رواية مظلومه

موقع أيام نيوز


قائلا
انتوا مش فاهمين اى حاجة
ثم استدار ليتركهم
نادت عليه ندى  قائلةياعمر  
استنى بس رايح فين
تركها ولم يرد عليها
كمال خلاص يا ندى  سبيه 
يلا يا جماعة نمشى وهو لما يهدى اكيد هيرجع وهيعرف اننا عملنا كل ده علشان مصلحته
كانت نيرمين  جالسة مع دادة فاطمة فى حديقة المستشفى بعد ان اتت لها دادة بالايس كريم فجلستا تستمتعا بآشعة الشمس الدافئة ونسيم الهواء يلاطف وجههما

نظرت نيرمين  الى دادة قائلةكده برده يا دادة 
كده تسيبينى مع الدكتور لوحدى وتخرجى 
هو ده وقت الايس كريم ما كنتى تجيبيه فى اى وقت تانى
دادةههههههه بصراحة مقدرتش اقاوم 
نفسى فيه اعمل ايه وعلى فكرة انا من صغرى وانا مدمنة ايس كريمولحد دلوقت ادينى عجزت اهو وبرده مدمنة ايس كريم
نيرمين هههههههه ضحكتينى يا دادة
المشكلة انك اشتاقتيله فى وقت انا مكونتش عايزاكى تسبينى فيه لوحدى
دادةالدكتور وليد محترم وكويس انتى اللى دايما بتتكسفى من اى حد يكلمك ولا يبصلك بصة 
عايزاكى تتجرأى كده شوية
نيرمين يا دادة
يا دادة انتى مشوفتيش كان بيبصلى ازاى 
وبعدين رايح جاى يعاكس فيا صحيح كلامه مدارى بس بيضايقنى
دادةمتكبريش الموضوع يا نيرمين  طب انا متأكده بقى ان اى مريضة بتيجى هنا اكيد بيقولها نفس الكلام اللى بيقولهولك يعنى بيرفع من حالتك المعنوية مش اكتر
تنهدت نيرمين  بضيق وهى تنظر الى الايس كريم الذى ساح على يدها فقالتايه ده انا ايدى اتبهدلت
دادةاهو انتى فضلتى ترغى لحد ما ساحت روحى اغسلى ايدك بقى وتعالى
نيرمين طب انتى قايمة ليه
دادةعلشان اوصلك انتى لسة تعبانة
نيرمين لا يا دادة خليكى انا بقيت كويسة الحمد لله 
انا هغسل ايدى وهاجى على طول
دادة طب انا مستنياكى متتأخريش
نيرمين  حاضر
ذهبت نيرمين  الى الحمام بينما ظلت دادة فى انتظارها
وقف التاكسى امام المستشفى ونزل منها عمر 
دخل من البوابة الكبرى للمستشفى ومر بالحديقة وهو متجه الى المبنى فلمح دادة فاطمة تجلس بعيدا احس فى بادئ الامر انه هويئ له فلما دقق النظر تأكد منها فاتجه اليها
اقبل عليها من الخلف قائلاازيك يا دادة
التفتت دادة فاطمة لتجده عمر  فوقفت وهى تنظر اليه بتعجب مصحوبا بالضيق قائلةعمر !!
