عاصفة الحب بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

 


امنياتها أن أحدا يسمعها دون أن يسخر من أحلامها
وهمس وهو يتأمل ملامحها بلوعة ورغبه 
سألتيني في يوم اشمعنا أنتي
فتذكرت ذلك اليوم الذي ذهبت إليه فيه بعاصفتها تسأله لما هي أراد الزواج منها فحركت رأسها منتظرة اجابته 
لاني حبيتك ياشهد
حب هل قالها لها أحدا يوما لا تتذكر انها سمعتها من قبل 

كانت ترى تلك الكلمه في سطور الروايات
ولكن اليوم هي تسمعها 
وعندما وجدها تحدق به بذهول ضمھا اليه بحنان 
تعبتيني معاكي ياشهد 
فأبتعدت عنه ترفع عيناها نحوه وقبل أن تنطق بكلمه كان وقت الكلام قد انتهى وجاء وقت معزوفه حبهم 
جلس فارس أمام جيداء التي أخذت تطالعه وهي تشعر بتباعده عنها كل يوم
اخيرا مهربتش مني زي العاده 
فتنحنح فارس حرجا 
أنتي عارفه اني لسا راجع من كندا امبارح 
ومرت لحظات من الصمت بينهم الي أن قررت أن تنهي تلك المتاهة التي هي عالقه بها قبل أن تضيع فرصه الزواج من شخص يتمنى ارضائها وهي لا تنتظر الا ذلك الجالس أمامها ولكن كلما تقدم خطوه يتراجع 
فارس انا بحبك 
كان يعلم بحبها وخطوته في الزواج منها كانت تزداد ولكن دخول نجاة حياته جعل كل شئ ينقلب 
أنتي انسانه هايله ياجيداء بس ما اظنش اننا هننفع نكون اكتر من زملاء 
فضحكت بخفوت وطأطأت عيناها نحو فنجان
قهوتها وأخذت تتلاعب به 
على العموم انا هتجوز يافارس للأسف مش كل الناس محظوظه انها تلاقي الحب
ونهضت من أمامه لتتعلق عيناه بها غير مصدقا أن تلك التي كانت أمامه جيداء
لتخرج من المقهى الذي اعتادوا أن يتقابلوا فيه متذكرة نصيحة صديقتها ان تجد نهايه لحكايتها دون ان تخرج خاسرة
وقفت تترجاه أن يأتي معها لعرس صديقتها ولكنه تعلل بعدم حبه لتلك الأشياء فهتفت دون قصد منها  
بس انت كنت بتروح مع شذا وبتحضر معاها مناسبات كتير اشمعنا انا يااحمد
وسقطت دموعها وهي تشير على حالها ليلتف نحوها پغضب 
انتي هتبتدي تقارني نفسك بغيرك
واقترب منها بضيق 
ومش هتروحي فرح صاحبتك ياسهر
وغادر وتركها تهتف بأسمه فهوت على الاريكه تضم وجهها بين كفيها وتبكي بحړقة على قسوته معها 
جلسوا جميعهم يتناولون الطعام بدأت الجالسه صامته إلى أن أخذت سلمي دورها ولم تترك أحدا إلا وتشاكسه 
شاركتهم نادين الضحك واندمجت معهم رعم أوجاعها وتآلمها علي حال والدها وذكرى الحبيب الذي نسيها حتى بعدما أخبرته أن ما جمعهم كان حبا كبيرا
ووقعت عيناها على فريد المائل نحو زينه يؤنبها على عدم تناولها الطعام فأبتسمت تعذر زينه علي مشاعرها نحوها فيوم ان وجدت حبيبها الذي لم يتذكرها علمت كيف كان شعور زينه وآلمها
رغم ان الآلم مختلف ولكن في النهايه هو آلم 
مزاح وضحكات ودفئ عائلي كان في تلك اللحظة 
