ميراث الندم بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

انكم مضيجين ع البيت وبتضغطوا عليها عشان تتجوز واحد من عيالكم وانا جتت ولدي لسة مبردتش وكل اللي عليكم انكم عايزين تحافظوا ع حج المرحوم وتنزعوا الوصية عن ابوه طب تجدروا تجولولي هتعمولها كيف دي وانتو ولا واحد فيكم ينفع للوصاية ولا عشان هي صغيرة ومش فاهمة
على صوت هويدا في الرد بدفاعية بانفعال يقارب الھجوم
لا يا سليمة هي مش عيلة صغيرة دا انتي اللي عجلك اصغر منها بوظتي كل اللي بنعمله في دجيجة مع ان كله عشان خاطرك المسألة معجدة واحنا عارفين ان محدش هينفع يتولى مسؤلية الوصاية غيرك بعد ما نخلي فايز يمضي ع التنازل 
ود ولدك هيبجى في ومرته لما تتجوز واحد من عيالنا هتضمني ان عمره ما هيبعد عنك دا غير ان هيبجى في حماية يعني محدش هيجدر يجرب منيكم لا فايز ولا غيره فهمتي بجى يا ناصحة.
ذوت سليمة ما بين حاجبيها وارتسمت شبه ابتسامة ساخرة لتسألها بتريث وافكار عاصفة تموج برأسها
ودي كنتوا هتعملوها ازاي يا هويدا هو فايز عيل صغير عشان يمضي على حاجة زي دي لأ ويتنازل كدة بسهولة ولا انتوا دماغكم فيها

ايه بالظبط
خرجت الأخيرة بحدة لم تؤثر في الأخيرة لتجيبها بتصميم
ملكيش دعوة باللي كنا هنعمله دا راجل سكري ورجله بتروح ع الخمارات والغرز اكتر ما بتروح على بيته ولا عايزانا نستنى لما يجي هو وبت التنح وعيالهم يبرطعوا في بيت ابونا ويطردونا احنا أصحاب البيت.
ومض عقل سليمة واتسعت حدقتيها بإدراك متأخر لتهتف معارضة
انتي عارفة زين ان اخوكي دماغه شديدة ولا الف كاس خمرا يأثر فيه عشان يمضي وهو مغيب ودا ملوش تفسير غير في حاجة واحدة بس هي ان حاطين في راسكم تجبروه وطبعا دي مش صعبة عليكم عشان ولدك وواد اختك الاتنين يد واحدة لكن لاه يا هويدا انا لا يمكن ارضي بكدة ولا هجبل الوصاية على واد ولدي بحاجة عفشة زي دي.
صاحت بها هويدا وقد غلبها الانفعال لتخرج عن طورها الطبيعي الهادئ
عنك ما جبلتي واستني بجى يا اختي لما ياجي هو والغندورة عشان تطلع البلا الازرج على جتتك تكيدك وتذل فيكي مش عاجبك ان احنا بنفكر في مصلحتك يبجى تتحملي يا بت الناس
زمت شفتيها تكظم ڠضبها عن رد غير لائق وضغطت بصعوبة حتى خرج ردها بتحكم شديد
هتحمل يا هويدا زي ما اتحملت كتير جبل سابج ولا عمري شكيت ولا هشتكي عشان انا سيبت عوضي على ربنا وحتى لو مجاش العوض كفاية عليا اضمن سلامة واد الغالي وبعده عن ڼار الكره اللي والعة جوا البيت ده بورث الندامة.
نهضت هويدا لتطلق صوت ساخر من فمها مرددة
ودي ضمنتيها منين ان شاء الله طول ما في ورث البيت مفيش ضمان لسلام ولا أمان.
قالتها وانسحبت مغادرة تاركة سليمة تغمض عينيها بتعب وهذا الحبل الذي التف حول عنقها يزيدها احهادا وبؤس رغم أنه صمم في ألاصل من اجل النجاة وحفظ الحقوق 
لتتضرع للخالق بوجل
يارب احفظ الباجي من ريحة ولدي احفظ واد ولدي وامه.
في منزل الدهشان 
وقد استيقظ باكرا كعادته هبط من الطابق الثاني وعينيه تبحث عنها حتى وجدها خارجة من مطبخ المنزل الكبير وكأنها تعد طعام الإفطار مع العاملين هتف بإسمها لتنتبه له
روح صباح الخير يا ست البنات
الټفت له بوجهها المشرق تتلقى تحيته بابتسامة عذبة تبادله
يا صباح الهنا والسرور على كبير البلد كلها ثواني وتلاقي الأكل ع السفرة.
قالتها وهمت تتحرك عائدة للمطبخ ولكنه اوقفها بقوله
لا استني انا عايزك في كلمتين الأول.