انت ايه اللى جابك هناليك عين تيجى هنا بعد اللى عملته
عمر  بصوت هادئليكى حق تقولى كده واكتر كمان بس عايزك تسمعينى الاول وبعد كده هسيبك تقولى اللى انتى عايزاه
دادةنيرمين  لو جت وشافتك هنا ممكن يجرالها حاجة انا مصدقت اخرجها من الحالة اللى كانت فيها
عمر انا مش عايز منها اى حاجة غير انها تسامحنى على اللى عملته فيها انا بعترف انى كنت ندل وانانى ومبفكرش غير فى نفسى وبسارجوكى يا دادة عرفيها انى مش جاى علشان ارجعها ليا ولا جاى أأذيها انا جاى اطلب منها تسامحنى
دادة بعد ايه 
انت دمرتها حرام عليك هى كانت عملتلك ايه
كل ده علشان مرضيتش تخون خطيبها
تقوم تلفقلها الحاجات دى كلها وتوقع بينها وبين سيف  
عمر  طب ممكن تقعدى ميصحش كده الناس بتتفرج علينا
جلست دادة وهى تنظر اليه بضيق وجلس عمر  امامها
اخفض عمر  رأسه لاسفل لحظات ثم قالهى حكتلك على كل حاجة
دادةفى الاول مكنتش راضية تقولى بس بعد ما ألحيت عليها حكتلى كل اللى حصل وخصوصا بعد ما عمك جه سمعها الكلمتين اياهم كانت ناقصاه هو كمان جاى يكمل عليها
عمر والله العظيم يا دادة انا ما كونت اعرف ان عمى جه من السفر اصلا ولو كنت اعرف انه هيعمل كده مكونتش وافقت
حتى اسألى الاستاذ علاء اللى كان بيترافع عنى هيقولك انى رفضت انه يتعرض لنيرمين  وطلبت منه ميضايقهاش
دادةحتى لو كلامك صح كفاية انك اڠتصبتها دى لوحدها چريمة المفروض تقضى بقية حياتك فى السچن بسببها
عمر ماهو ده الموضوع اللى انا جاى علشانه
انا ما قربتش لنرمين
صدقينى يا دادة انا كل اللى عملته انى اوهمتها بكده بس علشان توافق على جوازها منى ومتفكرش تهرب تانى
لكن والله العظيم ما لمستها
تغيرت نظرة دادة اليه وانتبهت اكثر فقالتازاى الكلام ده!!
عمر زى ما بقولك كده
انا فعلا حطتلها منوم فى العصير وشربتهولها وفى اليوم ده كنت ناوى فعلا انى اخد منها اللى انا عاوزه بس مقدرتش 
صعبت عليا وحسيت انها متستاهلش انى اعمل فيها كده
كانت نيرمين  قد انتهت من غسل يديها وهندمة نفسها وخرجت لتكمل حديثها مع دادة ولكنها تفاجأت بجلوس عمر  معها
فتحت عينيها من اثر الصدمة وابتلعت ريقها پخوف وتذكرت حينها كل لحظة الم مرت بها وهى تحت قبضته
فتراجعت للخلف واسرعت الى غرفتها
فى الحديقة
دادةانا مش داخل دماغى الكلام اللى انت بتقوله ده معقول متكونش لمستها وهى تحت ايدك وفاقدة الوعى كمان 
عمر مستغربة ليه يا دادة نيرمين  كانت قريبة من ربنا على طول واكيد ربنا عمل كده علشان يحميها منى انا لحد دلوقت مش عارف ازاى انا مقربتلهاش مع انى كنت ھموت عليها
دادةلو كلامك صح ازاى الموضوع ده دخل على نيرمين  وصدقته
عمر ماهو انا حبكت الموضوع كويس اوى
علشان لما تصحى تفتكر انى عملت حاجة
وخليت فى اثر ډم على السرير علشان تصدق ان فى حاجة حصلت
طبعا مش هينفع احكى التفاصيل كلها علشان ميصحش 
ولو انتى مش مصدقانى ممكن تخليها تكشف وساعتها هتتأكد انها لسة بنت
دادة وآثار البهجة على وجههالو الموضوع اللى انت بتقوله ده صحيح
دى هتفرح اوى مش هى بس 
سيف  كمان هيفرح انا مش عارفة اقول ايه الفرحة مش سيعانى