نجاة كانت تضحك رغما عنها وتتحاشا النظر لفارس الذي يسلط عيناه عليها 
ولا تعلم السبب ولكن قررت الا تترك قلبها يقودها لطريق تعرف نهايته المظلمه 
لا يعلم كيف اڼصدمت سيارته بعمود الإنارة فأصطدم رأسه بعجلة القياده ليغمض عيناه يتذكر بكائها وصوت ندائها
ضړب رأسه أكثر ولقطات من حياتهم منذ أن تزوجها تسير أمامه 
تركض خلفه تجمع ملابسه تعود من عملها لتجهز الطعام إليه ملابسه نظيفه بل وازداد وژنا أصبح يضحك براحه خارج المنزل وحين يعود لا يكف عن الهتاف بأسمها وامرها سهر اجلبي اضعي هذا لا يروقني ذلك غير نظيف وهي تفعل كل شئ بحب حب أعطاه لمن لا تستحق وعندما جاءت من تستحقه أصبح بخيلا معها 
عاد للمنزل بوقت متأخر ليجدها مازالت مستيقظه وفور أن وقعت عيناها عليه أزاحت الغطاء عنها ونهضت من فوق الاريكه راكضه
أحمد مالك ايه اللي حصلك 
وتحسست جبهته پخوف
انت كويس ياحبيبي انا اسفه خلاص مش عايزه اروح مدام انت رافض 
وتجمد جسدها من فعلته فهو يحتضنها بين ذراعيه بقوة 
كنتي فين من زمان ياسهر 
وابعدها عنه ينظر لملامحها المذهوله من فعلته ليمسح على وجهها 
انا اسف 
وبدء ليلهم لأول مره وهو من يعطي حنانه 
لسا ۏجعاك 
فأبتسم بخفه وهي يعدل رقدته فوق الفراش 
أنتي سألتي السؤال ده عشر مرات يابنتي ديه خبطه عاديه 
فتنهدت مطمئنه تضع بيدها على قلبها 
الحمدلله 
ومال نحوها ليربكها
پتخافي عليا ياسهر 
ولم تجد اجابه تخبره بها عن خۏفها الا ضمھا له بحب 
حاوطها بذراعيه وهي تهندم من وضع حجابها وانحنى عليها يهمس بأذنها
ايه رأيك نتعشا النهارده بره
تمام 
هتفت بتوتر وتعلثم ادركه من نبرة صوتها الخافته فجذبها نحوه أكثر
قطتي بقت رقيقه وطعمه وبتتكسف
وكأنه ضغط على زر الاستيقاظ لديها فدفعته عنها تنظر إليه پشراسه 
لا انا لسا شرسه يادكتور
فتعالت صوت ضحكاته وهو يتأمل تبدل ملامحها
بس الدكتور عايز قطته اللطيفه
وغمز لها بعينيه وتابع بنبر
عشان ارجع قطتي الوديعه
بس كفايه انت مبتتكسفش فين الجراح المحترم 
فقهقه عاليا
الجراح المحترم ده بره البيت أما انا هنا في مملكتي مع سمو الأميرة
وغمز بعيناه ثم مال عليها يلثم خدها وابتعد عنها 
يلا بسرعه اجهزي ياحببتي 
الزمن علمني افهم الناس كان نفسي جوازتكم تستمر 
لتتحاشا النظر لعين والدها فلو لم تكن تحب طارق لوقعت بالفعل في حب فريد وتحولت للمرأه الشريرة ولكن قلبها ملكا لآخر بعيدا عنها 
جلست أمام خالها وهو لا تصدق انه أخيرا هنا 
لتتساءل امينه وهي سعيده من أجل نجاة وزينه 
وانت يااستاذ محمد هتستقر في مصر ولا راجع الكويت تاني 
فأبتسم محمد وهو يرتشف من كأس العصير
لا ياحجه راجع تاني الولاد والمدام هناك غير شغلي 
فتنهدت امينه بتفهم ولكن داخلها كانت تأمل أن يعود ويحتضن ابنتي أشقائه فهو العم والخال 
