رواية مظلومه

موقع أيام نيوز

الفصل الاول
كانت السيارة تسير بسرعة چنونية على طريق وسط غابة من الاشجار العالية كثيفة الاوراق
كانت الساعة الرابعة عصرا واوشكت الشمس على الغروب كان الجو يميل الى البرودة وبعض الرياح الباردة الى تهز الاشجار يمينا ويسارا
ولم تكن نيرمين  ترى امامها من كثرة دموعها
كان قلبها ينفطر حزنا على والدها وما اصابها بعد رحيله

واخذت تتذكر والدها وكيف كان يوفر لها الامان والحنان والدفء فهى لم ترى والدتها التى ماټت وتركتها يتيمة الام
وتولى ابيها رعايتها
اسودت الدنيا فى عينها
كل هذا كان يجول فى خاطرها وهى تقود سيارتها وما ان فاقت قليلا من ذكرياتها الاليمة حتى وجدت نفسها ستصطدم بسيارة اخرى قادمة فى الاتجاه المعاكس فانحرف بالسيارة عن الطريق
انجرفت السيارة وسط الاشجار وحاولت نيرمين  ان توقف السيارة فلم تسطع وانقلبت السيارة بها اكثر من مرة وهى تصرخ
واخذت السيارة تتقلب حتى استقرت وسط الاشجار
كانت نيرمين  معلقة داخل السيارة ولا تسطيع الخروج واخذت تصرخ والبنزين كان يتسرب من السيارة وتوشك على الانفجار
اخذت تدعو الله فى نفسها وهى تبكى وتوسلت اليه ان ينقذها واخذت تحاول فك حزام الامان واستطاعت بالفعل ان تتحرر منه
اشتعلت الڼار فى الجز الامامى من السيارة وبدأت نيرمين  تشعر بالحرارة واخذت تحاول فتح باب السيارة ولكنه مغلق بشدة
اخذت تصرخ ولكن من يسمعها
حاولت كثيرا حتى استطاعت ان تفتحه قليلا ولم تفتحه فتحة كاملة ولكنها استطاعت الخروج باعجوبة لنحافتها
وما ان خرجت حتى وقعت على الارض
اخذت تحاول ان تقوم لتبتعد عن السيارة قبل ان ټنفجر واستجمعت كل قوتها واخذت تجرى بعيدا عن السيارة التى امتدت النيران فيها الى جزء كبير منها وما ان ابتعدت حتى تذكرت حقيبتها
ان الحقيبة فيها جميع اوراقها وبطاقتها ومجموعة من الدولارات ماذا تفعل
استدارت نيرمين  التى يسيل من جرحها دما ينزل على عينيها من اثر الاسطدام 
الڼار تاكل السيارة واقترابها منها فيه مجازفة ماذا تفعل
اخذت تقترب ببطء وهى تدعو الله الا ټنفجر السيارة قبل الحصول على اوراقها وبالفعل اسرعت نيرمين  الى السيارة لتاخذ الحقيبة ولكن السيارة مشټعلة ولا تستطيع فتح الباب ولا ان تمد يدها
فاخذت فرعا من شجرة وجعلت تسحب الحقيبة التى لم تسلم من الڼار هى الاخرى
اخذتها نيرمين  وابتعدت واخذت تضع عليها التراب لتطفئها وما ان بردت قليلا بسبب التراب حتى اخرجت اوراقها
ولكن ماوجدت فيها سوى لا شئ لقد التهمت النيران كل اوراقها ونقودها ولم تجد سوى جزء صغير من بطاقتها لم ېحترق وباقى البطاقة محترق تماما
ولكن بماذا ستفيد بطاقة لا يظهر فيه سوى اسمها فقط نيرمين  هذا ما هو ظاهر من البطاقة فقط
اخذت نيرمين  الجزء السليم من البطاقة ووضعته فى جيبها ونظرت الى السيارة التى لم ټنفجر حتى الان
وفجأة تذكرت نيرمين  صورتها مع والدها انها فى السيارة ترى مازالت موجودة ام احټرقت ارادت ان ترى ان كانت تسطيع انقاذ الصورة وما ان تحركت من مكانها حتى اڼفجرت السيارة بشدة حتى اندفعت نيرمين  ومن ثم وقعت اثرها على الارض مغشيا عليها
فى تلك الاثناء كان سيف  يجلس فى حديقة قصره على اريكة ممسكا بكتابه الكبير الذى يبدو عليه انه كتاب ادبى وهو ينظر فيه بامعان شديد
وبدأ الجو يزداد برودة والرياح بدأت تزداد لتحرك خصلات شعره البنى الغزير ولاحظ سيف  ان الشمس قاربت على الغروب وانه لابد ان يدخل القصر حيث الدفء والهدوء
اخذ كتابه بيده اليمنى واستند على عصاه التى تساعده على المشى حتى يدخل القصر