عمر يعنى هتتوسطيلى عندها وتخليها تسامحنى
دادةانا مش هقدر اوعدك بحاجة كل اللى اقدر اعمله انى هقولها الخبر الحلو ده وهى حرة بقى عايزة تسامحك ماشى مش عايزة يبقى انا ماليش دخل بالموضوع ده
عمر طب ممكن اتكلم معاها
عايز ابلغها الخبر ده بنفسى 
نفسى اشوف الفرحة فى عنيها علشان احس انى عملتلها حاجة حلوة
دادةانا مش عارفة هى اتأخرت كده ليه
انا هقوم اشوفها
ذهبت دادة الى الحمامات واخذت تتفقده فلم تجدها هناك فذهبت الى غرفتها ربما تكون قد ذهبت اليها
دخلت الغرفة فلم تجدها فاحست بالقلق الشديد 
لمحت ورقة موضوعه على السرير كأنه جواب فالتقطته وقلبها يضطرب فقرأت مافيه
حبيبتى دادة
انا عارفة انك لما تقرأى الجواب ده هتزعلى منى اوى
بس انا عايزاكى تسامحينى لانى مش هقدر افضل هنا بعد ماشوفت 
عمر  قاعد معاكى فى الجنينة 
وانتى عارفة كويس ان كل المصاېب اللى انا فيها دى بسببه 
انا مقدرش اعيش فى اى مكان يربطنى بالبنى آدم ده 
انا تعبت اوى يا دادة ومعونتش قادرة استحمل انا خلاص هخرج من المستشفى ومعونتش هوريكوا وشى تانىارجوكى يا دادة لو بتحبينى متدوريش عليا ولا تخلى سيف  يدور عليا انا مش عايزة حد فيكوا يعرف مكانى
ولو عمر  وسيف  عايزنى اسامحهم يبقى يسبونى فى حالى وميحاولوش يعرفوا انا فين
استودعكى الله يا اجمل دادة فى الدنيا
اخفضت دادة الورقة وعينيها تدمعان بشدة وهى تقولليه كده بس يا نيرمين  لو كنتى استنيتى شوية
خرجت دادة من الغرفة وهى تنظر يمينا ويسارا ربما تلحقها
خرجت من المبنى وسط الحديقة وهى تنظر فى جميع الاتجاهات بارتباك
اتاها عمر  قائلافى ايه يا دادة
انتى بتتلفتى كده ليه
اعطته الورقة وهى تبكى قائلةخد اقرا الجواب ده 
اخذه عمر  وقرأه فاخفض الجواب وهو يشعر بالالم 
نظر الى دادة قائلامتقلقيش يا دادة انا هلاقيها اكيد ملحقتش تبعد عن هنا
خرج عمر  من البوابة المؤدية للطريق واخذ يتفقد الطريق ربما يلحق بها
تفقد الاماكن المحيطة جيدا ولكنه لم يجدها
اخرج هاتفه واتصل على سيف  ولكن هاتفه كان مغلقا
فاتصل بالاستاذ مجدى ليسأله عليه
كانت سلمى  جالسة على حافة حمام السباحة وهى تستند للخلف وهى ترتدى نظارتها الشمسية واخذت تتنفس باسترخاء وهى تضع سماعات فى اذنها تستمع لموسيقى هادئة 
جاءتها والدتها من الخلف ونزعات السماعة من اذنها قائلةعايزة اتكلم معاكى
سلمى اتفضلى يا مامى 
انا سامعاكى
سوسن عايزاكى تنتبهى ليا وانا بكلمك شيلى الزفت ده من ودانك
نزعت سلمى  السماعات وهى تشعر بالسأم وقالتفى ايه يا مامى
سوسن احنا لازم نرجع انا خلاص مبقتش طايقة اقعد هنا
سلمى حاضر هنرجع
سوسن يعنى هتيجى معايا
سلمى طبعا هاجى بس استنى كده كام يوم على ما ارتب حاجة كده فى دماغى
سوسن تاااااانى رجعنا للكلام ده تانى
سلمى لا يا مامى متخليش دماغك تروح لبعيد
انا فعلا محتاجة كام يوم فى حاجة عايزة اعملها قبل ما امشى
وبعد كده هنسافر ومش هنيجى هنا تانى
اخيرا فتح سيف  هاتفه بعد ان اغلقه طيلة هذه المدة التى غاب فيها عن الانظار 
فجاءه اتصال من الاستاذ مجدي مدير الشئون القانونية للشركة 
رد عليه سيف  ببرودالو!!
