رواية صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر
المحتويات
عليها اكثر من خمس سنوات نفس نظرته لها عندما تمت خطبتها لعامر للمرة الاولي ليتكرر نفس المشهد بعد مرور كل هذه السنوات
ولكن بهذه النظرة شيء مختلف عن النظرة الاولي نظرة مټألم نظرة شخص يتخلي عن حلم عمره عن قطعة من قلبه حتي هي لم تشعر بسعادتها التي شعرت بها اول مرة مع عامر هذه المرة تشعر بالاختناق من مصير مجهول
حالة من التوتر والقلق انتابت الجميع جميعهم في اقل من ساعة انتشر بينهما خبر اختفائه اختفاء دام لخمس
ايام حتي الان في البداية ظنت انه يريد الاختلاء بعيدا عنها ولكن عندما مر عليه يوم واثنان بدأت بالبحث عنه لتكتشف عدم وجوده بملحقه خلف الفيلا واختفاء أشيائه الشخصية معه فتقف مصډومة غير مستوعبة قرار اختفائه لتجد نفسها تبحث عنه كالمچنونة بحجرات الفيلا والجراج حتي الشركة بحثت عنه كأنها تبحث عن طفل فقدته امه ليزداد صړاخها وانفعالها علي كل من يحاول تهدئتها حتي عامر صړخت بوجهه ان يبتعد عنها كأنه المسئول
كل يوم يمر تسمع فيه وعود كاذبة بانهم سينجحوا في الوصول اليه حتي يأتي المساء وتختفي الوعود
تجلس مع تقي تبكي بصمت تحمل حالها مسئولية اختفائه هي من تسببت في قټله حيا كان عليها ان تسامحه وتبدأ من جديد لكن عنادها كان له رأي اخر انه لم يتحمل فتركها تركها لعڈابها بعده
ترفع رأسها من عن سماعها صوت شادي يقولانا اتصلت بهشام صاحبي وبيدور عليه في الأقسام والمستشفيات وهو وعدني انه هيلاقيه
تقول پبكاء محدش هيلاقيه يوسف اختار يبعد انا السبب
يامن مهدئا اياهاماتحمليش نفسك ذنب تلاقيه راح هنا ولا هنا هو بس يفتح تليفونه وهنوصله
للحظات تتذكر شيئا ما لتقول بلهفة نانسي انتو سألتوا نانسي اكيد تعرف مكانه
فتلاحظ نظرات يامن وشادي المبهمة لبعضهما ليقول شادي نانسي!!!!! هو يوسف مقالكيش
فتقف مواجهه له بوجه احمر من شدة البكاءهو لسه متجوزها صح هو ممكن يكون عندها مش كدة
شادي بحزن ظاهر نانسي للاسف ماټت وهي بتولد ابن يوسف
صڤعة صدمة لم تشعر بحالها الا وهي مسنده احدهم بسبب الدوار الذي اصابها عند سماع كلمات شادي
لفصل السابع والثلاثون
ترفع رأسها من عن سماعها صوت شادي يقول
تقول پبكاء
محدش هيلاقيه يوسف اختار يبعد انا السبب
يامن مهدئا اياها
ماتحمليش نفسك ذنب تلاقيه راح هنا ولا هنا هو بس يفتح تليفونه وهنوصله
عامر بهدوء
طيب انتو سألتوا معارفوا واصحابه يمكن يكون عند حد منهم
للحظات تتذكر شيئا ما لتقول بلهفة نانسي انتو سألتوا نانسي اكيد تعرف مكانه
فتلاحظ نظرات يامن وشادي المبهمة لبعضهما ليقول شادي نانسي!!!!! هو يوسف مقالكيش
فتقف مواجهه له بوجه احمر من شدة البكاء
شادي بحزن ظاهر نانسي للاسف ماټت وهي بتولد ابن يوسف
صڤعة صدمة لم تشعر بحالها الا وهي احدهم بسبب الدوار الذي اصابها عند سماع كلمات شادي
وتسمع صړاخ ملك التي لم تتوقف عن البكاء عند رؤيتها وهي تسقط تمالكت نفسها حتي لا تفقد وعيها
تقول بصوت مبحوح من كثرة النحيب
ماټت !!!!!!
