أسیره الشیطان بقلم دینا جمال
دلف جاسر الي الديسكو يرتدي قميص أسود وبنطال جينز اسود وساعته الفضية ويضع عطره المفضل بغزارة
جلس علي كرسي علي البار مباشرة عيناه تبحثان عنها فقد علم من الملف الذي اعطاه اليه فتحي أنها ترداد هذا المكان منذ وصولها الي ان وجدها تدلف ومعه احدي صديقاتها جلسان علي البار قريبا منه
ابتسم بخبث فها هي خطته علي وشك البدء عطر جاسر النفاذ هو أول شباكه للايقاع بالضحېة لذلك قد تعمد أن يضع منه بكثرة وحدث ما توقع اعجبت الفتاتين كثيرا براحة عطره الجذاب نظرت ناحية ذلك الرائحة الطاغية وتلقائيا وجدت نفسها تبتسم بهيام لهذا الشخص الوسيم أما جاسر فقد استقبل ابتسامتها بجفاء شديد واشاح بوجهه بعيدا عنها لتبتسم ابتسامة انتصار صغيرة علي شفتيه
قامت شاهندا من مكانها واتجهت إلى جاسر
شاهندا مبتسمة بدلال can you dance with me please
جاسر بجفاء No
شاهندا بدهشة Why!!
جاسر ببرود you are not my type
فغرت فاهها بدهشة رمقها جاسر بسخرية ثم تركها وذهب ناحية صديقتها
جاسر مبتسما تسمحيلي بالرقصة دي
نهي مبتسمة بدلال sure
جاسر يدها برفق الي ساحة الرقص وبدأ يرقص معها أما شاهندا فقد تستشيط ڠضبا من هو ليسمح لنفسه بإهانة شاهندا الدمنهوري قاطع شرودها صوت احدهم
شاهندا في نفسها قول الكلام دا للاعمي الي هناك دا
شاهندا مبتسمة sure
ذهبت شاهندا مع الشاب الي ساحة الرقص وبدأوا يرقصون على الأغاني الأجنبية الصاخبة
وشاهندا تتعمد الاصطدام بجاسر دون أن تعتذر له أما جاسر فكان يبتسم بسخرية فهذه الحمقاء تشير علي خطته التي وضعها بالحرف
عن عائشة رضي لله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها
ولكن جاسر وامثاله من الذين غرتهم الحياة الدنيا بزينتها
علي صعيد آخر استيقظت رؤي وأدت صلاتها وظلت تدعو الله أن يريح قلب اخيها ويجمعه مع من يحب في حلاله بعد أن انتهت من الصلاة وقرأه وردها بدأت روتينها اليومي من تحضير الافطار وايقاظ الجميع .... الي آخره
رؤي بابا لو سمحت كنت عايزة اطلب من حضرتك طلب
حسين قولي يا حبيبتي بس علي طول عشان مستعجل
رؤي بابا أنا كنت عايزة انزل اشتغل
حسين تاني يا رؤي مش كنا خلصنا من الموضع دا وقولنا ما فيش شغل بتفتحيه تاني ليه
رؤي يا بابا أنا هبقي معاك في البيت وفي الشغل
قطب حاجبيه باستفهام بمعني
رؤي بحماس أنا عايزة اشتغل في شركة آل مهران جروب
الفصل الثالث
رؤي بحماس أنا عايزة اشتغل في شركة آل مهران جروب
حسين غاضبا لاء يا رؤي أوعي تيجي شركة جاسر ما فيش شغل يعني ما فيش شغل وبالذات في الشركة دي انتي فاهمة
هزت رأسها إيجابا بحزن وهي تكبح دموع عينيها حاضر يا بابا
خرج حسين غاضبا وصفع الباب خلفه
جلست رؤي علي الاريكة تحاول منع دموعها من الهبوط فجاء عاصم وجلس بجانبها وربت علي كتفها بحنان