مجدىانت فين يا سيف  بيه لازم حضرتك تحضر حالا
سيف خير يا مجدى ايه اللى حصل
مجدىيا سيف  بيه فى مستندات متأخرة بقالها فترة ومحتاجة تعتمد من حضرتك وعمالين نتصل على حضرتك بقالنا كام يوم وتلفونك مقفول
سيف طيب طيب
انا هاجى
مجدىنسيت ابارك لحضرتك عمر  بيه طلع براءة
الجرايد كلها ناشرة الخبر
تطاير الشړ من عيون سيف  وهو يقولانت متأكد من الكلام ده
مجدىطبعا يا سيف  بيه متأكد
اتصل بيا من شوية وسأل على حضرتك وقال انه عايزك ضرورى وهييجى على الشركة دلوقت
يارب تكون النفوس بينكوا صفيت والمية ترجع لمجاريها
اخفض سيف  الهاتف وهو ينظر امامه پغضب
بينما ظل مجدى يرددألو!!
الو!!
سيف  بيه!!
سيف  بيه!!
زم شفتيه متعجبا ثم اغلق الهاتف
اما سيف  فأمسك بسلاحھ وتفقد الړصاص المحشو بداخله ثم وضعه بين ملابسه واخذ مفتاح سيارته وانصرف ليستقل سيارته متجها الى الشركة
وصل عمر  قبله الى الشركة فسأل على سيف  ربما يكون قد حضر ولكنه لم يجده
جاءه الاستاذ مجدى وسلم عليه وبارك له خروجه من السچن وبارك له جميع العاملين
ثم انصرفوا جميعا وتبقى معه الاستاذ مجدى واخبره ان سيف  مؤخرا اصر على فض الشراكة بينه وبين عمر  وانه حاول ان يقنعه لكن هذه المرة سيف  مصر على رأيه
وكان معه الاوراق والمستندات الخاصة بعقد الشراكة فقال له
انا مجهز كل حاجة لو حضرتك موافق تمضى وتخلص الموضوع مافيش مانع ولو شايف اننا نستنى شوية يمكن حضرتك تقدر تقنعه فده افضل لانى شايف ان وجودك فى الشركة مكسب لينا ولو انت سيبت الشركة هتبقى خسارة كبيرة اوى
ابتسم له عمر  بحزن قائلالا يا استاذ مجدى انا هعمل اللى سيف  عاوزه المرة دى مش زى اى مرة وانا مش هعاندوا وافضل موجود فى الشركة وانا عارف انه مش عايزنى فيها
امسك عمر  بالمستندات واعتمدها لتنفض شراكته بسيف  بعد مدة عمل دامت بينهما لفترة طويلة وكانت مكللة بالنجاح بفضل تعاونهما المستمر كيد واحدة
تنهد عمر  پألم لانه سيف ارق تلك الشركة التى ساهم فى تكبيرها مع سيف  يدا بيد وظل يتذكر اللحظات الجميلة التى قضاها مع احب واقرب انسان الى قلبه انه سيف  الاخ الحنون والقلب الطيب 
ولكنه خسر كل ذلك لحماقته وانانيته 
نظر اليه مجدى بحزن قائلاانا كان نفسى ده ميحصلش 
انا مش عارف انت بعد ما تمشى الشركة دى هتقف على رجليها ازاى
عمر  بابتسامة حزينةسيف  قدها يا استاذ مجدى ومش انا بس اللى وقفت الشركة وكبرتها سيف  كمان بعقله وذكاءه وكفاءته قدر يخليها من اكبرالشركات الموجودة
 

تم نسخ الرابط