق باب المكتب فولجت فاطمة للداخل حاملة القهوة إبتسم تلقائيا حينما رأها فقال بهيام لحظه فريد جيدا _حطيه على المكتب وإتفضلى أنت وما أن إستدارت إستعدادا للإنصراف حتى أستوقفها بقوله_ولا أقواك أستني لما أدوق الأول وأحكم عشان أعرف هتستمرى فى الشغل معانا أو لا .
تلون وجهها غيظا من قوله متحدثة بصوت منخفض_إيه ده هو هيذلنى بفنجان قهوة .
سمعها فريد فأبتسم وتطلع لصديقه متسائلا بخبث_مش تعرفنا بالأنسة 
حسام بتذكر_أه دي أنسة فاطمة إتعينت النهاردة ضمن الفريق الجديد اللي بيدرب عندنا .
ثم إرتشف بضع قطرات من القهوة وأظهر على وجهه معالم الضيق عن تعمد فرتاعت فاطمة خوفا من أن لا تستمر بالعمل فما نالته من فرصة عظيمة أن تتدرب فى مكتب عمالقة القانون تابع حسام حديثه ببرود_مش بطال أمال اللي كنت بشربه طول الفترة اللي فاتت كان أيه! .
تنفست فاطمة الصعداء وهرولت للخارج فضحك حسام وعيناه تتابعها ليفق على صوت فريد_إيه يا إبنى رعبت البنت وهى شكلها مش بتاعت مقالب .
حسام. بهيام_هى فعلا رقيقة أوى وكيوتة كدا تحسها كيكة بالبسكويت 
جذبه فريد بمكر_لا ده شكله حب من أول نظرة.
أجابه بعدما عاد لأتزانه _لا مش للدرجادي مش أنا اللي أقع بالسهولة دى ده مجرد إعجاب .
رمقه بنظرة مطولة محملة بالشك_لما نشوف 
وتوجه للخروج قائلا بتحذير_متنساش تحجز على الطيارة 
رمقه بنظرة ضيق_مفيش فايدة عايز تهرب أجابه پغضب _ مش هنرغي كتير بالموضوع دا
ثم ولج لمكتبه مواصلا عمله لساعات طويلة بدون كلل أو ملل حتى إنه لم يشعر بوجود رفيقه لجواره فقال بحزن_ كفاية كده النهاردة ويلا روح إستريح شوية .
رفع عيناه بثبات_روح أنت يا حسام أنا قاعد شوية .
وأمام إصراره تركه
على وعد منه بعدم التأخير أكثر من ساعة ولكن مضى الوقت سريعا ولم يشعر إلا حينما دق بندول الساعة معلنا عن الثانية بعد منتصف الليل .
جابت غرفتها ذهابا وإيابا قلقا من تأخيره الملحوظ حاولت مرارا وتكرارا الأتصال به ولكن كانت تتراجع فى أخر لحظة حتى لا يغضب من إتصالها إستجمعت شجعاتها وإتصلت به أخيرا فتعجب حينما رأى إسمها على هاتفه فشعر بالقلق فربما أصاب إبنته شيئا فأجاب بنوع من القلق _في حاجة البنت كويسة 
أسرعت بالحديث _مفيش حاجة هى بخير بس كنت بطمن عليك أنت أتاخرت أوى فيه حاجة 
إختلطت مشاعره بين الڠضب واللين لقلقها عليه فقال بثبات_ عندي شغل وقربت أخلص وراجع نامى أنت ثم أغلق هاتفه دون سماع كلماتها شعرت بغصة مريرة تطوفها من فعلته فحاولت أن تغفو ولكن جفاها النوم حتى تتطمئن على وصوله بسلام .
ولج فريد لغرفته فوجدها نورها مضاء يظهر فعلم أنها لم تخلد للنوم فقال دون النظر إليها _أنت لسه صاحية 
أجابته بتردد _مجليش نوم غير لما أطمن أنك رجعت تحب أحضرلك العشا 
تذكر إنه لم يتناول شىء طوال اليوم ومعدته تتضور جوعا فلم يستطع رفض طلبها _ ياريت أنا فعلا مأكلتش حاجة من الصبح.
ريهام بفرحة حينما شعرت بتغيره بالحديث معها_ثوانى ويكون الأكل جاهز عقبال متاخد الشور بتاعك.