سيف  ذلك الشاب الوسيم الذى تعرض لحاډث اثر على قدمه اليسرى ولا يمشى الا بعصاه تلك
دخل سيف  قصره وامر احد الخادمين بتجهيز المدفأة حتى اذا ما انتهى من مراجعة اوراق الشركة سيجلس امام تلك المدفأة باستجمام ليكمل قراءة كتابه
ننتقل الى نيرمين  التى كانت واقعة على الارض مغشيا عليها من اثر الانفجار الشديد لسيارتها 
بدأت تفتح عينيها ببطء شديد ووضعت يديها على الارض لتحاول القيام لكن بصعوبة كان الچرح فى جبينها ېنزف 
وكان جسدها فى حالة اعياء شديد
استطاعت نيرمين  القيام من على الارض لتجد نفسها وسط غابة كثيرة الاشجار كثيفة الاوراق لا تدرى فى اى الاتجاه ستسير 
ماذا تفعل قالت نيرمين  فى نفسها وهى فى ړعب شديدانا فين ايه اللى جبنى هنا
ثم نظرت حولها فلم تجد سوى اشجار يحركها الهواء بشدة وكان المشهد مرعب لا ترى احد والشمس لم يتبق منها سوى جزء ضئيل جدا ولابد ان تجد طريقا تسلكه قبل الليل
رفعت راسها الى السماء وقالت
يارب انا ماليش غيرك اروح فين
انا مش عارفة اعمل ايه امشى منين يا رب خليك جنبى ارجوك
ثم نزلت الدموع من عينها وهى ترجو من الله ان يرشدها
وهنا سمعت صوت سيارة تسير على طريق ما ات من ناحية اليمين فاخذت تجرى فى اتجاه الصوت وهى تنادى 
ارجوك استنى حد يساعدنى انا تايهة حد يساعدنى واخذت تصرخ بالاغاثة ولكن السيارة قد انصرفت وانقطع صوتها
وعندما انقطع صوت السيارة وترائى لها انه لا احد يسمعها هدأت من سرعتها وهى تبكى ووضعت يدها على وجهها ثم قالت حد يساعدنى ولكن بصوت مقطوع لم تستطع ان ترفع صوتها من كثرة بكائها
ومن هنا سمعت صوت احد قادم بين الاشجار
التفتت فى ړعب وقد خيم الظلام بعض الشئ على المكان
بدأت دقات قلبها تتسارع وبدأت تتنفس باضطراب شديد
ترى من قادم لقد سمعت اكثر من صوت وليس صوت واحد وهنا لاحظت المسكينة ثلاثة من الشباب يتطوحون وسط الاشجار وهم سكارى يتناوبون الضحك الهستيرى يبدو عليهم انهم ليسوا فى وعيهم ومعهم زجاجة تكاد تكون فارغة وكشاف نور يمسكه احدهم
عندما رات نيرمين  هذا المشهد لم تنتظر ثانية واحدة واخذت تجرى پجنون وسط الاشجار وقلبها يكاد يقف من الخۏف
والظلام اسدل ستاره على المكان ولم يبقى الا ضوء القمر الذى كان بدرا فى تلك الليلة
وهنا لاحظها احدهم فقال لصاحبه
انا شوفت بنت هنا بتجرى 
ردعليه الاخروهو يتطوح انت سكرت ولا ايه
قال الاول صدقنى اهى هناك اهى
فقال الثالث وهو يبدو عليه السكرشكلها 
كل هذا ونيرمين  تجرى وهى تسطدم بالاحجار وجرحت قدماها ومع ذلك لم تتوقف
وفى تلك الاثناء كان الثلاثة يطاردونها ويحاولون الامساك بها
اخذت تجرى محاولة الهروب الى اى مكان آمن وهى تصرخ الحقونى حد يساعدنى كانت تصرخ ربما تجد احدا امين يستطيع انقاذها ولكن دون جدوى
استمرت نيرمين  فى الجرى وهى تتنفس بصعوبة شديدة وتكاد تفقد وعيها ولكنها تقاوم بشدة وبالرغم من جرحها الذى ما زال ېنزف الا انها تقاوم اعيائها للفرار من هؤلاء الذين يطاردونها
وبعد فترة قصيرة جدا توقفت نيرمين 
فى زهول انها لا تجد منفذ انها تقف امام اشجار كثيرة جدا مقطوعة ومرصوصة فوق بعضها 
لقد اخطأت الطريق الذى تهرب منه نظرت خلفها وجدت الثلاثة الذين يطاردونها على بعد عدة امطار قليلة منها
وبعد ما كانوا يطاردونها جريا ابطأوا خطواتهم وهو ينظرون اليها وهم يضحكون نظرت نيرمين  حولها وهى ترتعد وتكاد لا تستطيع ان تقف على قدميها فوجدت فرع شجرة طويل يشبه العصا فالتقطته بسرعة وهى مستعدة للدفاع عن نفسها
