لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


أحلامي غير أرجع الحارة أرجع بسمة القديمة 
تبدلت ملامح ملك بشعور أخر وقبل أن تهتف بشئ أسرعت بسمة بالتقاط كفيها تذكرها بوعدها لها هذا الصباح
أنا وعدتك إني هحاول اتجاوز كل ده يا ملك لكن خليكي معايا أنت عيلتي يا ملك
انسابت دموع ملك رغما عنها متأثرة بحديثها أن يرى أحدا فيك إنك وحدك عائلته منطقته الأمنة من غدر البشر 

اجتذبتها ملك إليها تحيطها بذراعيها 
أنا معاكي يا بسمه لحد ما
تاخدي قرارك الصح 
ولم تكن ملك تكمل حديثها إلا وكان الصغير يقفز فوق الفراش صائحا حتى يكون بينهم 
توقف ماهر مدهوشا مما يراه أمامه شهيرة تبكي مقهورة على ۏفاة شقيقها شقيق لم يراه يوما إلا رجلا يبيع والديه وعرضه من أجل المال 
اقترب منها ومازالت الصدمة ترتسم فوق ملامحه وهو يرى أنهيارها خاصة بعدما تأكدت أن شقيقها ماټ مخڼوقا تحت قبضتي شخصا 
رفعت عيناها إليه وقد حملت اتهاما رأهم فيهما فعاد الجمود يحتل عيناه يقبض فوق كفيه بقوة يدنو منها هامسا بفحيح بعدما دفع بقلبه الأحمق بعيدا
شايف الإتهام في عينك وده مش كويس يا زوجتي العزيزة
احتقنت ملامحها تنظر حولها ثم عادت تنظر إليه بعدما أزالت دموعها عن خديها
أنت راجع عشان ټنتقم مننا ضحكت عليه اوهمته إنك هتنقذه من الخسايرلدرجادي الحقد مالي قلبك أنا بكرهك بكرهك جوازي منك كان غلط واكبر غلطه عملتها في حياتي
ابتعدت عنه واتجهت نحو محامي العائلة الذي وقف يطلعها على موعد تسليم الچثمان 
دموعها استمرت في الهطول رغما عنها تتذكر مقتطفات في طفولة بائسة حامد وهي في قبضة أب لم يكن يبحث سوى عن المال وأم عادوا من مدرستهم على خبر ۏفاتها وبعدها انقلبت حياتهم 
رحل من كانت تتنافس معه على مال وليت الزمن يعود للوراء لتتعلم الدرس قبل ۏفاة الآوان 
عيناها تعلقت بالقادم صوبها ولم يكن إلا سليم

وجواره حازم ورغما عنها كانت تندفع صوبهم تحت نظرات ماهر الجامدة
سليم حامد يا سليم
احتدت عينين ماهر يضغط فوق كفيه بقوة تتهمه هو وتركض نحو طليقها تشكو له ۏفاة شقيقها رغم إنه طرف إتهام لم يشعر بحاله إلا وهو يتجه نحوهم يسحبها من أمامهم تحت نظرات حازم المصډومة التي سرعان ما تحولت لتهكم عندما نظر نحو ملامح سليم
اول مره اشوف واحده بتجري على طليقها عشان تشكيله مصيبتها وجوزها واقف قصادها لا وكمان أنت موضع اتهام بسبب خلافاتك أنت وحامد سليم حقيقي أنت محظوظ مع الستات
بنظرة خاطفة رمقه سليم ولولا وجودهم بهذا المكان لأنفجر ضاحكا فعن أي حظ يتحدث صديقة ابنته ستعيش حياتها مقسمة لنصفين بينهم واخرى بعدما منحهم الله ما تمنوا واصبحت تحمل في احشائها منه ارادت البعد لتبحث عن نفسها الضائعة تلومه لانه كان يحيطها بجدران أسواره ولم يمنحها يوما حق القرار 
تمطأت خديجة فوق الفراش تفتح عينيها تنظر حولها اعتدلت في رقدتها تبحث عنه بالغرفة فهناك شئ يخبرها أن ما كانت تعيشه معه لم يكن إلا حلما وقد فاقت منه للتو 
تسارعت دقات قلبها واغمضت عيناها في حسرة ففراشها خالي منه هي لم تكن تحلم بوجوده هو بالفعل كان موجودا يبثها مشاعره يغمرها بدفئه 
تحركت أناملها ببطء فوق شفتيها ثم عنقها فانسابت دموعها أمير تركها كما كانت تتركه وتفر هاربة 
سيناريوهات عديدة صورها لها قلبها من شدة الحاجة التي انكرتها طويلا تهمس اسمه في ضعف
أمير
دلف أمير الغرفة بعدما شعر بأن وقت غفيانها قد طال فالساعة تجاوزت الثامنة مساء 
تعلقت عيناه بها فجمدته الصدمة وهو يراها ټدفن رأسها بين ركبتيها وصوت نحيبها يتعالا 