طالعته بعلامة استفهام تعلو وجهها سائلة
كلمتين ايه ع الصبح كدة خير يا غازي.
اقترب ليسحبها من كفها مرددا خلفها
خير ان شاء الله ما تجلجيش دي حاجة كدة بسيطة.
بعد قليل 
كانت معه اسفل المظلة الكبيرة في قلب الحديقة وقد ابتعدا عن صخب المنزل والجميع وكان الحديث الدائر بينهما بعد أن اخبرها عن مطلبه
أيوة يعني انت عايزني اروحلها النهاردة واشوف طلباتها ليه هو عزب لحج يجصر معاها
وه
تفوه بها ليردف لها موضحا
ما تفهمي يا روح وجهة نظري يا بت ابوي انا عايزك تجربي منها مش موضوع تشوفي طلباتها وبس لأ انا غرضي تعرفي كل حاجة عنيها انتي جولتي عليها كتومة وهادية ودا اتأكدت منيه بنفسي بعد ما شوفتها امبارح وحكت ع الضغط اللي كانت بتتعرضله من ناس جوزها دا لولا حماتها الله يباركلها هي اللي نصحتها تمشي الله أعلم كان حصلها ايه
بتركيز شديد وقد وصلها الان فحوى كلماته
فهمتك يا خوي انت فعلا عندك حج احنا شكلنا صح مجصرين فيها دي دا انا حتى لما كنت بزورها مكنتش بنفرد معاها لوحدي دايما كان يبجى في ما بينا ناس الله يباركلك يا واد ابوي انك خدت بالك منيه الموضوع ده..
اكتنفه الراحه بقولها وتفهمها الدائم له مما شجعه ليطلب المزيد
طب حيس كدة بجى انا عايزك متجربيش وبس لا دا انا عايزك تصاحبيها تعرف عنها كل شيء كل شيء يا روح بت عمك دي انا فهمتها زين على كد ما هي باينة زي النسمة كدة لكن شكلها راسها ناشفة وما بتمشيش غير بمخها والنوع دا بيحتاج اللي يساسه.
تطلعت له بانشداه وكأنها ترى وجه اخر لشقيقها مما جعله ينتبه على شرودها فصدح صوته متذمرا
خبر ايه يا روح ما تركزي معايا متخلنيش اعيد وازيد في الكلام دا انتي حتى نبيها وبتعرفيها من غير شرح.
ضحكت بمرح لا تستوعب انفاعله لتعقب مستغربة
طب انت ليه متعصب انا فهمت والله وجهة نظرك بس مكدبش عليك متفاجئة من اهتمامك دا غير ملاحظاتك الدقيقة عن نادية وكأنك فهمت شخصيتها كل دا من جعدة واحدة
انتابه في البداية شعور بالحرج لكن سرعان ما استطاع السيطرة عليه ليرد موضحا
انتي جولتيتيها بنفسك جعدة واحدة لكن اخوكي كبير عيلة يا ست روح يعني فريز في اصناف البشر اظن يعني واحدة زي بت عمك مش هتبجى شخصيتها اصعب من ان افهمها.
ازداد العبث على ملامحها لتردف مقارعة له
بس انت مبتفهمش في

صنف الحريم ولا بتجيك مرارة للحكاوي معاهم مش دا برضوا كلامك يا كبير عيلة الدهشان ولا انا بخترغ من مخي
يا بت ال.....
دمدم بها يطالعها بتوعد وقد وصله جيدا ما ترمي إليه بأنها كشفته.
...... يتبع
الفصل التاسع
مشت! مشت كيف يعني ايه اللي بتجوليه دا ياما معجول
هتف بها سند متسائلا أمام اعين الجميع بعد ما أخبرتهم هويدا بحديثها المشتعل منذ قليل مع سليمة
لتضيف على قولها بتهكم
ومش معجول ليه يا جلب امك هتكون مدسية في الأوضة فوج مثلا وبتلاعبنا الغميضة دي بتجول مشت من امبارح عشية يعني غفلتنا واتسحبت في الليالي سليمة شجعتها وانتهى الأمر.
انتهى الأمر كيف
صړخ بها سند ليتدخل عيسى ايضا يدلي بدلوه
مرة خالي خربطت كل الترتيب كان لازم نحسب حسابها من الأول المرة دى كانها مچنونة دي بدل ما تجف معانا لاجل حفيدها ما يجعد في تجلب البت علينا وتعصيها.
تلقت هويدا احتجاجهم صامتة بوجه متجهم عاقدة الحاجبين بشدة ونتيجة الشجار مع سليمة ما زالت تحمل اثارها على ملامحها. 