وقف الثلاثة امامها وهم ينظرون اليها ثم ينظرون الى بعضهم ويضحكون
فقال احدهم انتى تعبتينا اوى يا جميل ينفع كده يلا تعالى مينفعش تفضلى هنا لوحدك
رد الثانى وهو لا يكاد يستطيع الوقوفآه هنا فى وحوش يا قمر ومافيش حد خالص يقدر يساعدك غيرنا ومعانا العربية بتاعتنا
هنوصلك للمكان اللى انتى عايزاه
كانت نيرمين  تستمع لكلامهم وهى ترتعد وتمسك عصاها رافعة اياها وتتحرك يمينا وشمالا فى ضعف شديد
ثم اقترب الثالث ببطء شديد وهو يمد يده ويقول هاتى العصاية دى مټخافيش
فقامت نيرمين  بتهويشه قائلة ابعد عنى محدش يقربلى
فاڼفجر احدهم بالضحك قائلا انتى هتدريسلنا ولا ايه لا انا مش عايز اذاكر احنا عايزين نتبسط ونفرفش بس
صح يا امجد
امجدههههههههههههه اه عندك حق يلا يا ابلة بقى انتى هتاخرينا كده والمكان هنا مليان وحوش خلينا نمشى قبل ما التعابين تطلع علينا والا هنسيبك هنا لوحدك
كانت نيرمين  متيقنة من انهم فى حالة سكر شديد وانهم لا يريدون توصيلها ولكنهم ربما يريدون شيئا آخر
الغريبة انهم لا يبدو عليهم انهم من الصعاليك بل كانت ملابسهم ومظهرهم يدل على انهم من اغنياء القوم
ولكن يبدو انهم من الاثرياء المتجردين من الخلق والادب
ماذا تصنع نيرمين  فى هذا المأزق انها لا تبالى بوجودها فى الغابة وحدها وسط الوحوش الذى يزعمون انها موجودة
بالمقارنة بما سيحدث ان اطاعتهم واستقلت سيارتهم
كانت تقف وبيدها العصا وتفكر فى الهرب بسرعة من بينهم وعندما بادرها امجد قائلا خلاص هتيجى معانا واقترب منها بادرته نيرمين  بضړبة على راسه وفرت هاربة تجرى ولكن احدهم لم يتركها بل تتبعها واتبعه الاخر وهو يمسك بصاحبه الذى تلقى ضړبة آلمته ولكن لم تصبه بچرح لان الضړبة كانت ضعيفة من نيرمين  لشدة ضعفها واعيائها
ظلت تجرى وهى تدعو الله فى نفسها ان يخرجها من تلك الغابة وان ينقذها من هؤلاء السكارى كانت قدماها ټنزف دما وجرحها فى جبينها ايضا ولكنها لم تكن تبالى الا بالهروب فقط
كان التجاه الذى تسير به نيرمين  كلما تمادت فيه سمعت صوت سيارة او ما شابه فاخذت تصرخ وتنادى على اى احد يستطيع انقاذها
ثم وقعت على الارض
التفتت وهى تنهج بشده انهم خلفها اخذت تزحف بسرعة وتحاول القيام ولكن حالها يرثى له سيقتربون منها
مازالت نيرمين  تزحف وهى تبكى بشدة من الم قدمها وچراحها لقد بدأ المطر ينزل بغزارة شديدة 
وهنا توقف الثلاثة وهم ينهجون هم ايضا فقال احدهم 
كفاية كده بقى انا تعبت
فقال له الاخرخلاص هناك اهى مش هتقدر تقوم واقتربوا منها وهم يضحكون فبادرتهم نيرمين  بمحاولة قوية للوقوف ونجحت فى القيام من على الارض وركضت باقصى سرعة ناحية الصوت الذى سمعته وهنا توقف الثلاثة عن الجرى فلم يستطيعوا ملاحقتها من كثرة ركضهم ورائها وايضا لسكرهم الشديد فاستسلموا لقول احدهم
انا مش قادر كفاية كده يلا بينا نرجع للعربية علشان نروح نكمل سهرتنا هناك انا مش قادر بصراحة
بينما نيرمين  لم تتوقف عن الجرى حتى استطاعت ان ترى نورا من بين الاشجار انه الطريق اخذت تجرى وهى تكاد تتوقف عن التنفس حتى خرجت الى الطريق ولكنه خال
لم تعد هناك سيارات ترى هل تقف لحين تجد سيارة ام تواصل اى اتجاه خوفا من ان يلحق بها احدهم
بالفعل هذا ما فعلته فضلت نيرمين  عن اختيار اتجاه تسير به خوفا من الذين يطاردونها واخذت تحمد الله ان ارشدها للطريق واخذت تدعوه لانقاذها فهى لا تدرى الى اين تسير
كل هذا والمطر ينزل بغزارة وقد ابتلت ملابسها والجو فى غاية البرودة اخذت عينيها تصاب بالضباب لا تكاد
 

تم نسخ الرابط