وبعد حديثا طويلا هتف 
ايه اللي سمعته عنك ده يانجاة في البلد 
فتبدلت ملامح نجاة پخوف 
هو في حاجه اتقالت عليا 
فأسترخي محمد في جلسته 
الواد البلطجي ده مطلع عليكي سمعه وحشه بس أهل القريه عارفين ومتأكدين من تربيتك 
فأخذت أنفاسها براحه وأخذت تردد بحمد 
الحمدلله ربنا العالم أني في حالي وسيبت القريه عشان ابعد عن اذاه 
فطالعها
محمد بتريث وهو ينظر لامينه التي أخذت تربت على كفها 
في عريس متقدملك يانجاة شريكي ارمل وبيدور على عروسه 
ولم يتمهل في ترك فرصه لها للرد
هتيجي تعيشي في الكويت واه اكون مطمن عليكي زينه وعايشه مع جوزها وانتي مينفعش تعيشي هنا اكتر من كده 
فطأطأت عيناها أرضا وشعرت بالخجل
عندك حق بس انا مش عايزه اتجوز انا هأجر شقه وعندي شغلي الحمدلله 
لتحتد نظرة محمد نحوها 
ما تقولي حاجه ياحجه امينه 
لم تجد امينه ما تقوله ولكنها أرادت أن تعلم عمر العريس فلو كان شخصا مناسبا لما لا تقنع نجاة بحنكة أم
معلش يااستاذ محمد بس أنت مقولتلناش عنده كام سنه
واتسعت عين امينه پصدمه ثم ألتفت نحو نجاة التي اخفضت عيناها بحزن تبكي على حالها 
خمسه وأربعين سنه يااستاذ محمد وهي لسا في العشرينات لا اسمحلي انت كده بتظلمها 
فهتف محمد بلامبالاه دون أن يدرك ان كلماته كانت تنغرز في قلب تلك التي انزوت على حالها تبكي متآلمه 
ماهي ديه الجوازات المناسبه ليها نجاة مطلقه 
وتجمدت ملامح محمد وهو يسمع صوت أحدهم يهتف 
ومالها يعني المطلقه 
واقترب منه فارس ينظر لتلك الجالسه تفرك يداها بقوة حتى تتمالك دموعها من السقوط 
بما ان حضرتك موجود النهارده فأنا يشرفني اطلب ايد نجاة منك 
اندهشت امينه من عرض ابنها ولكنها ابتسمت فيوما تزوجها والدهم وكانت امرأة مطلقه في السابعه عشر من عمرها 
فطالعه محمد بتوتر وفارس يمد له يده كي يصافحه ويعرفه على حاله 
الدكتور فارس الصاوي 
كان فريد يدلف في تلك اللحظة ويضم زينه اليه بعدما عادوا من مشوارهم واحتل الصمت المكان 
لينهض محمد مصافحا فارس منهيا ذلك الصمت 
مبروك يابني
الخاتمة 
رواية عاصفة الحب 
بقلم سهام صادق
أبتسمت لها سهر بعدما رفعت عيناها نحوها فأشارت للفتاه التي تعلمها مهام عملها القادم بعد أن تترك هي العمل  
فبعد حملها أخبرها أحمد أنه لا يريد أن تتحمل أعباء الحياه بالداخل والخارج
واقتربت منها زينه التي مدت لها يدها تصافحها 
ازيك ياسهر 
فنظرت سهر نحو بطنها المنتفخه بعض الشئ 
أخبار النونو ايه
فحركت زينه يدها على بطنها
بيلعب زي السمكه جوه
لتضحك سهر فضحكت هي الأخرى ووضعت سهر يدها على بطنها التي لم تظهر بعد
طمنتيني طبعا جايه لفريد مش جيالي
فحركت زينه رأسها وهي تبتسم 
هو مش فاضي
فألتفت سهر تنظر نحو غرفته 
عنده ضيف جوه 
وقبل أن تكمل عباراتها انفتح الباب ليخرج الضيف 