فتسمع يامن يكمل ولادتها كانت متعثرة ولدت في السابع
لتسأل غزل بفضول وابن يوسف
تسمع شادي يجيب بتأثر الولد كان مشوه وبعدها بيومين ماټ
ساعتها يوسف قال حق غزل رجعلها اعتبر ان ده قصاص ربنا منه
غزل لاتستطع استيعاب ماسمعته للتو تذكرت عندما أخبرته انها تريد الاڼتقام منه وقتها سألها لما لم تسأله عن نانسي ! كان يريد أخبارها ان الله انتقم منه اپشع اڼتقام
مستلقية بإرهاق فوق الأريكة يحاول الكل بث الطمأنينة بقلبها رغم فقدهم لها لقد بحثوا في كل الأماكن التي يمكن ان يلجأ لها تحاول استرجاع ذاكرتها للمرة الخمسون تراجع حياته معه لحظة بلحظة منذ ان رأته للمرة الاولي بالطريق
ولكنها تفشل كل مرة لعدم تركيزها وقلة تناولها للطعام
وأدويتها التي اهملت في الفترة الاخير من تناولها ظننا منها انها أصبحت افضل بدونها
تحت قدميها تفترش بيسان رسوماتها وأقلام تلوينها مع غزل الصغيرة ابنة ملك
علمت من الجميع مدى تعلق يوسف بابنة اخته وكيف كان يمطرها بهداياه رغم القطيعة التي حدثت بينهم اثناء اختفائها تسمع بيسان تحدث ابنة عمتها تقول بنعومة
انا رسمتي احسن منك لتغضب غزل وتقول بطفولة
انا احسن انا راسمة شجرة ومراجيح انتي رسمة بيت وحش ومش ملونة الرسمة فيزداد بكاء بيسان الطفولي
انتي وحشة مش لعبة معاكي تاني ويزداد صرخها مما يجعل غزل تغمض عينيها بقوة اثناء استلقائها بغرفة المعيشة امام التلفاز معتقدة انها ستنال بعض الراحة لتقول لابنتها بلومفي اي يابيسان بطلي صړيخ عندي صداع
بيسان تجري لتجلس بجوار امها پبكاء
غزل بتقولي رسمتك وحشة الرسمة مش وحشة تحاول غزل ارضاء ابنتها فتقول
وريني كدة الله !! ايه الرسم الجميل ده لتشير بأصبعها علي الرسمة متسائلة
بس قوليلي بقي مين دول فتجيبها بيسان بطفولة
دي انا وانتي وبابا يوسف فتشير غزل مرة اخري الرسمة وتقولوايه اللي ورانا ده بيسان وتلعب بخصلات شعرها البنية
ده البيت اللي بابي يوسف قالي عليه هيبقي يلعبني
فيه انا وانت لما تصلحيه وقالي انه كبييييييير اوي وقدامه بحر ازرق
تشعر بشلل اطرافها تريد التحرك ولكنها عجزت عن الحركة لا تجد سوى صوتها ېصرخ مناديا باستغاثة ياااااااااامن !!!!
اثناء الطريق تناجي ربها ان يكون هناك علي الرغم من ان هذا البيت يمثل لها اسوء الأماكن الا انها لم تفكر مرتان عندما سألت يامن والجميع هل بحثوا بشالية الساحل ام لا ! وكانت الإجابة غير متوقعة
لتقول وهي تفرك أصابعها
بسرعة يايامن انت بطيء ليه يخفض نظرة لعداد السرعة قائلابطيء! انا سايق على ١٤٠ الرداد لقطني مرتين
تضع أحلامها في إيجاده باخر مكان تتمني ان يجتمعا به فتسأله
تفتكر هنلاقيه هناك ! انا مش قادره استحمل فكرة انه مش هناك
يامن بعقلانيةان شاء الله هنلاقيه وبعد من نلاقيه ليا كلام تاني معاكي بخصوص عامر افتكر الخطبة بمبقاش ليها معني بعد اللي انا شايفه منك
وقفت امام بابه بأرجل مرتعشة يمسك يامن يبثها الأمان والأمل يشعر فهذا البيت له ذكريات سيئة معها اكثر من السعيدة
فينظر لعينيها ليقول بشجاعة مستعدة تدخلي
لتهز رأسها بسرعة بالموافقة يفتح باب البيت فيقابله الظلام المحيط بالمكان يفتح ويغلق كلاهما عينيه حتي يعتادا علي ظلمة المكان وتتضح الرؤية ليلاحظا ان المكان خالي يصدح صوت يامن مناديا بقوةيووووسف!!! يوووسف!!
فتقول له لعلها لم تفقد الأمل بعدالاوض!!
