رواية جديدة بقلم منة فوزي
يدها في سرعة وقوة و القاه بعيدا ثم قال غاضباانت يظهر نسيتي نفسك.. او انا فعلا اللي دلعتك بزيادة!
تركها واقفة و توجه لس ريره القي نفسه عليه و اعطاها ظهره.. سوف ترين يا شهد معاملة مختلقة تماما من الأن!
اما هي فقد توجهت الي فرشتها بخطوات حزينة بطيئة.. . وضعت ذقنها علي ركبتيها .. وتركت دموعها تنهمر..
خسارة يا جو!
في اليوم التالي استيقظت شهد ولم تجد جو في البيت..وهوامرا غريبا.. امضت الصباح في العمل كانت حالتها النفسية غاية في الاضطراب.. لم تتوقف عن التفكير لحظة.. لقد تأكدت لها تماما امس نية جو.. المها بشدة ان تكون مغفلة طوال تلك المدة.. ان يكون كل ما رأت منه هو خداعا.. ان بعد ما ظنت انها قد تعيش عمرها كله ملكا له.. ستغير الخطة.. انها قد تضطر الي فراقه.. و لكن اكثر ما المها انها علمت انه تحدث عنها بسوء امام زوزو والفتيات.. هل و صل استهتاره بها لهذه الدرجة!
في اثناء النهار في مكتب الشهر الي جلسا شابيين امام الموظف .. قدما له عقدا لتسجيله.. كان العقد ينص علي بيع قطعة من الارض بالصعيد .. حيث يبيعها احدهما و يشتريها الاخر..
كتب الرجل اسم الطرف الاول الابائع يوسف محمد احمد
و اسم الطرف الثاني المشتري عبد الله محمود سالم
طبقا لما ورد في اثبات الشخصية لكل منهما..
بعد ان تمت الاجراءات قال الموظف ببرود مبروك عليكوا..
نظرا لبعضهما وابتسما.. و قاما معا و غادرا المكان بعد شكرا الرجل ..
لم تتمالك شهد نفسها كانت عصبية و شبه مغيبة.. وهي تحدث سمر عبر نافذة مطبخ محل عطا المطلة علي الشارع الخلفي المظلم .. لسمر اتصرفي و دخليني يا سمر انا لازم اشوف زوزو!
زوزو مصعوقة شهد!! ايه ده جيتي هنا ازاي.. مش قلتي جو مانعك
شهد جيت بقي و خلاص .. عيازاكي في كلمتين..لوحدنا
امرت زوزو الفتيات الموجودات بأن يخرجن من الحجرة..
زوزو خير
يا قلبي.. لونك مخطۏف.. مالك
شهد انا عايزة اعرف بالتفصيل جو قايلك ايه عني..
زوزومتقلبيش عليا المواجع يا شهد.. كفاية اني مستحملة قعادكوا في بوز بعض.. و بقول لنفسي اصبري عليه يا بت اهي فترة و هتعدي!
شهد قصدك ايه هتعدي ازاي
زوزو لامؤاخذة يا شهد.. استحملي كلامي زي مانا مستحملة و جودك من اساسه!
زوزو من الاخر يا شهد انا بحبك و انتي عزيزة عليا بس بعيد عن جو.. واللي مصبرني علي قعادك عنده.. اني عارفة انه هيبيعك اول ما .. لامؤاخذة.. انتي فهماني.. انا حذرتك من اول يوم وانتي مرضتيش تمشي.. خلاص بأة اعملك ايه ولا اعمل في روحي ايه اطق من جنابي! اديني مستحملة وعاملة روحي عمية و طارشة لحد ما يبيعك.. مهو في الاخر هيرجعلي!
شهد مصعوقة و غاضبة يعني انتي سايباه يعك.. و يرجعلك في الاخر!.. نزوة انا!
زوزو اعذريني يا شهد.. بس خلاص فاض بيا.. مهو يا تهربي.. و انا مستعدة اخبيكي عندي لحد مترتبي امورك.. يا إما تخلصينا و بعدها يبيعك هو لواحد من الناس الجامدة اللي هيموتوا عليكي.. اي و احد فيهم هيخليكي برنسيسة.. بس تطويل المدة كده تعب علينا كلنا..
زوزو بأسي ايوة يا شهد.. لما قفشت عليه و واتخنقت من وجودك عنده.. اتفق معايا علي كده.. وانا من خبتي وافقت.. الحب والله بيذل البني ادم! يا ريت الواحد كن يقدر يختار اللي بيحبه.. كنت اخترت و احد عينه مليانه مش زايغة زيه ..مايملاهاش غير التراب!