اندفع صوبها في لهفة يرفع رأسها مدهوشا من بكائها
خديجة أنت تعبانه حببتي طمنيني 
تعلقت عيناها به تقاوم ذرف دموعها هو مازال هنا لم يتركها
كنت فكراك مشيت وسبتني
عادت دموعها تنساب فوق خديها ترفع كفيها نحوه تتلمس چرح شفتيه وجبينه
خديجة أنا مقدرش اسيبك واخذلك أنت هنا يا خديجة
أشار نحو قلبه يخبرها بمكانها تبسمت وهي تنفض الدموع العالقة بأهدابها 
الرابط بقى قوي أوي بينا يا خديجة بلاش أنت اللي تسيبي أيديا
ارتمت فوق صدره تعانقه بقوة فهي لم تعد قادرة على الهجر حاولت مرارا ولكنها في النهاية تعود إليه ملتاعة
من نيران الشوق الأمر اكبر منها ومنه 
مش عايز اعرف الماضي ولا خۏفك منه أنا عارف يا خديجة إن الماضي مازال محاوطك أنا مستعد ادفع عمري كله فداكي 
ابتعدت عنه تنظر في عينيه أمير سعى ليعرف عن الرجل الذي كان سبب في ټدمير حياتها لسنوات ولكن كل شئ كان مخفي ببراعة حتى سليم رغم كل ما صار عليه إلا أن الحقيقة كانت مخفيه عنه
حامد ماضيها وحدها ماضي اخفته لتحمي عائلتها من رجلا خلق ليؤذي غيره رجل مريض فلم تتمنى أن يتورط ابن شقيقها معه ويكون لعائلتهم نسلا منهم 
يديه افاقتها من أفكارها حيث تحركت بخفة فوق ملامحها وكاد الحديث يتسلل من شفتيها ولكن شفتيه ابتلعته 
هو ده اللي بكرهك يا خديجة وابعد عني أنا أقدر
أعيش من غيرك
عبست ملامحها في تذمر تزيح ذراعيها عنه فتعالت ضحكاته بشدة
مهما هتقولي بعد كده مش هصدقك لأني عرفت متعة الكره
داعبت شفتيها ابتسامة هادئة تشيح عيناها بعيدا عنه لقد انكشف أمرها فكيف سيصدق بعد الآن إنها كارهة له هي متيمة بعشقه 
بعد وقت كانت تجلس فوق أحد المقاعد قربه وهو يقف يطهو الطعام لها
المفروض مين فينا اللي يتدلل يا خديجة هانم
أنا
هتفت بغنج ثم قضمت تلك التفاحة التي القاها لها تنظر إليه منتظرة جوابه 
ارتفع حاجبيه في عبس وتقدم منها يقضم معها التفاحة
الدلال اتعمل ليكي برنسيس خديجة 
التمعت عينين خديجة وسرعان ما كانت تتسع ابتسامتها شيئا فشئ 
تعرف إنك شبه سليم 
امتقعت ملامح أمير على ذكر اسم سليم يرفع كفه يمسح فوق كدمات وجهه 
بلاش سيرته لأن أنا وهو مافيش بينا وفاق
ضحكاتها صدحت عاليا بعدما استمر في تدليك كدمة ذراعه
توقفت جنات مكانها تستمع لصوت كاظم الحاد 
استدارت بجسدها تنظر نحو الخادمة التي أسرعت نحوها تخبرها عن هوية الضيفة التي لم تكن مجهولة بالنسبة لها لرؤيتها لسائقها بالخارج 
منال هانم عنده بقالها ربع ساعه معاه في مكتبه
حدقت الخادمة بالباب المغلق وأضافت حائرة 
شكل الموضوع كبير يا هانم
استمرت الخادمة في ثرثرتها ولم يكن الحديث مبهم بالنسبة لها السيدة منال هنا بعدما صدر أمر القبض على أمير من أجل التحقيق معه في مقټل حامد لتواجده في منزله ليلة 
طول عمرك پتكره ولادي يا كاظم مستني الفرصة عشان تشمت فيا
ياريتني عرفت أكرههم زي ما كرهتك أنت وجودة لولاهم كنت محيتكم من حياتي 
انفتح الباب فجأة فاسرعت الخادمة متجهة نحو المطبخ ولكن جنات ظلت مكانها واقفة تنظر لتلك المرأة 
تعلقت عينين منال بها وقد ازدادت عيناها
قتامة وحقد وهي تلقي بأنظارها صوب بطنها المنتفخة 
ارتجف جسد جنات خوفا واسرعت في إحاطة بطنها بذراعيها لا تصدق أن الحقد يتقطر من فم وأعين تلك المرأة 
بخطوات قلقلة اتجهت لداخل الغرفة تنظر لكاظم الذي انشغل في أحدى مكالمته مع أحدهم يطالبه بالبحث عن شقيقه 
القى بهاتفه فوق سطح مكتبه بعدما أنهى مكالمته يزفر أنفاسه بقوة لقد ادخله السيد المدلل في ورطة أخرى 
كانت غلطتي من الأول إني سفرته إيطاليا بدل ما ينجح شغلنا الاستاذ بينزل بينا في الأرض