صاح سند يجفلها
ما تردي ياما سكتي ليه مش انتي سبب الوحلة اللي اتوحلناها دي اقنعتينا كلنا نتبع جدي عشان المصلحة اديها جلبت فوج روسنا كلنا.
هتفت بدفاعية عن موقفها
ويعني انا كنت مغسل وضامن جنة انا كل اللي كان في دماغي هو ان الزفت فايز يتحرم من ملكية البيت مكنتش عايزاه يشم ريحته لكن الملعۏن حظه طلع احسن مننيا كلنا ورث بمۏت الواد وبجى وصي على ولده.
المهم انه ما هيجدرش يتصرف في البيت ولا يوجعه زي ما كان مخطط برضك دي متنسوهاش 
علقت بالكلمات نعيمة والدة عيسى بعد فترة من الصمت التزمت بها هي ووالدتها سکينة والتي كانت تغمغم بالذكر على سبحتها وكأن الأمر لايعنيها غير غابئة بالتدخل معهم في النقاش الدائر.
قلل عيسى يعارض قولها
برضك دا ما دا مش حل ياما احنا كدة وكاننا واجفين ارض طرية ممكن تغطس بينا في اي وجت خالي فايز ممكن في دجيجة نلاجيه واجف وسطينا هنا مع مرته الحرباية وعيالها العجارب لازم الراجل ده تتجطع رجله وما يبجاش له دخلة من أساسه.
ضړبت هويدا ببطن كفها على سطح الأخرى سائلة بنزق
ودي هنعملها كيف وليه اذا كان صاحبة الشأن نفسها بتجول مش عايزاها الوصاية سليمة حطت العجدة في المنشار عشان توجف الحال وليه مخلوله اتنازلت عن حجها في جوزها زمان ودلوك مش سائلة في البلوة اللي هتجع على راسها لما تخش عليها بت التنح السعرانة اللي ما بتشبعش ابدا من الصرف الواحد مش عارف يجول ايه والله.
تركها سند ليتجه بخطابه نحو جدته سائلا لها
وانتي يا ستي مش ناوية تجولي رأيك معانا في اللي حاصل ولا هتعملي نفسك غريبة انتي كمان طب حتى افتكري معتز ريحة الغالي ولا انتي كمان مستغنية زي مرت ولدك
قالها بخبث يغلفه الإستفزاز ليجعل المرأة تلتف إليه مجبرة ترمقه بنظرة حانقة قبل ان يخرج ردها
وانا إيه في يدي يا واد هويدا هو انا كان ليا شورة ولا جولة في الموضوع دا من اساسه انتوا اللي بتخططوا وتدبروا وانا جاعدة ومستنية النتيجة لا جادرة انهيكم ولا جادرة اكون معاكم ھموت على حبة عيني معتز وبنفس الوجت مش عاجبني عمايلكم.
تدخل عيسى يجادلها
مش عجباكي عمايلنا لكن عجباكي عمايل مرت ولدك خبر ايه يا جدة ما تساعدي معانا واقنعي المرة الهبلة دي توافج انا متأكد ان ليها كلمة على نادية.
اشاحت سکينة وجهها عنه مرددة بعدم اكتراث
انا جولت من الأول مليش دعوة متدخلونيش في اي حكيوة من مواضيعكم كفاية عليا مصېبتي في اللي راح ولا لوعة جلبي ع اللي جاعد في المستشفى ما بين الحيا والمۏت ربنا يجومك منها يا عبد المعطي....
قالتها لتذرف الدموع بتأثر ثم تجففها بطرف شالها ومن خلفها صفق عيسى يضرب بكفيه مرددا بسخط
يا باي على شغل الحريم اللي لا يحل ولا يربط نجعد احنا زيكم نندبوا بجى ونسيبها تطربج على راسنا يا سااتر.
عقب سند على قوله بتصميم
لا طبعا مش هنندبوا إحنا لازم نتصرف بسرعة توافج سليمة على شروتنا ونادية تبجى لواحد منينا ساعتها بجى نفضى لخالي... عشان نمضيه ڠصب عنه ع التنازل
وفي منزل هريدي الدهشان 
خرج من غرفته مجفلا على نداء أحد ابناءه ليفاجأ بناجي يقف بقلب الصالة وعدد من اقفاص الفاكهة موزعة في الأسفل حوله حتى غطت مساحة كبيرة كبيرة من الأرضية ليبادره بابتسامة ملأ شدقيه قائلا وهو يتقدم نحوه
أبو محمود توك ما صاحي يا راجل. 
رفع كفه يباغته بمصافحة رجولية مبالغ فيها مما زاد من ارتياب عزب الذي تلقف مصافحته بابتسامة مضطربة ليحاول أن يجاريه
تم نسخ الرابط