رواية زواج بالتراضي بقلم سيرين عادل
المحتويات
..
اصمدي!!
وغابت خلف الباب الزجاجي الشفاف للغرفة
كان روهان يتحرك في الممر أمام غرفة العمليات ذهابا وايابا..
والخۏف والقلق يتفرسه بلا رحمة ..فالساعات تمر وهي بالداخل!..
ظل يتضرع لله داخله ان يعيدها له ويشفيها..
اقترب وليد من رامي وهي يتسائل عما اراده الاطباء
فقال رامي مفيش كانوا بيقدموا الشكر عشان الاجهزة الطبية اللي روهان شحنها الصبح للمستشفي
قال وليد روهان عصبي وحالته صعبة جدا ..انا خاېف عليه !
ثم اقتربوا ووقف رامي جانبه.. ووليد كذلك..
كان رؤوف وعاصم علي المقاعد في انتظار الأطباء..والجميع يحاول دعم الاخر
انا بحب روهان..انا مش عاوزاها ټموت يابابي ..
انا اذتها يابابي ضحكت عليها .. والله مش بكرها والله يابابي
ربت عاصم علي ظهرها بحنان وهو يهدئها.. ويمسح علي شعرها
بعدها اقتربت من روهان وهي تبكي بشدة كانت حالتها مذرية
مد يده لها بحنان فارتمت وهي تتأسف له ولها وترتجف بشدة
.............................................
بعد قليل ذهب وليد ليأتي بطعام و اتي رامي بقهوة لروهان ليتناول القليل فهو لم يأكل منذ أمس
وقضي ليلته جانبها في المشفي...
وبعد فترة خرجت ممرضة وهي تطلب منهم العثور علي دماء فصيلة معللة
انها نادرة
والمړيضة بحاجة لها ولا يوجد بالمشفي فقد استهلكوا ما لديهم ! فهي ڼزفت بشدة
تسمر روهان وهو يزعق بها پغضب يعني ايه مفيش ډم في المستشفي.. يعني ايه !
الممرضة بعملية يافندم احنا استخدمنا اللي عندنا بس المړيضة ڼزفت جدا والعملية كبيرة وصعبة..
لو سمحت مفيش داعي لضياع الوقت احنا محتاجينه دلوقتي ضروري والفصيلة نادرة...
امسك روهان رأسه وهو يتحرك سريعا تجاه الخارج..
فقال رامي طيب احنا ممكن نتبرع!..
وقاموا بالفحوصات جميعا ولكن لم يملك ايا منهم نفس فصيلتها
فالجميع يملك الانواع الاخري ..ولكن الفصيلة O يجب انا تأخذ من O
رغم انها تستطيع اعطاء انواع الفصائل!..
فيال القدر حتي ان فصيلتها حنونة مثلها وتعطي الجميع ولكن لا تستطيع ان تأخذ!
خرج روهان وهو يزعق وسط استقبال المشفي ..
وعرض لمن يملك الفصيلة بالمشفي ويتبرع له عائد مادي كبير..
فجأة اقترب منه رامي وهو يبتسم له وقال بفرحة بابا معاه نفس الفصيلة ووليد!..
بس محتاجين متبرع واحد كمان.. لان مش هيقدروا يسحبوا كتير من بابا!
شعر بالدوار الشديد وبدأ الممريضين بالاعتناء به
بعد عدة ساعات خرج الاطباء وهم يبشروهم بنجاح العملية بتوفيق من الله..
حينها تنهد الجميع فتلك الرقيقة سلبت قلب الجميع حقا...
وكأنه كان تحت ضغط نفسي وعصبي كبير من شدة القلق داخله!...
رغم الصمود والثبات!
بعد فترة وقف امام زجاج العناية ..
كان قلبه يعتصر الما ..وهو يراها أمامه موصلة بتلك الاجهزة المخيفة
يريد ان يخبأها من تلك الاصوات والخۏف ويمسح علي شعرها !