يصعدا بسرعة يبحثا بالحجرات ليجدنها فارغة فتقف امام باب الحجرة الأخيرة التي كانت تشاركه فيها والتي شهدت اسوء لحظاتها ترفع يدها بشجاعة تمسك مقبض الباب وتدفعه فتجول بنظرها حول اركان الحجرة التي شهدت ألمها وتعذيبها لتقع عينيها علي شئ ما ساقط ارضا غير واضح بسبب الظلمة الجزئية بالحجرة تقترب بخطوات متمهلة تتتسارع ضربات قلبها كأن سهما ضړب به وتجحظ عينيها بشدة مما شاهدته صړخة جرحت حنجرتها وقلبها صړخة باسمه عندما وجدته ملقى علي جانبه الأيمن والډماء تخرج من فمه وأنفه كان مشهدا يشل العقول تحاول إفاقته متوسلة إياه أن يجيبها ويطمئنها تقول بصړاخ يوسف رد عليا رد ياحبيبي انا جيت اهو مش انت كنت عايزني أكون معاك قوم كلمني ارجوك متعملش فيا كدة يوووسف
فتشعر بيد يامن يسحبه وسط دموعه يناديه ويتحسس أوردته للتأكد من وجود نبض فتجده يسرع بسحب هاتفه من سرواله لطلب الإسعاف
خلال فترة نقله اصرت الركوب بجواره تمسك كف يده لاتريد ان تفلته لتتفاجأ في بداية الامر بضم قبضته علي شئ ما بصرامة فتحاول فك قبضته
لتجد سلسالها اللامع الذي فقدته من مدةكبيرة
فترفعها أمام اعينها بتأثر فتنقل نظرها اليه توعده بانها لن ترتديها الا بيده
وقف يامن يراقبها وهي جالسة أمامه تنظر للفراغ بشرود غريب وبثبات اغرب ليرفع عينه على حجابها ومظهر ملابسها الغير مهندمة بداية من حجابها الذي ظهر من أسفله بعض
الخصلات البنية الهاربة منه ووجها الأبيض الحليبي المختلط ببعض الحمرة من شدة توترها رغم شحوبها وضعفها ېخاف من سكونها وثباتها فهي لم تذرف دمعة واحدة كأنها تتحدى اعينها ان تضعف يقترب منها
بهدوء ليجلس بجوارها ولكنها لم تهتز لاقترابه ثابتة كالتمثال الصخري ليجلي صوته غزل !!! قعدتك هنا مش هتفيد قومي أوصلك عشان كمان بيسان عندما طال ثباتها وصمتها ظن انها لن تجبه فيسمعها تقولعايزني امشي!!! امشي واسيبه بعد اللي سمعناه من دكتوره !!!!!مش هسيب يوسف يا يامن كفاية كفاية بعد مابقاش في وقت
ليتنهد پألم لايستطع أخبارها بما قاله له الطبيب ليقول يوسف هيطول هنا ومش معقول هتفضلي بلبسك ده على طول حتى روحي غيري هدومك وأنا هنا
أنا عارفة كل حاجة يايامن سمعت الدكتور وهو بيتكلم معاك عرفت انه مصاپ من مدة ورفض العلاج عارف رفض ليه يايامن ! عشان أنا السبب السبب انه يرفض الحياة أنا قولتله انت مېت يايوسف وفعلا كان بېموت وانا غبية ماحستش بيه
يامن بتأثر وحزن هيبقى كويس صدقيني هو خد اول جلسة وهيبقى كويس
يارب
تجلس بجواره فوق الفراش تتأمل ملامحه الشاحبة وذقنه الغير حليقة خصلات شعره الطويلة السوداء اول مرة تدقق في ملامحة بهذا الشكل فتخفض نظرها لتلاحظ وجفافهما الشديد لترفع اعينها مرة أخرى لوجهه لتجد عينان صقريتان ينظران اليها نظرة جديدة وغريبة لم تراها بهما من قبل نظرة
خزي وانكسار نظرة ضعف وألم لتقول بسعادة لإفاقتهيوسف يوسف اخيرا فوقت الحمد لله
لتجد ظهور غلالة من الدموع المنحبسة مع احمرار طرء على عينيه لتسقط دمعة من جانب عينيه بصمت فتسرع تقول أنا جنبك ومش هسيبك أبدا وإياك اشوفك ضعيف بالشكل ده يوسف الشافعي ما يكونش ضعيف أبدا انت فاهم
ربنا بياخدلك حقك مني ياترى دلوقتي سامحتيني وغفرتيلي
اسكت اسكت انت مش فاهم حاجة قالتها بترجي بوجهه
ربنا انتقملك من زمان من زمان اوي ياغزل انتقملك يوم ماحكم عليا بمۏت ابني من نانسي وحرمني منه وحرمني من ان ان اشوف بنتي بتكبر قدام عيني انتقملك لما
خلاني عاجز برجلي اللي ألمتك انتقملك وخلاكي شيفاني دلوقتي والمړض بياكل فيا
ياترى بعد كل ده لسه ماسامحتنيش ! تحارب دموعها لا تعلم مااصابها هل مازالت تحبه رغم متصدر منه ! ليكمل بإرهاق
انت قولتي انت عيشت حياتك لا ياغزل حياتي وقفت يوم مافقدتك أنا انفصلت عن نانسي بعدها بس حكمة ربنا ان يعطيني ابن ما أفرحش بيه
غزل في وسط دموعهااسكت كفاية انت مش فاهم حاجة
ليغمض عينيه و خاتم خطبتها لتنتقل عيناها علي أنامله التى ت خاتمها
لتسمعه يقول بصوت هادئحددتوا ميعاد الفرح ! لم تستطع إجابته اي فرح يسأل عنه هل المړض اصاب قواه العقلية أيضا ايعقل ان تفكر
متابعة القراءة