رواية غمزة الفهد بقلم ياسمين الهجرسي
المحتويات
أيه النهارده.. رغم أنى عارفه أن جدك مش هيعديها لى علي خير..
بس أنا مهمنيش وسمعتها لكل كليله فى الدار........
مازل ريان مستلقي على مخدعه يسمعها والنعاس يملئ جفونه وضع يده على جبتهه يدلكها من فرط الصداع الذى ينخر برأسه وهتف بامتعاض ساخر
يعني لما أقوم أقع تحت هيقولوا عليا راجل .. والكل في الكل .. ما انتى عارفه أنه محدش بيحبني بسبب تصرفاتك ..
وأكيد عملتي حاجه خلتيهم يكرهوني أكتر.. هو أنا تايه عنك شارب من مقالبك كتييير....
زفر أنفاسه پغضب وحاول الاعتدال واستند برأسه على ظهر المخدع يذكرها بما فعلت فى الماضى القريب
فاكره زمان وبسبب عمايلك زينه وفجر بقوا بيخافوا يقربوا مني .. ويادوب بيكلموني بالعافيه..
اعتملت غصه بحلقه واستطرد
صړخت به مكيده پحده هاتفه
هنيهمين دى اللى تشبها بيا وتقول أمى.. أنت مالكش غير أم واحده فاهم ولا لأ .. مسمعكش تكرر الحديت الماسخ ده ..
أشار على فمه لتصمت من ذكر تلك الاسطوانة التى ترهق أذنه عند سماعها قائلا بنزق
سبحان الله وبحمدهسبحان الله العظيم
غيرة الراجل ڼار في مراجل......
ڼار بتنور مابتحرقش......
واحنا صعايدة بنستحملش.....
شمسنا حامية..... وعرقنا حامي..... وطبعنا حامي ..... واللي تخلي صعيدي يحبها.... يبقى يا غلبها.......
بهدوء ما يسبق العاصفه وبأقصى درجات ضبط النفس كتم ألسنة النيران المستعره
بقولك أيه أنا كنت عاوز أكلمك في الموضوع ده كويس أنك فتحتيه عشان نرتاح كلنا...
أنا بغير عليكي من نفسي.. فمبالك من ابنك.. ما تزوديهاش بقي وعدى يومك.. أنا بقولك أهو وبنبه عليكى أياكي ياهنايا تعملي معاه زى ما كنتى بتعملى زمان قبل ما يسافر..
جز على أنيابه وتابع تحذيراته بعصبيه
أنا بحظرك لآخر مره ممنوع تأكليه .. وممنوع يشيلك زى زمان.. كان وقتها في ثانوى وكنت بسكت بالعافيه.. دلوقتي كبر ومش هقدر أسيطر علي نفسي.. وهولع فيكي وفيه وفي نفسي.....
وجعت أيدى ياسعد أهون عليك كده ..
طأطات برأسها تنظر لموضع يده پألم لتفيض الدموع منهمره تستغيث منه وتلجأ إليه.....
فزع سعد من هيئتها فهو بدون وعى كان السبب فى ألمها نظر لموضع ليستشعر فداحة ما فعله بها أردف بأسف
أنا آسف .. بس أنا بغير عليكي مش من فهد بس لا حتي من البنات .. لما كان يبقي اسبوع مكيده وتروحي تباتي مع بناتك في أوضتهم أو هما يباتوا معاكي في أوضتك .. كنت ببقي نايم في ڼار وأفضل أفكر
استطرد يقص عليها لوعة عشقه لها
أنا اكتشفت أني معرفتش معني الحب ألا لما شفتك وحبيتك .. وحتي المرحومه أم فهد رغم أنها بنت عمي ومتربيه معايا .. وكنت متخيل اني حبتها حتي لما ماټت كنت حاسس أني ھموت معها .. بس لما قابلتك واتجوزتك وعرفتك اتأكدت أني عمر قلبي ما حب غيرك .. ولا عرف معني الحب اللي معاكى......
سامحيني
ثم يود لو يواريها عن العيون لتكون رؤيتها مقصوره عليه هو وحده.......
بادلته هنيه بحراره مثيله لحرارته وهمست له
وأنا عمرى ما حبيت .. ولا هحب .. ولااتمنيت راجل غيرك .. ولو بحب فهد فعشان هو حته منك.....
رتبت على ظهره بحب واسترسلت
كل اللي أنت عاوزه أنا هعملهولك بس اهدى عشان خاطر هنيه حبيبتك... معقوله تغير من ولادك...
أيوة بغير لا أنا نجصان نقصان ولا ضعفان ولا مسطول ولا ولا زايغ من عيني الضي .. ولا حد أحسن مني في شي .. بس بغير واللي جالولك قالولك غيرة الراجل جلة قلة ثقة أو جلة قلة فهم .. خلج خلق حمير.........