شهد بذهول مش مصدقة يا زوزو ان اللي بتتكلمي عنه ده جو! مش راكبة معايا.. يعني هو بيخطط لكل ده من لحظة ما نطيت علي بيته.. من ساعة ما قالي اعدي عندي لحد ما الريس عبود يرجع.. بس ده كل حركاته معايا جدعنة!..حتي حركاته الي مش مظبوطة كانت بحساب.. مضايقنيش و لا مرة.. ولاحتي امبارح!! ده شافلي لحد دلوقتي شغلانتين!.. دا غير موضوع عدوي!!. . ولما كنا عند العرب!!..غير كل تصرفاته!!.. كل ده تمثيل!! مش مصدقة يا زوزو.. مش قادرة!
سألت زوزو و قد لفت نظرها شيئا ما في حديث شهد الريس عبود يرجع منين
شهد مفسرة انا كنت عايزة اقابله و هو كان مسافر سفرية شغل.. عشان كده قعدت عند جو في الاول خالص!
زوزو طب خدي دي عندك.. ايه قولك إن الريس عبود مسافرش من زمان جدا.. هو اصلا مبيسافرش.. ده لو خرج من المنطقة يتقبض عليه في ثانية! هو قاعد هنا عاملها امبراطورية.. اللي عايزه يخشله هو ما بيطلعش.. اسألي اي حد.. دي حاجة معروفة! فكري كده و شوفي بأة جو كڈب عليكي في ايه كمان.. و مصلحته ايه في الكذبة دي بذات.. سلام يا شهد انا لازم اطلع دلوقتي.. اديكي سامعة المزيكا اشتغلت.. فكري كويس!
خرجت و تركتها في حالة ذهول و صدمة لا اخر لهما..
عين العقل اللي انت عملتيه ده
كانت هذه زوزو وهي تعطي شهد كوب شاي دافيء في يدها.. بينما تجلس شهد في بيت زوزو علي الكنبة الاضافية..
شهد في حالة اڼهيار تام و عيناها بلون الډم.. بدا و اضحا انها بكت طويلا مش هتقل عليكي يا زوزو.. انا كنت جاية المنطقة هنا اساسا لهدف معين.. واللي حصل بعدني عنه.. اديني راجعاله تاني.. و ساعتها هنشوف!
قالت جملتها الاخيرة بغل..
زوزو انت تنوري هنا.. انا قلتلك قبل كده.. طول مانت بعيد عن جو.. تبقي علي راسي من فوق
ضحكت شهد بمرارة و هي تجرع الشاي ثم قالت اطمني عليه.. عمره ما هيشوف خلقتي تاني ابدا..
ربتت زوزو علي ظهرها و قالت انا عارفة ان الموضوع چرحك.. انت حلوة قوي يا شهد وولاد الحړام كتير والكل يتمني ضفرك.. بس مجاتش علي ابن الحړام بتاعي انا!! انا عارفة انه عرف يلف دماغك.. هو قادر الصراحة.. بس انتي اجمد من كده.. و هتقلبيه بسرعة و تشوفي حالك و حياتك
اومائت شهد برأسها في استسلام ..
ثم استلقت و حاولت النوم..
لم تستطع وانهمرت دموعها في صمت..
جن جنون جو عندما عاد و لم يجد شهد.. بحث عنها في كل مكان.. كان معه حمادة.. ذهب الي حنان ولم يجدها..
كان كل ظنه ان الامر له علاقة بعدوي.. او بالخواجة.. لذا كاد ان يتوقف قلبه ړعبا عليها..
لم يجد مفر من ان يذهب للخواجة و يسأله ان كان يعرف مكان شهد..
كان رد الخواجة بنت مين دي اللي تسألني عنها! انت اټجننت!!! عموما احسن.. كده كده كان قعادها هنا قرب ينتهي!
لم يفهم جو بالتحديد قصده في الجملة الاخيرة.. الا ان هذا لم يكن همه الان.. ان كانت ليست مع الخواجة اذن فاحتمال وجودها مع عدوي اكبر..
سأل و بحث و علم ان عدوي مازال في المستشفي و ان حالته الصحية سيئة ..
أين هي إذن!
جلس لبعض الوقت ليهدأ و يفكر بهدوء و عقل.. علي الاقل هي ليست مع عدوي او الخواجة..
حمادةانت مش قلت انها كانت متغيرة بالليل و رفعت عليك سکينة
اومأ جو برأسه..
