تأديب زوجتي لډفنا عمر
المحتويات
بتستهبلي يا نادين بشاورلك تروحي تغسل المواعين بدال ماما تطنشي وتعملي نفسك مش فاهمة
قالت ببرود والله انا معزومة والمفروض معملش حاجة خالص.. أنا لو عازمة حد مش بطلب منه يساعدني وبعمل كل حاجة لوحدي.
_ يعني الست تتعب وتعملنا أصناف كتير وانتي مستخسرة تساعديها في غسيل المواعين
أحتدت منفعلة بقولك ايه يا أيوب أنا مش خدامة وبعدين الكلام ده لو كانت مريضة انما مامتك نمسك الخشب يعني صحتها كويسة ومش محتاجة مساعدتي.. بلاش نكد بقي على الفاضي الموضوع مش مستاهل.
صاحت باستنكار أنا يا أيوب معنديش ذوق وناقصة تربية كل ده عشان رافضة اكون خدامة
وپغضب مشتعل اندفعت تسحب حقيبتها قائلة طب مادام انا ناقصة رباية هروح لأهلي وابقي وريني هتقولهم ايه لما يعرفوا بإهانتك ليه.
اصطدمت بطريقها بجسد حماتها التي رمقتها بعتاب وشى بسماعها ما قالته قبل أن تهتف ربنا يا بنتي ما يحوجني لحد وافضل اخدم نفسه لأخر لحظة في عمري.
اشتعلت عيناه أكثر بعد ما لمح الحزن وكسرة الخاطر بعين والدته وصاح پغضب واقفة ليه يا هانم اتفضلي روحي لأهلك زي ما انتي عايزة محدش
ماسكك.. يلا الباب يفوت جمل.
_ أيوب ايه اللي بتقوله ده يابني ماتكبرش الموضوع احنا في أيام مفترجة وبعدين مراتك عندها حق أنا ..
وكأن الشيطان أشعل بينهما جذوة حريقا غير مرئية أزدادت اشتعالا ونادين تصيح بعناد حاد والله أنا مغلطش في حد عشان اعتذر انت اللي المفروض تعتذرلي بعد أهانتك ليا ولأهلي.
_ وأنا مش هعتذر.
ثم لوح نحو باب الشقة قائلا بجمود وبقولها تاني الباب يفوت جمل.
_ يابنتي اتكلمي وعرفينا سبتي بيتك ليه أيوب زعلك اټخانقتوا يعني.
نظرت لوالدتها وهمت أن تفيض لها بكل شيء ثم توقفت الكلمات بحلقها وبقايا من العقل تحذرها من تعكير العلاقة بين زوجها وأهلها إن باحت بما لديها فقالت باقتضاب عادي شدينا شوية يا ماما وصممت اسيبه لحد ما اهدى.
_ معلش يا ماما مش حابة اقول حاجة خليني براحتي ولا مش عايزاني اقعد عندك اليومين دول.
حدجتها بضيق أخس عليكي ده كلا يتقال برضو
شعرت بفظاظتها فقالت ببعض اللين أسفة يا ماما مش قصدي.
ربتت علي كتفها برفق ولا يهمك يا بنتي عموما خليكي يومين لحد ما نفسك تهدي وأرجعي لبيتك تاني.
_ ماهو لو تفهميني اللي حصل عشان ابوكي يكلمه ويحل الموضوع كنت
_ ماما من فضلك.
_ خلاص اللي يريحك وربنا يبعد شيطانك عنك.
أيام مضت ولم يهاتفها أو يحاول استجدائها ولو برسالة كي تعود..ألهذا الحد هانت عليه تنظر لمائدة الأفطار دون شهية ترى ماذا يأكل زوجها الأن صوت ساخر يهتف داخلها أكيد أمه طبعا عاملة المشمر والمحمر وفرحانة ان الجو خلي ليها.. أكيد هي اللي منعاه يصالحني ومقوياه عليا
_ يلا نادين اكسري صيامك يابنتي.
قاطعها صوت والدتها فتناولت تمرة مع بعض الحليب ثم نهضت قائلة معلش أنا مش جعانة عندي صداع رهيب هحاول أنام شوية.
راقبها والدها بحزن لحالها أنا مش عارف حصل ايه بس ولا هي بتتكلم ولا أيوب رضي يحكي حاجة لما قابلته ورفض يجي يصالحها وقال زي ما مشيت لوحدها ترجع لوحدها.
_ الأتنين عناديين رغم انهم بيموتوا في بعض.
_ ماهي الحياة مبتخلاش ربنا يهديهم لبعض هستني يومين واكلمه تاني أكيد لو جالها هيعرف يراضيها. وترجع معاه.