تزين وجهها بابتسامه مهلكه لقلبه أذابت فؤاده وعلم من خلالها مسامحتها كم هى محبه عاشقه هى هنا قلبه منذ أن وقعت عينيه عليها.....
هتفت بمزاح محبب
خلاص ياعم هشام ياجخ فهمنا أنك بتغير... فكها بقى وحياة هنيه......
بحريه ثم سحب
انتبهت هنيه على حالها لتحاول النهوض من جواره
ليسألها سعد
راحه فين ....
أجابته هنيه بحب
اجهزلك الحمام .. عشان تنزل ل عمي أنت اتأخرت عليه.....
خليكي شويه .. عارفه أنك حته مني ياهنايا ولما بتبعدى عني قلبي بيوجعني.. مش عايزك فى يوم تبعدى عنى أو تزعلى من غيرتى عليكى....
بحب يسيطر على كيانها عقبت هنيه
ربنا يخليك ليا ياسعد الدنيا أنت.. أنا لا يمكن أزعل منك .. وغيرتك دى بتحيينى مبتموتنيش وبتجدد الحب بينا .. أنت أبويه و اخويا ودنيتي كلها مش جوزى بس...
شاهد الدمع يترقرق بعينيها هتف يمازحها ليخفف عنها وطئة كلامه وبضحك ساخرا مردفا
أه يا بنت عمرى .. قولى كده
بقى عشان أنا آكبر منك بكتير يعني ..
قرصته من وجنتيه ترد على مزحته
أيه ياراجل أنت ده .. أنت هتخم مكنوش كم سنه عمى لا راحوا ولا جم .. هتكبر نفسك عالفاضي ياحبيبى .. ده انت ماشاء الله عليك زينة الشباب فشړ ولادك....
صخب ضحكاته تعالى ليعقب عليها
يابت يابكاشه.....
تاهت فى ضحكات
لا يا حبيبي مش بكاشه.. حبك فى قلبى مش بالسن خالص.. انت نبض قلبي يا سعد .. عارف
وبعدين مين قالك أنك أكبر أنت يدوب أربعيني صغنن وجميل .. اللي زيك عيالهم في إعدادى .. بس عمي اللي جوزك صغير .. ما أنت كنت الحيله بقي جاى لهم على شوق وعطش .. تعرف لما بشوفك واقف مع البنات ورفعت يدها تشاور علي قلبها.. بحس بڼار في قلبي........
بسعاده تغلف وجدانه معها أردف
آه اتجوزت وأنا في أولى كليه تجاره .. يعني أبويا كان حابب يفرح بيا ....
قلب وضعهم وهمس لها
وبعدين فيكى كل دا كتير عليا.. مشاعرك دى بتخليني أسعد راجل في الكون.. ربنا يخليكي ليا يارب
غمز لها بطرف عينيه بابتسامه قائلا
أبوس أيدك ياسعد مش بعرف أعوم .. لا مش عاوزه أغرق أهون عليك ياسعد أموت واسيبك لوحدك.......
تعالى صخب ضحكات سعد عليها بعد كل هذه السنوات ومازالت على رعبها من استخدام حوض الاستحمام تتوهم أنها ستغرق به أردف بضحك
هو في حد بيغرق في البانيو يا هنايا .. وعالعموم مدام لسه جبانه أنا هغرقك لحد ما أسماك القرش تكلك كله.....
هنيه
بشرود فى ضحكته وملامحه المشرقه همست له
ما أنا بقيت مجنونه بسببك..
أنا عقلي بيتلغي وقلبي بس هو اللي بيشتغل طول ما أنا جنبك مش بفكر أنى هغرق في البانيو لا أنا ممكن اڠرق في كوبايه
صدحت بنبره عاليه تعلن حبها للمرة التى لا تعلم عددها
بحبك بحبك بحبك اوووووووي يا سعد...
فى نفس الأثناء بمكان آخر ندخله لنجد صدى صخب وضجه تصدر من المطبخ يصاحبه هتاف الأم بضجر من ابنتها لتصيح أنعام بإنفعال خفيف
ياغمزه حرام عليكي .. كل ده بتعملي بيتزا وكيك من الصبح .. وبعدين ده عيد ميلادك أنتى يعنى ترتاحي يا حبيبتي واحنا اللى نحتفل بيكي ونعملك كل حاجة .. مش تحكمي علينا محدش يدخل المطبخ غيرك....
عقبت عليها بسنت الأخت الكبرى متداخله
بالحوار وهتفت بضحك تشاكلها بمزاح
سيبك منها يا ماما .. أصلا مجهودها ده كله هيروح علي الفاضي .. لما محدش فينا ياكل من أكلها..
