رواية تائهة بين جدران قلبه للكاتبة دعاء الكروان

موقع أيام نيوز


كامل صحتها البدنية و النفسية و قد وافقها ابوها على ذلك فهو يرى ان ذلك أفضل للجميع.
مر شهرا كاملا على الجميع...
كانت سهيلة قد التزمت بالذهاب لطبيب نفسى بعد اقناعها من خالها حتى تتخلص من حالة الاكتئاب التى أصابتها و حتى تتأهل نفسيا لمواجهة يوسف و زينة بعد ذلك.
كان والدها و يحيى على اتصال دائم بها و كانا يقومان بزيارتها كل يومين و كان يوسف يتقصى أخبارها من شقيقه و عمه.

انتقلت زينة للعيش فى الفيلا مع والدها و زوجها و لكنها تنام بغرفة خاصة بها بعيدا عن يوسف بناءا على رغبة والدها فهو قرر اقامة حفل زفاف لهما مع شقيقه يحيى و ديما و لكن بعد تمام شفاء سهيلة.
اتفق يوسف مع يحيى على زيارة سهيلة فهو سيراها لأول مرة منذ أن طردته من غرفتها بالمشفى.
وصلا الى منزل خالها ببنها و استقبلهما خالها و جدتها بسرور آملين ان تمر أزمة سهيلة على خير و ألا تنتكس عندما ترى يوسف انتظرا فى غرفة الصالون قليلا الى ان دخلت اليهم بوجه جامد لا ينم عن أى تعبير فنهض يوسف لدخولها و
مد يده لها لكى يسلم عليها و هو يقول ازيك يا سهيلة عاملة ايه
نظرت ليده الممتدة و ابتسمت بسخرية و قالت اول مرة تسلم عليا بايدك... و لا خلاص عشان انا بقيت متحرمة عليك و مش حرام لما نسلم على بعض!
سحب يده الى جانبه و سألها برجاء ما آنش الاوان لقى انك تسامحى و تنسى. 
رد بهدوء قاټل أسامحك.. مسامحكش.. مش هتفرق.. قولتلك انت انتهيت بالنسبالى. 
رد بجدية بس هتفرق معانا كلنا.. احنا مش هنفضل متفرقين كدا كتير مسيرك هترجعي تعيشى معانا و لازم نعيش مع بعض واحنا صافيين لبعض و بنحب بعض لازم تقبلى زينة كأخت ليكى و انا بالنسبالك ابن عمك و جوز اختك. 
جلست على احدى المقاعد بارهاق و هى تقول سيبنى شويه كمان.. محتاجة شويه وقت. 
جلس مقابلها و قال برجاء احنا هنسافر كلنا لندن الاسبوع الجاى عشان نتمم خطوبة يحيى و ديما و انتى لازم تكونى موجودة.. و لا ايه يا يحيى! 
أجابه بتأكيد طبعا يا يوسف.. مفيش حاجة هتم بدون وجودك يا سولى. 
سهيلة برجاء مش هينفع يا يحيى .. انا عندى جلسات مع الدكتور مقدرش افوتها.. حاسة ان انا اتحسنت كتير عليها صدقونى مش مستعدة للسفر خالص.. سافروا انتو و متأجلش تانى كفاية المدة اللى فاتت دى كلها و انت عمال تأجل فى الخطوبة انت مالكش ذنبةف اللى حصل و ديما كمان حرام تعشمها الفترة دى كلها و ترجع تأجل. 
ابتسمت ابتسامة صادقة و توجهت بالحديث ليوسف قائلة يوسف خلاص اللى فات ماټ و انت دلوقتى بالنسبالي اخويا و جوز اختى و انا راضية من كل قلبى بالوضع دا كل المشاعر اللى كنت بحسها من ناحيتك خلاص ماټت و اندفنت كمان.. صدقنى يا يوسف انا بقيت سهيلة تانية غير اللى انت تعرفها بقيت أعقل و أهدى و أقوى من الأول.. امممم رب ضرة نافعة!! 
وجهت حديثها ليحيى سافروا و تمموا الخطوبة و اتصوروا صور كتييير عشان ابقى اشوفها الف مبروك يا يحيى و عقبال فرحك انت و يوسف. 
جلسوا فترة ليست بالقليلة يتحدثون فى شتى المواضيع منها خروج سهيلة للعمل حتى يكون لها كيان يساعدها على تخطى أزمتها بسهولة و أيضا لتشغل وقت فراغها.
ودعتهم سهيلة و قالت ليوسف ابقى سلملى على زينة.. و يا ريت تجيبها معاك المرة الجاية.
انفرجت أساريرهم جميعا فرحا بهذا التطور و أكد عليها أنه سيأتى لها فى القريب العاجل بصحبة شقيقتها حتى تصفى النفوس و القلوب و يسهل عليهم العيش معا تحت سقف واحد.
