بقلم شامة الشعراوي
المحتويات
كدا ياسفيان.
رفع الصغير رأسه نحو جدته ليقول بحماس
طبعا مشوار مهم جدا.
نظرت إليهم الأخرى نفسي أعرف مشاوير ايه اللى بقالكم فترة بتروحوها دى وكل لما أسألكم تقولى مشوار مهم.
دن منها عمران ليقبل مقدمة رأسها
اوعدك ياأمي فى أقرب وقت هقولك على كل حاجة.
أطلقت تنهيدة هادئة ثم قالت بحنان
ماشى ياحبيبي زي ما تحبوا بس خلى بالك من ابنك ومن نفسك ومتنساش تخلى البيه الصغير يلبس الجاكت بتاعه لان الجو برا برد.
حاضر ياأمي.
جاءت روفيدة راكضه من غرفة الصالون تصيح بصوت عال أستني يا أبيه عيزاك فى موضوع.
الټفت برأسه نحوها متسائلا نعم يافوفة هانم عايزة ايه.
ممكن لما ترجع من برا تجبلي شوية طلبات صغيرة.
قرص أرنبة أنفها ليقول بمرح
وياتري طلباتك ايه المرادي ياست فوفة يارب ميكنش حاجة مش موجودة فى تاريخ البشرية أصل أنا عرفك بتطلبي حاجات صعب نلقيها.
لا متقلقش أنا عايزة شوية حاجات للتسالي مش أكتر بس يكونوا كتير يعني مثلا تجبلي ٣٠ شوكولاتية من النوع الكبير ١٥ كيس شيبسي وتجبلي كمان شوية حلويات بص هات أي حاجة حلوة تقابلك.
بينما عمران كان ينظر إليها بذهول ثواني بس هو انتي هتاكلي كل دا لوحدك.
ايوة أومال أنت فاكر ان فى حد يقدر بس يقرب من الحاجات بتاعتي دا أنا كنت كلته
هتفت روفيدة بتذمر هتجيب ولا لأ.
حاضر هجبلك بس متجيش بعد كدا تقوليلي الحقني ياعمران أنا تعبانه بمۏت.
جاءهم صوت سفيان الصغير قائلا ماهى ھتموت من كتر الطفاسة يابابي.
تحدث عمران پحده سفيان عيب دى عمتك ومينفعش تقول عليها كدا.
هتفت والدته التى كانت تبتسم بخفة على حديث حفيدها سيبه ياعمران الواد عنده حق هو مغلطش فى حاجة.
نظرت إليها روفيدة بضيق قائلة ماما حضرتك بتقفي فى صف ابن أبنك وبتنصريه عليا.
ايوة اذا كان عجبك وبعدين يلا ياعمران علشان متتأخرش على مشوارك .
ماشى ياست الكل مش عايزة حاجة اجبهالك.
____________________________________
كانت صاحبة الشعر الذهبي واقفة أمام المرآة تعدل هيئتها بعد ما مشطت شعرها ثم أخذت تنظر إلي نفسها بأعجاب شديد فأنها رائعة للغاية بتلك الملامح الهادئة
ثم اتجهت إلى الصالة لتلقي نظرة سريعة على الطعام المغطى الذى وضعته منذ دقائق على السفرة ولكنها التفتت ببصرها تنظر إلى ساعة الحائط خلفها لتجده التوقيت فى الساعة ٨٣٠ مساءا مرت بضع لحظات لتسمع صوت تكة المفتاح فى الباب حينها نبض قلبها على أثر ذلك تنفست بهدوء وهى تنظر أتجاه الباب بلهفة لتجد سفيان يركض نحوها أبتسمت بخفة بعد ما ضمته إليها بحب ثم قالت وحشتني أوي ياسفيان.
ياروحي أنت بس ايه كل الحلاوة دي طالع زي القمر.
سفيان أنا طول عمري قمر أصلا.
ضحكت فيروزة بخفة وهى تقول طبعا لكن ياتري أنت طالع قمر كدا لمين.
أتاها صوت عمران الذى كان يحمل باقة ورد بيديه ليعطيها أياه قائلا بمرح أكيد يافيروزتي طالع لابوه ولا أنتي عندك رأى تاني غير ده.
نظرت إليه بعيون لامعه فأبتسمت بحياء لا معنديش رأى تاني غير رأيك.
طب ايه مش ناوية تاكلينا.
لا طبعا الأكل جاهز
على السفرة أنا عملتلكم كل الأنواع اللى بتحبوها.
هتف الصغير بسعادة بجد يعني أنتي عملتيلي مكرونة بالبشاميل وبانيه وسجق.
مسدت على شعره بحنان ايوة ياحبيبي .
عمران طب وأنا ولا عملتي لسفيان بس.
عملت ليك حمام ومحشى وطاجن بامية وكفته.
نظر إليها پصدمة ليقول أنتي بتتكلمي بجد ولا بتهزري.
والله بتكلم بجد وبعدين لو مش مصدقني تعال شيل الغطاء من على الأطباق وانت تعرف بنفسك أني بتكلم بجد..