إكتفى ببسمة بسيطة وعقله تستحوذه فكيف لها أن تكون بهذا القلب الناصع للبياض رغم ما يفعله معها وبالفعل حينما إنتهى من حمامه وجد أمامه طاولة الطعام مليئة بكل ما طاب ولذ تناول طعامه ببسمة إعجاب فمسح فمه قائلا بهدوء _الاكل يجنن تسلم إيدك. 
رمقته بنظرة مطولة يطوفها الدهشة والذهول فأقترب منها ببسمة هادئة طافت العينان بعضهما بنظرات مطولة بأنذار بداية عشق .
فهل ستكون بداية حقيقية أم سيقف القدر عائق بطريقهما 
______
عذاب_قسوته.... 
الفصل الثالث... 
أخفض عيناه عنها قائلا بثبات_شيلي الأكل.. 
أشارت له بارتبك ثم حملت الأطباق سريعا فالخۏف من تحوله الملحوظ جعل ذكريات قسوته تحدها من جديد رجفة يدها جعلت ما تحمله يسقط أرضا فأزداد إرتباكها أضعافا حينما إستدار برأسه ليرى ماذا هناك أخفصت يدها دون أن تتطلع لما تفعله فعيناها كانت تراقبه لتقول پخوفا ملحوظ_أسفة هنضف اللي إنكسر حالا.. 
صاحت پألم حينما إنغرس الزجاج بيدها فأسرع إليها فريد ليعاونها على الوقوف قائلا بحدة_مش تأخدي بالك... 
ثم جذبها للفراش ليسرع للخزانة فأخرج علبة الأسعافات الأولية ليطهر جرحها قال دون النظر إليها وهو يجذب الزجاج المغلف ليديها_هتوجعك شوية.. 
ثم جذبها ليعقم يدها تعجب للغاية من سكونها رغم تألمها ببدء الأمر فرفع عيناه ليجدها تتطلع له بهيام وجد ما أخبره به رفيقه يحتل عيناها عشقه موصوم بحرافية تمكن من قراءة إشاراتها كاد بالأبتعاد عنها ولكنه شعر بما يريده القلب من هوس الجنون! منح ذاته الفرصة فترقبها بصمت إنصاع خلف مشاعره ورغباته الجياشة فرفع يديه يحرر حجابها لينسدل خصلات شعرها البني بحرافية مرر يديه على وجهها ببطء فأغلقت عيناها بقوة كادت أن تسقط حصونه أمامها ولكن ذكرياته بزوجته أبت ذلك! أبعدها عنه بجفاد ليحاوطه شعور تأنيب الضمير حينما تذكر ليان جحظت عيناها من فعلته ليغلفها الخۏف مجددا حينما عادت عيناه قاسياتان تحاوطتهما هالة من الجفاء.. 
قال بصوت غاضب_متحاوليش تتقربي مني بطرقك القڈرة دي.. 
وتركها وقد إبتلت وجنتيها بالدموع فأرتمت على فراشها تبكي من فرط إحساسها بالقهر أما هو فأضطر للجوء لأخذ حمام أخر ولكن هذه المرة حمام من المياه الباردة رغم برودة الجو ولكن ليطفىء ڼار قلبه المشټعلة ثم أرتمى على فراشه محاولا النوم لتداهمه الذكريات مع من ظن بأن قلبه
عشقها للوهلة الأخيرة. 
فريد بحب_ أخيرا اخوك رضى عننا وحدد معاد الفرح أنا مستني اليوم ده بفارغ الصبر.
ليان بمشاكسة_قد كده بتحبنى يا فيرو.
تطلع لها بنظرات عميقة للغاية قائلا بهمس _ أنا بعشقك يا ليان 
رددت بخجل _وأنا كمان 
إقترب منها بخبث _وأنت كمان إيه قوليها نفسى أسمعها منك 
إبتسمت بمكر_ هتسمعها بس فى الوقت المناسب 
فريد بغضب_ودا أمته ده 
وقفت فجأة ثم ركضت من أمامه بمشاكسة_ .لما تمسكني يا خفيف. 
تعالت ضحكاته فلحق بها پجنون وبسمات العشق تطوف بالعينان... 
