روايه كامله بقلم نرمين محمود

موقع أيام نيوز


طايقاك...زمزم بتشك ف حبي ليها...انا شوفتلها دكتورة نفسية كويسة...هتجيلها النهارده ...وابنك لازم يطلق بنتي ...كفاية اوي اللي جرالها من تحت راسي انا وهو...
اومأ قدري بأسف علي حالتها....كانت نيته الخير والله يعلم لكن ما حدث العكس بسبب تصرفات ابنه الهوجاء وقسوته معها...
في تلك اللحظة كان وقاص يدلف الي الڤيلا واستمع الي حديث ناصر فهتف بصوت قوي...
_ مش هطلقها يا عمي...هي مراتي وهتفضل لحد اخر يوم في عمري وعمرها...انا جاي النهاردة عشان اخدها عندي..اخدها بيتها ..
احتدت عينا ناصر پغضب شديد وهتف...
_ انسي...مش هتروح معاك يا وقاص...كفاية اوي كده عليها...انا واقف عاجز قدامها ومش عارف اعملها حاجة...بتقعد ټعيط قدامي بالساعات ومبقدرش اسكتها...بتفصل مني خالص ...مبتفتكرش الا اليوم الزفت ده ...بتفضل ټعيط لحد ما تنام يا اما يغمي عليها ...مش هديهالك تاني .. انساها...

اهتزت حدقتي وقاص بحزن شديد عليها فتح فمه ينوي الحديث لكن قاطعه صوت الخادمة تقول ...
_ ناصر بيه..الدكتورة يارا اللي حضرتك طلبتها برة مستنيه اذن الدخول...
_ دخليها...دخليها بسرعة يا ميرڤت..
دلفت الطبيبة الي البهو الكبير بالڤيلا ابتسمت وتوجهت الي ناصر قائلة...
_ السلام عليكم...انا يارا عويس الدكتورة اللي حضرتك طلبتها يا استاذ ناصر...
ناصر بشبح ابتسامة...
_ وعليكم السلام يا بنتي ...اهلا وسهلا...اتفضلي ..انا عاوز اتكلم معاكي شوية ...
اومأت برأسها إيجابا واتبعته حتي جلسا بغرفة الصالون...
اومأت الطبيبة برأسها بنصف ابتسامة ثم هتفت...
_ اوكي...انا قدرت اجمع شوية عن حالتها...انا عاوزة أشوفها...هشوفها بصفتي الحقيقية عادي..
سار ناصر مع الطبيبة حتي غرفة ابنته مد يده إلى المقبض ليفتح الباب لكنه تفاجأ بسيلين تفتح الباب پذعر قائلة...
_ عمي زمزم..زمزم أغمي عليها ...قعدت ټعيط كتير ومعرفتش اهديها ...
_ طيب...طيب يا حببتي اهدي...اهي الدكتورة يارا هي هتساعدها...اهدي انت وروحي اغسلي وشك كده...
الټفت ناصر الي الطبيبة ينظر إليها بنظرة معناها مش قولتلك...
اومأت الطبيبة برأسها ودلفت الي الغرفة حتي تبدأ معها أولي مراحل العلاج...
الفصل السادس والعشرين...
نهضت من مكانها حتي تفتح الباب...كانت تجلس وحدها بالمنزل كالعادة ظنت انها السيدة امال فقد تواعدا أن تزورها اليوم مساءا لذلك قامت بتوضيب المنزل بأكمله...
تفاجأت ميرنا بياسر أمامها ينظر لها بأسف شديد...
تجاهلت ميرنا معني نظراته رغم أنها تعرف ماهيتها جيدا وهتفت بصوت جامد...
_ افندم يا دكتور ياسر...اقدر اساعد حضرتك ف ايه..
حاول ياسر الخروج من ذلك الجو البارد قائلا...
_ طب مش هتقوليلي اتفضل ..
_ آسفة...بس زي م حضرتك عارف انا لوحدي ف البيت ...ومليش الا سمعتي...ف مقدرش ادخل حضرتك...حضرتك عاوز ايه..
زفر ياسر بتعب قائلا...
_ جاي اعتذر لك...
_ عن..
