رواية مقيد بأكاذيبها بقلم هدير نور
المحتويات
بتردد و هي تشعر بالقلق من كلماته تلك
بس بس يا توفيق
قاطعها توفيق و هو يغير من لهجته الحادة معها و يتبع اسلوبه اللين الذي يستخدمه دائما عندما يرغب باقناعها بفعل شئ ما
يا هاجر انتي عارفة اني بحبك قد ايه و مش هستحمل ان حاجة تفرقنا عن بعض اخوكى لو عرف باللي حصل مش بعيد ېقتلني
همست هاجر بلهفة و قد ارعبتها تلك الفكرة
بس صدفة مش هتقدر تقول لراجح حاجة هتخاف
غمغم بخبث و هو يعلم جيدا كيف ستتأثر بكلماته تلك
لا طبعا ممكن تقول لراجح على كل حاجة خصوصا لما اجى اتقدملك و اطلبك للجواز تفتكري هتسكت
شحب وجهها فور سماعها ذلك و
هى تدرك ان هذا ما سيحدث بالفعل فصدفة لن تصمت اذا تقدم توفيق لخطبتها سترفض علاقتها به بسبب فرق السن الكبير بينهم
ابتلعت الغصة التى كانت تسد حلقها قبل ان تهمس بصوت منخفض
مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شدة الخۏف مما هي مقبلة عليه
عايز تعمل ايه و انا معاك
ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتى توفيق و الانتصار يلتمع بعينيه فبموافقتها تلك سوف يحقق هدفين في ذات الوقت
بعد مرور اسبوعين
كانت صدفة و راجح يجلسون بطاولة الطعام بمنزل والدى راجح مع باقي العائلة حيث قامت نعمات بدعوتهم مبدية رغبتها بلم شمل اولادها على طاولة واحدة بالبداية رفض راجح لكنها اصرت عليه بالحضور واخبرته ان لم يحضر فسوف تلغى العشاء و لن تقيمه مما جعله يوافق بالنهاية حتى لا يتسبب باحزانها
اخذت عينيه التى كانت تلتمع بالشغف تمر عليها متأملا ادق تفاصيلها غافلا عن جميع الجالسين بالطاولة حيث كان انتباهه مسلط عليها وحدها فقد اصبح عالمه ينحصر بها هى فقط هي منبع فرحته الوحيد بهذا العالم فقبل ان يتزوجها كانت حياته ليس بها اى شئ يثير حماسه او فرحته فقد كان يصب كامل اهتمامه على العمل و عند انتهائه منه يعود للمنزل للنوم لكن منذ ان دخلت هى حياته غيرت كل شئ بثت السعادة بحياته و بقلبه العاشق لها
في ايه بتبصلى كده ليه !
ابتسم قائلا وهو لا يزال ينظر اليها بنظراته الممتلئة بالاعجاب
مش عارف حاسك احلويتى بزيادة اليومين دول
احلويت ازاى !
اجابها و عينيه تلتمع بالشغف و هو يتأمل باعجاب
واضح وجهها الذى اصبح اكثر امتلاء من قبل و وجنتيها المشعتين بالحمرة
وشك بقي منور اكتر
ارجعت صدفة رأسها للخلف بعيدا عنه هاتفة بحدة وهى تقطب حاجبيها پغضب
اهاااا قصدك انى تخنت يعنى و بقيت فشلة
امسك بيدها من اسفل الطاولة يشبك اصابعهم ببعضها البعض قبل ان يهمهم بصوت منخفض
يا هبلة يخربيت دماغك
نزعت يدها من يده مشيحه بوجهها بعيدا و هى لازالت
مقطبة مغمغمة پغضب
لا انا فاهمة قصدك كويس انت عايز توصلي اني تخنت بس بطريقة كويسة
لتكمل بعصبية مصطعنة وهى لازالت تشيح وجهها بعيدا و هى تتصنع الڠضب فقد كانت تعلم مقصده لكنها كانت تستفزه
عمتا يا سيدي انا هعمل رچيم و اخسس نفسى
قاطعها راجح بحدة و عينيه تشتعل بنيران حاړقة
رچيم ايه يا ام يا رچيم ده
همست پخوف بينما تحاول نزع يده من حولها لكنها لم تستطع
شيل ايدك يا راجح انت بتعمل ايه
همس بالقرب من اذنها بصوت اجش غاضب
