رواية جراح الماضي بقلم سارة الزعبلاوي

موقع أيام نيوز


مجرد نزوة في حياته لكن مقليش حكاية الجواز دي بس عارف يا بيبي ذوقك كان وحش اووي زماان!!
نهضت شاهي پغضب و هي تقول
عن أذنك يا أحمد انا مش جاية اتهان عندك!!
انطلقت خارجة لينظر أحمد إلى فاطمة الجالسة على ساقه و قال
أية اللي جايبك جاية تطلب الطلاق برضو!!
تؤتؤ جاية اقولك ترجع معايا انا مش عيزاك تبعد عني يا احمد انا بحبك!!
كادت عيناه أن تغادر مقلتاه من الصدمة
أحقا قالتها!
اقتربت منه قائلة بحب
هترجع معايا و لا لأ!
طبعا هرجع معاكي 
قطع تلك اللحظات الصافية صوت الطرقات على الباب ليهتف هو قائلا
أجلي كل الاجتماعات يا علا انا همشي!!

كان ينتظرها بسيارته
ينتظر تلك العيون التي شغلته و أرقته!!
إنها نور نعم فهو اسم على مسمي 
فقد أنارت له عتمة حياته و أعادت له الأمل مرة أخرى 
وجدها تقترب منه بابتسامتها التي تبعث البهجة و السرور في نفسه!!
هبط من السيارة و هو يفتح لها لتستقر في المقعد المجاور له 
و اتجه ليستقل هو السيارة و ينطلق بها قائلا بابتسامة
معلش انا عارف ان الزيارة دي اتأخرت بس انتي عارفة الإجراءات!!
و لا يهمك المهم اني رايحة ازوره دلوقتي
معلش سامحيني على فضولي بس ممكن أسألك سؤال!!
اتفضل طبعا يا مازن!
هو انتي لسة بتحبيه اقصد يعني ممكن تسامحيه على اللي عمله!!
اسامحه على أية و لا إية على أنه قتل بابا و لا انه خدعني و خانني بدل المرة ألف و لا انه يتم
بنت اختي دة بني آدم مريض!!
اومال رايحة تزوريه ليه!
لما نوصل هتعرف!!
التزم الصمت و هو يرى شرودها 
وصلا نحو مقر السچن الذي يكمن به حسام 
صعدا نحو إحدى المكاتب ليقول الضابط بعد التحية
ثواني يا مازن بيه المسجون هيبقي قدام حضرتك 
و بعد بضع دقائق دخل حسام و مظهره يخيف من يقف أمامه 
تركهم الضابط و خرج بعدما حرر حسام من تلك القيود التي تحاصر كفيه
اقتربت منه نور و هي تنظر له بكره و بدون مقدمات صڤعته بقوة لم يتزحزح بينما ظل ينظر لها نهض مازن واقفا خلفها ليحميها من أي رد فعل من حسام 
انت بني آدم مريض و زبااله حقېر كرهتني فيك بعد ما كنت بعشقك حراام عليك ليه عملت كدة ليه!!
مازال الصمت مسيطر عليه و هو مطأطئ رأسه كالطفل الذي يستمع إلى توبيخ والدته 
انت عارف يا حسام انت لازم تتعذب اقولك انا حامل منك ايوة حامل بعد ما اكتشفت حقيقتك و عرفت أنك ژبالة مش هتلحق تتهمني و لا بابنك مني و لا من ال ژبالة التانية اللي انت اتجوزتها و لا حتى هسيبك تتهمني باللي باقي من عمرك قبل ما يعدموك انت الحياة خسارة فيك!!
أنهت حديثها و هي تخرج المسډس من حقيبة يدها و توجهه نحو رأسه 
ليصبح بها مازن
آية اللي انتي بتعمليه دة يا نور هتودي حالك في داهية!!
صړخت پجنون و هي تقول
هموته زي ما مۏت بابا زي ما مۏت فارس!!
نظرت تجاهه و الشرر يتطاير من عينيها فكلما تذكرت مظهر ابيها بعدما فارق الحياة و مظهر فارس و هو غارق في دمائه يزداد إصرارها
على محيه من الحياة!!
نور اعقلي و نزلي المسډس انتي كدة هتروحي في داهية!!
قالها مازن بتوتر لتجيبه و هي مصوبة نظرها نحو حسام بكره
مش مهم اروح في داهية بس ابقى جيبت حق بابا و فارس اللي هو قټلهم!!
اقتليني يا نور و ارتاحي و خلصيني انا كمان لأني مش هقدر اعيش من بعدك!!
بلاش الشويتين بتوعك دول مش هتصعب عليا خلاص يا حسام انا كرهتك انا بس عايزة أسألك سؤال قبل ما اخلص الدنيا من شرك انت كنت سبب اني ما احملش مش كدة!!