ثباتها وجمودها وتره فهتف بصوت مهتز...
_ عن اللي قولته من كام يوم كده...
ابتسمت ميرنا بسخرية قائلة...
_ عن اني لازقة عندكوا عشان تبصلي وتتجوزني مثلا!!...ولا عن اني كنت مخبية رسالة زمزم عشان عاوزة امحيها من حياتك وتتجوزني بردو!!!...عن
ايه بالظبط يا دكتور...
وضع كفه علي جبينه يضغط عليه قائلا...
_ عن كل كلمة قولتهالك يا ميرنا...عن كل كلمة قولتهالك ف ساعة ڠضب وانت اللي جيتي قدامي من غير ترتيب لكده...
_ آسفة لتاني مرة يا دكتور...بس انا مش من اهلك عشان استحمل انك تفش غضبك فيا...وتسمعني الكلام ده..
_ عموما انا بكرر اسفي تاني وتالت وعاشر كمان...ماما عاوزة تشوفك ...
_ اهلا وسهلا تنور...بيتي هو بيتها هي اللي ربتني واهتمت بيا بعد مۏت اهلي...
ياسر بضيق...
_ ميرنا ماما متعرفش حاجه عن اللي انا قولتهولك...وانا نزلت اعتذرتلك من نفسي لاني غلط ف حقك...اتمني أن اللي انا قولتهولك اليوم ده ميغيرش معاملتك مع ماما...واسف كمان مرة ع اي كلمة اسأتلك بيها...عن اذنك...
وذهب من أمامها ...اما هي فأغلقت الباب واستندت الي ظهره تتنهد بتعب وحيرة ماذا عليها أن تفعل..هل عليها أن تقبل اعتذاره ..ام تتمسك بعدم الصعود الي والدته مجددا...
بغرفة زمزم ...تمكنت الطبيبة من افاقتها من اغمائها ...كانت زمزم توقفت عن البكاء وعادت الي طبيعتها الساكنة من جديد...
اقتربت منها يارا وجلست علي طرف الفراش أمامها هاتفية بابتسامة ودوده...
_ انا يارا...وانت..
تجاهلت زمزم حديثها التافه ذاك وهتفت بجدية...
_ انت مين..وعاوزة مني ايه ...
_ انا دكتورة...دكتورة يارا عويس...وانت اسمك ايه..
تجاهلت زمزم حديثها للمرة الثانية وهتفت...
_ دكتورة ايه...
ردت يارا بابتسامة ..
_ نفسية...دكتورة نفسية...
_وجاية ليه...
_ جاية عشان اساعدك اكيد...
_ بس انا مش محتاجه مساعده من حد...شكرا بردوا انك جيتي ...بس مع الاسف انا مش مريضة عشان تعالجيني أو تساعديني...
اتسعت ابتسامة يارا اكثر فقد وجدت طرف الحديث حتي تبدأ معها...
_ اوكي...خلينا اصحاب...تحكيلي...احكيلك ...يعني .. ايه رأيك..
احتدت عينا زمزم پغضب وهتفت بصوت حاد...
_ قولت لا... قولتلك شكرا...اتفضلي امشي بقي...
_بس انا عاوزة اتعرف عليكي..
ربعت زمزم يديها واستندت بظهرها الي الفراش قائلة ببرود...
_ عاوزة تقعدي تحكي اقعدي براحتك ...لا هقولك اطلعي برة ولا هعمل حاجة...عشان مش بيتي اصلا..تمام كده..
بالخارج...
كان وقاص يحاول مع عمه حتي يسمح له بالدخول إليها ورؤيتها ...
_ لا يا وقاص..لا مش هتدخلها كفاياها كده اوي ...
وقاص بعناد..
_ وانا عاوز أشوفها ...بقالها كتير هربانة ..وديه مراتي ..
ناصر بصوت جهوري...
_ هطلقها منك يا وقاص...هطلقها ومش هيبقي فيه رابط بينكوا غير القرابة انا مش مستغني عن بنتي...واذا كنت زمان جوزتهالك ف كنت مفكرك راجل وهتحافظ عليها ..
لم يعبأ وقاص بكلام عمه واستدار حتي يصعد إلى غرفتها ووراءه والده وناصر يحاولان منعه ...