وبعد يومين خرجت من غرفة العناية المركزة بعد تخطيها لمرحلة الخطړ ..
جلس روهان جانب فراشها وامسك كفها الصغير
وهو يقول بۏجع اسف .. انا اسف يا ديالا !
ظل روهان لا يفارقها ولو للحظة واحدة حتي تسترد وعيها
وتخرج من هذا المكان القابض للروح والقلب !
ظلت ديالا بالمشفي للتأكد من تخطيها لمرحلة الخطړ كاملة ومرت الايام وعندما استردت وعيها
كانت مازلت لا تصدق لقد كتب الله لها عمرا جديد!..
وانها مازالت علي قيد الحياه !!
حمدت ربها كثيرا داخلها فكم كرمه ورحمته واسعه ..
كانوا يدخلوا اليها للاطمئنان ..
ورامي يضحك معها كثيرا ويفتعل الكثير من الدعابات ليزيل عنها الام العملية...
فهي ليست هينة.. بينما روهان قد أخذ أجازة ولأول مرة فلطالما كان مچنون بعمله ولا يريح نفسه ولو قليل..
أرسلت الشرطة تهانيها له بتعافي زوجته ..
وكان ممدوح صديقه يتردد بين حين واخر علي المشفي
ليتأكد من عدم حاجة صديقة لشئ !
وهنا كان محسن ېعنف ايليف وهو يضربها
بسبب خسارته للصفقة
الرابعة علي التوالي!!!
وانخفاض اسهمهم بالبرصة..فهي السبب بهذا بسبب تحديها لرامي !..
بكت ايليف پحقد فعائلة سليمان شهمي دمرتها!..
ابتسمت بسخرية وهي تفكر پحقد كل دا عشان ثفقة ختها منهم! ...
وقررت الذهاب للشركة له..للتفاوض معه!..
قابلها رامي ببرود وكأنه يرد لها الصڤعة اثنان وثلاث..
فهي من بدأت والبادي اظلم!..
وبعد عدة ايام ..وقبل البدء بصفقة كبيرة يريدها محسن الشوماني بشدة لترفعه مرة اخري ..
قام محسن بمهاتفة رامي بنفسه حتي يتقابلا..
وافق رامي بسخرية وهو يشعر بالانتصار..
فلقد خسر ملايين بسبب عجرفتهم وعجرفت تلك السكرتيرة اللعېنة ايليف!
كان رامي جالس مع وليد يضحك
فقال وليد بحدة خلاص يا رامي.. خف عليهم شوية ..انت نسفتهم..
وهما خسروا أضعاف مضعفة لخسارتنا!!..
اقترب رامي وقال وحيات عيونك الحلوة دي ياوليد انا مافي أسعد مني دلوقتي!..
عارف بقي انا هكلمه كمان ساعة الغي معاد بليل!..
ثم تابع ايه نسيت لما كنا مهمومين وخدنا معاد عشان في الاخر ميتكرمش ويقابلنا
مع انه عارف اسمنا في السوق كويس!..
نهض وليد پغضب وهو يقول بضيق اعمل اللي يريحك..
انت الكلام معاك مبقاش منه فايدة خلاص..
وخرج يشعر بضيق علي تلك الشقراء.. فهي ستخسر عملها مؤكد!..
وبالفعل هاتف رامي محسن ليبلغه انه لن يأتي ..
ولكن تفاجأ انه بالمشفي منذ نصف ساعة!!...
أخذ عنوانها وذهب له وهو يفكر داخله ..
الراجل ھيموت من القلق يلعن ابو الفلوس.. ايه الناس دي مجانين ولا ايه!!
وعندما دخل الرواق حتي تفاجئ بسكرتيرته ايليف جالسة تبكي!!..
قطب بين حاجبيه علي ملابسها وسأل الطبيب عن وضعه ..
فقال انه أخذ الكثير من المنشطات والتي سببت له ذبحة صدرية ..
فبعمره هذا خطأ ما أخذه من انواع..
وأن زوجته أتت به بالوقت المناسب!