استدار كاظم بجسده يطرق فوق سطح مكتبه بقوة فانتفضت جنات في وقفتها ذعرا 
عيناه تعلقت به وقبل أن يهتف بشئ تعلمه فنظراته توحي پغضب سيصبه فوق رأسها بسبب تأخيرها لدى فتون رغم اتصالاته العديدة بها أسرعت نحوه تسأله بلهفة وبصدق بعدما احتضنته
كاظم أنت كويس حاول تهدا عشان ضغطك ميعلاش يا حبيبي
ضاقت عيناه مدهوشا من اهتمامها
أمير أكيد اختفائه للبعد مقټل حامد بعيدا تماما عن أمير احمس فهمني شوية حاجات لما كلمته افهم منه الحكاية أنت عارف أحمس بيتدرب في مؤسسة سليم النجار
ثرثارة هي زوجته فحتى بعدما تلقي عليه من حديث يدهشه تغوص مستطردة بحديث يزيد من حنقه
اوعى تضايق من كلامها الكل بيتسند عليك عشان أنت طول عمرك أيدك ممدوده للكل
ازداد ضيق عيناه واستدار بجسده نحوها ينظر لها رافعا احدى حاجبيه في دهشة أشد
طبعا كل الكلام الحلو ده عشان اتغاضى عن تأخيرك 
لا طبعا يا حبيبي أنا بحاول أهديك عشان ضغطك أنا وابنك مالناش غيرك يا كاظم
التمعت عيناه بنظرة غامضة وسرعان ما كانت تمد كفيها نحو خديه تمسح فوقهما
منكرش أني باخدك بالكلام
التوت شفتيه في عبث ينظر إليها وقد استرخت ملامحه
صريحة أنت أوي يا جنات 
تلميذتك يا حبيبي
تمتمت بها تتغنج في وقفتها أمامه
حبيبي خفق قلب كاظم بشدة فهي لا تكف عن نطق هذه الكلمة اليوم 
سرحت في إيه يا كاظم 
هتفت بها تنظر إليه وقد طال تحديقه بها 
كاظم
همهم بخفوت بعدما عاد ينتبه لهتافها به ابتعد عنها لا يستوعب إنه بالفعل صار كما أخبره جلال صديقه سيكون كالخاتم في أصبعها بمجرد أن تجود عليه بدلالها
ڠضبي كله منك راح لمجرد إنك أظهرتي ليا حبك يا جنات عارفه ده معنى إيه 
تجمدت ملامحها للحظات وسرعان ما غادر الجمود ملامحها تتفهم خوفه
كاظم أرجوك بلاش نقارن نتايج حياة غيرنا بحياتنا 
لم تنتظر منه المزيد من الحديث
عماله اقولك حبيبي حبيبي وأنت حتى مش راضي تقولي أي كلمة تفتح النفس 
توقف الحديث على طرفي شفتيها فابتعد عنها ينظر إليها ثم لبطنها متسائلا في ذهول وسعادة
هي الخبطة ديه منه
بابتسامة متسعة وضعت بيدها فوق احشائها هاتفة 
بيقولك قولها كلمة حلوه أنا برضوة أحتاج للدلال يا ابن جودة
صدحت ضحكاته عاليا وقد تراجعت الخادمة عن باب الغرفة تشعر بالذهول من تبدل حال رب عملها 
اجتذبها نحوه ناسيا تلك المشكلة التي ورطه فيها شقيقة 
قول لماما إنها الوحيدة اللي كسرت كل الحواجز والقيود 
كاظم
همست اسمه ومازالت أنفاسها تخرج بلهاث صدح رنين هاتفه وقد عاد به لأرض الواقع ومصائب شقيقه التي لا تنتهي 
تعلقت عيناها بشاشة هاتفها بعدما اخذ يضئ برقمه للمرة الثامنة 
توقف الهاتف أخيرا عن الرنين في صمت وقد عادت لمهمتها التي أجبرها عليها الصغير وهي إطعامه 
دلفت ملك الغرفة تنظر إليها وإلى صغيرها ثم عادت تضع بهاتفها فوق أذنيها
قولتلك عبدالله مش مديها فرصة تشوف تليفونها يا جسار اهي معاك
توقفت بسمة عن إطعام الصغير وقبل أن تهتف بشئ كانت تضع الهاتف داخل كفها ثم حملت الصغير وغادرت وقد بدأت تصدق ندم جسار بالفعل لأنها اكثر من يعرفه
بسمة ردي عليا أنا عارف إنك
بقيتي تتكلمي
اغمض عيناه يستمع لصوت أنفاسها يخاطب عقله أن يتخلى عن كبره قليلا
انسابت دموعها رغم ضغطها القوي فوق شفتيها 
ليلتين بعدتي فيهم عن البيت بقى ملهوش طعم يا بسمة
حديثه كان قاسې على قلب صار جدب يخبرها بما تمنته بعدما تخلى قلبها عن أحلامه 
استند سليم برأسه للخلف قليلا لعله يمنح عقله بعض الراحة ويزول صداع رأسه بعد ليلة قضاها في
 

تم نسخ الرابط