إنتبهت لصوته فاهتدلت بجلستها بعدما أوشكت على النوم لتستمع لصوته وهو يردد بأسم ليان .. 
شعرت بغصة تحتل قلبها وتسائلت لمتى هى لا تريد أن ينساها ولكن على الأقل يشعر بها وبحبها له سمعته يهذى بكلمات غير مفهومة فعمها القلق وترددت فى رفع الستار بينهم ولكن أردت الإطمئنان عليه فرفعت الستار لتجده يتصبب عرقا ويكسو وجهه الحمرة فأقتربت منه وتحسسته بيديها فوجدت جسده كالڼار من فرط الحرارة ذعرت خوفا فأسرعت لإحضار طبق من الماء البارد مع قطعة قماش ثم وضعت القماش المبللة بالماء البارد على جبهته لتخفض من حرارته فوجدته ينتفض فأرتجف قلبها معه وإنهمرت دموعها خوفا عليه وأمسكت بيديها لتقبلها داعية الله أن يزيل عنه تلك الحمى.
وهكذا تابعت عمل الكمادات من الماء البارد ثم ذهبت لتبحث عن أى
دواء فى الخزانة لخفض الحرارة وما أن وجدته حتى أسرعت فساندته وهو لا يكاد يشعر بها ثم قدمت له الدواء مكثت بجانبه تتحسس جبهته بين الحين والآخر لترى هل هبطت الحرارة أم لا وهكذا ظلت طوال الليل بجانبه ترعاه حتى غطت فى النوم وهى جالسة بجانبه من الإرهاق والتعب .
بالصباح الباكر. 
فتح عينيه بصعوبة ليجدها غافلة على مقعدها وبيدها قطعة القماش المبللة وعلى المنضدة بجانبه زجاجة الدواء الخافض للحرارة فعلم من ألالام التى بجسده إنه أصيب بالحمى من جراء إستحمامه بالماء البارد نظر لها بشفقة على حالها وتأكد من حبها له وتفانيها فى إظهار ذلك بدون حديث فالأفعال أبلغ من الكلام حقا أراد أن يضمها مرة أخرى ويعتذر عن ما فعله معها تسلل إلى سمع ريهام صوت بكاء الصغيرة فأضنتفضت من مكانها فوجدته ينظر إليها بشرود فأقتربت منه بلهفه_أنت كويس دلوقتى 
إكتفي بهزة بسيطة من رأسه فوضعت عيناها أرضا بحزن ثم تركت الغرفة لتتفقد الصغيرةولج لحمامه الخاص فتوضأ لصلاة فرضه وقد شعر بالتحسن بعض الشىء ثم إرتدى ملابسه للتوجه إلى عمله وعندما هم ليفتح باب غرفته ليخرج وجدها أمامه فقالت ريهام بخوف_رايح فين 
أجابها بأقتضاب_المكتب .
ريهام _أنت تعبان ولازم تستريح.. 
قال دون النظر إليها _لازم أخلص حاجات مهمة عشان مسافر كمان يومين إن شاءالله.
قالت پصدمة دون أن تعي ما تتفوه به _ هتسافر وتسبني قصدى هتسبنا 
أجابها محاولا تجاهل مشاعره _ شهر وهرجع إن شاءالله.
تمسكت بذراعيه ببكاء_ أرجوك بلاش السفرية دى وخليك معايا .
حرر يديها ثم إستدار حتى لا ترى الضعف فى عينيه تجاهها ثم غادر على الفور 
لم تجد ريهام سوى أن تلجأ لله عز وجل فتوجهت للصلاة وظلت تدعوا الله فى سجودها أن لا يسافر ويبعد عنها .
.فى المكتب 
ولج فريد إلى الداخل بوجه يملؤه الحزن قائلا بغموض_عايزك تهتم بقضية زين العابد وياريت تتولى الدفاع فيها بنفسك .
حسام بغضب_برده هتسافر مفيش فايدة عايز تهرب بس القضية دى مهمة أوى وكان الأفضل وجودك فيها أنت عارف المتربصين كتير ل زين العابد وكله منتظر يخسر فى القضية وهو حاطط أمل كبير على الله ثم عليك أنت وهيزعل أوى لو عرف إنك سبت القضية وسافرت .
فريد بهدوء _ ڠصب عنى وهو أكيد هيطلع
 

تم نسخ الرابط