عارفة لو جرام واحد منك بس نقص عليا النعمة يا صدفة ما هرحمك و الكيلو اللى هتخسيه هخليكى تتخنى مكانه 5 كيلو
زفرت
صدفة بحنق مصطنع مبعدة يده بحدة بينما تحاول ان تخبئ الابتسامة المرتسمة على شفتيها
هو بمزاجك هعمل اللى عايزاه وزربنى هتعمل ايه
هتف بحدة بينما يديرها نحوه
ما تتعدلى في كلامك يا بت في ايه مالك
لكنه قطع جملته عندما رأي الابتسامة المرتسمة علي شفتيها بينما تتلاعب بحاجبها قائلة بمرح بينما عينيها تلتمع بشقاوة و عبث
اهدى اعصابك يا باشا
زفر راجح قائلا پغضب
بتشتغليني
اتسعت ابتسامتها مطلقة ضحكة منخفضة عندما رأت التعبير الغاضب و المنصدم المرتسم علي وجهه لكن فور سماعه ضحكتها تلك اختفى غضبه على الفور و ابتسم لها قائلا بعجز حقيقي
طيب اعمل ايه في حلاوة اهلك اللي هتجنني دي قوليلى
امسكت صدفة بيده من اسفل الطاولة تضغط عليها برفق و قلبها يعصف بداخلها من شدة حبها و عشقها له
كان عابد جالسا يتابع تهامسهم و ضحكهم هذا باعين تلتمع بالڠضب و السخط فقد كان مشاهدته لسعادتهم الواضحة تزعجه بلا تشعل نيران الڠضب بداخله اشاح عينيه بعيدا عنهم محاولا التحكم بغضبه
و يشغل نفسه بالتحدث الي نعمات التي كانت تجلس بجانبه محاولا تجاهلهم
بينما شعرت مايا الجالسو بجانب خطيبها بالغيرة من تقاربهم هذا لتبدأ بالتحدث الي مروان و الضحك بصوت مرتفع مبالغ به
همست صدفة باذن راجح و هى تتابع باعين متسعة ضحك مايا العالى المبالغ به و حديثها الصاخب
هي بتعمل كده ليه !
اجابها راجح و هو يلقي نظرة علي شقيقه
سيبك منها الله يكون في عون مروان و الله دي هتطلع عينه
همست له بشقاوة بينما تضغط بيدها على يده التي لا تزال
زي ما انا مطلعة عينك كده يا رجوحتى
ابتسم قائلا و هو يمرر اصبعه ببطئ براحة يدها
انتى !! لا انتي حاجة تانية يا مهلبية انتى مفيش زيك مطلعة عينى اها بس على قلبي زي العسل
توقف قليلا قبل ان يكمل
لا عسل ايه بس على قلبي زى المهلبية يا مهلبية
مما جعلها تضحك بصوت منخفض لكن اثار هذا المشهد ڠضب عابد الذي لم يعد
يستطع التحكم في اعصابه اكثر من ذلك عندما سمع راجح يضحك هو الاخر علي شئ قالته له زوجته مما جعله يهتف بقسۏة وهو يضرب بيده طاولة الطعام
ما كفاية بقي مسخرة وقلة ادب انت و هى
استدار اليه كلا من صدفة و راجح فور سماعهم هاتفه الحاد هذا ظننا منهم انه يتحدث الي مايا التي كانت تضحك بصوت صاخب رنان لكن قطب راجح حاجبيه فور ان رأه يتطلع اليه هو و صدفة بنظرات ممتلئة بالڠضب
انت تقصد مين
اجابه عابد بقسۏة و فظاظة و الغل يملئ قلبه
هكون اقصد مين اقصدك انت يا خويا انت و السينايورا بتاعتك
قاطعته نعمات بحدة التي تدخلت فور ان رأت وجه راجح يتصلب بالڠضب
جرى ايه يا عابد هو مفيش غير راجح و مراته اللي بيضحكوا
لتكمل وهي تشير نحو مايا و مروان
ما مروان و مايا بيضحكوا من ساعتها لو عايز تتكلم اتكلم علي الكل
زمجر عابد بصوت مخيف مظلم و تعبيرات ۏحشية على وجهه
و انتى مالك و مال مروان بعدين انتى ايه حكايتك بالظبط من يومك بتيجى علي عيالك علشانه وتبقيه عليهم ماسك علينا ذله مثلا بطبليله ليه
اغمض راجح عينيه بقوة معتصرا قبضتيه و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يحاول التحكم في غضبه قبل ان ينتفض واقفا يجذب صدفة معه مغادرا الطاولة