بالفعل سافر يحيى و يوسف و زينة و راشد الى لندن 
لاتمام خطبة يحيى و ديما...
كان حفلا جميلا أقيم فى المقهى الخاص بوالدها بعد تزيينه و تجهيزة على افضل ما يرام حضره عائلة يحيى و والد و والدة ديما و عدد من مختلف الجاليات العربية بلندن.
بعدما تمت مراسم الخطبة أخذ يحيى حبيبته ديما الى احدى المطاعم الفاخرة بلندن لينفرد بها قليلا فقد اشتاق اليها بعد فترة كبيرة من العوائق و المعرقلات التى تسببت فى تأجيل خطبته منها عدة مرات.
نظر فى عينيها بعشق و قال لها بنبرة عاشقة يااااه.. أخيرا يا ديمة قلبى... كنتى وحشانى اوى.
ابتسمت بسرور بالغ و ردت و انت كمان يحيى.. اشتقتلك كتييير.. كنت على وشك انى افقد الامل فى اتمام الخطوبة.
يحيى ههههههه... الحمد لله يا قلبى ان ربنا جمعنا على خير.. عقبال الفرحة الكبيرة يا ديمتى.
ردت بخجل ان شالله.
استمرت سهرتهم ما بين كلمات الحب و الغرام و بين مزاح يحيى المعتاد.
مر شهرا آخر استعادت فيه سهيلة كامل صحتها النفسية و عادت لوالدها و تعايشت معهم و بالاخص مع زينة و حاولت قدر المستطاع ان تعاملها بقلب صاف و الا تحمل لها اى ضغينة او كره.
استقرت الاوضاع بفيلا راشد سليمان الى حد كبير فقرر راشد إقامة حفل زفاف كبير ليحيى و يوسف يليق باسم عائلة راشد سليمان.
جاء يوم الزفاف المرتقب فكان حفلا مهيبا حقا و كان العريسان و العروسان فى أبهى صورهم و تصدرت صورهم الصحف و مواقع التواصل الاجتماعى.
بعد انتهاء الحفل الذى أقيم باحدى الفنادق الفاخرة بالقاهرة عادت عائلة راشد سليمان الى الفيلا و دخل كل عروسان الى الجناح الخاص بهما.
ذهبت سهيلة لغرفتها لتاخذ قسطا من الراحة فاليوم كان حافلا و مرهق للغاية.
بينما راشد جلس بحديقة الفيلا بصحبة شاب فى اواخر العشرينات من عمره لا يعرفه و لكنه طلب مقابلته فور وصولهم للفيلا...
الشاب باحترام جم راشد بيه انا مهند زميل الانسة سهيلة ف الشغل.. الحقيقة انا معجب بيها من اول ما جات الشركة و اشتغلت معانا و انا كلمتها و طلبتها للجواز بس هى رفضت و عرفت بعد كدا انها كانت بتمر بمشكلة نفسية مأثرة عليها و هى دى سبب رفضها للجواز بس انا جيت لحضرتك و كلى أمل انك تقدر تقنعها بيا.... انا مش مستعجل خالص على الخطوبة او الجواز انا بس زى ما بيقولو كدا عايز يبقى فى ربط كلام بينا و انا ف انتظارها فى اى وقت هى تحدده.. ها قولت ايه حضرتك!
رد بسعادة ظاهرة والله يبنى انت مسيبتليش كلام أقوله.. سيبلى بس اسمك و رقم تليفونك عشان أسال عليك و اللى فيه الخير يقدمه ربنا ان شاء الله.
مهند حقك طبعا يا راشد بيه... ثم أخرج ورقة و قلم من جيبه و كتب بها بياناته و تركها له و انصرف. 
دب أمل جديد بداخله فربما ينصلح حالها و يعوضها الله بهذا الشاب و تعيش حياتها كأى فتاة تحب و تنحب.
فى جناح يوسف....
أبدل كل منهما ملابسه و ارتدوا ملابس مناسبة للصلاة و صلوا ما فاتهم من فروض و ختموا صلاتهم بركعتين يبدآن بها حياتهما معا.
انهيا الصلاة و ابدلت زينة ملابسها لقميص مناسب لاول ليلة لها مع زوجها أسمعها كلمات العشق و الغرام ثم أخذها و أذاقها من شهد حبه فأصبحت زوجته قولا و فعلا.
فى جناح يحيى....
بدأ مع ديما كما بدأ يوسف مع زينة من صلاة و دعاء يبدآن بهما حياتهما معا.
  و قال لها بشوق بالغ ديما حبيبتى.. احنا بجد و لا انا بحلم.
قهقهت على كلامه و قالت احنا بجد يا حبيبى انا ديما و انت يحيى... اوعى تكون مش يحيى!
جذبها من وجنتيها برفق قائلا بمزاح عثل يا ناس.. عثل.
 

 

تم نسخ الرابط