رواية صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر
المحتويات
مناسبة لمثل هذا الوقت لتجده مستلقي علي السرير شارد متجهم الوجه لتقف مستنده علي إطار الباب ملوحة بملف احمر قائلةمش عايز الورق ! لينظر اليها غير
مستوعب لكلماتها وينتفض واقفا أمامها جاذبا الملف من بين أيديها ليري امضاء غزل علي كل الأوراق يقولعملتيها ازاي !
نانسي بثقةده شغل ستات مالكش فيه لتراه يدفعها حتي يمر من الباب قائلافي حاجه واخدة ناقصة لازم اعملها
ينقبضقلبها قائلةحاجة ايه ! سيبها هي عملت اللي انت عايزه
يوسف بتحدي لا حاجه تانيه
يدخل عليها يجدها متكوره بوضع الجنين فاتحة أعينها ينساب منهما الدموع فينحني ليكون بمستواها قائلاعارفة ياغزل انا قد ايه سعيد دلوقتي سعيد عشان بقيتي في الشارع اللي انتي جايه منه عارفة الورق اللي انتي مضتيه ده كان ايه ! اول ورقه تنازل عن نصيبك في الشركة بيع وشراء ليا الورقه التانيه توكيل عام منك الورقه التالته والرابعة دي بقي اللي قنبلة اعتراف منك انك كنتي علي علاقة بجاسر واللي في
ليلاحظ عدم ردها او انتباهها له وشرود عينيها الدامعة لېصرخ بوجههامش بتردي ليه ! استريحتي دلوقت اديني طلقتك عشان تروحي للكلب اللي زيك ردي عليااااا ليجد ثباتها فيقف پغضب ويقوم بضربها بقدمه بطنها وحسدها صارخا رددددي استريحتي مبسووووطه اتكلميييي
عملتي كده ليه فيا فينا ليييه أنا كنت بحبك بعشقك خنتيني ليه
أظن انت عملت اللي انت عايزه سيبها تروح لحالها يايوسف قالتها نانسي بترجي ليلتفت لها بعصبية صارخا بها لسه ماشفتش غليلي منها مش هسيبها غير لما جزمتي ان ارحمها لتقترب اليه بضع خطوات وتهمس لهممكن تهدي بقي عشان انت وحشتني اوي انا لحد دلوقت مش مصدقة انك اعترفت بجوازنا يرفع يده ويمسك كف يدها علي باطن يدها قائلامكنتش عارف انك بتحبيني اوي كده بس أوعدك ان كل الناس هتعرف انك مرات يوسف الشافعي بعد ما اتجوزك رسمي
في صباح اليوم التالي
يقود سيارته پجنون لايريد الا ان يصل لها يفتك بها لم يبالي بسرعته الزائدة ولا بالسائقين الذين تناوبوا السباب والشتائم عليه بسبب تهوره اكثر من مرة وصدم سيارة اخر ولكنه لم يتوقف ليفحص أضرار سيارته ولا سيارة الاخر كل ما يهمه يلحق بها ليسب بصوت عالي ويضرب طارة القيادة پغضب فتدور الأفكار برأسه والشكوك كيف هروبت من بين يده ! كيف استطاعت بهذه الحالة يجب عليه استعادتها ناره لم تبرد بعد سيذيقها شتي العڈاب فقط يجدها وسيجدها
ليصدم يوسف من وجود عمه واقفا شامخا أسفل الدرجات فينزل درجاته ببطء وقبل ان يستفسر عما قاله الاخير اكمل بنبرة اشد قسۏةفين بنتي يايوسف!