صدم رامي وهو ينظر لايليف ... زوجته !!!!
كانت تشعر بالوحدة والضياع.. هيا لا تحبه ..
ولكن كان بمثابة سند لها !..
منع عنها الكثير.. كان أفضل من سمير .. فهو اهتم بها وجعلها تعمل بعد ان علمها الكثير بعد القراءة والكتابة!..
حتي برغم عنفه وتعذيبه ولكن يظل الافضل والافضل من حياتها !...
هي بحاجة له تشعر وكأنها تعرت من قوتها وحمايتها!!..
قال رامي باقتضاب عندما اقترب منها تعالي روحي وبعدين ابقي ارجعي!!..
رفعت ايليف نظرها له وكأنها شعرت الأن فقط بوجوده!...
نظرت له بدهشة فماذا يفعل هنا !
وقالت بخفوف مش عاوزة اروح.. حضرتك اتفضل..
وسوري عشان معاد بليل بس انت شايف
الظروف!..
قال بهدوء وهو يجز علي اسنانه حصل خير.. تعالي روحي وهجيبك تاني هنا!..
نظرت له بشراسة وقالت پحده انت. مبتفهمش يا حضرت بقول مش هروح!..
قال رامي پغضب وقد تدفقت الډماء في عروقه..
احترمي نفسك وبعدين انتي واعية اصلا!..
واعية انك جاية بقميص نوم والي رايح وجاي بيتفرج عليكي!!
تفاجأت ايليف وهي تنظر فجأة لما ترتديه..
وأغمضت عينها پاختناق يا الهي كيف..
فهي لم تشعر بشئ وهي تشاهد مصارعة محسن للمۏت بين يدها..
تنفس رامي بخشونة وڠضب وهو يشعر ان زوجة اخيه أمامه .. كيف هذا!..
لا يستطيع رؤية ديالا هكذا ..فعرضه و شرفه من شرف اخيه!
خلع سترته ووضعها عليها ..وابتعد قليلا..
قامت ايليف بعدل سترته وارتدتها وحمدت ربها ان حجمها ضئيل
فلقد أخفتها السترة كثيرا..
وسارت خلفه بهدوء وهي تنظر لباب العملية..
وتشعر بالضياع وعينيها مليئة بالدموع وكأنها تتوسله عبر الباب
الا يذهب ويتركها وحيدة. . فهي بحاجة له.!!.
ركبت السيارة جوار رامي وهي تنتفض من البرد وحاولت تلمس الدفئ من سترته!..
استنشقط العطرالرجولي المنساب منها وهي تحاول اختراق خيالها لتصل لمحسن وهو يمسح علي شعرها
وهو يعطيها النقود.. وهو يشتري لها ماتريد!..
قام رامي بصف السيارة أسفل منزل محسن الكبير بعد ان تخطي الحديقة الخارجية..
وجدها شاردة ووجهها ذو ملامح جامدة..
ناداها بخفوت فانتبهت له وهي مازالت شاردة..
انتبهت له ونزلت بعدها بهدوء شارد !..
فقال لها بأنه سوف ينتظرها في السيارة.. الي ان تنتهي
دخلت الفيلا تبكي وذهبت للغرفة لتغير ملابسها
ولكن تفاجأت بوجود شخص في المكان!!..
شعرت بالذعر حينما شعرت بحركة واضحة في الفيلا
ولمحت احد يرتدي السواد.. توقعت انه حرامي!..
تسحبت مرة اخري تجاه الباب لتخرج وتستنجد برامي!..
ولكن من اضطرابها وخۏفها..
اصطدمت بالمزهرية فتهشمت مصدرة صوت مرتفع لانها كبيرة الحجم بشدة! ..
شعرت بالخۏف وبدأت بالركض تجاه الباب عندما وجدت ذالك المقنع يركض خلفها..
وقبل خروجها ظلت تصارعه بشراسة شوارع اكتسبتها وهي تركل!..
حتي قطع قميصها الحريري.. وقد جرحها بسکينه بظهرها چرح كبير ..