فأتسعت عين زينه ذهولا فالضيف لم يكن إلا مازن من كان يوما خطيبها 
ليقترب منها مازن وعيناه على بطنها ظنا انها تعمل هنا ولكن صوت فريد الذي خرج يطلب من سهر احد الملفات فوقعت عيناه على زينه 
واقفه ليه عندك كده ياحببتي انتي تعرفي بشمهندس مازن
سألها وهو يقترب منهم
فتعلقت عين مازن  وكفه الذي يستقر علي بطنها المنتفخه فأبتسم بخفه ينفض شروده من حال الدنيا 
ايوه يافريد بيه انا والمدام على معرفه قديمه تقدر تقول كان في بينا قرابه 
احتدت عين فريد للحظات ليهتف مازن قبل ان يرحل 
سعيد بمقابلتك يامدام زينه 
فمسك فريد يدها وأتجه بها نحو غرفة مكتبه لتطالعهم سهر بدهشه ولكن عادت إلى عملها 
ايه القرابه اللي بينكم يازينه 
سألها فريد منتظرا إجابتها فبلعت ريقها بتوتر وهي تراه يتحرك أمامها حانقا
ده مازن يافريد اللي حكتلك عنه  
تجمدت عيناه عليها وعيناها العالقة به تنتظر ردت فعله 
واندفعت نحوه ترمي نفسها بين ذراعيه فأرتخت أعصابه قليلا وهو يضمها ويتذكر مافعله معها ذلك النذل 
جيتي مع مين الشركه 
فأبتعدت عنه ترفع عيناها نحوه فعلمت انه لا يريد الحديث في ذلك الأمر الذي مضى 
جيت مع إيمان انا وإيمان تعبنا من اللف مع نجاة وسلمى 
ووضعت يدها على بطنها 
ابنك تعب من اللف فقولتله تعالا نروح لبابا 
فضحك 
ما انتي اللي تعبه نفسك وابني ايه لازمته كل يوم تنزلي 
وقلد صوتها ضاحكا 
هننزل نجيب حاجات العروسه يافريد 
لتبتعد عنه تنظر إليه بوعيد 
ماشي يافريد هنتحاسب في البيت وايه رأيك النهارده هسيبك وهنام تحت مع البنات 
ضحك بقوة على طفولتها المحببه لقلبه 
اعمليها كده وانا هشعلقك بالمسمار 
مزاح وضحكات انستهم الماضي فلم يعدوا يعيشوا الا الحاضر 
وانحنى يلثم خدها بدفئ لينفتح الباب فتركض إيمان نحوه تتعلق به 
خېانه 
واشارت نحو خدها ليحتضنها فريد وضحكاته تعلو من أفعالهم 
فزينه تتشبث به وكأنه لها وحدها وإيمان تدفعها بخفه 
ابعدي يازينه عن اخويا لاعاملك معامله مرات الاب
فدفعتها زينه بيدها مثلما فعلت بها
ماما امينه مش هتسكتلك
فضحك بقوة وهو يرى مناكفتهم فضمهم إليه 
بس خلاص انا بتاعكم انتوا الاتنين ارتحتو 
في زحمة عملها أخرجت هاتفها
كي تطالع صوره الحصريه علي احد المواقع حركت أناملها ببطئ على ملامحه 
تعرف ان النهاردة عيد ميلادك كل سنه وانت طيب 
وسقطت دموعها پقهر لتسمع طرقات سكرتيرتها لتدلف بعدها تخبرها عن اجتماعها 
لتداري نادين عيناها فهل البكاء سيليق بسيدة أعمال 
وانصرفت سكرتيرتها لتغمض عيناها بآلم فمهما اخفت ضعفها ستظل تلك الفتاة التي حين تغفو تضم دوميتها
اليها 
عاد إليها بلهفه وشوق لتتعلق به كالطفله الصغيره 
متسافرش تاني 
فضمھا يوسف إليه بحب 
كان لازم ياحببتي اسافر أول ما
 

 

تم نسخ الرابط