حمادة طب ما يمكن هربت!
جو من ايه تهرب من ايه شغل و بتشتغل و تقبض.. انا معاها مش مخليها عايزة حاجة.. وكنا في الاخر قربنا قوي من بعض.. تهرب ليه
حمادة طب فاكر النوبة اللي فاتت.. راحت عند زوزو.. متيجي نجرب
يا ابلة زوزو..ابلة زوزو
اطلت زوزو من بير السلم لترد علي نداء الفتاة الصغيرة التي تقف اسفلهايوة يا فتحية..
فتحية الصغيرة الراجل صاحبك اللي قلتيلي اقولك اول ما المحه جاي من اول الشارع و معاه و احد كمان..
زوزو طب يا بت جدعة..
دخلت زوزو الي شهد مسرعة و قالت جه!.. انزلي بقي
قامت شهد مسرعة و نزلت الي الدور اسفل السطح و انزوت خلف عمود عريض.. صارت مختبئة تماما..
استمعت الي وقع اقدام جو و معه حمادة.. اعتصر الالم قلبها و هي تري جزء من ظهره.. كم ستفتقده!
زوزو في استقبال جو اهلا يا جو.. ايه الزيارة الحلوة دي ..مش عادتك يعني.. ازيك يا واد يا حمادة
ابتسم حمادة في وجهها ولم يرد..
جوشهد جت هنا يا زوزو
زوزو و هي ايه اللي هيجبها هي مش مبسوطة عندك.
جورجعت الفجر ملقتهاش.. اسمعي يا زوزو.. انا عارف انك مبتطقيش سيرتها.. ومنى عينك تغور من هنا.. انا يا ستي هغورها و اريحك منها .. بس من غير اذية.. دانتوا بنكوا عيش و ملح يرضيكي البت تتبهدل وتتئذي
زوزو اذية ايه كفا الله الشړ! و انا هأذيها ليه يعني
جو لو تعرفي مكانها و مخبية عليا تبقي بتئذيها.. انتي متعرفيش كل المتربصينلها!.. اولهم عدوي.. ده حالف ېموتها!!
كان حمادة يتفحص المكان بهدوء ليري ان كانت شهد بالداخل و لكنه القي نظرة سريعة و لم يجدها..
زوزو صدقني.. وغلاوتك عندي ماعرف عنها حاجة..
جو طب حاولي تعرفي! مفيش احسن منك في مجايب الاخبار.. عسي.. دوري .. اعرفيلي يا زوزو..البت كده في خطړ
زوزو عنيا يا خويا.. عنيا.. انت بس
هدي نفسك وروح ارتاح.. و انا لو عرفت حاجة هقولك..
نزلا جو وحمادة.. وسمعتهم شهد لمرة الثانية..
و بعد ان إطمائنت لذهابهم صعدت لزوزو..
زوزو ما ان رأتها يا كبدي الراجل هيتفرس انه مش لاقيكي! فلوسه الي دفعها فيكي و مطالش حاجة ناقحة عليه اوي..
لوهلة كادت شهد ان تسعد قبل ان تكمل زوزو جملتها و تصيبها بالضيق و الاحباط.. ثم قالت بغل خليها تنقح!
جلس جو في منزله حوله حنان و حمادة..
كانت اعصابه عبارة عن كتلة مشدودة بشدة علي و شك الانفلات..
قلبه كان يدق بقوة وعڼف..
ورأسه كانت تفور و تغلي..
شعر ان امرا ما سيصيبه..
شعر انه علي و شك الم وت.. كيف فقدها كيف تركها بمفردها و هو الان لا يدري شيئا عن مكنها!
ليته ېموت قبل ان يسمع عنها مكروها..
في الظلام سارت بخطوات سريعة .. لن يثنيها شيئا عن تحقيق هدفها.. وساعتها يجدر بك الاختباء ايها الن دل الغ دار..
وصلت اخيرا.. و لكنها لم تكن إلاعلي بعد مئات الامتار عن غايتها.. كيف تدخل كيف تجاز كل تلك الحواجز
انها قلعة الريس عبود..
يحيطها حراس و اسلحة اكثر مما يحيط القصر الرئاسي..
هل تتسلل ام تواجه
فلتجرب الطريقين..
اقتربت بخطوات ثابتة نحو بضعة حراس علي البوابة الجانبية لسور القصر..
صاح بها أحدهم جاية علي فين يابت
بينما غازلها الاخر سيبك منه يا قطة..تعالي أما اقولك
رمقت الاخر بنظرة إحتقار وقالت