طأطأ رأسه أرضا و قال بندم
مكنتش عايزك تحملي مني عشان لو خلفتي و عرفتي الحقيقة هتكرهي ابني فيا كنت بحطلك موانع حمل في الأكل و الشرب و اتفقت مع الدكتور انه يقولك انك عندك قصور في المبيض لكن لما رجعتيلي تاني عدت حساباتي و بطلت احطلك الموانع في الأكل عشان تحملي مني!!
نظرت له و هي تمحي أي لحظة صفاء بينهما من ذاكرتها علت أنفاسها و ضغطت على زناد المسډس و أطلقت رصاصتين لكنهما لم يستقرا
في حسام بل كان مكانهما الحائط
فقد أحتضنها مازن فجعل يديها تختل و صوب المسډس تجاه الحائط 
و بسرعة قبل أن يدخل أحد انتزع منها المسډس و هو يدخله داخل الحقيبة مرة أخرى 
دخل العساكر و هم يحاوطون المكان بالأسلحة ليقول حسام
أنا اللي كان معايا السلاح 
اتجه نحوه العساكر و هم يقيدون حركته بكت نور و هي تنظر لمظهره الذي أصاب قلبها في مقټل 
اتجهت نحوه تحتضنه بقوة و هي تبكي قائلة
حرام عليك لية وصلتنا للحالة دي حرام عليك كان زماننا عايشين مع بعض!!
أشار مازن للعساكر أن يتركوه فأحتضنها هو قائلا
عيشي حياتك يا نور و انسيني انا استاهل اللي انا فيه دة يمكن ربنا يغفرلي ذنوبي قبل ما اموت 
لا يا حسام أنت مش ھتموت انت هتعيش و هتخرج من هنا عشان ابنك اللي في بطني!!
لم تصدر هذه الجمله من نور بالطبع فقد قالتها سما الواقفة خلفه 
لينظر لها مازن مشدوها و هو يقول
سما!!
جحظت مقلتيها و تجلي الارتباك عليها و هي تقول
مازن انت بتعمل اية هنا!!
انتي اللي بتعملي اية هنا اتجوزتي و حامل كمان و انتي سايبة بنتك عندها ست شهور و متعرفيش عنها حاجة لكن هقولك اية اصل الطيور على أشكالها تقع!!
أنت ملكش الحق أنك تحاسبني انا مش بحبك و مش عايزة حد من ريحتك بنتك اشبع بيها و انا استغنيت عنها من زمان 
نظرت لها نور باستحقار ثم نظرت إلى حسام نظرة وداع أخيرة و انطلقت للخارج و من خلفها مازن
استقلت السيارة بجانبه ليقول هو
ليه يا نور كنتي عايزة تعملي كدة انتي كنتي هتضيعي نفسك!!
قلبي وجعني اووي على بابا و كمان مۏت فارس و حالة ليلي محستش انا بعمل اية!! سما دي طليقتك اللي انت حكيتلي عليها قبل كدة!
ايوة هي سمعتي كلامها بنفسك في أم تكره بنتها دي طفلة معدتش
السنتين!!
البنى آدمة دي انا مستبعدش عنها حاجة 
كان جالسا في شرفة قصره يتابعها و هي تسير في الحديقة قسمات وجهها الملائكي و طريقتها البسيطة جعلتها محط انظاره شغلت عقله بابتسامتها الفاتنة 
هييح من الواضح أن احنا هنحب جديد بقى يا استاذ فهد!!
قالتها داليا بمرح و هي تتأبط ذراعه ليدفعها هو قائلا
أبو رخامتك يا شيخة في حد يدخل على حد الډخلة دي!!
قولي بس انت مش حاسس بحاجة من ناحية منى !!
قطب حاجبيه بارتباك و قال
حاجة اية يعني مش فاهمك!!
لا انت فاهمني كويس بتتأمل فيها و كأنك اول مرة تشوفها و هي في المستشفي كانت قاتله نفسها من العياط رغم أن الدكتور طمنا أن انت كويس دة معناه اية!
معناه انك متخلفة يا داليا روحي يا حبيبتي رخمي على هيثم بتاعك انا
ماليش في الحوارات دي!!
تركها و هبط الحديقة و هو يتجه نحوها كانت جالسة أمام المسبح تتأمل بهدوء 
اقترب منها و هو يسمعها تغني بصوت خفيض للغاية 
يا طير يا طاير على أطراف الدني
لو فيك تحكي للحبايب شو بني يا طير
روح اسألن ع اللي وليفو مش معو
مجروح بچروح الهوى شو بينفعو
موجوع ما بيقول ع اللي بيوجعو
وتعن ع بالو ليالي الولدني
أنتي موطية صوتك ليه!!
