رواية عهود الحب والورد بقلم الكاتبة سارة اسامة نيل

موقع أيام نيوز

 


بس حد يقابلني..
قالت سمر وهي تخرج خارج المنزل
أنا قدامك أهو..
اقتربت منها وحيتها بإبتسامة مرحبة قائلة
أهلا وسهلا يا باشمهندسة غصون مبسوطة جدا بوجودك وإنك اصريتي توصلي الفستان لعهود بنفسك..
اتسعت إبتسامة غصون الجميلة وقالت بحماس
لما جيتي ليا وحبيتي تعملي مفاجأة لعهود وطلبتي تصميم خاص بيها وحكيتي حكايتها أنا اشتغلت على الفستان بكل محبة وصدق وشغف إن أشوف عهود صمتته يليق برقتها وقلبها وحبيت يكون هدية مني لها وأنال الشرف إن أقابل عهود..

قالت سمر بعدم تصديق
عهود بتحبك جدا ومتابعة الديزاين بتاعك بشغف جامد أووي مش هتصدق نفسها لما تشوفك..
أنا إللي متحمسة أشوف عهود واتعلم منها إللي هي اتحملته..
إنت حد جميل أووي يا غصون..
يلا يا بنتي يلا مش وقت غزل ابقي امدحيني بعدين العروسة لسه من غير فستان..
أيوا تصدقي .. دا الفستان الوهمي إللي إحنا جبناه بالاتفاق مع أمان أنا خفيته..
طب يلا بينا..
في هذا الاثناء جلست عهود بإحباط على الفراش وقالت بسخط
شكل حد بيحاول يعمل معايا مقلب وخفى الفستان..
ترن ترن ترن .. فستانك هنا يا عروسة..
التفتت عهود على صوت سمر لتجد أمامها التي عرفتها جيدا .. غصون ..
وقفت پصدمة تتأملها عن قرب..
رددت بعدم تصديق
غصون .. صح .. أنا مش بتخيل.
لم تترك غصون لها مجالا للتصديق واحتضنتها قائلة
عهود .. زي ما وصفوك بالضبط..
فرحانة أووي إن شوفتك..
قالت عهود دون تصديق
هو في أيه!!
يلا مش وقت أسئلة العريس هيجي وكتب الكتاب هيبدأ..
أنا مش مصدقة .. غصون .. طب فهموني..
بدأت سمر تحكي لها ما حدث ليترقرق الدمع بأعين عهود وجذبتها لأحضانها
مش لاقيه كلام أوفي بيه إللي عملتيه يا سمر..
دا ولا حاجة من إللي عملتيه معانا يا عهود .. كفاية إن أخيرا وصلت لبر الأمان..
معلش هفصل وصلة العشق ده .. وأقولك يلا يا ست عهود فستانك مستنيك.
ابتسمت لها عهود واحتضنتها بإمتنان
شكرا جدا لك يا غصون .. جزاك الله خيرا..
أخرجت الفستان من داخل الحافظة الخاصة به لتقف عهود مدهوشة وهي ترى فستان من اللون الوردي الذي يناسب رقتها له طبقتان أعلاهما من التل الخفيف.. ضيق من الخصر .. ومن الرقبة إلى الخصر يهبط بكشكشات بسيطة..
ثم عند أسفل تنورة الفستان الواسعة ينتشر الكثير من الورود الرقيقة..
كان تصميم بسيط فريد من نوعه يليق بعهود حقا..
ما شاء الله تبارك الرحمن حقيقي تحفة يا غصون تسلم إيدك وعيونك..
دا أقل حاجة يا عهود إنت يليق بيك كل جمال الورود..
قالت سمر
حقيقي مبدعة يا غصون .. تسلم إيدك..
دا شوية على عهود والله .. تسلمولي يا حبايبي..
وبدأت عهود ترتدي الفستان ثم أكملت طلتها بحجاب طويل ذا لفة مميزة صنعتها لها غصون بكل حب..
ولم تضع على وجهها سوى بعض المرطبات الخفيفة..