أمسكت بما تبقي من قميصها حتي لا يسقط عنها
واستدارت بعد أن دفعته فتأذت يدها عندما مد السکين لېقتلها فمسكته بكفها !!
كحال ټأذي صدرها بچروح
وهي تمسك باحدي المزهريات وتقذفها باتجاهه حتي أصابت رأسه ..
ركضت مرة اخري للباب..
وعندما فتحته حتي اصطدمت بصدر رامي !
الفصل التاسع
كان رامي قد سمع أصوات التكسير وظن ان أصابها اڼهيار او شئ..
فاسرع لها .. اصدمت به وهي تصرخ..
فلقد ظنته قاټل أخر مع السابق ..
أمسكها بسرعة حتي لاتسقط أرضا وهو يحاول استيعاب ما يحدث!
والتأكد من انها بخير ولكن عندما رأي الډماء عليها حتي تشوش فكره لا يعرف ماذا اصابها!..
فابعدها خلفه وقام بالركض سريعا خلف هذا المقنع..
والذي ركض بدوره عندما رأي رامي!..
بعد قليل عاد اليها.. وقد فر هذا المقنع منه فكان هناك ماتور بانتظاره!..
وجدها جالسة أرضا جانب أريكة كبيرة مختبئة ترتجف!..
فما اسوء هذا اليوم اللعېن!
اقترب منها وهو يهدئ من روعها..
وعندما نظرت له حتي خارت قواها وبدأت بالبكاء والصړاخ فما هذا الضغط عليها!...
جلس رامي القرفصاء جانبها وهو يمسح علي ظهرها لتهدأ..
ولكنها صړخت عندما لمست يده ظهرها ..فوجد يده مليئة بالډماء!!..
ابتلع ريقه وأمسكها من ذراعيها لينهض بها وأجلسها علي الأريكة وهي ترتجف بردا وخوفا!!..
نظر لصدرها كان يحتوي علي چرح قريب من عنقها واصابعها..
فيبدوا انها حاولت امساك السکين بيدها ياالهي !..
قال لها بخفوت اهدي خلاص مفيش حد.. انا معاكي مټخافيش!...
نظرت له وهي تبكي بشدة وقالت بصوت هزيل باكي انا خاېفة يمووووت!......
استغرب للحظة ما تقول وبعدها استوعب انها تقصد محسن ! ..
كان يظنها تبكي من الألم!
طمئنها بأن الطبيب قال له انها ذهبت به في الوقت المناسب وهذا جيد..
ولكن عندما انهي كلماته.. وكأنها لم تسمعها وانتحبت أكثر وقد ارتمت وهي تردد انا خاېفة ېموت ويسبني!..
وقال اهدي.. اهدي.. مټخافيش..هيبقي كويس .. اهدي خلاص ..
كان رامي يحاول النظر للچروح ويحاول تبين حالتها
ولكنها كانت متشبثة به بقوة وكأنها في عالم اخر!..
ابتلع ريقه وهو يشعر بها.. وبكل شئ فهي تقريبا لاترتدي شئ بين يديه!..
قال رامي بعد أن هدأت شهقاتها مدام ايليف!..
لم تجبه في البداية ولكن بعد لحظة ابتعدت عنه مضطربة بشدة وأمسكت قميصها سريعا فحمالاته تمزعت!!..
أبعد رامي نظره عنها حتي لا يزيدها حرج!..
وقال احنا لازم نشوف الچروح دي عشان متتلوثش.. انتي پتنزفي !
ظلت ايليف كما هيا تنظر پخوف فهي لا تصدق ما حدث.. لا تريد شئ غير محسن!
تنهد رامي وقال بهدوء فين القطن.. صندوق الاسعافات
يعني..
لما تجبه علي شئ فقط ظلت دموعها تسيل بصمت وهي تنظر الي الاشئ أمامها وتهتز بحركة بسيطة..
تنفس رامي ونظر لها وهو يهزها لتفيق
متابعة القراءة