طبعا مصدقك ياحب.
بعد ساعة كان يقف على مرحاض المطبخ يغسل الأطباق بكل نغم بينما هى كانت تنظر إليه بحب فأتاها صوته السعيد بجد تسلم أيدك الاكل كان تحفه.
بألف هنا ياروحي...
أتجهت نحو الفرن لتخرج منه الكيكة لتضع عليها صوص الشوكولاته ثم وضعتها فى الأطباق بينما الأخر قام بملئ الأكواب بعصير البرتقال المحببة لديهم حينها حمل الصينية الخشبية المحملة بتلك الأشياء ليتجهوا بها إلى الخارج لتبدأ سهرة أسرية سعيدة فى جو دافئ وهادئ يستمعون لمسرحية العيال كبرت ليسود هذا الجو ضحكات فرحة نابعة من القلب.
فى قصر الراشدي
كان عامر يجلس فى الحديقة شاردا فى تلك الأوراق المتساقطة من أغصان الشجر فأتى إليه أدم الذى جلس مقابلة فانتبه الأخر لوجوده معه ليتسال بلهفة
قولي عملت ايه عرفت حاجة عنها.
اردف أدم بيأس للأسف يابابا معرفتش أى حاجة عنها عملت كل اللى أقدر عليه حتى اصحابي اللى كنت مكلفهم يدوره عليها مجبوليش أى خبر يخصها مش عارف بس هتكون راحت فين.
زفر عامر بضيق وهو ينهض من مكانه ليقول بأرهاق
يعني ايه يعني أنا كدا بنتي ضاعت مني ومش هشوفها تاني.
نظر إليه أدم بحزن ليقول بهدوء
إن شاء الله هنلاقيها يابابا بس حضرتك أهدى وكل حاجة هتبقى كويسة.
الټفت الأخر ببصره نحوه وهو يضع يديه على صدره المټألمأهدي ازاى وأختك معرفش حاجة عنها خاېف ليكون حد اذاها مش هستحمل لو جرالها حاجة ياأدم أنا مابقتش قادر استحمل غيابها عني أكتر من كدا ليه محدش فيكم حاسس پالنار اللى جوايا.
لم يلبث قليلا ليشعر بأختناق شديد يتملك منه فبدأ جسده يتعرق من أثر ذلك ليزداد ألم قلبه اضعافا لاحظ أدم ميل وجه أبيه إلى الشحوب ليقترب منه سريعا ليقم بأسناده فقال بقلق بابا أنت كويس فى حاجة تعباك.
بينما الاخر فقد أحمر وجهه وضاق صدره ليقول بتعب وهو يسقط على قدميه
مش قادر أتنفس حاسس أن روحي بتتسحب.
تحدث أدم پخوف شديدمالك يابابا متخوفنيش عليك...ثم صاح بأعلى صوته مناديا على أخويه بعد أن رأى فقدان ابيه للوعي
أنيس...ياأنييييس .... عمر حد يلحقني بابا بيروح مني.
فى المستشفي خرج الطبيب من العناية ليقترب منهما بعد أن سأله أنيس عن حال أبيه ليردف الأخر قائلا بهدوء أتعرض لأزمة قلبية وبسببها هيفضل يومين تحت الأجهزة لمراقبة حالته الصحية.
تحدث أدم بقلق يعني بابا هيبقى كويس.
أجابه الطبيب إن شاء الله متقلقش هيبقى كويس وطبعا الدكتور أنيس عارف ازاى هيتعامل مع الوضع ده.
جلست نازلي على أحد المقاعد الحديدية لتضع وجهه بين يديه تبكي بصمت حينها أقترب أنيس وجلس بجانبها قائلا متقلقيش هيبقى كويس أزمة وهتعدي على خير.
أردفت والدته وهى مازالت على تلك الوضعية قائلة بحزن هو ليه بيحصلنا كدا أشمعنا أحنا ليه دايما بيحصلنا مشاكل أمتى بقا نرتاح أنا بجد تعبت مبقاش جوانا غير الۏجع والحزن.
متقوليش كدا ياأمي كل حاجة هترجع زي الأول وبابا ربنا هيشفيه وفيروزة هترجعلنا صدقيني هى كلها مسألة وقت مش أكتر فهوني كل نفسك.
بكت أكثر عند ذكر أسم ابنتها فقام الأخر بضمھا بين ذراعيه.
فى اليوم التالي
كان عمران يدندن بمرح ناظرا إلى تلك الفتاة التى سلبت عقله ومعاك قلبي وبلاش تغيب عن عينى بتوحشني.
ضحكت فيروزة بخفة ثم أخذت ټضرب كف على كف لتقول بذهول
ياروحي دي حالتك متأخرة أوي لا انت تاخد قلبك اهوه ياسيدي وتبعد عني انا مليش في شغل السهوكه دا.
حدق بها بحزن مصطنع ليقول
سهوكه بقا كدا يعنى اهون عليكى يابيبى.