امسكت صدفة بيده محاولة تهدئته عندما رأت تحفز عضلات صدره والتي كانت تشير بانه علي حافة غضبه تشددت يده على يدها بينما يتجه بها الي
الخارج
لحقت بهم نعمات تقبض على ذراع راجح قائلة بتوسل
وحياة امك عندك ما تزعل حقك عليا انا يا ضنايا
التف اليها راجح و هو يغصب شفتيه علي رسم ابتسامة حتي يهدأ من حزن والدته
مش زعلان ياما متخفيش
ربتت علي صدرها هامسة بصوت لاهث مخټنق بالبكاء
طيب تعالي ارجع كمل اكلك انت ماكلتش حاجة
ربت
راجح على ظهرها قائلا بهدوأ يعاكس ما يعتلى بداخله
معلش ياما هطلع انام علشان عندى شغل بدرى انتى عارفة و كده احسن بدل ما نمسك في بعض
همست نعمات پبكاء مرير
حقك علي
يا نور عيني
تصبحي على خير ياما
ربتت على ظهره هامسة بحنان
و انت من اهل الخير يا عين و قلب امك
ثم وقفت تراقبه و هو يغادر ممسكا بيد زوجته وعينيها ممتلئة بدموع مريرة هامسة پألم
منك لله يا عابد ربنا يعكنن عليك زي ما عكننت عليه يا بعيد
ثم اتجهت الى غرفتها رافضة العودة الي طاولة الطعام و الجلوس معه بعد ما فعله
فور دخولهم الي شقتهم الخاصة اتجه راجح مباشرة الي غرفة النوم حيث قام بتبديل ملابسه ثم استلقي على الفراش بوجه متجهم مرتسم عليه الحزن و الضيق
وقفت صدفة تراقبه و هى تشعر بقبضة تعتصر قلبها لا تستحمل حزنه او ألمه اتجهت نحوه جالسة على عقبيها على الارض بجانب الفراش مررت يدها بحنان بشعره مقبلة جبينه بحنان ليفتح عينيه ويلتقي بعينيها ينظر اليها بحنان مه هامسة بصوت مرتجف محاولة مراضته
عندى محشي و بط في التلاجة هقوم اسخنهم علشان تكمل اكلك
ابتسم لها برفق قائلا و يده مستمرة بتحسس خدها بحنان
مش جعان ياحبيبتى
كل اللي عايزه بس ان
هامسة بصوت مخټنق
مش عايزاك تزعل علشان خاطرى انا خاېفة عليك
لتكمل كاذبة و هي تحاول ان تخفف من حزنه و من حدة الموقف عليه
انت عارف ابوك دمه حامى و بيقعد يزعق علي الفاضي و المليان لكن مش بيبقي قصده حاجة
اجابها راجح بصوت منخفض
مش زعلان منه
مش زعلان منه و لا يفرق معايا لا هو و لا غيره
صمت للحظة قبل ان يتابع بصوت اجش
انتى الوحيدة اللى تفرقي معايا يا صدفة و انتى الوحيدة اللي تقدرى تجرحنى و تكسرينى انتي بقيتي حياتي كلها مقدرش اعيش من غيرك
اخذت نفسا طويلا مرتجفا قبل ان تهمس بصوت ممتلئ بالوعد
و انا عمرى ما اتسبب في أذيتك ده انت الروح و القلب يا راجح العوض اللي ربنا رزقني بيه و لو طولت اشيلك في عينيا هشيلك
اخذت ضربات قلبه تزداد بشدة تأثرا بكلماتها تلك
نهاية الفصل
الفصل التاسع عشر
بعد مرور اسبوع
كانت صدفة جالسة تشاهد التلفاز عندما سمعت طرق على الباب مما جعلها تنهض و تفتحه بعد ان وضعت طرحة على رأسها لتجد هاجر هى من بالباب ابتسمت لها قائلة بمرح بينما تدلف الى الداخل
ايه ياختى كل ده علشان تفتحى الباب لازم تلبسي الطرحة يعنى
اجابتها صدفة بينما تغلق باب الشقة خلفها
طبعا لازم البس الطرحة انت عايزة اخوكى يقتلنى
دلفت هاجر الى غرفة الاستقبال و هى تغمغم
في حياتى كلها مشوفتش واحد بيغير على مراته زى راجح
لتكمل و هى ترتمى جالسة على الاريكة
عمرى ما كنت اتخيل ان راجح يبقي بالشكل الصعب ده
جلست صدفة بجانبها قائلة بنبرة حادة يتخللها الحماية