دلف وقاص الي الغرفة ونظر اليها ببهوت ...لم تكن هي نفس الفتاة التي عاشت معه ...تلك شخصا آخر..
اقترب منها بخطوات بطيئة وهتف بصوت متحشرج...
_زمزم...
لم تكن لتخطئ بصوته ابدا...انطلقت رأسها كالقذيفة باتجاه الصوت وبلحظة كانت تعاود البكاء من جديد...ولكن دون صوت هذه المرة...تابعت يارا تعبيراتها بتركيز شديد...من الواضح أنه زوجها الذي اخبرها به ناصر منذ قليل..
ظل وقاص يقترب منها ببطء حتي لا ترتعب اكثر لكنه كان مخطئ ...كل خطوة يخطيها وقاص كانت هي تزحف إلي الوراء مثلها الي أن التصقت بالجدار وكان هو يتابع السير نحوها ..هنا صړخت زمزم بقوة قائلة...
_ طلعيه...طلعيه برة والنبي وانا هعملك اللي انت عاوزاه....طلعيه..
هنا تحدثت يارا بقوة ..
_ لو سمحت اطلع برة...مينفعش كده ...
استطاع ناصر وقدري إخراج وقاص من الغرفة بالقوة رغم ممانعته...
بعد خروجهم اغلقت يارا الباب والتفتت عائدة الي زمزم تحاول تهدأتها...
_ اهدي...خلاص هو خرج....
بعد قليل هدأت زمزم وتوقفت عن البكاء ...
_ الحمد لله هديتي...
زمزم بصوت باكي...
_ أيوة هديت...بس انا مش عاوزة اتكلم عليه...
ابتسمت يارا ثم رفعت منكبيها قائلة..
_ مقولتش اتكلمي عليه ...اي حاجة ..قولي اي حاجة تانية اللي ييجي ف بالك تتكلمي عليه اتكلمي..حتي لو عاوزة تخرجي من هنا ..
لمعت عينا زمزم وهتفت بلهفة...
_ بجد...ممكن تخرجيني من هنا..
_ اممم...طبعا ممكن اخرجك...مش شرط نقعد هنا 
نهضت زمزم من مكانها بسرعة وهتفت..
_ طيب ..انا ..انا هلبس وننزل ماشي..
اومأت برأسها وخرجت من الغرفة تنتظرها بالخارج..
لم يستطع ناير السيطرة عليها فقد خشي أن يأذيها هي وطفله فتركها علي راحتها ..وبالتأكيد لن يتركها ...
خرجت زهرة من الغرفة وبيدها حقيبتها ..وقف ناير أمامها يحاول تهدأتها وأثناءها عن رأسها ..
_ يا زهرة مش كده...بقولك اتجوزتها ڠصب عني..
اقعدي ونحل مشاكلنا مع بعض...
_ ديه مش مشكلة يا استاذ ...ده طلاق ..طلاق ومن غير رجعه ..انا هروح لبابا وهو بقي يتصرف معاك ويطلقني..
_مش هطلق..والله م هطلق يا زهرة...
_هخلعك يا ناير..مش هعيش معاك..
وخرجت من المنزل بأكمله تاركه إياه وراءها ېحطم كل شئ بالمنزل پغضب اعمي...
بڤيلا ناصر النوساني...
دلف الي غرفة المكتب بعد أن شاهد رحيل زمزم وتلك الطبيبة..تنهد براحة بعض الشئ فها هي زمزم تبدأ أولي مراحل العلاج النفسي ...قطع سيل افكاره دخول زهرة بالاعصار من الباب...
_ طلقني من ناير يا بابا...مش عاوزة اعيش معاه تاني...
اغمض عينيه بتعب ...إنجاب البنات متعب حقا..قصفوا ظهره الي نصفين...عندما يتخلص من واحدة تظهر الأخري بمشكلة جديدة ...
_ ايه اللي حصل يا زهرة..عاوزة تطلقي ليه يا ماما..
زهرة
بحدة...
_ عشان خاېن ...كان متجوز عليا بس ربنا كشفه وحد بعتلي الزفت علي راسه صورة قسيمة الطلاق..