_ يارب يا حاج يسمع منك ربنا.
غمرت وجه السجادة المبتل بالمسحوق الرغوي وراحت تنظفه بالفرشاة مفرغة كل قوتها به لعل عقلها يتوقف عن التفكير به وبجفائه نحوها.. شهر رمضان اقترب على الرحيل ولم يأتيها عيناها تلتصق بشاشة هاتفها كأنها تستعطفها أن تجلب لها رسالة واحدة منه تطمئنها أنه مازال يذكرها لم تكن تظن انه عنيد وقاسې لتلك الدرجة ظنته سيهرول إليها بعد يومان فقط..سكبت بعض المياة الرغوية وراحت تحرك الفرشاة بغل وهي ترمي كل اللوم علي والدته.. لو لم تقوم بخدمته لافتقدها وسعى إليها..حتما تتعمد ملء فراغ وجودها لما سيأتيها إذا
فجأة هرولت بلهفة تجاه الباب حين سمعت الطرق لعله زوجها أيوب أتي ليصالحها فتغبر وجهها بالإحباط وهي تري زوجة أخيها تدلف قائلة بود أزيك يا نادين عاملة ايه
_ الحمد لله يا ريم ادخلي أمال فين الولاد وكامل اخويا.
_ الولاد عند امي من امبارح أصل بيلعبوا مع ولاد اختي وقلت فرصة اجي بدري بطولي من غير الوش بتاعهم.
أعقبت قولها بنزع عبائتها وهي تشمر عن ساعديها وتشرع بدعك السجاد بدلا من نادين التي تعجبت فعلتها لم يطلب منها أحد المساعدة..بإرادتها تطوعت لتساعد..تصرف زوجة أخيها التلقائي هز ثوابتها لو كانت في موضعها لما انحنت لتفعل شيء هي ليست خادمة لأحد.
_ روحي انتي يا نادين اعملي حاجة تانية عشان نخلص قبل المغرب وانا هشتغل لوحدي في السجاد ده لعبتي هخليه قشطة من النضافة.
تركتها ومازالت مشوشة من تصرفها.. صوت داخلها يسخر منها ويستشهد بما رآت.. وشيء يلومها.. يتهمها أن حساباتها خاطئة..ليناطحها صوت أخر متشبع بعنادها وكبريائها أنها علي صواب.. ليس فرض عليها خدمة أحد.. ليس فرضا.
_ أسيبكم أنا بقى عشان هفطر عند امي انهاردة
وبعد الفطار هنخرج انا واختي نشتري لبس العيد للولاد.
_ يابنتي طيب ماتفطري معانا ده انتي حيلك اتهد في تنضيف البيت مع نادين.
_ ولا اتهد ولا حاجة يا طنط خليني اخس شوية احسن ابنك عمال يقطمني بالكلام وبيقولي تخنتي.
ثم قالت تحبي تخرجي معانا يا نادين واحنا بنشتري لبس العيد اهو بالمرة تشوفي الولاد.
رمقتها بشرود طفيف دون رد لتتحمس والدتها بالقول بدلا منها ياريت أهي تغير جو معاكم يا ريم.
_من عيوني خلاص بعد الفطار هرن عليكي تكوني جاهزة يا نادين.
رحلت وطلت علي شرودها المتعجب من بساطة تعامل ريم مع الدتها لا تستكبر أو تتثاقل من المساعدة تقدم عليها بصدق دون تردد.. ونظرة الرضا بعين والدتها لم تري مثلها بعين والدة أيوب.. دائما لا تري غير عتاب صامت تتجاهله دون أن تكترث له.
_ أخرجي معاها يا بنتي وغيري جو شوية بدال حبستك في البيت دي.
أومأت لها مبتعدة ومازلت ټصارع أفكارها وأعمدة ثوابتها تزداد هشاشة.
يتبع!
الفصل الثاني
بإنهاك واضح صعد درجات السلم وهو يكاد يحلم بملمس سريره ونومة هانئة تعوضه عناء يوم عمل طويل.. دس مفتاحه بدائرة المزلاج وقبل أن يحركة سمع صړاخا أفزعه وأطاح بهدوءه ليتفاجأ بمن تندفع من خارج شقتها تحشر جسدها بروب سميك ووشاح غير معقود حول عنقها..وحولها ولد وبنت صغيران يتشبثان بها.
_ مالك يا مدام سمية في ايه
قالت وعلي محياها الړعب مشيرة بأحدي أناملها نحو شقتها فار كبير
أوي.
أغمض أيوب عينه وكتم
متابعة القراءة