عاصم معلش يا رورو ما تزعليش من بابا هو اكيد كان مضايق شوية ثم اردف بمرح يلا بقي اضحكي عشان اجبلك البليلة الي بتحبيها وأنا جاي
ابتسمت ابتسامة صغيرة لأخيها
عاصم مبتسما ايوة كدة خلي الشمس تطلع أنا هاخد البت طمطم معايا
وأنا نازل
هزت رأسها إيجابا ذهب عاصم وطمطم الي باب المنزل
رؤي سريعا عاصم ما تنساش البليلة
عاصم ضاحكا غوري يا بت وأنا الي كنت فكرك زعلانة
مطت شفتيها بضيق طفولي
عاصم ضاحكا خلاص خلاص هجبلك دا انتي طلعتي اعيل من طمطم
رحل عاصم ومعه طمطم فسمحت رؤي لدموعها بالهطول فهي لم ترد أن تبكي أمام عاصم تعرفه جيدا أن أحس أنها حزينة لن يذهب الي جامعته وسيظل بجانبها وعلي الرغم من أنها أكبر منه سنا ولكنه يعاملها كابنته الصغيرة
جاءت مجيدة وجلست بجانبها وربتت علي شعرها بحنان
مجيدة بحنان خلاص بقي يا رورو بطلي عياط
رؤي باكية يا ماما أنا معملتش حاجة عشان بابا يزعقلي كدة
مجيدة حبيبتي باباكي
خاېف عليكي من جاسر
رؤي وأنا مالي ومال جاسر دا أنا لو كنت اتقبلت في الوظيفة كنت هاخد وظيفة صغيرة جدا في الحسابات يعني مش هشوف صاحب الشركة دا خالص
مجيدة بصي يا رؤي أنا هقولك عشان ما تظلميش باباكي بس وعد ما تجبيش سيرة لعاصم
هزت رأسها إيجابا فقصت لها مجيدة ما قاله لها حسين بالأمس
اتسعت عيني رؤي من الفزع ايه يا ماما الكلام دا يا حبيبتي يا تهاني دا عاصم ھيتدمر لو عرف
مجيدة سريعا رؤي اوعي تجيبي سيرة لعاصم
رؤي حاضر حاضر طب هي عاملة ايه دلوقتي
مجيدة بحزن ربنا يعينها على الي شافته يا بنتي ويشفيها من الي هي فيه
رؤي باكية أمين يارب منه لله الي عمل فيها كدة
مجيدة بحزن ادعيلها يا رؤي ادعيلها يا حبيبتي
هزت رأسها إيجابا وهي تحاول التوقف عن البكاء حاضر يا ماما أنا هقوم اصلي الضهر واحضر لبابا الغدا عشان لما يجي اعتذرله
مجيدة بابتسامة ماشي يا حبيبتي
أما في منزل جاسر مهران
استيقظ جاسر بعد الظهر علي صوت رنين هاتفه المتواصل جاسر الهاتف بضيق
جاسر بضيق أيوة يا علي عايز ايه علي الصبح
علي وعليكم السلام يا أستاذ جاسر أنت لسه نايم يا جاسر أنت ناسي أن عندنا اجتماع مهم بكرة
ولازم نجهز الأوراق بتاعته
جاسر بضيق خلاص يا ساعتين ولا تلاثة وابقي عندك
علي بالله عليك يا جاسر ما تتأخرش الاجتماع بتاع بكرة مهم
جاسر متأففا قولت جاي يا علي جاي
اغلق جاسر الخط وقام يترنح في خطواته الي أن وصل الي الحمام فاغتسل وبدل ملابسه الي بدلة زرقاء غامقة بقميص ابيض اللون وجرافت زرقاء ووضع عطره الساحر والتقط هاتفه ومفاتيحه متجها الي النادي فهو يعلم أنها تكون هناك في ذلك الوقت
دخل الي النادي بخطي واثقة مغترة يبحث عنها من أسفل نظراته الشمسية السوداء
الي أن وجدها جالسة علي احدي الطاولات تتناول افطارها
ذهب وجلس علي طاولة قريبة منها دون ان يعيرها انتباها