أطلقت الأخرى صوت رنة ضاحكة عالية عمران أنت بجد مالك شكلك مش طبيعى.
أردف عمران بهيام قائلا بحبك بعشقك ياروزتي انتى ليه مش حاسه بيا دا انتى لو كنتى حجر كان نطق.
هتفت فيروزة بهدوء وهى تضع خصلة شعرها خلف أذنيها بخفه
اديك قولت لو كنت بقا لكن أنا فيروزة.
قام بلمس وجنتيها برقة بالغة جعلت جسدها يرتجف من أثر لمسته ليهمس إليها
تعرفي أن انتى أحلى فيروزة فى الدنيا.
رفعت نظرها إليه قائلة عمران انت بتحبنى بجد.
بينما هو تحدث قائلا لسه بتشكى فى محبتى ليكي.
حدقت بعيناه لتهمس برقة
مش بشك فى محبتك لكن بحب أسمعك وأنت بتعترف بحبك ليا وبحب أسمع أسمى بصوتك.
تحدث عمران بمشاعر صادقة وبعشق جارف
أنتى روحى وعشقى ومقدرش اتخيل حياتى من غيرك ولو ليوم واحد يافيروزتي أنتى فرحتى وشمسى وقمرى ونور عيونى ورفيقة دربى .
فى هذا الأثناء ولج إليهما سفيان الذى كان يحمل هاتف والده بقبضة يديه الصغير قائلا بابي تليفونك بيرن.
أخذه الأخر منه ليرى من المتصل فكان زوج شقيقته
ربنا يستر وميكنش أتخانقوا مع بعض تاني ثم قام بتمرير يديه على الهاتف لياتيه صوت الأخر قائلا
ايه يابني ساعة علشان ترد.
أجابه عمران بهدوء والله بقلق لما بترن عليا بحس أن فيه مصېبة أحكيلي ايه اللى حصل تاني.
متقلقش محصلش خناقة بينا الموضوع بعيد كل البعد عنها.
أومال ايه اللى خلاك تتصل .
هو أنت معرفتش باللى حصل للسيادة اللواء عامر.
هتف عمران بقلق حين الټفت ببصره نحو فيروزة
ماله سيادة اللواء .
تصنمت يديها التى كانت تعبث بشعر الصغير لتقول بقلق واضح فى نبرتها عمران بابا ماله.
بينما الأخر وضع الهاتف فى سترته بعد الإنتهاء من المكالمة ومعرفته بالوعكة الصحية التى أصابة عامر أقترب منها بحذر فمد يديه ليمسد على يديها برفق محاولا التحدث بهدوء فأتاه صوتها المرجؤ مرة أخري
بالله عليك قولي فيه ايه وليه وشك أصفر بعد المكالمة دي ايه اللى عرفته عن بابا خلاك بالشكل ده.
أجابها بتردد قائلا
باباكى أتعرض لأزمة قلبية وهو دلوقتى فى المستشفي.
شعرت بذاك الوقت بأن الدهر توقف عند هذة الجملة فبدأت عيناها تسيل بالدموع كالشلالات المتدفقة ليحتويها عمران محاولا تهدئتها بينما هى قالت من وسط بكائها بابا كويس صح ...ومش هيسبني لوحدي.
هيبقى كويس ومش هيسيبك.
رفعت رأسها ورمقته بنظرات خائڤة من الفقدان فقالت بتوسل أرجوك ياعمران خدني أشوفه علشان خاطري.
أجابها الأخر بحزن وهو يمسد على شعرها
حاضر بس انتي متأكدة أنك عايز تشوفيه لانك كدا هتظهرلي للكل.
اؤمات بالإيجاب ليكمل حديثه
ماشى هوديك بس الأول أهدي مينفعش تشوفيه بحالتك دي.
بعد مدة كانت جالسة فى السيارة بجانب عمران تفرك يديها بتوتر شديد ومازالت عيناها تتساقط لاأراديا بالدموع بينما الطفل الصغير أعاده والده فى طريقه إلى القصر ثم أتجه نحو المستشفي وحين وصلهم ولجت إلى المكان حيث ترقد به العائلة لترى أمامها والدتها واختها جالسين على المقعد وفى هذا الاثناء أنتبه إليها أنيس الذى حدق بها پصدمة ألجمته فقال هامسا فيروزة!
رفعت نازلي رأسها بعد وقوع هذا الاسم على مسمعها لتنهض سريعا من مكانها وهى تشاهد أبنتها تخطو نحوها بثقل لترقرق عيناها بالدمع بينما الأخرى وقفت مقابلها بجسد مرتجف فهي كانت تخشي هذا اللقاء دنت منها والدتها وهى تتحسس وجهها بيد مرتعشة تخشي من أن يكون هذا حلم فقالت بصوت باكي
بنتي أنتى هنا ولا أنا بتخيل...ردي عليا و قوليلي أني مش بحلم زي كل يوم أنتى فعلا هنا فيروزة ياعمري أنتى.. فقامت بضمھا بقوة وهى مازالت
متابعة القراءة