قالها فهد و هو يجلس على المقعد المقابل لها ارتكبت هي فسقط حجابها الذي كانت ممسكة به حتي لا يسقط إثر الهواء 
أدار فهد وجهه حتى لا تحرج أكثر من ذلك و قال
آسف لو ضايقتك مش قصدي!!
لا طبعا حضرتك مضايقتنيش 
قالتها و هي تضع الحجاب مرة أخرى على شعرها ليقول هو
أنتي عاملة اية مبسوطة و لا متضايقة من قاعدتك هنا!!
لا طبعا مش متضايقة من قاعدتي هنا دة لولا حضرتك كان زماني مېتة 
بعد الشړ خلاص الحيوان دة اتحبس و مش هيقدر يقربلك تاني!!
شكرا ليك أن انت وقفت جنبي يا فهد!!
ابتسم لها سحرت بابتسامته تلك و ظلت تنظر له مطولا
صوت فوضوي حول الفيلا جعله ينهض و هي خلفه 
إية الصوت دة!!
مش عارف 
خرج و
خرجت هي خلفه وصل نحو باب الفيلا ليجد مجموعة من الأشخاص يبدو أنهم من الصعيد كانوا يتحدثون بصوت مرتفع و هم يمسكون الأسلحة و يحاولون اقټحام الفيلا
شهقت مني و هي ممسكة بذراع فهد و قالت
فهد يلا ندخل يلا بالله عليك!!
يلا اية مين دول!!
دول اعمامي و أكيد عرفوا باللي حصل في الحارة و جايين ېقتلوني!!
يقتلوا مين هي سايبة اوعي كدة!
أزاحها من طريقه و هي تترجاه أن يعود لكنه لم يستجيب لها خرج لهم و هو يقول بصوت صادح
أنتم عايزين إية!!
عايزين منى بتنا 
منى مراتي و محدش هياخدها من هنا!!
قالها فهد بإصرار ليرد عمها حكيم قائلا
و احنا ما هنمشيش من اهنة غير لما نشوفوا جسيمة الجواز!!
تلعثمت منى و كاد قلبها أن يغادر ضلوعها من الخۏف 
القسيمة لسه عند المأذون احنا لسة متجوزين قريب!!
عايز اية يا حكيم من بنتي مش كفاية انك سړقت ورث البت 
قالتها والدتها و هي تحتضن منى پخوف
اكتمي يا ناهد احسن و رحمة ابويا في تربته اطخك عيارين اخلص منك 
بقولك اية كلمني انا ملكش دعوة بيهم!!
انا مش همشي من اهنة غير لما اشوف الجسيمة اتصرف 
طيب اتفضل جوة نتكلم بالعقل 
دخلوا داخل الفيلا عمها حكيم و معه ولده عدي 
داليا خدي مني و ماما ناهد فوق و متنزلوش غير لما اناديكم!!
صعدن للطابق العلوي بناء على أمر فهد لتقول منى و هي تصك وجهها 
يا نهار اسود لو عرفوا أن فهد مش متجوزني
و اني عايشة معاه هنا من غير جواز !
اهدي يا بنتي اكيد فهد هيتصرف اهدي شوية!!
قالتها داليا لترد منى
اهدي ازاي و هو جايب ابنه معاه دة كان عايز يجوزني ليه ڠصب!!
و انا بقولك ان فهد مش هيخلي حد فيهم يقربلك اهدي بقا
مر الوقت و هن جالسات في الغرفة ينتظرن ما سيحدث حتى وجدن الباب يدق و يدخل فهد مسرعا و هو يمسك بورقة و قلم بين يديه قائلا بعجلة
أمضى هنا يا مني بسرعة!!
نظرت لتلك الورقة و قالت بدهشة
دة عقد جواز لا يا فهد انت ملكش ذنب تتدبس معايا!!
نظر لها و قال
أنجزي يا بنتي يلا عشان
ما يشكوش انا اتصلت على المأذون و قولت قدامهم انه بيجيب القسيمة أمضى عشان يشوفوها!!
نظرت إلى داليا و والدتها بتردد لتقول داليا
يلا انتي لسة هتفكري!!
يلا يا بنتي 
قالتها والدتها لتتساءل هي
طيب و التاريخ 
رد عليها فهد قائلا
و لا عمك و لا ابنه بيعرفوا يقروا كل اللي يهمهم انهم يشوفوا القسيمة 
قامت بالتوقيع و هي تنظر له غير مصدقة ما حدث أصبحت زوجته بالفعل!!
تركها بسرعة و هبط لتقول هي بذهول
طيب مين وكيلي
 

تم نسخ الرابط