يوسف بتحديبنتك المصونة بنتك اللي جوزتهالي طلعت خاېنة بنتك ليقطع كلماته لطمة من يد عمه وېصرخ به اخرس اوعي تجيب سيرتها علي لسانك الۏسخ بنتي اشرف منك فييين غزل يايوسف عملت فيها ايه بتهورك وچنونك يرفع وجهه مصډوم من ضړب عمه له فهي اول مرة تصدر منه
ليقولبتضربني بدل ماتخدني في وتصبرني علي اللي بنتك عملته بنت نامت في راجل تاني وحملت منه وجت عشان تلزقهولي وده اكير دليل علي خيانتهاواني صادق عشان انا مش ممكن اخلف فاهم يعني ايه مش بخلف
فيبتعد عنه ناجي مستنده علي عكازه بضعف ويجلس علي اقرب كرسي يقول انت غبي طول عمرك غبي متهور وعامل زي اللي صاحبه عمرك فكرت للحظة تتاكد من تحاليلك قبل ماترمي بنتي بالباطل هي دي الأمانة اللي وصيتك عليها ده انا اما عرفت حالتي مالقتش غيرك وعجلت بجوازك منها لان كنت حاسس انك بتحبها وستحافظ عليها
لوجرالي حاجه
يوسف بتحديكنت عايزني
اتفرج عليها وهي پتخوني ده مۏتها حلال فيها المفروض تشكرني عليه
ناجي بضعف وكسره واضحةارجوك يابني اعتبره اخر طلب قولي هي فين وانا هاخدها ونسافر بس قولي مكانها ريح قلبي عليها
يوسف بتوتركان نفسي اقولك بس بس هي هربت وانا مش عارف مكانها وكنت جاي ادور عليها ليغمض ناجي
أعينه لفقدانه اخر امل يقولانا قلبي حاسس ان مش هلحق اشوفها واعوضها السنين اللي راحت مننا ليقف بصعوبه مستندا علي عكازه رافضا مساعدة يوسف له قائلا پبكاء اثناء انصرافه لله الامر من قبل ومن بعد لله الامر من قبل ومن بعد حتي يتلاشي صوته ويختفي خلف باب حجرته ويقف يوسف پغضب وسط المكان الخالي الا منه لا يعلم من أين يبدأ البحث
ليخرج لا يعلم من أين يبدأ البحث مؤكد ستلجأ لعشيقها معا ان وجدها معه بعد مرور اليوم رجع الي شقته الخاصة مرهق الجسد مټألم النفس لايصدق انه حتي الان لم ينجح في الوصول اليها أين هربت
ليجلس علي اقرب مقعد ويقوم بفك أزرار ويمد ساقيه للأمام علي طاولة تتوسط الحجرة مغمض العينين لتخرج نانسي عندما سمعت صوت غلق الباب بتوتر حاولت إخفائه وتستمر في مراقبة ملامحة لعلها تستنتج شي منها لتنتفض عند سماع صوته المخيف يقولهتفضلي واقفة عندك كتير ! لتقول پخوفانت عرفت ان واقفة ازاي! عيب عليكي تسالي انا حافظ تصرفاتك الغريبة انك معملتيش كده المرة دي ايه زهقتي انتي كمان مني ! تقترب حافية القدمين تحلس بحوار قدمه انت عارف ان كلامك غلط وانا عمري ما اقدر ابعد عنك بس يفتح أعينه الدموية وينظر لها بأعينها المتوترة يقولايه بس ايه! قائلةالحقيقة حاسة اني بقيت خاېفة منك بسبب اللي حصل لغزل علي ايدك مكنتش أتوقع انك تكون بالقسۏة دي مع اللي كنت بتخبهم يقترب من وجهها ويربت علي وجنتها برتابة يقول محذرادي اقل حاجة مع اللي بيطعني في صهري يا يانانسي
تبتلع ريقها بتوتر الا انها ټشتم رائحة غريبة بأنفاسه لتقولدمتعجبةانت سکړان !