صعب ليه يا ختى ماله ان شاء الله
ضحكت هاجر قائلة بمرح
حيلك حيلك اهدى مش قصدى حاجة و حشة بعدين ياختى ده اخويا قبل ما يكون جوزك
لتكمل و هى تستدير الي صدفة
اقصد انه طول عمره باله طويل و كان من الصعب حاجة تنرفزه حتى في خناقته مع بابا كان بيبقي هادى كده و عاقل لكن من بعد ما اتجوزك حاله اتشقلب بقي اللي يجى جنبك و لا يكلمك بس يقلب زى الغول و مبقاش بيسكت لحد
غمغمت صدفة مبتسمة بهيام
بيغير عليا
هتفت هاجر و هى تغمز بعينها
ايوة يا عم
قاطعتها صدفة وهى تلوح بيدها
ياختي اتنيلي انا ساعات بخاف من غيرته دي خاېفة في مرة تقلب بغم راجح لما بيغير مبيفكرش و لا بيسمع حاجة
تنهدت هاجر مغمغمة بهيام و هي تتلاعب بخصلات شعرها
و ايه يعني طيب يا رب يرزقني بواحد زيه يغير عليا كده
تابعت و هي تجذب الحقيبة التي قد اتت بها من الخارج
صحيح كنت هنسى
لتكمل وهي تخرج لفافة صغيرة من الحقيبة و سلمتها لصدفة
شوفي جيبتلك ايه
فتحت صدفة اللفافة لتجد بداخلها فستان رائع باللون الاسود همست صدفة بارتباك
ايه ده يا هاجر !
اجابتها هاجر و هي ترسم ابتسامة مرتبكة علي شفتيها
دي يا ستي هدية مني كنت بشتري شوية حاجات في جهازي فجبتلك ده معايا
غمغمت صدفة بارتباك و هي تنظر بارتباك الي الفستان الذي بين يديها
بس ايه لازمته تكلفي نفسك
اقتربت منها هاجر تحيطها بذراعيها قائلة بلطف
تكلفة ايه بس مش احنا بقينا اصحاب و اخوات بعدين يا ستي اعتبريها هدية جوازك انا مجبتلكيش حاجة خالص
ضمتها صدفة مغمغة بفرح و امتنان
تسلميلي يا هاجر ربنا يعلم ان انا بعتبرك اختي الصغيرة
ربتت هاجر علي ظهرها و هي تشعر بغصة مما تفعله بها لكنها لن تستطع التخلي عن توفيق حتي و لو من أجلها ابتعدت عن صدفة قائلة بتحذير بينما تشير الي القميص
بس و نبي اوعي تقولي لراجح ان انا اللي جبتهولك هتكسف انه يعرف انى جبتلك حاجة زى دى قولي ان ماما اللي جابته ليكى هي كده كده كانت معايا و انا بشتريه ليكي
اومأت صدفة برأسها و هي تعيد وضع الفستان في الحقيبة
متخفيش مش هقوله
لتكمل بتجهم هى تقطب حاجبيها في قلق واضح
بس مقولتليش اعمل ايه في حوار حساب الفيس راجح كل شويه يقولي ابعتيلى طلب صداقة و انتي عارفة انا لا ليا في الفيس و لا نيلة ولا فاهمة حاجة اصلا و خايقة يعرف و يكتشف موضوع انى مبعرفش لا اقرا و لا اكتب
ربتت هاجر على ساقها قائلة بثقة
متخفيش لقيتلك حل احنا مش هينفع نعمل اكونت جديد لان راجح اكيد هيكتشف ان انتى لسه عملاه لما تبعتيله ادد علشان كده انا كان عندى اكونت قديم كان اكونت فيك كنت بدخل منه لجروبات بنات كد كان بنا مشاكل فكنت بدخل اعرف منه
بيعملوا ايه فانا هدهولك هغير الاسم بس لأسمك و يبقى كأنه بتاعك و من زمان
همست صدفة بارتباك و عقلها لا يستوعب ما تتحدث عنه
اعملى اللي شايفاه صح يا هاجر انا مش فاهمة حاجة من اللى بتقوليها
فين تليفونك يا صدفة !
غمغمت هاجر بينما تبحث بعينيها فوق الطاولة نهضت صدفة قائلة بينما تشير الي غرفة النوم
في الدرج جوا مبطلعهوش الا قدام راجح
بقعد مسكاه كام دقيقة قدامه و اعمل نفسى بقلب فيه علشان ميسألنيش مبستعملوش ليه
انهت جملتها من ثم ذهبت لكى تحضره بينما
متابعة القراءة