خطفت طلتها العقول ببرائها التي نطقت بها ملامحها الرقيقية الطاهرة..
تبارك الرحمن ربنا يحفظك ويسعدك يا عهود..
قالت سمر بانبهار
حقيقي أجمل عروسة شافتها عيوني ربنا يسعدك يا نور عيني..
دارت حول نفسها بفرحة وقلبها يرقص بسعادة أخيرا نالتها..
هتفت غصون بحماس كعادتها عند أي عقد قرآن .. يسعد قلبها وهي ترى قلبان ينعقدان إلى الأبد برباط الود والرحمة..
كتب الكتاب هيبدأ يا بنات ..يلا يا عروسة اسمعي حبيبك وهو بيكتبك على اسمه..
ترقرق الدمع بأعين عهود ونظرت للسماء قائلة بكل صدق وكل ألم مر على قلبها
ربنا يدوق الفرحة دي لكل البنات .. البنات طيبة أووي ويستحقوا كل خير..
بسمة خفيفية أثمر فم غصون بها وهي تذكرها بنفسها غير أن عهود بها شيء مختلف عنها .. صدقا ذاقت ألآم عدة وتستحق العوض الجميل..
أغمضت عهود عينيها وهي تسمع المكبر يعلو بصوت أمان
قبلت أن أكون أمانها وسند لها بعد الله وجدارها الراسخ حتى وإن مالت بها الحياة وجدتني مئواها أهديها كل عهود الحب والورد ولن أنكث يوما بواحد منها .. قبلت بعهود زوجة وحبيبة وقرة عين لا تنقطع.
هلل الجميع وسقطت دموع نجلاء والجدة دلال وتوفيق تأثرا بينما عهود التي وقفت في شرفة غرفتها فانتفض قلبها وابتسمت بخجل وقد تسلل الحب اللحوح إلي قلبها على مهل حتى تمكن منها ولا خلاص من الآن..
فكرتيني بيوم كتب كتابي أووي يا عهود..
لحظة جميلة وبتقشعر لها الأبدان ربنا يدوقها لكل البنات وعقبال ست البنات أختي سمر..
يارب يارب ألف مبروك يا عهود..
الله يبارك فيك يا أجمل
 غصون وتسلمي حقيقي لكل إللي عملتيه دي أغلى حاجة ممكن
أحصل عليها..
ونظرت لشقيقتها وقالت
مش هنسى إللي عملتيه أبدا يا سمر..
طرق الباب لتدخل والدة عهود ووالدها وجدتها .. ولم يكن موقفهم أقل من سمر وغصون بجمال عهود فقد أخذوا يبكون فرحة..
احتضن توفيق ابنته بحنان جارف وهو يشعر أنها جوهرة لا تقدر..
حقيقي النعمة كانت تقيلة عليا يا عهود .. حقيقي يا عهودي إنت نعمة كبيرة علي أووي يا بنتي..
كفاية حضنك يا بابا دا عندي بالدنيا وما فيها..
سيبها بقاا يا توفيق كفاية .. عايزة أحضن بنتي..
ضحك الجميع وأخذت نجلاء عهود بأحضانها قائلة
تعالي يا وش الخير في حضڼ أمك تعالي..
قبلت عهود رأسها واستقرت في أحضانها تنال ما حرمت منه يوما..
وقفت أمام جدتها التي ابتسمت بدفء ثم هتفت
ربح البيع يا عهود شوفتي الحلاوة إللي بعد مرارة الصبر .. عيشي حياتك واستمتعي بكل لحظة وعوضي إللي فات..
قبلت عهود رأسها ويديها بحب وقالت بإمتنان
محتاجة لكل نصايحك دعمك ليا كان هو الحافز لكل حاجة هو إللي أبقاني..
تنحنح أمان قبل الدخول فالټفت عهود بخجل وأعطت له ظهرها..
تعالى يا أمان تصدق نسيناك..
قالت نجلاء بمرح
هو حد يشوف عهود وعقله يبقى براسه..