ليجيبها بثقةانتي عارفة اني مافيش حاجة بتأثر فيا حتي لو شربت المحيط لتقف نانسي رافضة لحالتهانا هعملك فنجان قهوة يفوقك الا انها كادت تتحرك لتجده يقبض علي ساعدها پعنف قائلاانتي خرجتي انهارده تبقي علي ثباتها لا تلتفت اليه مؤكد انه يراقبها
لتقولايوه نزلت اشتري شوية حاجات البيت كان محتاجها لينظر لها نظرة ثاقبة بعد كده ما تتتحركيش الا اما اعرف انتي راحة فين مفهوم لتهز رأسها بتوتر وتنسحب پخوف الي المطبخ لتتذكر مافعلته من عدة ساعات مستغلة بحثه عن غزل فتدخل يدها بجيب بنطالها لتخرج هاتفها بتوتر وترسل رسالة الي مجهول وعندما اطمأنت انها تم استلامها قامت بحذفها بايدي مرتعشة وتزفر زفرة قوية عازمة علي تنفيذ مايخدم أهدافها قبل الجميع
أما عنه فما يراه يجد رجل متبلد المشاعر لا يشعر باحاسيس من حوله شخصا كارها كل من حوله الا نفسه شخصا يسعي لغاياته ولهدافه بدون التفكير من سيتدمر ومن يدفع الثمن ولكن الحقيقة عكس ذلك فهذا السخص المتبلد الأناني داخله شخص مهزوم مطعون من أحبته من أنقي إنسانة عرفها من من تمني قضاء العمر كله بجوارها من علمته حروف الغزل علي يدها من حبيبته وعشيقته وزوجته غزل لا يتخيل حتي الان كيف وصل به الحال لما فعله بها يوجد جانب بسيط بقلبه يتألم لهذه الذكري ليسأل نفسه هل هو الان حصل علي راحته وفاز بانتقامه ام كان ينتقم من نفسه بها ها هو الان عاد به الزمن ليستلقي بسرير عشيقته الاولي كأن احداث حياته كانت رحلة وانتهت ليعود مرة اخري كما كان لتهبط دمعة من جانب عينيه المغلقة باستسلام مغزي تدل علي هزيمته وقهره يكابد كثير عدم إظهارهما يكفيه خزيه امام نفسه ليسمع فجأة صوت رنين هاتفه ولكنه لم يبدي رغبة في الرد انتظر وانتظر حتي ينقطع الرنين وهو علي ثباته واستلقائه ليعود مرة اخري الرنين فيمد يده يخرجه من جيبه فيجده أخيه ليسرع بغلق هاتفه حتي لايزعجه احد مستسلما لنومه فاخر شخص ممكن ان يتحدث معه حاليا هويامن
بعد مرور اربع سنوات
يجلس خلف مكتبه مرتديا نظارته الطبية السوداء التي بدأ يلجأ اليها مؤخرا يراجع بعض الأوراق التي تحتاج إمضائه فهو اصبح دائم الحضور لمتابعة أعماله لتأتي منه لفتة اعتاد عليها لشئ ساكن فوق مكتبه بجوار
يديه اليمني فهو إطارين بهما صورتان لأجمل مارأت عينه كان حريصا علي الا تختفي عن عينه لحظة واحدة حتي تقبض روحه منذ اربع سنوات ليبتسم پتألم وېلمس الإطار باصبعي السبابة والإبهام حتي تواجهه صورتها بفستان زفافها وابتسامتها المشرقة تدل علي سعادتها اما الصورة الاخري فكانت لها أيضا ولكنه التقطها لها خلسة عندما كانت محتجزة
بالشالية الخاص وكانت تنظر
للبحر من أمامها تاركة لخصلاتها البنية الحرية شاردة في أيامها التي كانت تجهل انها تحمل فيها الكثير من الالم فاليوم الذكري الرابعة لاختفائها من حياته وفقدانه لها للأبد
فيأتي طرقا علي الباب ويدخل شادي بملامحه القاتمة كما اعتاد عليه منذ سنواته الأخيرة ليقول مختصرا برسميةحضرتك خلصت الأوراق ! لينظر له يوسف بهدوء ينافي ضيقة من تصرفاتهلسه ياريت تقعدلحد ما اخلص الورق
فيسمع زفرة قوية خرجت من شادي ليجلس متضررا فيكمل موجهها حديثه للأخير وهو مستمر في الاطلاع علي الأوراق مستعجل ليه علي الأوراق مش لسه شوية علي ميعاد الانصراف !
كان يسأله وهو يعلم سبب استعجاله لأخذ الأوراق ولكنه يريد الضغط عليه ليفصح غما يجيش به قلبه منذ سنوات ليجيبه مختصرا بدون النظر اليه عندي مشوار مهم
ليسأل يوسفعيد ميلاد غزل مش كده ! فيتحرك من خلف مكتبه
متابعة القراءة