بقلم الكاتبة حنان سليمان
يحكى لها عن سفره وعن قلقه عليها .حكى رعد ايضا عن اكتشافه لمكالمه فائتة من ابيه .كذبت وعد وهى تردد نفس كلام اخيها كى تغيظ صافى
رن هاتف هيفاء فأجابت بفرحة .كان المتصل سارى
هيفاء اهلا ياروحى عامل ايه
سارى بهدوء انا تمام ياهيفا .الولاد تمام
اجابته بدلال اه تمام تسلم ياروحى على سؤالك
سألها هى صافى جنبك
اجابته بهدوء لاء .للاسف
سارى بضيق طيب مش ممكن تبعتى لها التليفون من فضلك
نهضت واقفه حالا ياحبيبى .ادينى بس دقيقتين
قالتها وهى تضع يدها على الهاتف كى تكتم صوتها عنه بدلال قائله بعد اذنكم اصل سارى عاوز يكلمنى على انفراد
قالتها وهى تصعد للاعلى بضحكات خليعه كى توهم صافى بأن سارى يمازحها وصافى ترمقها بحزن
وصلت ناحية غرفة صافى وطرقت الباب وهى تقول كى تسمع سارى على الناحية الاخرى من الهاتف
سارى صافى ممكن تفتحى الباب .سارى على التليفون عاوز يكلمك .هو تليفونك فيه مشكله ..ايه ..بتقولى ايه ....طيب براحتك ...انا عامة هبلغه
امسكت الهاتف وقالت لسارى وهى تصطنع الحزن
هيفاء شكلها مشغوله ياسارى .يمكن بتكلم حد .بتقولى هتبقى تكلمك بعدين
اجابها سارى پغضب لا براحتها ..يلا سلام
اغلق الهاتف وهو يستشيط ڠضبا من تجاهلها له
مرت الايام الثلاثه الاخرى وصافى شاردة وجهها شاحب من قله النوم والاكل .حاول رعد معها كثيرا كى يخرجها مما هى فيه الا انه لم ينجح .اصبحت تهرب لغرفتها كثيرا لتظل تبكى بها وحدها كلما رأت هيفاء وهى تصطنع مكالمات وهمية بينها وبين سارى والذى انقطع اتصاله منذ اخر مكالمة له مع هيفاء منذ ثلاثه ايام
................
مرت عدة ايام والحال على وضعه .
هيفاء تتعمد اغاظة صافى بإدعائها لمحادثات هاتفية بينها وبين سارى ووعد تساعدها بتأليف حكايات عن استشارة ابيها لها عن نوعية الهدايا التى قد تعجب هيفاء ورعد حائر فى ايجاد طريقه لرعاية صافى كما اوصاه ابيه .
جلسا على الافطار جميعهم .كانت صافى فى اسوأ حالاتها بعينيها الغائرتان ووجهها الشاحب حينما هبت فجأة وهى تشعر بالغثيان الى الحمام لتتقيأ تلك اللقيمات الصغيرة التى تناولتها على مضض
تابعتها هيفاء فأشارت لوعد ان تتبعها للحديقه .سارا حتى وصلا لبعيد بادرت هيفاء قائله بجدية صاحبتك شكلها حامل ..فاهمة يعنى ايه حامل يعنى ابوك كده هيضيع مننا وهتبقى مش بس سبب حرمانك من امك اللى ماټت بقهرتها لما ابوكى اعترف لها بحبه ليها وجوازه منها وانه هيطلق امك ويجيب صافى تبقى صاحبة كل العز ده .وقتها امك اتقهرت وحكت لى عن رغبتها بالاڼتحار وانا واستها
سألتها وعد بفضول بس ياخالتو قبل الحاډثه ماما كانت
عادى يعنى مكانش باين عليها الزعل ولا الحزن .وبعدين اللى عمل الحاډثه السواق يبقى ماما اڼتحرت ازاى
ارتبكت هيفاء للحظة قبل ان تتماسك قائله
مامتك كانت بتعرف تخبى كويس .طول عمرها كانت كده .من كتر اللى شافته من باباكى ..والحاډثه اللى عرفته من الشرطة لما حققوا .فى شهود عيان قالوا ان مامتك كانت قاعدة جنب السواق وهى اللى حركت دركسيون العربية لحد لما انحرفت والحاډثه حصلت
سألتها وعد مستغربة يعنى ياخالتو لو ماما عاوزة ټنتحر ليه تستنى لما تركب مع سواق وتقلب العربية بيهم يعنى ماكان ممكن تسوق العربية بنفسها اى وقت او ټنتحر باى طريقه اخرى .والسؤال اللى شاغلنى اكتر ليه مسابتشى جواب او اى رساله لنا او لبابا تودعنا فيها
تعصبت هيفاء قائله انتى غريبة اووووى ياوعد .بقولك انا ليلتها قابلت امك فى الحفله اللى كانت فيها وعيطت پقهرة من ابوكى وقالتلى انها بتفكر ټنتحر بعدما هددها بانه يطلقها ويجيب مراته الجديدة .ايه مش مصدقانى هو انا عمرى كدبت عليكى مش انا خالتو اللى طول عمرنا انا وانتى اصحاب وقريبين من بعض من قبل حتى ۏفاة ماما .صح ياروحى
هزت وعد رأسها بالايجاب بحنان قبل ان تكمل هيفاء قائله
هيفاء خلينا فى المهم ...لو صافى طلعت حامل يبقى ابوكى هيطلقنى ويرميكم فى اى جامعه خاصة بره فى امريكا ولا لندن ومش بعيد يحرمكم من فلوسه لما الهانم تجيب له ولاد كتير .دلوقتى افهمينى كويس .انا مينفعش اقرب منها لانها مش طايقانى بس انتى تقدرى لو نفذتى اللى هقولك عليه فهمانى
اجابت وعد معاكى ياخالتو
كانت صافى بسريرها شبه نائمة غير قادرة على النهوض بعدما افرغت مافى معدتها .سمعت طرق على الباب فأجابت
دخلت وعد وبيدها
كوب نعناع مغلى قائله بود
وعد انا جبت لك كوباية نعناع .شكلك اخدت برد فى معدتك
استغربتها صافى دون ان تجيبها فاكملت وعد بتأثر
وعد انا عارفه ان اسلوبى معاكى من الاول مكانش كويس .وانا بعتذر لده بس انتى متعرفيش غلاوة ماما عندى كانت أد ايه ....بس انتى ومن اول يوم شخصيتك عجبتنى وهداياك كمان بالمناسبة بس بصراحة خفت اقول ده لاحسن خالتو تزعل منى ..يعنى لازم اراعى مشاعرها هى زى ماما برضه
ابتسمت صافى بود قائلة ايوه انا فاهمة ده طبعا ومقدرة .وبشكرك على صراحتك
اقتربت منها وعد قائله بهمس هى