دخل على صخب حديثهم أحمد ليتجاذب معهم أطراف مشاكستهم وهتف بمرح
محدش يتريق علي غمزه دى شطوره ومش ھتحرق البيتزا زى كل سنه....
اقترب منها وقبض على وجنتها يقرصها بدعابه مسترسلا
وبعدين أنا الحمد لله العياده النهارده كان عندى المړضي حبه صغيرين .. وأنا مستعد اكشف عليكم ببلاش أهوو اكسب فيكم ثواب.......
تركتهم الأمأنعام بالمطبخ وخرجت ټضرب على كفيها بغيظ من رأس ابنتها اليابسه وجلست على أريكه الإستقبال بجوار زوجهاعزت الذى استمع لحوارهم وهو مبتسم سعيد بلألفه التى تغلف عائلته حمد الله وهتف ضاحكا
أه يا ابني عندك حق .. هو التلبوك المعوى اللي جالي المره اللي فاتت يتنسي......
خرج من غرفته يمثل أنه يتضور جوعا وهتف بنزق ينخرط معهم فى التحفيل على أخته مردفا
ليه كده يا جماعه .. أنتم عارفين أني مفجوع وباكل أي حاجه معنديش مشكله.. بس لحد أكلك ياتوأم روحي مستحيل أقدر اكله....
هرول يقف أمام والده يبسط يده فاتح كفه قائلا بمزاح
اطلع بفلوس يا حاج .. أروح اشترى آكل من المركز .. أنا خلاص ھموت من الجوع......
هرولت بسنت وأحمد من المطبخ للخارج يتحاشوا نزقها ليلتفوا حول الأب بمرح يفتعلوا حركات صبيانيه ليزيدوا حفيظتها المحببه لهم......
خطت نحوهم تحدق فيهم بسخريه وزمت ثغرها للأمام تطالعهم بطفوليه ووقفت فى منتصف صالة المنزل تربع يدها أسفل صدرها هاتفه بمزاح
بقى كده مامتي الحلوه سيباهم يحفلوا عليا ويتريقوا علي أكلي .. وحضرتك يا سي بابا بيجيلك تلبوك معوى مش كده ...
فكت يدها تنظر له بحاجب مرفوع وأشارت عليه مردفه
وحضرتك يا دكتور أحمد معنكدش مرضي وهتكشف عليهم ببلاش.. لا وهتكسب فيهم ثواب كمان حلو والله حلو مكنش العشم ياابوحميد......
قوست فمها يمين ويسار ومثلت العويل تحرك إبهامها مع شفتيها فى حركه مصريه شهيريه يطلق عليها ندب وهتفت بنزق لطيف
وأنت ياعوبد الورد .. يا توأم روحي .. يا اللي المفروض نصي التاني .. مبتقدرش تاكل اكلي ..
طيب أبقى أشوفك بتاكل من اللي بعمله هتشوف أعمل فيك أيه......
بخطوه اقتربت منها تضيق بين عينيها قوست شفتيها لأسفل ومثلت الحزن وتابعت هجومها
وأنتي بالأخص يا أختي يلي معنديش أغلى منك .. اياك تكلميني تاني أبدا .. بدل ما تساعديني وتوقفى معايا ضدهم الاقيكى واخده صفهم .. افتكريها لما يبقى ليكي عازة
دبت بقدميها كالأطفال وبادلتهم نظرات تفاخر وزهو بحالها ثم خطت متجهه للمطبخ وأخرجت البيتزا والكيك الذى أعدتها........
صفقت بيديها وهتفت تحدث
نفسها بصوت مسموع
يالا يا دكتوره غمزه عشان تحتفلي بنفسك .. عشان اهلك بيسخروا منك ومن أكلك وهم أصلا كانوا نسيين....
وقبل أنت تنهى حديث نفسها قطع عليها لحظات تباهيها .. خروج أخواتها من أحد الغرف حاملين تورته كبيره مزخرفه بصوره لها التفوا حولها مسرورين بتذمرها الذى تحول لذهول وهم يصدحوا بأغاني عيد الميلاد.....
قفزت كالأطفال فرحه سعيده بالمفاجأه هاتفه بغبطه
انتم عملتوا كده عشاني..
أنا بحبكم جدا يا أحسن عيله في الدنيا......
جذبها أحمد وقام باحتضانها بحب أخوى قائلا
ياسلام أومال أنتى متخيله أيه يا مفعوصه أنتى .. دانتي فرحه البيت كله..
أخرج من جيب سترته هديتها واسترسل
جبتلك الهديه إلى كان نفسك فيها مفتاح الموتسكل اللى كنتى هتتجننى عليه .. مبروك عليكي يا احلى غمزه .. بس
متابعة القراءة