كانت تتناول افطارها ولكن ذهنها شارد بهذا الوسيم الفظ هي حتي لا تعرف اسمه ولكنه أثار فضولها برفضه وتجاهله لها ظلت تفكر فيه الي ان اجتاح انفها رائحة عطره المميز
نظرت حولها سريعا فوجدته يجلس على احدي الطاولات بغرور شديد واضعا قدما فوق اخري ينظر في ساعته ببرود
شاهندا بصوت عالي حتي تلفت انتباهه
waiter my orange juice please
نظر لها جاسر بطرف عينيه من تحت نظراته ثم ابتسم بسخرية واشاح بوجهه بعيدا
هنا أخذ منها الڠضب مبلغه كانت علي وشك أن تنقض عليه وتخلع عيونه من مكانها عندما أتي النادل واحضر لشاهندا العصير واحضر لجاسر فنجان من القهوة
ظل يرتشف منه ببطئ وهو يدور بعينيه في ارجاء المكان دون ان يعيرها انتباها ثم قام ورحل بمنتهي الهدوء
ركب سيارته وانطلق الي عمله وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة فها هي خطته تسير كما رسمها بالظبط
وصل الي شركته وسريعا صعد الي مكتبه فوجد علي يلحق به
علي اخيرا جيت يلا ورانا شغل
جاسر يلا يا استاذ علي
علي استعنا علي الشقي بالله
قضوا عدة ساعات بمراجعة الاوراق و الصفقات الجديدة
جاسر كدة ما فضلش غير ملف حسابات المناقصات عايزك يا علي تديه لاشطر موظف حسابات عندنا يخلصوا ويرجعوا ويجيبوا معاه بكرة
علي علي ما اتذكر أستاذ حسين عبد الوهاب من اشطر موظفين الحسابات عندنا
جاسر تمام يلا بينا
علي علي فين
جاسر هروح اديله الملف بنفسي عشان اكدله أن الملف اهم منه هو شخصيا
علي طب أنا رايح أصلي العصر بردوا مش هتيجي معايا
ازدرق جاسر ريقه بتوتر لاء عندي شغل كتير وبطل تجادلني في الموضوع دا اتفضل يلا
تنهد علي بحزن ربنا يهديك يا جاسر
ذهب علي للصلاة ونزل جاسر الي إدارة الحسابات في شركته بمجرد دخوله هب كل الموظفين واقفين
جاسر بصوت اجش من فيكوا حسين عبد الوهاب
ازدرق حسين ريقه پخوف وأردف بصوت متردد أنا يا افندم
اتجه ناحيته بخطوات ثابتة ووضع علي مكتبه ملف ورقي الملف دا في حسابات أهم صفقة في الشركة لازم تخلصوا وترجعوا النهاردة مش عايزة فيه غلطة واحدة الغلطة فيه قصادها
حياتك لازم يبقي معاك بكرة من غير ولا غلطة فاهم
هز حسين رأسه إيجابا سريعا پخوف فاهم يا افندم فاهم
رمقه جاسر بتحذير ثم خرج من حيث أتي عائدا الي مكتبه مرة اخري لمراجعة باقي الاوراق اتبعه علي بعدما انتهي من صلاته
انتهي دوام العمل فعاد حسين سريعا الي المنزل تناول القليل من الطعام وظل منكب علي ذلك الملف يراجعه مرارا وتكرارا
حتي اشفقت عليه زوجته
مجيدة بحنان حسين قوم يا اخويا ريحلك ساعتين من ساعة ما جيت وانت مكفي علي البتاع دا
حسين بتعب خلاص يا مجيدة اخلص بس لازم الملف يخلص قبل بكرة
مجيدة صحيح يا حسين انا لقيت الملف دا وانا بنضف النهاردة
كان ملف ورقي رمادي اللون نفس شكل الملف الذي يراجعه حسين
حسين دا ملف قديم فيه ورق بتاع رؤي وعاصم شهادات ميلادهم كنت عامله عشان التموين حطيه علي جنب عشان ما يتلغبطش مع الملف