_ طب وهو برر موقفه ازاي..
_ هيقول ايه يعني!!!..قال ايه اتجوزها ڠصب عنه..
امسك ناصر بهاتفه واشعله وهو يقول...
_ طيب ...انا هتصل بيه دلوقتي عشان يوضحلنا الموضوع كله...واللي انت عاوزاه انا هعملهولك...
بعد مرور ثلاثة أشهر...
تجلس زمزم علي طاولة الطعام أمام شقيقتها الوسطي ويترأس الطاولة والدها ...وبجانبهم يجلس عابد وزوجته وأطفاله الاثنان..
_ ناوية ترجعي البيت أمتي يا زهرة...
قالها عابد بقوة لزهرة فهو يعتبرها شقيقته الصغري هي وزمزم ولذلك يتحدث معهم بأريحية ...
_ لما يطلقني أن شاء الله هروح عشان اخد حاجتي من البيت..
أفلتت ضحكة عالية من تمارا جعلته ينظر إليها پغضب ...تذكرت ملازمته لها عندما يدعوهم والدها الي منزله ..يلازمها عند جلوسها مع زهرة تحديدا ...خائڤ من استماعها إليها بعقابه بشأن زواجه من أخري ..
_ آسفة ...
رمقها عابد بحدة والټفت الي زهرة مكملا حديثه..
_ حضرتك منعاه يشوفك...سيادتك منعاه يروح معاكي للدكتورة يطمن علي ابنه...ثم إنه اتجوزها ڠصب عنه أمه اشتغلتله ف الازرق وتعبانة وهغضب عليك ...يعمل ايه يعني...
_ يقولي اللي حصل يا عابد...وبعدين انا مش هرجعله وهطلق منه كمان...
ابتسم عابد بسخرية قائلا...
_ يا صلاة النبي وانت مفكرة بقي أنه هيزهق ويطلقك كده عادي صح..
امتدت يد زهرة الي كف والدها الذي يحاول قدر استطاعته كتمان ضحكته وهتفت..
_ بابا حبيبي هيطلقني منه...ولو مرديش هيخلعه..صح يا بابا..
أفلتت الضحكة العالية هذه المرة من زمزم وشاركهوها جميعا الضحك بما فيهم عابد والصغيران...
_ يا بت..يا بت بطلي كڈب ده انت بتتصلي بيه من خط جديد تسمعي صوته...احترمي نفسك بقي...وبعدين هو جه هنا حكي كل حاجة اتجوزها عشان زن امه وانت عارفة انها مبطقكيش اساسا وبعدين اللي كان بإيده عمله وانت فهماني كويس...
أمسكت زهرة بالشوكة توجهها ناحية زمزم هاتفة بغيظ..
_ انت سوسة اصلا انا مش عارفة ايه اللي بيخليني انام معاكي ف الاوضة...مبتناميش اصلا..
_ ربنا حب يوقعك ف شړ اعمالك وكشفك قدامي...كفاية كده ٣ شهور مش عارف يشوفك ...غيره كان طلبك في بيت الطاعة وخلص ..
تحدث ناصر اخيرا يحاول خلق حديث معها ...تحسنت حالتها النفسية كثيرا وأصبحت تتقبله بحياتها...سامحته علي شئ تقريبا لكن ذلك اليوم اللعېن لازال محفورة بذاكرتها يأبي النسيان...
_ زمزم بتتكلم صح يا زهرة..سامحي بقي...ده جوزك وابو اللي ف بطنك أن شاء الله...
لم تلتفت زمزم إليه وتابعت تناول طعامها بصمت تام وشردت بفكرها بعيدا إلي تلك الرسائل النصية التي يبعث بها وقاص إليها ..يعتذر عما اقترفه بحقها...يبعث لها بالورود كل صباح ..يأتي الي المنزل يوميا حتي يراها لكنها تختفي من أمامه كالزئبق...
لكن اليوم لم يأتي ..تساءلت في نفسها لم..هل مل من الاعتذار لها ..
تنهدت بحيرة يتخللها الحزن واستمعت الي والدها يقول...
_ بكرة خطوبة سيلين يا بنات ولازم هنروحلها
 

تم نسخ الرابط