لم تسقط أعين أمان عن ظهر عهود وعلا وجيب قلبه قال توفيق وهو يقترب منه
أخدت حتة من روحي يا
أمان .. أنا مش هوصيك عليها لو مسها أي سوء مش هيكفيني عمرك..
ضحكت عهود ومازالت على حالتها وقالت بمزاح مارح
يا بابا غلطت في العنوان .. وصيني عليه دا أنا هخلص منه الجديد والقديم اصبر عليا..
اڼفجر الجميع ضاحكا فقالت سمر وهي تسحب الجميع
يلا يا جماعة الخير خلي عندنا شوية ډم ونسيب أمان يشوف مراته بقاا ويسلم عليها..
قال توفيق بتذمر
ما يسلم وإحنا واقفين.
جذبته للخارج وقالت وهي تغلق الباب
تعالى بس يا توفيق أفندي ونتناقش في الموضوع ده براا..
عهودي ... حبيبة قلبي .. نور عيني مش هتوريني حمرة الورد على خدودك..
ابتعدت خطوتان بخجل وهي تكاد تذوب وهمست بإعتراض
أمان..!
قلبه وروحه .. أمان طاب وانهرى أووي يا عهوده حني عليه..
زادت حمرة خديها ودارت حول نفسها حتى وقفت أمامه مغمضة العينان..
لم ينقصه أن تتزايد وتيرة دقاته فهو كان قد ذهب بعالم أخر تأملها دون قيود وأشبع أعينها بها الذي يظن أنها لن تشبع .. فقد تحلل أخيرا وأصبحت حلاله..
رفع يديه وتحسس خديها بعدما كوب وجهها برقة وهمس أمام وجهها
افتحي عيونك يا عهودي..
ببطء فرقت بين جفنيها وتطلعت بوجهه دون قيود أقترب أكثر وطبع قبلة فوق رأسها ..
وهمس بينما عهود فكانت قد غابت وهو يباغتها بتلك المشاعر الأجنبية التي تتذوقها لمرتها الأولى معها
مبارك عليا إنت يا عهودي..
بحبك يا عهود .. بعشقك وهيمانك يا وردتي سامحيني على غبائي زمان وظلمي يا روحي..
رفعت أعينها ليغرق بها وهمست بصدق ونقاء
ربنا بيسامح يا أمان وسامحتك من زمان وكلنا اتعلمنا الدرس .. دا أنا بشكرك على إللي عملته لأن لولاه مكونتش وصلت للي أنا فيه دلوقتي..
بشكر ربنا مسبب الأسباب قبل كل ده..
ممكن أعمل حاجة كان نفسي دايما أعملها..!! بس قبل كدا اتفضلي جبتلك أكبر باقة ورد جات لعروسة قبل كدا .. متنسيش إحنا بتوع الورد..
ابتسمت وأخذته تتأمله بإعجاب فقد كان حقا باقة ورود كبيرة جدا وتضم كل الورود التي تفضلها لكنها تعجبت وتسائلت
أيه هي..!
جذبها لأحضانه وأغلق فوقها ذراعيه فابتسمت وهي تقنع عقلها أنه زوجها وحلالها تحللت من خجلها وارتفع ذراعيها تطوق عنقه تتذوق أمانه..
همس لها بوعد صادق
سأفي بكل عهود الحب والورد خاصتنا..
أغمضت أعينها براحة
أحبك فأنت أصبحت أماني ومأمني..
تمت بحمد الله
الفقيرة إلى الله سارة نيل
أتمنى أكون كنت ضيفة خفيفة على قلبكم وتكونوا استمتعوا مع قصة عهود وأخدتوا منها إللي ينفعكم ويفيدكم وإن كان هناك من توفيق فمن الله والتقصير فمني ومن الشيطان وبعتذر على أي تأخير يا ريحانات.
ولو عجبتكم القصة هنتظر ريڤيو بآرائكم الرقيقية..
وإلى اللقاء في رحلة جديدة نخوضها معا.
دمتم بود ولطف دائما أحبكم في الله
عهود_الحب_والورد.
سارة_نيل

 

تم نسخ الرابط